** المُحبّة للخير **
جزاك المولى خير الجزاء جعله الله تبارك وتعالى في ميزان حسناتك
جزاك المولى خير الجزاء جعله الله تبارك وتعالى في ميزان حسناتك
الإسم الثاني ... (( الملـــــــــــك )) ..

(( الجزء الأول )) ...

ملك الشيء أي حازه وانفرد باستعماله والانتفاع به أو التصرف فيه. والاسم مالك .. وأملكه الشيء أو ملكه الشيء أي جعله ملكاً له .. وتملك الشيء أي امتلكه. (( والملك )) بفتح الميم واللام هو واحد الملائكة ، وهو جنس من خلق الله تعالى نوراني لطيف كجبريل وعزرائيل . أما (الملك) بفتح الميم وكسر اللام فهو اسم من أسماء الله الحسنى .. وهو يعني ذو الملك وصاحب التصرف فيما يملك بجميع الوجوه ما علمناه منها وما لم نعلم .

حين يملك الإنسان شيئا يقال له مالك .. ولكن ملكه محدود بحدود ما ملكه من أشياء. وقد يستخدم الاسم (ملك) مع الإنسان .. ولكن يلاحظ أنه يأتي دائما مضافاً .. كأن نقول ملك بلجيكا أي ولي السلطة ببلجيكا.

هذا عن ملك الإنسان .. أما عن ملك الحق جل وعلا فإن الأمر يختلف ، لأنه سبحانه وتعالى ليس مالكاً فحسب .. بل هو الملك .. الذي يملك الأشياء ويملك من ملكها . إذا امتلك إنسان قطعة أرض فإنه يصير مالكاً .. أما الحق جل وعلا فهو الملك لأنه الملك هذا الإنسان ويملك قطعة الأرض ما بحكم كونه الخالق لهما وللكون بأكمله . إن من يشتري شيئا يصير مالكا له .. فمن باب أولى أن ملكية الخالق لما خلق أجلى وأوضح .


وملك الله تبارك وتعالى لكونه يتضمن مفهوم الملكية البسيطة والمستقى من ملكية الناس لبعض متاع الدنيا ويزيد عليه بوجوه أخرى .. فملكية الإنسان ملكية رمزية، أما ملكية الله جل وعلا فهي ملكية حقيقية. إن لحق تبارك وتعالى يملك مخلوقاته ولا يشاركه في هذه الملكية أحد وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى:
{ ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض } (سورة البقرة ـ 107)
ويقول عز وجل:
{ ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير } (سورة آل عمران ـ 189)
ويقول تبارك وتعالى:
{ ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير } (سورة المائدة ـ 18)
ويقول سبحانه:
{ ولله ملك السماوات والأرض وما فيهن } (سورة المائدة ـ 120)
ولقد كلف الله رسله عليهم افضل الصلاة والتسليم بإخبار الناس بهذه الملكية .. وبالفعل كان الرسل جميعا يدعون الناس إلي الإيمان بملكية الحق تبارك وتعالى لكونه، كما يدعونهم إلي الإيمان بعقيدة التوحيد الخالص، ولقد كلف الله نبينا عليه افضل الصلاة وأتم التسليم بأن يخبر الناس بأنه جل وعلا هو الملك الذي له ملك السماوات والأرض .. فقال جل وعلا:
{ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيى ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون "158" } (سورة الأعراف)
ومن آثار ملكه عز وجل لكونه أنه يملك استبدال هذا الكون أو بعض منه بخلق جديد .. وفي ذلك يقول جل وعلا:
{ يا أيها الناس أنتم الفقراء إلي الله والله هو الغني الحميد "15" إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ "16" وما ذلك على الله بعزيزٍ "17" } (سورة فاطر)
كما يملك أيضا أن يضيف إلي كونه ما ليس فيه كما قال جل وعلا:
{ الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولى أجنحةٍ مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير "1" } (سورة فاطر)
ومن هذه الآثار أيضاً أنه تبارك وتعالى يحيي ويميت من يشاء حين يشاء ولا يشاركه في ذلك أحد .. وقد رأينا ذلك الذي حاج إبراهيم في ربه .. هذا الرجل الذي آتاه الله ملكا، فتخيل بجهله أنه يملك الأحياء والإماتة فظن أنه إذا حكم على إنسان بالموت ثم عفا عنه فقد أحياه .. وإذا نفذ فيه الحم فقد أماته.


