دمار لف المكان ..حجارة مبعثرة في الطرقات .. دماء متناثرة قد اختلطت ببعض الأشلاء ..غبار في الجو يكاد يخنقني .. هنا أصوات بكاء وهناك مجموعة إرهابيين يصيحون بقوة : الله أكبر الله أكبر .. ترى ما سر هذه الكلمة و لم تدب في أنفسهم هذه الجرأة واقتحام الموت ...
يا له من منظر مرعب يستقبلني في هذه البلاد الغريبة لم أكن أتوقع أن مهمتي الصحفية التي كلفتني بها بلادي لهذه المنطقة سوف تتسبب لي بكل هذه المصاعب .. أين أنا يا ترى ؟؟ هل أنا على سطح هذه الأرض .. أم تكون هي الجحيم الكاوية التي قرأت عنها في بعض الكتب و الروايات ..
لكن كما قال لي مدير المحطة الفضائية التي أعمل بها .. المهمة تستحق هذا العناء .. لقد عانيت كثيرآ حتى استطعت فك رموز هذه اللغة الصعبة حتى يتيسر لي سؤال الناس والتنقيب عن الحقيقية ولكن .. من سأسأل وسط هذا الدمار هل أسأل الجيش الإسرائيلي أم أسأل مجموعة الإرهابيين الذين يرفضون حلول الأمن على هذه المنطقة ؟؟ وهل هم حقآ إرهابييون ؟؟أنا عازم على فك رموز هذه القضية المعضلة .. من البريء ومن هو المتهم سوف أبحث بكل قوتي .. وسأظهر الحقيقة لكل الناس ....
يتبع ..
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
نــــور
•
يا إلهي ..
من أين سأبدأ في بحثي هذا ؟؟
يقطع تساؤلاته صوت طائرة حربية يتبعه صوت انفجار قوي ..
يسقط على الأرض من شدة الخوف .. يتفحص الكاميرا .. لم تصب بسوء .. حمدآ لك يارب !!
ويسرع باتجاه الصوت .. ينظر في الأفق فيرى غبارآ كثيفآ سببه انهيار أحد الأبنية ... ويخترق مسمعه صوت الجرافات التي تحاول اقتلاع أطلال المنزل ..
و يجد بعض السكان الفلسطينيين متجمعين حول امرأة تبكي وحولها أطفالها الصغار ...يعود لمسمعه صوت التكبير ثانية .. تتبعه كلمات مواساة .. لابد و أن البيت الذي تهدم لهذه المرأة المسكينة .. ولكن من هذا الذي يجلس وحيدآ هناك ؟؟
يقترب أكثر وإذا بطفل في العاشرة يجلس على صخرة قريبة من مكان الدمار ويبكي بحرقة وألم .. يشعر بالشفقة عليه فهو بعمر ابنه الصغير الذي اشتاق له كثيرآ .. يقترب أكثر يضغط زر التشغيل للكاميرا و يسأله .. ماذا بك ؟؟ فيجيب بحزن .. لقد هدموا بيتي .. لقد حرموني أغلى ما أملك في هذه الحياة .. توفيت جدتي تحت الركام وأصيب والدي بجروح خطيرة .. لقد خسرت كتبي وألواني خسرت سريري الدافيء ..
يمسح الدموع التي انهالت من عينيه بكبرياء رائع و يصرخ ..
ماذا تريدون منا .. لماذا تحرموننا حتى من سقف يحمينا من برد الشتاء .. من حر الصيف .. من سقف يجمعني بأسرة حنونة ؟؟ أي حقد حملتم في قلوبكم لنا وأي قسوة .. سوف أنتقم منكم .. لابد و أني سأنتقم لجدتي .. لوالدي المصاب .. وسأمسح دموع أمي الحزينة .. سأخبرها بأنني بطل قوي .. وستفخر بي بكل تأكيد ..
ينظر المراسل الصحفي للفتى بدهشة ممزوجة بالإعجاب ..
يربت بيديه على كتفه ويمضي إلى مكان آخر متسائلآ في نفسه ..
