شروط وجوب الصيام
يجب الصوم بشروط خمسة :
الشرط الأول : الإسلام، فالكافر لا يلزمه الصوم، ولا يصح منه.
الشرط الثاني : التكليف؛ بأن يكون بالغاً، عاقلاً.
الشرط الثالث : القدرة احترازاً من العاجز. والعجز قسمان : 1- طارئ، وهو المذكور في قوله تعالى :)ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر(. 2- الدائم، وهو المذكور في قوله تعالى :)وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين(، حيث فسرها ابن عباس رضي الله عنهما : بالشيخ والشيخة إذا كانا لا يطيقان الصوم، فيطعمان عن كل يوم مسكيناً. ووجه الدلالة من الآية : أن الله تعالى جعل الفدية عديلاً للصوم لمن قدر، فإذا لم يقدر بقي عديله وهو : الفدية، فصار العاجز عجزاً لا يرجى زواله : الواجب عليه الإطعام عن كل يوم مسكيناً.
الإطعام له طريقتان :
1- أن يضع طعاماً يدعو إليه المساكين بحسب الأيام التي عليه، كما كان أنس بن مالك رضي الله عنه يفعله لما كبر، ويؤخره إلى آخر يوم.
2- أن يطعم كل يوم بيومه.
ولكن ماذا يطعم ؟ يطعم بكل ما يسمى طعاماً؛ من تمر أو بر، أو أرز ، أو غيره.
وكم يخرج ؟ يرجع فيه إلى العرف، وما يحصل به الإطعام، وعلى هذا فإذا غدى المساكين أو عشاهم كفاه ذلك عن الفدية.
وإن أراد تمليك الطعام : فيطعمهم (مد بر) أو نصف صاع من غيره بصاع النبي¢، وهو يساوي أربعة أمداد، وقيل نصف صاع من أي طعام كان ؛ لأن النبي¢ قال لكعب بن عجرة في فدية الأذى : ƒأو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع„. ويقدم معه إدام من لحم ونحوه. وصاعنا الحالي (في القصيم) يساوي خمسة أمداد.
مسألة : هل يقدم الإطعام على الصوم؟
لا. لأن تقديم الفدية كتقديم الصوم، فهل يجزئ أن يقدم الصوم في شعبان؟ الجواب : لا.
الشرط الرابع من شروط الصوم : الإقامة .
فلا يجب على المسافر؛ قال تعالى :)ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر( وأجمع العلماء على جواز فطر المسافر.
مسألة : أيهما أفضل للمسافر : الصوم أو الفطر؟
الأفضل أن يفعل الأيسر.
إنكان في الصوم ضرر : كان الصوم حراماً؛ قال تعالى :)ولا تقتلوا أنفسكم(.
وإن كان الفطر والصيام سواء : فالصيام أولى للأدلة التالية :
1- أن هذا فعل النبي¢حيث قال أبو الدرداء : (كنا مع النبي¢في رمضان في يوم شديد الحر حتى أن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، ولا فينا صائم إلا رسول الله¢وعبد الله بن رواحة).
2- أنه أسرع إلى إبراء الذمة.
3- أنه أسهل على المكلف غالباً؛ لأن الصوم مع الناس أسهل من أن يستأنف الصوم بعد ، كما هو مجرب ومعروف.
4- أنه يدرك الزمن الفاضل، وهو رمضان؛ فإن رمضان أفضل من غيره؛ لأنه محل الوجوب.
وإن كان يشق عليه الصيام : فالفطر أولى؛ والدليل ما أخرجه مسلم أن النبي¢ كان في سفر ولم يفطر إلا حين قيل له إن الناس قد شق عليهم الصيام، وينتظرون ما ستفعل . فإنه في غزوة الفتح صام حتى بلغ كُراع الغَمِيم -مع علمهم أن الصائم مخير لكنهم يريدون التأسي بالنبي¢- فدعا بقدح من الماء بعد العصر ورفعه على فخذه حتى رآه الناس فشرب والناس ينظرون إليه ليقتدوا به، فجيء إليه فقيل : إن بعض الناس قد صام فقال : ƒأولئك العصاة، أولئك العصاة„. لأنهم صاموا مع المشقة. لذا نقول مع المشقة فالفطر أولى، أما المشقة الشديدة فيحرم الصوم معها كما سبق.
وأجيب عن حديث :ƒليس من البر الصوم في السفر„ الذي استدل به من قال بأن الأولى الفطر وبكراهة الصوم في السفر :
أن هذا الحديث خاص بالرجل الذي قد ضلل والناس حوله، فقال رسولنا¢:ƒما هذا؟„. فقالوا : هذا صائم. فقال :ƒليس من البر ...„ فيقال ليس من البر الصوم في السفر لمن شق عليه كهذا الرجل، ولا يعم كل إنسان صام.
الشرط الخامس من شروط الصوم : الخلو من الموانع
وهذا خاص بالنساء. والمانع هو الحيض أو النفاس، فلا يلزمهما الصوم، ولا يصح منهما إجماعاً؛ لقوله¢:ƒأليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم„
المصدر :مختصر كتاب الصيام من الشرح الممتع على زاد المستقنع ....للشيخ محمد بن عثيمين.

هيزوف @hyzof
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


هيزوف
•
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وردة طبيعية.......د /ساره.... أسأل الله الحي القيوم لي ولكم القيام بحقه .....
وردة طبيعية.......د /ساره.... أسأل الله الحي القيوم لي ولكم القيام بحقه .....
الصفحة الأخيرة
وجعله في ميزان حسناتك