كل عام وأنتم بخير وعساكم من عوادة
(تقدمــــــــــــة )
في هذا الزمن الذي أصبح فيه كل مايحيط بنا يحمل رائحة التلوث ..
الهواء الذي نستنشقه .. الماء الذي نشربه .. الطعام الذي نتناوله ..
كل مافي متناولنا وما نحتاجه .. كل ذلك خرج عن حالته الطبيعية النقية ..
وتعرض للتلوث .
ونحن ندفع ثمن التقدم .. من صحتنا ..
نحن شموع التقدم التي تحترق لتضئ
لذاتها .. ولكنها في كل الأحوال تذوي .. !!
حديثنا هنا معك غاليتي بلغة بسيطة وموضوع يهمنا وندركه ..
موضوع العلاج البدني والروحي .. وكلاهما نلم بأطرافٍ منه ..
ولكن تسليط الضوء باستمرار يجعل الرؤيا واضحة والدرس مستوعباً .
ومادام المرض مقدر علينا ، ولاسلطان لنا عليه ..
علينا إذن أن نفهم مادعانا إليه ديننا الإسلامي من طرق معالجة مايصيبنا
وألا نتقاعس في ذلك .
ولندخل إلى صلب موضوعنا عن التداوي من شتى الأمراض .!
ونهنئكم قبل .. بحلول شهر رمضان المبارك ..
( المرض والرقى ~
في كل أمور حياتنا أمرنا الله تعالى أن نأخذ بالأسباب ..
ومن هذه الأمور .. المرض الذي هو ابتلاء لنا ..
حيث دعانا تعالى إلى السعي في طلب الشفاء :
بالدواء وهو علاج البدن ..
والرقى .. وهي علاج روحي ..
في إحدى المواقف .. سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يارسول الله أرأيت رُقى نسترقيها ، ودواء نتداوى به ، وتُقاة نتقيها..
هل ترد من قدر الله شيئا؟
قال : (( هي من قدر الله . )) أخرجه الترمذي
وهذا السؤال الذي طرحه صاحبه يدور في رأس كثير من الناس ..
هل الأخذ بالوقاية .. ولزوم الدعاء يمنعان وقوع القدر ؟
وإذا لم يمنعان ذلك فلم نأخذ بالأسباب ؟.. والقدر قد كُتب.. والقدر لايُرد ؟
المؤمن غاليتي يسلم بالقدر .. ولكن لايترك الأسباب ..
هذه قاعدة إيمانية راسخة .. وتسليم مطلق لأمر الله والجدال فيه دخول في
أمور قدرية لايدري الإنسان الحكمة من وراءها ..
لكنها كلها تصب في صالح الإنسان
تنقي معدنه من الشوائب .. وتزكيه من الذنوب .. وترتفع به في درجات الإيمان
وتقربه من الله تعالى ..وتصل به إلى النعيم الآخروي .
العلاج الروحي ~
اختلف الناس في مسألة العلاج الروحي ، فمنهم من أنكره واعتمد العلاج المادي فقط
ومنهم من ذهب إلى العلاج الروحي وحده ، وأنكر جدوى العلاج المادي..
والحقيقة أن مسألة علاج أمراض البدن هي من أهم المشاكل التي يواجهها الإنسان ..
فلا قيمة لحياة يكون فيها الإنسان عليلاً .. فالصحة هي الحياة ..
ولا يشعر بطعم الحياة إلا من تمتع بالصحة والعافية ..
والإسلام دين حياة ، وقد دعانا إلى طلب العلاج البدني ..
ويتحقق ذلك المعنى في توجيه الرسول الكريم إلى أبعد حدود التحقق ..
قالت الأعراب : يارسول الله ، ألا نتداوى ؟
قال : نعم .. ياعباد الله تداووا ..
فإن الله لم يضع داء إلا وضع له الدواء
إلا داء واحد
قالوا :يارسول الله ، وماهو ؟
قال : الهرم ).
إن في هذا الموقف أبلغ رد على الذين يتواكلون إذا مرضوا..
ويمتنعون عن الأخذ بالتداوي الذي هو انتظام على الناموس الإلهي ..
والإسلام في نفس الوقت يدعو إلى العلاج النفسي .. أو الروحي ..
وذلك بتوجه القلوب إلى الله تعالى تسأله الشفاء ..
وهكذا يستقيم المريض على العلاج الظاهر والعلاج الباطن في وقت واحد ..
وهذا النهج الصحيح الذي تحاول العلوم الحديثة سلوكه ..
فقد بدأت العيادات النفسية تنتشر وتباشر مهمتها العلاجية جنباً إلى جنب
العيادات الطبية .
هذا الأمر الذي تنبهت إليه الحياة مؤخراً .. دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم
منذ بعثته .. دعا إلى العلاج الروحي بتوجيه القلب إلى ربه بإخلاص..
طالباً منه الشفاء والعون ..
وإليكن هذه الحادثة كنموذج :
عن عثمان بن أبي العاص ، أنه قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبي وجع قد أوشك أن يقتلني .. فقال لي :
( امسح بيمينك سبع مرات وقل : أعوذ بعزّة الله وقوّته من شر ماأجد .. )
ففعلت ، فأذهب الله ماكان بي..
فلم أزل آمر به أهلي ، وغيرهم .
إن هذا أسلوب من العلاج الروحي أرشد الرسول الكريم إليه صاحبه ..
فيه دعاء والتجاء القلب في إخلاص تام إلى الله ..وتكرار ذلك سبع مرات ..
حتى تتم استقامة القلب ويكمل توجهه إلى الله تعالى ..
ومن ذلك نصل إلى أن الإسلام وضع أرقى موازين الشفاء ..
وقرر أن الدواء .. دواء ظاهر .. وهو العلاج البدني بالطبيب والأدوية ..
ودواء باطن . وهو الالتجاء بقلب مخلص إلى الله ..
بهذا يتكامل الشفاء .. وتتوازن شخصية الإنسان .. بين الأسباب والتوكل
ومتى أخذ الإنسان في الأسباب .. ثم اتجه إلى الله بقلبه .. استجيب له ..
وكان الشفاء مأمولاً .
هذا هو الميزان المستقيم في التداوي الذي دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم
وتلك حادثة أخرى تدل على أن الإسلام دعا بالأخذ بالأسباب ..
عن أبي حازم قال :
سئل سهل ابن سعد وأنا أسمع :
بأي شيءٍ دوويَ جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقال : مابقي أحد أعلم به منّي
كان عليّ يأتيه بالماء ، في ترسه
وفاطمة تغسل عنه الدم
وأُحرقَ له حصير
فحشي به جرحه .
ومن هذا وذاك نعرف ونتعلم أن علينا أن نتبع تشريع الرسول الكريم ..
فهو الطريق المستقيم .. والأسلوب القويم ..في العلاج .
شهر رمضان والمرض الروحي :
قد يتسائل البعض منّا : كيف يستفيد المريض الروحى من رمضان ؟
وهل يساهم هذا الشهر الفضيل في الشفاء ؟
ونقول : نعم إن شاء الله وذلك باتباع هذه التوجيهات المفيدة :
[[ زيادة التقرب من الله تعالى ، وإخلاص العبادة ، والتوبة عن الذنب
والبكاء والتذلل ، وسؤال الرحمن العفو والمغفرة ..
و ذلك له الأثر في دفع ضر الشياطين
[[ الإقبال على كتاب الله، تلاوة وتدبرًا، فهو من أعظم ما يقهر الشياطين،
ويقلع جذور السحر، وأثر العين من جسد المصاب؛
فاحرصي على الإكثار من ذلك واجعلي القراءة ورداً يومياً مضاعفاً
عن باقي الشهور في هذا الشهر الفضيل .
[[ الصوم من أعظم ما يعالج أثر المس والسحر والعين؛ فلذلك نجد
المصاب يتعب تعبًا بالغًا، لاسيما قبيل الفطور، وما عليه إلا أن يثبت،
ويستبشر وليحذر التسخط.
[[ السنة أن تفطري على رطبات؛ فإن لم تجد ي فعلى تمرات، ويفضّل
عجوة، مع ماء مرقي فيه، لما له من أثر بالغ في علاج السحر.
[[ الدعاء جند الله الذي لا يهزم، وعند فطر الصائم دعاؤه لا يرد،
ومن مواطن استجابته ثلث الليل الآخر؛ فاحرصي عليه في سجودك،
وخلوتك بربك، ومواضعك الأخرى.
[[ احرصي على صلاة التراويح جماعة، وحبّذا أن تكون ممن يطيل،
وتخشعين معه، ولو دعوت في كل سجدة من التراويح بالشفاء مما أصابك؛
لكان لذلك الأثر العظيم.
وختامًا: فهذا شهر مبارك فيه تصفد الشياطين،
ومن ثمًّ فهي أضعف ما تكونه هذا الوقت،
ولن تتقوي وتنتصري عليها
إلا بإقبالك على الله، وقوة يقينك..ودوام ذكرك .
تقبل الله صيامك ، وأعانك على الطاعة ..
وشفاك ووقاك .. وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنه
وجعل ماابتليت به لك يوم القيامة مغفرة ورحمة ..
وعطاءً واسعاً من عند الله
والله عنده حسن الثواب ..!
فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr
فريق الإدارة والمحتوى
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
المستبشره بالخير
•
جزاكى الله خيرا كلمات رائعه وكتب الله لك سعادة الدارين
الغالية فيض:
طرحكِ كــــ عادته قيَّم ونافع
يرسم الأمل في طريق الابتلاءات،
ويذكر النفوس المرهقة
بأن سر المؤمن وقوته تنبع من " ثقته بخالقه "..!
جزاكِ الله خيراً على هذا النور الذي تجلى بــــ روح كل أخت،
وأصبح نقش فائدة وعون ركائزه.. " الكتاب والسنة "..!
بوركتِ.. وزادكِ الله من فضله وعلمه!!
طرحكِ كــــ عادته قيَّم ونافع
يرسم الأمل في طريق الابتلاءات،
ويذكر النفوس المرهقة
بأن سر المؤمن وقوته تنبع من " ثقته بخالقه "..!
جزاكِ الله خيراً على هذا النور الذي تجلى بــــ روح كل أخت،
وأصبح نقش فائدة وعون ركائزه.. " الكتاب والسنة "..!
بوركتِ.. وزادكِ الله من فضله وعلمه!!
المستبشره بالخير :جزاكى الله خيرا كلمات رائعه وكتب الله لك سعادة الدارينجزاكى الله خيرا كلمات رائعه وكتب الله لك سعادة الدارين
الأخت الفاضلة عالية :
جزاك الله خيراً
وبارك بك .
جزاك الله خيراً
وبارك بك .
omsultan30 :جزاكي الله خير موضوع رائع نسئل الله عزوجل ان ينفعنا به.جزاكي الله خير موضوع رائع نسئل الله عزوجل ان ينفعنا به.
أختي الفاضلة :
كل الشكر لمشاركتك
وبارك الله بك
كل الشكر لمشاركتك
وبارك الله بك
الصفحة الأخيرة