أية قلوب قاسية لهؤلاء القوم .. كيف يحرم طفل صغير من العيش كإنسان في هذا الكون .. مالذي سوف يحل به وبأمثاله بعدما فقدوا أغلى مايمكن أن يفقد .. المأوى .. أطفال العالم في عمره يلهون .. يلعبون .. يدرسون .. ويعودون لمنازلهم لأسرهم .. ولكن .. هذا الصغير ............
آه كم أثرت بي كلماته .. كم جرحتني سهام عينيه النارية .. لم أشعر وأنا أراقبه بأنه صغير .. لا بل كان كبيرآ جدآ ..
شعور غريب ينتابني حول هذا الصغير ..
سوف ينفذ تهديده بالانتقام !!
يتبع
:24:
من أين سأبدأ في بحثي هذا ؟؟
يقطع تساؤلاته صوت طائرة حربية يتبعه صوت انفجار قوي ..
يسقط على الأرض من شدة الخوف .. يتفحص الكاميرا .. لم تصب بسوء .. حمدآ لك يارب !!
ويسرع باتجاه الصوت .. ينظر في الأفق فيرى غبارآ كثيفآ سببه انهيار أحد الأبنية ... ويخترق مسمعه صوت الجرافات التي تحاول اقتلاع أطلال المنزل ..
و يجد بعض السكان الفلسطينيين متجمعين حول امرأة تبكي وحولها أطفالها الصغار ...يعود لمسمعه صوت التكبير ثانية .. تتبعه كلمات مواساة .. لابد و أن البيت الذي تهدم لهذه المرأة المسكينة .. ولكن من هذا الذي يجلس وحيدآ هناك ؟؟
يقترب أكثر وإذا بطفل في العاشرة يجلس على صخرة قريبة من مكان الدمار ويبكي بحرقة وألم .. يشعر بالشفقة عليه فهو بعمر ابنه الصغير الذي اشتاق له كثيرآ .. يقترب أكثر يضغط زر التشغيل للكاميرا و يسأله .. ماذا بك ؟؟ فيجيب بحزن .. لقد هدموا بيتي .. لقد حرموني أغلى ما أملك في هذه الحياة .. توفيت جدتي تحت الركام وأصيب والدي بجروح خطيرة .. لقد خسرت كتبي وألواني خسرت سريري الدافيء ..
يمسح الدموع التي انهالت من عينيه بكبرياء رائع و يصرخ ..
ماذا تريدون منا .. لماذا تحرموننا حتى من سقف يحمينا من برد الشتاء .. من حر الصيف .. من سقف يجمعني بأسرة حنونة ؟؟ أي حقد حملتم في قلوبكم لنا وأي قسوة .. سوف أنتقم منكم .. لابد و أني سأنتقم لجدتي .. لوالدي المصاب .. وسأمسح دموع أمي الحزينة .. سأخبرها بأنني بطل قوي .. وستفخر بي بكل تأكيد ..
ينظر المراسل الصحفي للفتى بدهشة ممزوجة بالإعجاب ..
يربت بيديه على كتفه ويمضي إلى مكان آخر متسائلآ في نفسه ..
أية قلوب قاسية لهؤلاء القوم .. كيف يحرم طفل صغير من العيش كإنسان في هذا الكون .. مالذي سوف يحل به وبأمثاله بعدما فقدوا أغلى مايمكن أن يفقد .. المأوى .. أطفال العالم في عمره يلهون .. يلعبون .. يدرسون .. ويعودون لمنازلهم لأسرهم .. ولكن .. هذا الصغير ............
آه كم أثرت بي كلماته .. كم جرحتني سهام عينيه النارية .. لم أشعر وأنا أراقبه بأنه صغير .. لا بل كان كبيرآ جدآ ..
شعور غريب ينتابني حول هذا الصغير ..
سوف ينفذ تهديده بالانتقام !!
يتبع
:24:
نــــور
•
إنه يوم جديد ..
ترى ماذا يخبيء لي من مفاجآت .. سوف أحاول أن أقترب أكثر من مكان الاشتباكات ..
يقترب أكثر .. ولكن .. يالهول ما رأى .. لم تعد قدماه تسعفاه على السير .. أهذه هي المعركة بين الإرهابيين و الجيش الإسرائيلي ..
