شعور مغتربه

أمامي مشهد فيه امرأتين .. كلتاهما .. أم

الأولى : " سيتي "
شغالة مغتربة عن بلدها ، جاءت لكسب عيشها وتركت خلفها أطفالاً يفتقدون أمهم ، ولكنهم ينتظرون اللقمة التي تبعث بها إليهم
فهل ما ترسله من مالٍ رغم غيابها عنهم ، يسد جوعهم لحنانها ولمسة يدها كل مساء قبل النوم ؟:3_13_12:


الثانية : " أم يزيد "
زوجة تعيش في بلدها ، وسط أطفالها ، مع زوجها ، ورغم ذلك .. وبمحض إرادتها .. تخرج ساعات طوال تطلب هي أيضاً المال !!
لكنه ليس المال الذي تحتاجه ليسد أفواه جائعة ..
بل هو مال يجعلها ترتدي ملابساً ومجوهرات تباهي بها معارفها وجيرانها !!
فهل هذا المال يسد جوع أطفالها لحنانها ، ولمسة يدها وهي تربت على أكتافهم بعد عودتهم كل يوم من مدارسهم ؟:7_18_2:

الفرق واضح ..

ترى .. بماذا كانت تفكر الشغالة الأندونيسية المسلمة "سيتي"؟
لنتخيل أننا قد دخلنا عقلها ، وعرفنا مايدور فيه ... :
سيتي ، تفكر :
رب ِ ... خلقتني وأنت أعلم بحالي .. كم أشعر بالشوق لرؤية أطفالي " حسين " و " نور حياتي " طفلاي الحبيبان ..
ترى .. كيف حالكما ؟ .. هل والدكما يقوم بواجبه نحوكما كما وعدني عندما غادرت البلاد ؟
ولكن آخر رسالة وصلتني منه أخبرني فيها أنكِ يا نور حياتي مصابة بالحمى .. وأنه سيأخذك ِ للمستشفى لتكوني تحت الملاحظة !!
ولذلك طلب مني إرسال نقوداً ليسدد مصاريف المستشفى ... ياه .. لكني إلى الآن لم أرسل شيئاً !!
بقي على نهاية الشهر عشرأيام طوال حتى تتفضل عليّ سيدتي " أم يزيد " براتبي ..
أنا لا أستطيع طلبه منها منذ الآن .. إنها ستصرخ بي وتتهمني بالكذب !
ربِ .. عجّـل بهذه الأيام المتبقية .:3_2_8v: .

هذه هي القصه انها حقا مؤلمه ولن يحس بها الا المغتربات مثلنا....
فهل وقفتي اختي المغتربه وقفه مع نفسك وفكرتي في حال تلك الخادمه المسكينه؟؟؟؟
نحن مغتربات بهوانا مع ازواجنا واطفالنا ولازلنا نتذمر علي حالنا علي الرغم من ان بعضنا يزور اهله كل سنه تقريبا.... ولا ننسي المكالمات الهاتفيه بيننا والتواصل المستمر مع الاهل والاقرباء.....

فماحال تلك الخادمه التي لاتكلم اطفالها وزوجها وان رأيناها تفعل ذلك وبخناها وقلنا لها لاتكرريها ثانيه .....<انا اتكلم عن بعضنا >

نحن نعيش في نعمه ولله الحمد ..... اللهم ديمها علينا من نعمه....
:26: :26: :26: :26: :26: :26: