شعب النفط المختار!

الملتقى العام

جولة في مدينة الرياض مدتها ثلاثون دقيقة صباح يوم السبت، ترى فيها ما لا تراه في خطط وزارة التخطيط أو مؤلفات مستشاري وزارة العمل الأجانب، رغم جمال وهدوء صباح يوم السبت إلا أنه مخيف ويُنذر بمستقبل لا نرغب فيه لا لأنفسنا ولا للأجيال القادمة.

أكبر مدينة في المملكة يسكنها 7 ملايين نسمة لا تجد سعودياً صباح السبت إلا من رحم ربي، وفي المقابل تجدها ورشة عمل مليئة بالعمالة خرجوا لأعمالهم من السادسة صباحاً، تركوا النوم والمطالبة بساعات وأيام عمل وإنتاجية أقل لغيرهم، يعملون في أي وظيفة شريفة تضمن لهم حياة كريمة وتبعدهم عن ذل السؤال والاتكال على الغير، إنتاجية عالية والتزام في العمل إلى أبعد الحدود. جرّب الاستيقاظ مبكراً صباح السبت وخذ جولة في المدينة، سيبدأ المشهد الأول بخروجك من المنزل لتجد سائقك الخاص أو عامل المسجد قد غسل سيارتك، تخرج بسيارتك لتجد العمالة في كل مكان، عمالة تنظف الشوارع وتبني المنازل وتعبّد الطرق وتبني الجامعات والمنشآت الحيوية، وأخرى تعمل في جميع ما نحتاجه في حياتنا اليومية. بعد هذا المشهد وقبل صلاة الظهر، يستيقظ المواطن السعودي الذي أسكره النفط قبلها بليلة أو ليالٍ حتى فقد وعيه، يفطر على نواشف وخبز صنعه عامل وافد، ثم يُخرج قلمه إن كان مسؤولاً أو كاتباً أو يخرج أصابعة إن كان مغرداً وينتقد: تباً للعمالة الوافدة، أخذت الوظائف وحوّلت المليارات ولم نجد وظائف لأبنائنا بسببهم، لماذا لا يتم ترحيلهم، لماذا نتوسع في استقدام العمالة، ثم يختم أسئلته بعلامة تعجب!.. وما يلبث أن يعارض نفسه وذلك بالمطالبة بعدم توظيف السعودي في وظائف دنيا سواء أكمل تعليمه أم لم يكمله بحجة أن ابن الوطن لا يجب أن يعمل في الوظائف الدنيا.

تحدث الكثير عن سلبيات اعتماد الحكومة على النفط وتأثيره على ميزانية الدولة، ولكننا لم نتحدث عن سلبياته على المجتمع وعلى الأجيال القادمة، ربما لأننا لا نريد أن يُوقظنا أحد من سكرتنا النفطية، أو لأن انتقاد الحكومة هو الأسهل والأكثر شعبية على عكس انتقاد المجتمع، والدليل على ذلك، أننا دائماً ما نطالب الحكومة بترحيل العمالة ولا نريد أن يعمل أبناؤنا مكانهم مما يعني شلل البلد، فالبيت أو المطار أو المستشفى لا يساهم في بنائها السعودي ولو بتركيب حنفية مياه أو بلوكه واحدة. بلدنا فيها خير كثير، ونحن كمجتمع، وبسبب سكرة النفط، من أعطى العمالة فرصة لتحقيق ثروات وتحويل المليارات وأخذ الوظائف والتجارة من أبنائنا، وذلك لأننا حظرنا اجتماعياً معظم الوظائف بحجة أنها لا تناسب السعودي، وبسبب أننا - اجتماعياً - ربينا أبناءنا على البحث عن الوظيفة الحكومية فقط، رغم معرفتنا بأن الوظائف الحكومية لن تكفي الجميع.. بل وصل بنا الحال أن أصبحنا ندعو إلى «التنبلة» بشكل ودعم رسمي من وزارة العمل، نريد ساعات وأيام عمل أقل ولا نريد أن يحاسبنا أحد على إنتاجيتنا أو التزامنا بالعمل، حتى أصبحنا وبحسب منظمة الصحة العالمية ثالث أكسل شعب في العالم، ليس هذا فحسب، بل بحسب أكثر الدراسات تفاؤلاً وجدت أن أعلى إنتاجية وصل لها الموظف السعودي هي 34 في المائة، رغم أني ضد هذا التعميم لأنه يظلم الكثير من الشباب الذين تتجاوز إنتاجيتهم هذا الرقم بكثير.. ولذلك نحن نحتاج إصلاحاً اجتماعياً يسبق الإصلاح الاقتصادي، ونحتاج أن نسأل أنفسنا: ماذا سيحدث لنا لو قررت الدول عدم إرسال عمالتهم لنا، من سيبني البلد؟