كان يملك سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يقول له: إن عفوك عن هذا الإنسان بعد أن حكمت عليه بالموت ليس إحياء، لأن الإحياء يكون من العدم أو يكون من الموت، وأنت لم تفعل هذا ولا ذاك، وإن افترضنا جدلا أنك عفوت عنه بعد أن حكمت عليه بالموت، فإنك بذلك لا تكون قد أحييته .. وإنما أبقيت على حياته والتي كانت له قبل أن تحكم عليه أو تعفو عنه .. أما عن ادعائك بأنك نفذت الحكم فإنك تكون بذلك قد أمته، فإن ذلك فهم مغلوط؛ لأنك في حقيقة الأمر نفذت إرادة الله بموته، ولم تمته بإرادتك وقدرتك .

ولكن سيدنا إبراهيم لم يلجأ إلي كل هذا الجدل ، لأن حجج قهر الكافرين المجادلين بالباطل لا تحصى ، لكنه اختار حجة يسيرة لم يملك هذا الرجل لها دفعا ولا رداً .. وفي ذلك يقول جل وعلا:
{ ألم تر إلي الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذا قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين "258" } (سورة البقرة)


ومنها أنه سبحانه وتعالى يعلم عن كونه كل شيء .. يعلم كل صغيرة وكبيرة وفي ذلك يقول جل وعلا:
{ وسع ربي كل شيء علماً أفلا تتذكرون } (سورة الأنعام ـ 80)
ويقول سبحانه:
{ وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه } (سورة فاطر ـ 11)
ويقول عز وجل:
{ ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض } (سورة المائدة ـ 97)
ويقول الحق تبارك وتعالى:
{ قال ربي يعلم القول في السماء والأرض } (سورة الأنبياء ـ 4)
ويقول عز من قائل:
{ قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض } (سورة الفرقان ـ 6)
** المُحبّة للخير **
جزاك المولى خير الجزاء جعله الله تبارك وتعالى في ميزان حسناتك
جزاك المولى خير الجزاء جعله الله تبارك وتعالى في ميزان حسناتك
(( الجزء الثاني .... ))

ومن آثار ملكه أيضاً أن كل ما يستجد في الكون ، وهو الغيب بالنسبة لنا يستجد بإرادته وبعلمه .. وفي ذلك يقول سبحانه:
{ قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة } (سورة الزمر ـ 46)
ويقول سبحانه وتعالى:
{ ثم تردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } (سورة الجمعة ـ 8)

ولم يقف علمه عند هذه الدرجة فحسب ، بل أنه يعلم ما يجول بخواطر البشر، وما تنطوي عليه صدورهم ، وفي ذلك يقول جل وعلا:
{ ويعلم ما تخفون وما تعلنون } (سورة النمل ـ 25)
ويقول سبحانه:
{ وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون "69" } (سورة غافر ـ 16)
ومن هذه الآثار أيضاً أن مآل كل شيء إليه .. فكما كانت البداية منه فإن النهاية تكون لديه .. كما قال عز وجل:
{ له ملك السماوات والأرض وإلي الله ترجع الأمور "5" } (سورة الحديد)
وأنه مالك يوم الدين .. كما قال سبحانه وتعالى :
{ الحمد لله رب العالمين "2" الرحمن الرحيم "3" مالك يوم الدين "4" } (سورة الفاتحة)
وكما قال عز وجل:
{ لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } (سورة غافر ـ 16)
وأنه سبحانه وتعالى منفرد بالملك ، بلا شريك ينازعه في ملكه وربوبيته وألوهيته في الدنيا والآخرة .. كما قال جل وعلا:
{ وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك } (سورة الإسراء ـ 111)
وإذا كان الحق تبارك وتعالى هو الملك في الدنيا والآخرة، فهو ـ إذن ـ وحده وبلا شريك الذي يملك النفع والضر، وفي ذلك يقول عز وجل:
{ قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً } (سورة المائدة ـ 76)
ويقول سبحانه:
{ قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار } (سورة يونس ـ 31)
ويقول المولى تبارك وتعالى:
{ ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً } (سورة النحل ـ 73)
ويقول الحق سبحانه:
{ قل فمن يملك لكم من الله شيئاً إن أراد بكم ضراً } (سورة الفتح ـ 11)

