الدعاء الثاني ( يا من أظهر الجميل وستر القبيح يا من لا يؤاخذ بالجريرة ولا يهتك الستر يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل نجوى يامنتى كل شكوى يا كريم الصفح يا عظيم المن يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها يتربنا ويا سيدنا ويا مولانا ويا غاية رغبتنا أسالك يا الله أن لا تشوي خلقي بالنار )
الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك كما قال المصنف رحمه الله وهو من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال ( نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء من السماء وإن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة لم ينزل بمثلها قط ضاحكا مستبشرا فقال السلام عليك يا محمد فقال وعليك السلام يا جبريل قال إن الله بعثني إليك بهدية قال وما تلك الهدية يا جبريل ؟ قال هي كلمات من كنوز العرش أكرمك الله بهن قال وماهن يا جبريل ؟ قال جبريل يا من اظهر القبيح .........الخ ) والحديث صحيح الإسناد فانه رواته كلهم مدنيون ثقات . شرح الدعاء : استفتح عليه السلام دعاءه بالسلامة من النار بهذه الفواتح العظيمة والممادح الجليلة وتوسل بذلك إلى إجابة الدعوة وقبول المسألة فقال يا من اظهر الجميل أي اظهر للناس الجميل من أقوال عبادة و أفعالهم وستر عنهم القبيح من أقوالهم وأفعالهم وهذا تفضل منه عظيم وكرم فياض وتجاوز حسن وعلى العباد أن يقتدوا بربهم فيستروا ما بلغهم من قبيح الأقوال والأفعال ويظهروا ماوصل إليهم من جميلها , وقوله يا من لا يؤاخذ بالجريرة وهي الذنب الكائن بسبب من الأسباب التي يتسبب بها إلى الذنوب ثم قال : ولا يهتك الستر أي لا يفضح العبد بما يجري منه من الذنوب بل يستر عليه حتى إذا أصر واستكبر تظاهر وتهتك هتك ستره وفضحه على رؤوس الخلائق وإذا لم يفعله به في الدنيا فعله في الآخر عند اجتماع الخلائق ثم وصف ربه تبارك وتعالى بانه حسن التجاوز واسع المغفرة وهذان الوصفان من أبدع الأوصاف وأعلاها رتبة فإن حسن تجاوزه عن المسيء وفتح باب المغفرة له فقد تكرم أبلغ الكرم وجاد أبلغ الجود ثم قال : يا باسط اليدين بالرحمة أي هو عز وجل باسط يديه بالعطاء والجود وبرحمته على عباده فلا يمنعها إلا عمن تعدى حدوده ثم قال : يا صاحب كل نجوى أي يا من إليه كل مناجاة العباد وطلقاتهم فلا خير إلا منه ولا نجوى نافعة إلا إليه وهذا معنى يا منتهى كل شكوى أي يا من إليه منتهى شكوى عباده من كل ما يصيبهم فإنهم لا تنتهي شكواهم إلى غيره وإذا شكا بعضهم إلى بعض فإنما ذلك جعلوه سببا ولايشكيهم في الحقيقة ويدفع ضيرهم إلا الله سبحانه ثم قال : يا كريم الصفح يا عظم المن وصفه عز وجل بان صفحه عن المذنبين كريم صفح غير مشاب بما يكدره ولا مخلوط بما ينغصه ووصفه بان منه عظيم أي عطاء ه لعباده وتفضله عليهم عظيم فخزائن ملكه لا تفند وواسع كرمه لا يضيق ثم وصفه بأنه يبتدئ عباده بالنعم قبل استحقاقها فإنه ينعم عليهم وهم لا يطيعونه بل ينعم عليهم وهم يعصونه وينعم عليهم
قبل أن يبلغوا مبالغ من يتعقل العبادة ويحسن فعلها بل ينعم عليهم في بطون أمهاتهم فسبحان من أعطى بلا حساب وانعم بلا استحقاق وتفضل بلا عوض ثم قال : يتربنا ويا سيدنا ويا مولانا لا خلاف في جواز إطلاق السيد والمولى على الرب سبحانه وتعالى وفي قوله غاية رغبتنا ما يثير همم الصالحين إلى الإقتداء بسيد المرسلين بان يجعلوا ربهم سبحانه وتعالى غاية رغبتهم ومنتهى طلبتهم ثم بعد هذه الممادح العظيمة التي استفتح بها ذكر ما هو المقصود من هذه المناجاة والمطلوب من هذه المناداة فقال أن لا تشوي خلقي بالنار وخص الخلق لأنه يشمل جميع ذات الإنسان فالمراد لا تشوي ذاتي بالنار . تفكر هداك الله كيف كان هدي رسول الله صلى الله عليه سلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر من سؤاله ربه عزوجل بأن لا يعذبه بالنار مع الاستعانة على الإجابة بهذه الممادح التي لا يخيب قائلها : ولا يرد المتوسل بها فكيف بمن لا يعصم عن الذنب ؟ ولا اخبره مخبر بغفران ذنوبه ومحو سيئاته ؟ اللهم غفرا غفرا اللهم عفوا عفوا اللهم تجاوزا تجاوزا ............. آمين
وسوف نكمل بإذن الله
محبة الوفاء @mhb_alofaaa
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️