والضجيج يحبسني عن راحتي..
همومي كثيرة، وتزداد في كل يوم، وعيناي
لم تعد ترى البريق، لكنّ لي قلبًا يبحث
عن أمان. لربما يجيئ، فنسأل من هو
الجائي؟ ونغرق في اللا مكان.
إن الإعياء يسرق ما بنا من فرح، والهم
ينتزعنا من المكان إلى مكان.. مكانٍ
بعيد لا أخ فيهِ ولا أبًا، وأطفالٌ غرقى..
وأمٌ تصيح هلموا إلى العشاء، ولكن
الطاولة خالية.. والأطفال دمى ممزقة
تعتليها الدماء، عيونها أزرارٌ واحدها
مفقود، وخيوطها واضحة..
محشوة بالقطن، ولا تعرف للحب باب،
تطعمهم الأم ذلًا وهوان، من فرط الجوع
يسكبون الخريف على الربيع، ويقرعون
أجراس بيوتٍ مجهولة، فيخرج العدم
ليلحق بهم ويؤدبهم على ما أزعجوه.
لكنهم ليسوا أطفالًا، وهو في اللا وجود،
فتأتي الأم وتبكي ثم تعود للمقبرة..
ولا تعود.

حروف العربية بجروحي، ولما نسجت
حكاياتٍ طويلة، حتى الكلام لم
يعد قادرًا على إيصال الشعور، أو الفكرة
حتى، والعين تحترق وكأنها تبخر
الوجود لكي لا يحسده العدم، فالقلوب لا
تطمئن إن كنّا في دوامة القدر، وكون كل شيء
بأمر الله جلّ وعلا، يهدئ القلوب.