ويقول ربنا تبارك وتعالى:
{ فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً } (سورة الإسراء ـ 56)


ويقول وقوله الحق:
{ ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشوراً } (سورة الفرقان ـ 3)

وإذا فهمنا ذلك فإنه ينبغي علينا أن ننصرف إليه وحده بالدعاء في كل صغيرة وكبيرة ، لأن الدعاء لغيره دعاء لمن لا يملك شراً ولا نفعاً .. بل إن جميع السبل التي يلجأ إليها الإنسان لتحقيق أغراضه ومصالحه كالرشوة والوساطة وغيرها كلها أسباب بيد الله . وينبغي أن نفهم جيداً أن الأسباب لا تحقق ما لا يريد الله تحقيقه ، وإذا صادف أن تحققت مصلحة بأحد هذه السبل ، فإنها تكون قد تحققت لأن إرادة الله قد شاءت لها أن تتحقق فالإرادة الإلهية تحرك الأسباب ، بينما لا تملك الأسباب أن تؤثر في الإرادة أو تحقق ما يخالفها. والحق تبارك وتعالى يحثنا على أن نتوجه إليه سبحانه بالدعاء ودون أن نشرك معه غيره مع الثقة أن كل شيء منه .. فيقول جل شأنه:
{ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير "26" } (سورة آل عمران)
ولقد أدرك نبي الله سليمان عليه السلام هذه الحقيقة .. فدعا الله وحده أن يهبه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده .. فاستجاب الحق تبارك وتعالى لدعوته وسخر له كل عناصر الكون .. وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى:
{ قل رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب "35" فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب "36" والشياطين كل بناءٍ وغواصٍ "37" وآخرين مقرنين في الأصفاد "38" هذا عطاؤنا فأمنن أو أمسك بغير حسابٍ "39" وإن له عندنا لزلفى وحسن مآبٍ "40" } (سورة ص)


إنه سبحانه وتعالى الملك .. الآمر الناهي في ملكه .. المعز المذل .. الذي يقلب شئون عباده ويصرفها كيف يشاء .. والإقرار له جل وعلا بالملك في الدنيا والآخرة والانفراد بهذا الملك فرض على المسلم . وقد التزم المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الفرض .. فكأن عليه افضل الصلاة وأتم التسليم يقول دوما صباحاً ومساءً : " أمسينا وأمسى الملك لله . وفي الصباح يقول أصبحنا وأصبح الملك لله ".

وكان يقول: " الحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما فيها ، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر ". والملك من الناس هو الذي يستغنى عن كل شيء سوى الله ، وتلك رتبة الأنبياء عليهم السلام ، وقد قال أحد المريدين لشيخه : أوصني .. فقال له: كن ملكاً في الدنيا وملكا في الآخرة .

فقال: وكيف ؟
قال الشيخ: اقطع طمعك وشهوتك عن الدنيا تكن ملكاً في الدنيا والآخرة، فإن الملك في الحرية والاستغناء ...


يا بنات و الله العظيم كلام من ذهب ... ياعيني و الله شي بياخد العقل , الله يجعلنا من عباده الصالحين يارب العالمين , غداً بإذن الله نقف مع الإسم الثالث ...

