شروط التلقيح الصناعي: دليل شامل للمقبلين على العلاج

يُعدّ التلقيح الصناعي (Intrauterine Insemination - IUI) أحد أبرز وأبسط حلول الإخصاب المساعد، ويقدم أملًا للعديد من الأزواج الذين يواجهون تحديات في الإنجاب. لكن، ليس كل زوجين مؤهلين للخضوع لهذا الإجراء. فما هي شروط التلقيح الصناعي التي يجب أن تتوفر لضمان أفضل فرص النجاح؟
يهدف هذا المقال إلى توضيح المعايير والإرشادات التي يأخذها الأطباء في الاعتبار عند تقييم مدى ملاءمة التلقيح الصناعي كخيار علاجي.


1. صحة قناة فالوب (Fallopian Tube Patency)تُعدّ هذه النقطة من أهم شروط التلقيح الصناعي. يجب أن تكون قناة فالوب واحدة على الأقل مفتوحة وسليمة.

• السبب: تعتمد فكرة التلقيح الصناعي على حقن الحيوانات المنوية مباشرة في الرحم، ومن هناك يجب أن تتمكن الحيوانات المنوية من الوصول إلى قناة فالوب لإخصاب البويضة، ثم تنتقل البويضة المخصبة (الجنين) إلى الرحم للانغراس.
• الفحص: يتم التأكد من سلامة قنوات فالوب عادةً بإجراء أشعة الصبغة للرحم والأنابيب (HSG) أو بمنظار البطن التشخيصي.

2. جودة الحيوانات المنوية للرجلعلى الرغم من أن التلقيح الصناعي يهدف إلى تحسين فرص وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة، إلا أنه يتطلب وجود حد أدنى من جودة الحيوانات المنوية.

• العدد والحركة: يجب أن يكون هناك عدد كافٍ من الحيوانات المنوية النشطة والمتحركة بعد عملية غسل وتحضير العينة. عادةً ما يُفضل أن يكون عدد الحيوانات المنوية النشطة والمتحركة بعد الغسل أكثر من 5-10 مليون لكل مليلتر.
• التشوهات: إذا كانت نسبة التشوهات عالية جدًا، أو إذا كان عدد الحيوانات المنوية ضعيفًا جدًا حتى بعد التحضير، فقد يكون الحقن المجهري (ICSI) خيارًا أفضل.

3. الإباضة المنتظمة للمرأةيُفضل أن تكون المرأة لديها دورات إباضة منتظمة أو أن تستجيب بشكل جيد لأدوية تنشيط التبويض.

• التوقيت: تعتمد فعالية التلقيح الصناعي بشكل كبير على توقيت الإجراء ليتزامن مع فترة الإباضة.
• التنشيط: في بعض الحالات، يتم استخدام أدوية تنشيط التبويض (مثل الكلوميفين أو حقن الغونادوتروبين) لضمان إنتاج بويضة أو بويضتين ناضجتين لزيادة فرص الحمل.

4. عمر المرأةيلعب عمر المرأة دورًا حاسمًا في تحديد فرص نجاح التلقيح الصناعي.

• أقل من 35 عامًا: تكون فرص النجاح هي الأعلى.
• 35-40 عامًا: تقل فرص النجاح تدريجيًا.
• فوق 40 عامًا: تكون فرص النجاح منخفضة جدًا، وغالبًا ما يتم توجيه الأزواج إلى خيارات علاجية أكثر تقدمًا مثل الحقن المجهري أو أطفال الأنابيب. السبب في ذلك هو تدهور جودة البويضات وعددها مع تقدم العمر.

5. عدم وجود مشاكل رحمية أو بطانية رحمية شديدةيجب أن يكون الرحم سليمًا وخاليًا من المشاكل الكبيرة التي قد تمنع انغراس الجنين.

• أمثلة: الأورام الليفية الكبيرة التي تشوه تجويف الرحم، الالتصاقات الشديدة داخل الرحم، أو التشوهات الخلقية الكبيرة في الرحم.
• الفحص: يتم تقييم الرحم عادةً بالموجات فوق الصوتية، وفي بعض الحالات قد يلزم إجراء تنظير الرحم.

6. عدد محاولات التلقيح الصناعي السابقة

• إذا خضع الزوجان لعدة محاولات من التلقيح الصناعي (عادةً 3-4 دورات) ولم يحدث حمل، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة أعمق تتطلب اللجوء إلى تقنيات إخصاب مساعد أكثر تعقيدًا مثل الحقن المجهري أو أطفال الأنابيب.

دواعي استخدام التلقيح الصناعي (الحالات التي ينصح بها):بالإضافة إلى شروط التلقيح الصناعي المذكورة أعلاه، هناك حالات معينة يُعد فيها التلقيح الصناعي خيارًا مناسبًا:

• العقم غير المفسر (Unexplained Infertility): عندما تكون جميع الفحوصات طبيعية ولا يتم العثور على سبب واضح للعقم.
• العقم الخفيف إلى المتوسط لدى الذكور: عندما يكون هناك نقص طفيف في عدد أو حركة الحيوانات المنوية.
• مشاكل التبويض: في حالات تكيس المبايض أو عدم انتظام التبويض التي تستجيب لأدوية التنشيط.
• عقم عنق الرحم (Cervical Factor Infertility): عندما تكون هناك مشاكل في عنق الرحم تمنع الحيوانات المنوية من المرور عبره (مثل وجود مخاط عنق الرحم سميك أو أجسام مضادة للحيوانات المنوية).
• مشاكل في الجماع: في بعض الحالات التي يواجه فيها الزوجان صعوبة في الجماع، يمكن أن يكون التلقيح الصناعي حلاً عمليًا.

من لا ينطبق عليه شروط التلقيح الصناعي؟لا يُعد التلقيح الصناعي خيارًا مناسبًا في الحالات التالية:

• انسداد كلا قناتي فالوب.
• العقم الشديد لدى الذكور (نقص حاد جدًا في الحيوانات المنوية أو انعدامها).
• أمراض بطانة الرحم الشديدة.
• احتياطي المبيض المنخفض جدًا أو فشل المبيض المبكر.
• العمر المتقدم للمرأة (عادةً فوق 40-42 عامًا).