- أنا لاأرى جنودآ مدججين بالسلاح يواجهون الجيش الإسرائيلي .. لاأرى سوى بضعة من شبان صغار ينتفضون ببسالة .. يرمون المدرعات بقوة.. بسلاح صغير .. يحمل كل واحد منهم حفنة من حجارة ويطلقها كقذيفة نارية نحو هؤلاء الحمقى الذين يهربون بذعر ..
لم أكن أعرف مدى جبنهم حتى هذه اللحظة .. لم لا أسأل أحدهم بعض الأسئلة ...
يقترب من أحد الجنود المذعورين المختبئين خلف الدبابة .. يضغط زر التشغيل للكاميرا ويسأله ..
- كيف حالك
- ينظر له بانزعاج دون أن يرد
- أنا مراسل قناة ( ... ) الفضائية وأريد أن يكون لي حوار معك
- ظننتك من محطة عربية هيا ماذا تريد
- هل أنت مؤمن بالقضية التي تقاتل من أجلها ؟
- عن أية قضية تتحدث .. أنا أقوم بعملي وهو قتل أولئك الإرهابيين وإبادتهم
لم نعد نحتمل إزعاجاتهم .. نريد هذه الأرض لنا وحدنا .. يجب أن يموتوا جميعهم دونما استثناء ..
- ولكنك تقاتل بالدبابة .. بالطائرة .. بالرشاش وهؤلاء الضعفاء لايملكون سوى الحجارة
- لاتقل ضعفاء بل إنهم أقوى بكثير مما تتخيل
كلما حاولنا إبادتهم ازداد عددهم .. ومهما قتلنا و أسرنا وهجرنا لن يستكينوا لكننا الآن نتبع سياسة جديدة
- وماهي ؟؟
- أن نقتل الصغير قبل الكبير حتى لانسمح له بأن يتصدى لنا
وقريبآ لن يبقى منهم أحد ..
والآن دعني أمارس عملي ..
يتركه ليقاتل الشبان العزل إلا من حجارة ويدير ظهره للمكان ولكن تعيده صرخة طفل صغير
ذلك المتوحش لقد صوب على الرأس مباشرة .. حتى قتله .. أي إنسانية يحملون .. أية قلوب متحجرة يحتوون
سأصور كل ماحدث وسأرسله ليراه كل الناس ويحكموا على هؤلاء الأوغاد الذين بددوا شمس الحقيقة ..
يتبع
ترى ماذا يخبيء لي من مفاجآت .. سوف أحاول أن أقترب أكثر من مكان الاشتباكات ..
يقترب أكثر .. ولكن .. يالهول ما رأى .. لم تعد قدماه تسعفاه على السير .. أهذه هي المعركة بين الإرهابيين و الجيش الإسرائيلي ..
- أنا لاأرى جنودآ مدججين بالسلاح يواجهون الجيش الإسرائيلي .. لاأرى سوى بضعة من شبان صغار ينتفضون ببسالة .. يرمون المدرعات بقوة.. بسلاح صغير .. يحمل كل واحد منهم حفنة من حجارة ويطلقها كقذيفة نارية نحو هؤلاء الحمقى الذين يهربون بذعر ..
لم أكن أعرف مدى جبنهم حتى هذه اللحظة .. لم لا أسأل أحدهم بعض الأسئلة ...
يقترب من أحد الجنود المذعورين المختبئين خلف الدبابة .. يضغط زر التشغيل للكاميرا ويسأله ..
- كيف حالك
- ينظر له بانزعاج دون أن يرد
- أنا مراسل قناة ( ... ) الفضائية وأريد أن يكون لي حوار معك
- ظننتك من محطة عربية هيا ماذا تريد
- هل أنت مؤمن بالقضية التي تقاتل من أجلها ؟
- عن أية قضية تتحدث .. أنا أقوم بعملي وهو قتل أولئك الإرهابيين وإبادتهم
لم نعد نحتمل إزعاجاتهم .. نريد هذه الأرض لنا وحدنا .. يجب أن يموتوا جميعهم دونما استثناء ..