(( القدّوس )) ....
sweetgirl_h
sweetgirl_h
يعطيك العافيه يارب على الشرح المفصل جعله الله في موازين حسناتك يااااااااااااااااارب .. :26::26:
** المُحبّة للخير **
جزاك المولى خير الجزاء جعله الله تبارك وتعالى في ميزان حسناتك
جزاك المولى خير الجزاء جعله الله تبارك وتعالى في ميزان حسناتك
sweetgirl_h
حبيبت ألبي الله يجزيك الخير و يسلمك ياااااارب ..


الإسم الثالث ... (( القُدّوس )) ...

تقدس في اللغة يعني تطهر .. ومنها (التقديس) أي التطهير .. والقدس بسكون الدال وضمها تعني الطهر ومنها سميت الجنة حظيرة القدس .. وسمي جبريل روح القدس. والقداسة تعني الطهر والبركة .. وقدس الرجل لله أي طهر نفسه بعبادته وطاعته ، وعظمه وكبره ومنها قوله تعالى :
{ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون "30" } (سورة البقرة)

و(القدوس) بالضم والشد اسم من أسماء الله الحسنى وهو يعني المطهر . ولكن نبادر فنقول : إن مفهوم الطهارة الإلهية يختلف عن مفهوم الطهارة البشرية .. الطهارة البشرية لها أكثر من معنى .. منها الطهارة من الدنس .. ومن كل ما يكون سببا للإصابة بالآفات والأمراض كما في قوله تعالى :
{ وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به } (سورة الأنفال ـ 11)
وقوله سبحانه وتعالى:
{ وثيابك فطهر "4" والرجز فاهجر "5" } (سورة المدثر)
وقوله جل وعلا:
{ فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن } (سورة البقرة ـ 222)
ومنها أيضا الطهارة من الآفات القلبية والنفسية كالحقد والحسد والبغض والبخل .. كما في قوله تعالى:
{ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } (سورة التوبة ـ 102)
وكما في قوله:
{ أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم } (سورة المائدة ـ 41)
ومنها أيضا التخلص من كل عبادة غير عبادة الحق جل وعلا .. والتخلص من معصيته. كما في قوله تعالى على لسان قوم لوط :
{ أخرجوا آل لوطٍ من قريتكم إنهم أناس يتطهرون } (سورة النمل ـ 56)
أي يتطهرون من المعاصي. وقوله تعالى :
{ إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا } (سورة آل عمران ـ 55)
ومن الطهارة البشرية أيضا .. الطهارة من الجنابة .. كما في قوله تعالى:
{ وإن كنتم جنباً فاطهروا } (سورة المائدة ـ 6)


هذا عن الطهارة البشرية .. فماذا عن مفهوم القداسة الإلهية؟ هل يمكن أن تكون بمعنى الطهارة من الدنس أو الجنابة أو المعصية أو غير ذلك من الوجوه المبطلة للطهارة البشرية؟ بالقطع لا يمكن أن تكون القداسة أو الطهارة الإلهية بهذا المعنى ، بل أنها تختلف اختلافا مطلقا عن الطهارة البشرية. ولكي نفهم هذا الاختلاف ينبغي أن ندرك أن النجاسة ـ خاصة المادية ـ كالبول والبراز وخلافه مرتبطة بالبنية المادية للإنسان ، فلولا الجسد لما كان هناك بول أو براز أو عرق أو دم الحيض .

ونظراً لأن الإنسان يتكون من روح وجسد فإنه لم يخل من كافة وجوه الدنس المرتبطة بتركيبه المادي. أما الحق جل وعلا فهو مبرأ من المادة .. أي أن المادة لا تدخل في تركيبه ، وكيف تدخل المادة في تركيبه وهي مخلوق من مخلوقاته عز وجل .. ولقد كان الحق تبارك وتعالى ولم يكن معه شيء على الإطلاق .. كان الله ولم تكن هناك مادة . وكونه سبحانه وتعالى مبرأ من المادة يجعله مبرأ تبعا لذلك من جميع وجوه النجاسة والدنس التي تصيب البشر بسبب بنيتهم المادية . وإذا انتقلنا إلى النجاسة أو الدنس المعنوي كالكفر والشرك والمعصية نجد أنها منتفية في حق الله عز وجل لأنه غير خاضع لتكليف حتى يوصف بهذه الأوصاف.


