شغالتك وسائقك

الأسرة والمجتمع

ذكر أبو بكر الدينوري في كتابه «المجالسة وجواهر العلم» أنه: قيل ليحيى بن خالد إنك لا تؤدب غلمانك ولا تضربهم، فقال: هم أمناؤنا على أنفسنا، فإذا نحن أخفناهم، فكيف نأمنهم؟

هناك أخطاء في تعاملنا مع الخدم والسائقين قد ندفع ضريبتها كما دفع غيرنا الضريبة، وهناك ما عُلم وما لا يُعلم، فهؤلاء الخدم والسائقون هم الأمناء على البيوت والأولاد، وأي ظلم أو قسوة مبالغ فيها قد تكون له آثاره العكسية المتعدية والخطيرة!

ولذلك أتمنى إن لم نتعامل مع هؤلاء الضعفاء بما يمليه خوفنا من ربنا وتمسكنا بما تربينا عليه من قيم تحث على الرحمة والوقفة مع الضعيف والمحتاج، أن نتعامل وفق المصلحة، فلن نكسب من الظلم شيئاً، كما أن في التعامل الأمثل معهم تقديم الدين والوطن بأجمل صورة لأناس سيرحلون يوماً إلى بلدانهم ولن تبقى معهم إلا الذكريات.

في السنة النبوية يقول الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه-: خدمت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا لم صنعت؟ ولا ألا صنعت.

ولا أظن أحداً يطالب بالتخلص من (أف) فهذه مرحلة متقدمة، ولكن الجميع يطالب بالاحترام، والتقدير، والرحمة بالمساعدة في حال الضعف وعدم القدرة، والتعامل الإنساني، وإعطاء الحقوق أولاً بأول، فهناك من تتراكم عليهم رواتب الشغالة، فإذا أرادت السفر بحثوا عن التسويات.

أيضاً البعض يريد خادماً أو سائقاً عبقرياً، ينفذ ما سيقوله قبل أن يقوله، ولذلك يغضب عند التأخير أو في حال وقوع الخطأ، مع أنه لو وزن الأمور بموازينها الصحيحة لعرف: أن هذا الخادم لو كان ذكياً لأصبح دكتوراً أو مخترعاً وليس إنساناً يعمل في الخدمة وبأجر قليل، ولذلك يجب أن يزن له بميزان فهمه حتى يحصل التنفيذ الأمثل للمطلوب.

وأخيراً أعان الله من كان رب العالمين خصمه، ففي الحديث الشريف يقول المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-: (قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل أستأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره).
3
581

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ورقة جوافة
ورقة جوافة
روووعه 👍🌺


الله يسخرهم لنا ...ويعينا على الاحسان اليهم 💖