السلام عليكم ورحمة الله وبركته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي))(
).
((...وَاجْبُرْنِي، وَارْفَعْنِي))(
).
الشرح:
قوله: ((اللَّهم اغفر لي)): سؤال اللَّه المغفرة، وهو محو الذنوب، وسترها عن الناس.
قوله: ((وارحمني)): أي تعطَّف عليَّ، ففيه سؤال اللَّه الرحمة التي تقتضي توالي الخيرات والبر واﻹحسان والنعم، ففي المغفرة يأمن العبد من كل مرهوب، وفي سؤال الرحمة يفوز العبد بكلّ مرغوب.
قوله: ((وعافني)): أي سلّمني من جميع اﻵفات، والفتن، والنجاة من البﻼيا والمحن في الدين والدنيا واﻵخرة.
قوله: ((وارزقني)): أعطني ما ينفعني عطاءً واسعاً بما يغنيني عن سواك، من الرزق الحﻼل أستعين به على القيام بالتكاليف المطلوبة من اﻹنفاق على اﻷهل، والولد، والفقير وغير ذلك، سأل الرزق الذي تقوم به اﻷبدان، ثم سأل ما به قوام اﻷرواح، وارزقني العلم واﻹيمان واليقين، وهذا اﻷخير أفضل أنواع الرزق الذي يعود نفعه على العبد في الدنيا واﻵخرة، كما كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ((...وارزقني علماً تنفعني به))(
).
قوله: ((واهدني)): أرشدني ووفقني للحق الذي الصﻼح فيه الحال، والمآل حتى أتوصَّل به إلى أبواب السعادة في الدنيا واﻵخرة؛ فإن الهداية هديتان: كما سبق هداية علم وبيان، وهداية توفيق ورشد، فالعبد يسألهما ربه عز وجل
قوله صلى الله عليه وسلم ((هؤﻻء تجمع لك دنياك وآخرتك)): أي تجمع لك كل الخيرات التي تطلبها في دنياك وآخرتك، وتتضمن الوقاية من كل شر فيهما.
قوله صلى الله عليه وسلم ((اجبرني)) أن يجبره لما فيه سدّ حاجته، وأن يردَّ عليه ما ذهب من خير، وأن يعوّضه، ويصلح ما نقص منه، فإن من أسمائه تعالى ((الجبار))، ((ومن معانيه الجليلة: الذي يجبر الضعيف والكسير، ويغني الفقير، وييسّر كل عسير))(
)، فعندما يدعو العبد به ينبغي أن يستحضر هذه المعاني الجليلة.
قوله: ((وارفعني)) أن يرفع قدره في الدنيا واﻵخرة؛ لحذفه المفعول الذي يفيد العموم، ففي الدنيا من رفع المكانة من الثناء الحسن، والقبول عند الناس، والرفعة في العلم والقدر، وفي اﻵخرة في الدرجات العُﻼ في أعالي الجنان.
_________
ﺑﻨﺎﺕ ﻧﺼﻴﺢ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺣﻠﻮ ﺍﻧﺎ ﺍﻗﻮﻟﻪ ﺩﺍﻳﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺠﺪﺗﻴﻦ ﻻﻧﻪ ﻳﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ..ﻻﺗﻨﺴﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﺩﻋﻮﺗﻜﻢ
________________________________
() مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة واﻻستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم 2696، ورقم 2697، وفي رواية لمسلم: ((فإن هؤﻻء تجمع لك دنياك وآخرتك))، وفي سنن أبي داود، كتاب الصﻼة، باب الدعاء بين السجدتين، برقم 850: قال: ((فلما ولَّى اﻷعرابي قال النبي r: ((لقد مﻸ يديه من الخير)).
() الترمذي، كتاب الصﻼة، باب ما يقول بين السجدتين، برقم 284، وابن ماجه، أبواب إقامة الصلوات، باب ما يقول بين السجدتين، برقم 898، والحاكم، 1/ 271، صحيح ابن ماجه، 1/ 148، وصحيح الترمذي، 1/ 90.
() أخرجه النسائي في السنن الكبرى، كتاب اﻻستعاذة، اﻻستعاذة من علم ﻻ ينفع، برقم7808، والحاكم، 1/510، والبيهقي في الدعوات الكبير، 157- 158، والطبراني في الدعاء، برقم1405، وصححه اﻷلباني في سلسلة اﻷحاديث الصحيحة، برقم 3151.
() الحق الواضح، ص 77 .
ضياءالقمرs @dyaaaalkmrs
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
flowerhopeandfaith
•
جزاك الله خير اختي
الصفحة الأخيرة