الفتــــاح
قال تعالى : (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)
قال تعالى : (قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ)
الفتح هنا أتت بمعنى : الحكم والعدل
وقال عز وجل : (إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)
وهنا جاء الفتح بمعنى : النصر
وهناك فتح بالرزق وفتح بتيسير الأمور ولكن أعظم فتح هو فتح القلوب
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
وفتح القلوب يعتبر من الأجور العاجلة التي يهبها الله سبحانه وتعالى لعباده الصالحين فلا يثبت الطاعة ويقويها الا لذة الطاعة ولذلك يذيق الله الصالحين من عبادة حلاوة الطاعة وانشراح الصدر ليستقيموا على الطاعة
فمغاليق الأرزاق بيد الله عز وجل لا دخل للإنسان بها فهو الذي يرزق الكافر والمؤمن والفاجر والبر وبالقدر الذي يشاء أما مغاليق القلوب فللإنسان يد بها ولو كانت كالأرزاق لما حاسبنا الله عليها فقد قال الله تعالى :
(وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) وهذا دليل على أن مغاليق القلوب بيد البشر وقد قيل لأحد الصالحين : كيف حافظت على قلبك ؟ قال : وقفت حارسا على بابه فما خطر لي خاطر يبعدني عن الله إلا رددته . فعلى الإنسان أن يطرق كل أبواب الطاعات فلا يعلم في أيها يكون الفتح وأيها يكون الباب الذي يوصلك إلى الله فلله طرائق بعدد أنفاس الخلائق
كما أن الله هو الفتاح فهو يفتح أبواب رحمته لمن يشاء ويفتح كذلك أبواب العلم لطالبي العلم (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
وقد سمى الله يوم القيامة بيوم الفتح لأنه يوم تفتح فيه أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب المغفرة والكرم والرحمة وهو من أسماء يوم القيامة الخفيفة على النفس الباعثة للطمأنينة أما باقي أسماء يوم القيامة فهي ثقيلة باعثة للخوف كالحاقة والصاخة ويوم الوعيد وغيرها من الأسماء
ولكن هل كل فتح من الله هو رضا ورحمة ؟ قال الله تعالى (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) فالله قد يفتح أبواب الرزق والدنيا للطغاة العصاة الغافلين عن حقوق الله المصرين على المعصية وهذا الفتح إنما هو استدراج لهم فليست كل عطاءات الله ثواب وأجر
( اللهم اننا نسألك بأنك انت الفتاح أن تفتح مغاليق قلوبنا لذكرك ولحبك ولطاعتك وأن تشرح صدورنا في مواضع الطاعات )
كفته @kfth
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله الفردوس اختي الكريمة ..
اللهم افتح علينا ابواب رحمتك ..