كيف يمكن أن نحل البطالة وأكثر الوظائف محظورة اجتماعياً؟

كيف يتأهل الشاب ويتدرب ويتعلم إن لم يُعامل بحزم في مرحلة المراهقة؟

ماذا سيحدث لجيل ربيناه على السعودة الوهمية؟


خالد البواردي

لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْل وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ

50
4K

هذا الموضوع مغلق.

لازوردة00
لازوردة00
في الصميم
بوركت جهودك
ام بيتي
ام بيتي
بنات العيله كفيتي ووفيتي تسلم الانامل👍👍👍👍👍
الحقيقه الساطعه
الحقيقه الساطعه
الله لايسلم يدين الي كتب كل مقاله إنتقاص وتركييب خطاء بالمواطن السعودي هو قلم مأجور يكتب لمصلحه معروفه ,الله لايبارك فيه ولابأي ظالم, مرتزق مقاله يؤكد الظلم الواقع كل الوظائف ماسكينها الغرباء وكل غريب ينادي بني جلدته ,قال أيه المواطن بس جالس وينتقد ,نعم ننتقد البطاله المتعمده وين الوظائف الي يتكلمون عنها ,كلما المواطن الجامعي راح لشركه أو مستشفى لقى شلليه المدير من جنسيه عربيه وحرب شعواء على المواطن ,حتى بالمحلات أو المطاعم مايخلصون لك العماله إلا لما تأجر المحل لمدير عليهم يكون من نفس جنسيتهم ويقاسم المواطن برزقه ومحله الي تعب فيه .
والأدهى والأمر لما يتكلمون عن السعوده ويبون السعوده بالوظائف الدنيا زبال وسباك وبياع الله يحقرهم مثل ماأحتقرو المواطن ويسلط عليهم وعلى من أيدهم المرض غبنو وقهرو المواطنين والمواطنات ,بلد يصدر النفط بالمجان ويدعم ميزانيات دول وعاجز عن حل مشكله البطاله كله رغبه بذل وإشغال المواطن بلقمه العيش ,وفوق هذا كله تركيب الخطاء بالمواطن ,ماعليه على الظالم تدور الدوائر .
الحقيقه الساطعه
الحقيقه الساطعه
الي تتفلسف من وراء الشاشات وماتدري ايش الطبخه ,روحو أقرو كلام الطلبه المتدربين بالكليات التقنيه لما راحو للتدريب بمحلات سباكه ولانجاره الكل يقول أن الاجانب الي فيها رفضو تدريبهم وقالو نخاف بكره تتعلمون وتاكلون رزقنا؟؟!!!
أقرءو قصص المواطنين الباحثين عن عمل في منتدى البطاله ومايحدث لهم بالشركات من ظلم وتفرقه وأكل حقوق من المدراء الأجانب طبعا مو الكل ,وأصعب أنواع الظلم لما تنظلم ببلدك ومن غريب.
روحو أسألو عن السعوديين المحدودين بسوق الحراج ايش يقولون ؟؟؟!!! الكل يقول البلد موبلدنا ونحن محاربين ونخاف نتكلم السوق لهم مولنا ونحن محاربين ببلدنا .
فبلاش فلسفه ,صلحو قوانين مثل دول الخليج تأمن للمواطن حقوقه كامله بحيث يحس أنه مواطن وليس مغترب ببلده ,عطوه بدلات مثل الأجنبي ,عمرها ماصارت بأي بلد بالعالم أن الأجنبي مميزاته أعلى من المواطن أبن البلد إلا بالسعوديه,أنا مع الوجود المنظم للأجانب نريد أطباء ومهندسين وممرضين وخبراء وعماله مدربه لكن الوظائف الإداريه من إداره ومحاسبه وغيره السعوديين أولى فيها وشهاداتهم تؤهلهم . ,على فكره مالي خلق أتناقش مع أي متفلسفه الي مو عاجبها كلامي عندها 4 جدران تصقع رأسها بأقرب جدار وتريحنا.
mis stars
mis stars
النفط خدم الطبقية و النظام الرأسمالي العالمي الفاشي الذي أنتج أسياد و عبيد المادة. النفط شر لا بد منه و لكن مصيره إلى زوال.