- ولكنك تقاتل بالدبابة .. بالطائرة .. بالرشاش وهؤلاء الضعفاء لايملكون سوى الحجارة
- لاتقل ضعفاء بل إنهم أقوى بكثير مما تتخيل
كلما حاولنا إبادتهم ازداد عددهم .. ومهما قتلنا و أسرنا وهجرنا لن يستكينوا لكننا الآن نتبع سياسة جديدة
- وماهي ؟؟
- أن نقتل الصغير قبل الكبير حتى لانسمح له بأن يتصدى لنا
وقريبآ لن يبقى منهم أحد ..
والآن دعني أمارس عملي ..
يتركه ليقاتل الشبان العزل إلا من حجارة ويدير ظهره للمكان ولكن تعيده صرخة طفل صغير
ذلك المتوحش لقد صوب على الرأس مباشرة .. حتى قتله .. أي إنسانية يحملون .. أية قلوب متحجرة يحتوون
سأصور كل ماحدث وسأرسله ليراه كل الناس ويحكموا على هؤلاء الأوغاد الذين بددوا شمس الحقيقة ..
يتبع
نــــور
•
قواي اليوم خائرة منهكة
أشعر بتعب شديد .. بألم يعتصر كبدي .. لقد أنهكتني الجولة في المشافي و المستوصفات وخاصة آخر مستوصف زرته ..
كيف لمستوصف صغير أن يتحمل كل هؤلاء الجرحى ..
بل كيف يجرؤون أن يقصفو سيارات الإسعاف هل انتهت الإنسانية من قلوب البشر .. بل هل أنا بين البشر ؟؟
طفلة صغيرة لاتتجاوز الشهرين يخنقها غاز سام .. لو ماتت قطة في بلادنا من جراء ذلك لحوكم المجرم الذي ارتكب جريمته ..
مكان ضيق مخنوق مثلي تمامآ لكنه يعج بالآلام بالأشلاء المتناثرة .. الأدوية مفقودة والأطباء يبذلون المستحيل ..
هذا فقد قدمه وذاك فقد يده وآخر أصيب بجراح مميته وهاهي زوجته أم الأطفال الستة تبكيه وتخفف عنه ..
لكن صوت التكبير لايتوقف .. رغم الجراح والآلام لايتوقف ..
عندما درست اللغة العربية لم أهتم لهذه المصطلحات .. لم أهتم إلا بلغة الحرب و القتال .. ولكنني الآن أستشعرها من أفواه هؤلاء المنكوبين ..
وسأكون معهم بكل ما أوتيت من قوة ....
بعد أسابيع طويلة من البحث و التنقيب و التأمل و التفتيش عن خيوط الحقيقة يرسل التقرير موثقآ بالصور التي لاجدال في صحتها و وكذلك في خطورتها ..ويصله الرد من مديره ..
مرحبآ ..
كيف حالك ..
نعلم أنك قد بذلت مجهودآ كبيرآ في البحث و التنقيب عن الحقيقة ولكن لا يمكننا نشر هذه الصور وهذه المقابلات فهذا ليس من مصلحتنا ..
أسرتك قد اشتاقت إليك لاتتأخر في العودة !!
يتأجج بركان ثائر في أعماقه ويهتف ..
لا لن تختفي شمس الحقيقة .. لن يموت شعب الحجارة .. لن ينتصر أولئك السفاحون .. سوف أكون معكم في انتفاضة ضد الذل ضد المهانة .. ضد قوانينكم القاسية وأفكاركم الهوجاء ..
ينزل إلى الشارع المنتفض .. يمسك ببعض الحجارة ويرمي بها جيش الاحتلال
يلتحم مع الشعب الأبي وينادي بقوة : الله أكبر .. الله أكبر
يسمع صوتآ صغيرآ بقربه ينادي مثله ويهتف بالتكبير .. يلتفت .. فإذا هو ذاك الولد الصغير الذي قابله في البداية ..
يبتسم له بمحبة وحنان ويمشي إليه لكي يعانقه لكن طلقة نارية تسبقه في الوصول لجسد الصبي فيسقط في حجره مخضبآ بأزكى الدماء ..
يعانقه المراسل و يبكي .. فينظر الفتى إليه ويقول له ..
ألم أخبرك أنني كبير جدآ .. وأن أمي سوف تفخر بي ..
قل لها لاتحزن لفقدي ففلسطين أغلى مني .. من أبي وجدي ..