وبالنسبة للآفات القلبية فهي أيضاً منتفية في حقه تعالى ، لأنه واحد أحد فرد صمد وليس له شبيه أو مثيل حتى ينظر إليه نظرة الحاسد أو الحاقد . فإذا كانت الطهارة الإلهية تختلف هذا الاختلاف الجذري عن مفهوم الطهارة البشرية .. فماذا تعني القداسة أو الطهارة الإلهية إذن؟ نجيب على هذا السؤال فنقول :

أن القداسة الإلهية تعني أن الحق جل وعلا مبرأ من كل عيب أو نقص يتعارض مع كماله المطلق. ولكن ما هي العيوب أو النقائص التي تتعارض مع الكمال الإلهي؟ قلنا من قبل: إن الكمال المطلق للحق تبارك وتعالى يقتضي كمال صفاته العلية، وهذا يعني أن جميع صفات الله عز وجل مطلقة وليست نسبية.

خذي على سبيل المثال صفة القدرة .. هذه الصفة نسبية لدى الإنسان بمعنى أنه يقدر على أشياء ولا يقدر على أخرى .. بينما نجد صفة القدرة لدى الحق جل وعلا مطلقة .. بمعنى أنه سبحانه قادر على كل شيء .. فلا يعجزه شيء .. ولا يقف ضد إرادته حائل. والقدوس في هذا الصدد تعني أنه تبارك وتعالى مطهر عن النقص والعجز في الصفات .. فجميع صفاته مطلقة .. أي تبلغ منتهى الكمال في الوصف، فرحمته مطلقة وعلمه مطلق، وحكمته مطلقة وسمعه مطلق، وعزته مطلقة وعدله مطلق، وهكذا شأن جميع صفاته تبارك وتعالى .

وقلنا أيضا: إن صفات الحق جل وعلا تنقسم إلي قسمين .. قسم مقابل .. وهو الأسماء الحسنى التي يكون عملها في مخلوقات الله عز وجل .. ومنها المعز المذل .. النافع الضار .. فالحق سبحانه وتعالى يعز من خلقه من يشاء ويذل من يشاء .. وينفع من يشاء ويضر من يشاء وقسم لا يقبل العكس أي أسماء ليس لها مقابل .. وهذه الأسماء هي أسماء للذات الإلهية العلية .. فمن أسمائه عز وجل (الحي) بينما ليس من أسمائه (الميت) .. لأن اسمه (الحي) من أسماء ذاته .. وأسماء الذات لا تقبل العكس. ومثل ذلك أيضا (العزيز) لا يصح أن نقول إن من أسماء الذليل. والقدوس في هذا الصدد تعني المطهر عما يناقض أسماء ذاته العلية .. فهو سبحانه وتعالى (الحي) المطهر عن الموت .. (العزيز) المطهر عن الذل .. (القادر) المطهر عن العجز ..(الكريم) المطهر عن البخل .. (العليم) المطهر عن الجهل .. وهكذا شأن سائر أسماء ذاته الإلهية العلية.

وهو سبحانه وتعالى مطهر عن أن يكون له مثيل أو شبيه. ونؤكد على هذه الحقيقة نظرا لأن هناك عقائد عبر التاريخ يعتقد معتنقوها أن الحق جل وعلا خلق الإنسان على صورته ومثاله. فتقول لهم أن هذا الاعتقاد باطل من جميع الوجوه، لأنه إذا قيل إن المماثلة في القالب المادي .. قلنا لهم أن الحق عز وجل ليس بمادة .. أي لا تدخل المادة في تكوينه على الإطلاق .. فالمادة مخلوق من مخلوقاته عز وجل .. فكيف يدخل المخلوق في تكوين الخالق تبارك وتعالى عما يصفون علوا كبيرا. إذن المماثلة الشكلية يرفضها العقل متفقا مع ما قرره القرآن الكريم. وإذا قيل أن المقصود المماثلة في الصفات .. قلنا لهم: إن هذه أيضا يرفضها العقل .. ولتوضيح ذلك ينبغي أن نعلم أن صفات الحق تبارك وتعالى قسمين :

