شرح دعاء " ربِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِين " .. رااائع ..

الملتقى العام

شرح دعاء " ربِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِين "

هذا أمر من اللَّه تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يطلب أهم مطلبين

وهما: طلب المغفرة، وسؤال الرحمة، وأن يُتوسّل إليه تعالى بأفضل التوسلات

وهو التوسّل بأسمائه الحسنى المتضمنة للصفات العُلا، إيذاناً بأن الدعاء

بما فيه من المطالب العُلا من أهم الأمور التي ينبغي أن يعتني بها الداعون

العناية الكبرى، إذ أُمِرَ به من قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر

فكيف بمن عداه من العباد ؟؟ ..

﴿رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ﴾ قال ابن كثير رحمه الله : (( الغفر إذا أُطلق

معناه : محو الذنب، وستره عن الناس، والرحمة معناها : أن يُسدِّدَهُ

ويُوفقه في الأقوال والأفعال )) : أي يا رب استر عليَّ ذنوبي، وتجاوز

عنها بعفوك، وارحمني بأن تُسدِّدني، وتُوفِّقني في الأقوال والأفعال

وفي تقديم المغفرة قبل الرحمة من باب التخلية قبل التحلية

( ومعنى التخلية قبل التحلية : أي أن الإنسان يجب عليه أن يُخلي

نفسه أولا من الشر قبل أن يُحلِّيها بالخير ) ..

فبالمغفرة يزول المكروه، وبالرحمة يحصل المطلوب من النعم الدينية والدنيوية ..

ثم ختم السؤال بخير الختام بوصف كمال رحمته عز وجل التي وسعت

الخلق كلهم أجمعين : ﴿وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِين﴾ ..

فهو جلّ وعلا أرحم الراحمين وخير الراحمين، فمن كمال رحمته تعالى أنها

وسعت كل شيء في هذا الكون العجيب، قال تعالى : ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾

سورة الأعراف .. وخصّ من رحمته العظيمة

خواصّاً من العباد ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ

فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾، فمن أراد أن

ينال هذه الرحمة التي فيها السعادة في الدارين، فليتّبع الرسول صلى الله

عليه وسلم بالأقوال، والأفعال، وفي كل الأحوال ..

فهذا الإرشاد من اللَّه تعالى بملازمة هذا الدعاء المبارك لما تضمنه من خيري الدنيا

والآخرة الذي يتمنّاه كل عبدٍ مؤمنٍ، لذا علَّم النبي صلى الله عليه وسلم نظير هذا

الدعاء أبابكرٍ الصديق حيث سأله رضي الله عنه قائلاً : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو

بِهِ فِي صَلَاتِي؛ فقال عليه الصلاة والسلام : (( قُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي

ظُلْماً كَثِيراً؛ وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي

إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) ..

الفوائد:

1- أهمية هذه الدعوة؛ لأنها بصيغة الأمر ..

2- فيه بيان أهمية التوسل إلى اللَّه تعالى بربوبيته التي من مقتضياتها

إجابة الدعاء.

3- ينبغي للداعي أن يقدم طلب المغفرة قبل سؤاله الرحمة، كما هي عامة الأدعية ..

4- أهمية هذين المطلبين : المغفرة، والرحمة .. فالمغفرة تندفع بها جميع المكروهات

والرحمة تحصل بها جميع المحبوبات ..

5- إن من آثار وثمرات المغفرة حصول الرحمة ..

6- إن التوسّل بأسماء اللَّه تعالى المضافة من أعظم الممادح التي يُمدح بها

رب العزّة والجلال، ومن أهم الأسباب الموجبة لقبول الدعاء؛ لأنه تعالى علّمنا

بهذا الدعاء كيف ندعوه، وكيف نتوسّل إليه ..




هذا رابط الموضوع كاملاً لمن أرادت الإستزادة وأسأل الله العلي القدير

أن ينفع بما نقلت ..

http://www.kalemtayeb.com/index.php/kalem/safahat/item/3069
8
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بقايآ حَـنـينْ
بقايآ حَـنـينْ
طرح قيم

جزاكِ الله خير يالغلا
قوية بطيبتي
قوية بطيبتي
لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
Miss..Me
Miss..Me
جزاك الله كل خير
بنت مبارك000
بنت مبارك000
جزاك الله خير
غزال شيوخي
غزال شيوخي
لا إلـه إلا أنت سبحـانك إني كنتُ من الـظـالميـن...

اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد
كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد...

اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد
كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد...

أخواتي في الله أسعدني مروركن الكريم ..