يلتفت الصبي نحو قرص الشمس الدافيء .. يبتسم لنورها الذي احتواه
يودعها بإباء ثم يتركها لتشرق في أرجاء الأرض .. يحملها أمانة الحقيقة ..
ويحمل المراسل أحزانآ جديدة وهمومآ جديدة .. يغمض عينيه بكبرياء .. يلف وجهه النور و الضياء و يستسلم بسعادة .. لحياته الأبدية ..
تمت
أشعر بتعب شديد .. بألم يعتصر كبدي .. لقد أنهكتني الجولة في المشافي و المستوصفات وخاصة آخر مستوصف زرته ..
كيف لمستوصف صغير أن يتحمل كل هؤلاء الجرحى ..
بل كيف يجرؤون أن يقصفو سيارات الإسعاف هل انتهت الإنسانية من قلوب البشر .. بل هل أنا بين البشر ؟؟
طفلة صغيرة لاتتجاوز الشهرين يخنقها غاز سام .. لو ماتت قطة في بلادنا من جراء ذلك لحوكم المجرم الذي ارتكب جريمته ..
مكان ضيق مخنوق مثلي تمامآ لكنه يعج بالآلام بالأشلاء المتناثرة .. الأدوية مفقودة والأطباء يبذلون المستحيل ..
هذا فقد قدمه وذاك فقد يده وآخر أصيب بجراح مميته وهاهي زوجته أم الأطفال الستة تبكيه وتخفف عنه ..
لكن صوت التكبير لايتوقف .. رغم الجراح والآلام لايتوقف ..
عندما درست اللغة العربية لم أهتم لهذه المصطلحات .. لم أهتم إلا بلغة الحرب و القتال .. ولكنني الآن أستشعرها من أفواه هؤلاء المنكوبين ..
وسأكون معهم بكل ما أوتيت من قوة ....
بعد أسابيع طويلة من البحث و التنقيب و التأمل و التفتيش عن خيوط الحقيقة يرسل التقرير موثقآ بالصور التي لاجدال في صحتها و وكذلك في خطورتها ..ويصله الرد من مديره ..
مرحبآ ..
كيف حالك ..
نعلم أنك قد بذلت مجهودآ كبيرآ في البحث و التنقيب عن الحقيقة ولكن لا يمكننا نشر هذه الصور وهذه المقابلات فهذا ليس من مصلحتنا ..
أسرتك قد اشتاقت إليك لاتتأخر في العودة !!
يتأجج بركان ثائر في أعماقه ويهتف ..
لا لن تختفي شمس الحقيقة .. لن يموت شعب الحجارة .. لن ينتصر أولئك السفاحون .. سوف أكون معكم في انتفاضة ضد الذل ضد المهانة .. ضد قوانينكم القاسية وأفكاركم الهوجاء ..
ينزل إلى الشارع المنتفض .. يمسك ببعض الحجارة ويرمي بها جيش الاحتلال
يلتحم مع الشعب الأبي وينادي بقوة : الله أكبر .. الله أكبر
يسمع صوتآ صغيرآ بقربه ينادي مثله ويهتف بالتكبير .. يلتفت .. فإذا هو ذاك الولد الصغير الذي قابله في البداية ..
يبتسم له بمحبة وحنان ويمشي إليه لكي يعانقه لكن طلقة نارية تسبقه في الوصول لجسد الصبي فيسقط في حجره مخضبآ بأزكى الدماء ..
يعانقه المراسل و يبكي .. فينظر الفتى إليه ويقول له ..
ألم أخبرك أنني كبير جدآ .. وأن أمي سوف تفخر بي ..
قل لها لاتحزن لفقدي ففلسطين أغلى مني .. من أبي وجدي ..
يلتفت الصبي نحو قرص الشمس الدافيء .. يبتسم لنورها الذي احتواه
يودعها بإباء ثم يتركها لتشرق في أرجاء الأرض .. يحملها أمانة الحقيقة ..
ويحمل المراسل أحزانآ جديدة وهمومآ جديدة .. يغمض عينيه بكبرياء .. يلف وجهه النور و الضياء و يستسلم بسعادة .. لحياته الأبدية ..
تمت
الصفحة الأخيرة
هيا ..هيا ...أنتظر البقية ...
لاتتأخري والجميع في الإنتظار..