قسم خاص به .. وهو مجموعة الصفات الخاصة به والتي لا توجد في أي من مخلوقاته بأي درجة من الدرجات .. ومن هذه الصفات الوحدانية والخلق من العدم والإحياء والإماتة والبعث والأزلية والأبدية والقيومية. وأنه سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم، وأنه سبحانه فعال لما يريد، وكونه سبحانه الأول والآخر. كل هذه الصفات خاصة بالحق جل وعلا ولا توجد لدى مخلوقاته مطلقا .. وهذه الصفات لا يمكن أن نتصور فيها المماثلة بين الله عز وجل والإنسان لأنها غير موجودة لدى الإنسان .

أما القسم الثاني فهو الصفات الموجودة لدى الله والإنسان كالسمع والبصر والكلام والقدرة وغيرها من الصفات المشتركة. ونقول لأنصار المماثلة: أنه حتى بالنسبة لهذه الصفات أيضا لا يمكن تصور المماثلة بين الله عز وجل والإنسان .. لأن الاشتراك هنا اشتراك لفظي أو مجازي فقط وليس اشتراكا أو مماثلة حقيقية. خذ على سبيل المثال صفة القدرة لدى الإنسان .. تجد أن جميع ما توصل إليه الإنسان من مبتكرات قد توصل إليه بقدرته العقلية أو البدنية أو الاثنين معا .. فإذا تساءلنا من خلق الإنسان وخلق له قدرته العقلية والبدنية؟ فسنجد أن الله سبحانه تعالى هو الذي خلق الإنسان ومنحه القدرة العقلية والبدنية.


إذن انتفت لدينا قدرة الإنسان وصارت مظهرا من مظاهر قدرة الله عز وجل .. وانتفت المماثلة تماما. وشتان بين أن نقول: إن الصفة لدى الإنسان تمثل مظهرا من مظاهر الصفة لدى الله عز وجل وبين أن تقول إن الصفة لدى الإنسان مماثلة للصفة لدى الله تبارك وتعالى. فالحق سبحانه وتعالى ولو كره الكافرون (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) .. وهو جل وعلا منزه ومطهر عن المثيل والشبيه والند والسمي والكفؤ والمضاد، فتباركت ربنا وتعاليت .. لا نتقول عليك شيئا فنتبوأ مقعدنا من النار، ولا نصفك إلا بما وصفت به نفسك في كتابك أو على لسان نبيك .. وقد وصفت نفسك فقلت وقولك الحق :

{هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون "23"} (سورة الحشر)
ورود بيضاء
ورود بيضاء
شقيقتي الغاليه

الله يجزاك الجنه ،،، صراحه انا قرأت شرح الرحمن الرحيم ،، بصراحه قرأت أشياء جديده بالنسبه لي ودمعت عيناي ... طرح رااائع ،، وإن شاء الله راح اكمل شرح الملك

ولي ملاحظه حبيبتي
في بعض الآيات فيهن خطأ
وهذه بعضها مما وجدت عند قراءتي



{ قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعك كل شيء } (سورة الأعراف ـ 156)

التصحيح

سورة الأعراف الآيه 156
( قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء )



{ يا أبت لا تبعد الشيطان أن الشيطان كان للرحمن عصياً "44" يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً "45" } (سورة مريم)

التصحيح

سورة مريم الآيه 44
( يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا )




الجزء الخامس والاخير

{ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسين أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين "286" } (سورة البقرة)

التصحيح

سورة البقرة الآيه 286
( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )


ملاااااحظه
شقيقتي اظن في برنامج او موقع فيه الآيات القرانية مكتوبه بنفس خط المصحف والحركات أيضا وليس عليك سوى أن تعمل للآيه نسخ وتضعينها في الموضوع ،، لكني لا أعرف اسم البرنامج أو الموقع ،، فسألي مشرفات القسم اكيد هم يعرفون