شقيقتان تتحديان ظروف الفقر وتبيعان القهوة والرطب على الرصيف
حنان تكافح من أجل كسسب قوت أسرتها
الطائف: نورة الثقفي 2010-08-31 3:41 AM
في الوقت الذي تمتد فيه أيدي كثير من المتسولين والمتسولات لطلب المال في هذا الشهر خاصة، تكافح شقيقتان إحداهما جامعية والأخرى حاصلة على شهادة الثانوية العامة ودورات تأهيلية متنوعة من مراكز متخصصة، في كسب قوتهما بعملهما في بيع القهوة والرطب قبيل ساعة الإفطار على أرصفة بعض شوارع الطائف.
وترى الشقيقتان في هذا العمل سعادة لا توصف على حد تعبيرهما، وخاصة أن هذا العمل مساعدة لوالداتهما ووالدهما ومحاولة منهما لتجاوز الظروف المادية القاهرة التي تعيشها الأسرة المكونة من 8 فتيات، حيث ضنت وشحت عليهما الجهات الحكومية والخاصة بتأمين وظيفة تؤمن لهما مصاريف الحياة.
حنان وسلوى نموذجان للتغلب على ظروف الحياة وذلك بكسب لقمة العيش بعرق جبينيهما، وقد التقت "الوطن" بحنان الفتاة الكبرى والتي بينت أنه لولا ظروف الحياة القاهرة التي استدعتها لبيع القهوة العربية والرطب بجانب أحد المطاعم المشهورة في محافظة الطائف لكان لهما مكان آخر. مضيفة أن كسب القوت بالحلال والمهنة الشريفة لا يعيب الإنسان مطلقا سواء أكان متعلما أم غير ذلك، وأشارت إلى أن دعاء والدتيهما لهما بالتوفيق وأن يشغلا وقتيهما بالاستغفار وذكر الله جعل منهما قوة صامدة وجرأة في عرض بضاعتهما من القهوة والرطب.
وقالت إنها تقوم هي وشقيقتها بعمل القهوة وتعبئة الترامس بها وبيعها للزبائن، مشيرة إلى أن الترامس التي يتم تعبئة القهوة بها لا يطلب إعادتها من الزبون بل نبيعها كاملة بما فيها بمبلغ مالي يصل إلى 30 ريالا للترمس الواحد. وذكرت أن عملهما هذا يقتصر على شهر رمضان فقط دون بقية أشهر السنة الأخرى وذلك لأن الطائف في هذه الفترة تكون عاجة بالناس والمصطافين من كل حدب وصوب إضافة إلى الإقبال الكبير في رمضان على شرب القهوة العربية وتناول الرطب السكري، وهذا الرطب الجيد لا يتوفر إلا في رمضان. مبينة أنها تحرص كل الحرص على شراء القهوة العربية الخام "البن" من مكة حيث الجودة، ويتم التوصية عليه حيث يأتيها من اليمن إضافة إلى قولها بأنها تضيف إلى البن بهارات أخرى وهي سر المهنة التي يسألني عنها الكثير من زبائني، كيف قمنا بعمل هذه القهوة ؟. وكيف نستطيع أن نضبط هذه البهارات ومقاديرها؟.
وأشارت إلى أنها تمكث من قبل صلاة العصر بدقائق إلى صلاة المغرب أو تنتظر أحيانا لتقوم بتوزيع الرطب وترمس قهوة على عمال المطعم مجانا، وذلك كإفطار صائم عن والدتها، وبينت أن زبائنها منتشرون في كل مكان ولا يقتصرون على الطائف وحدها، بل هم من الرياض ونحو ذلك. وقالت إنها تواجه أحيانا نظرات المتطفلين وخاصة من الرجال. وأضافت أن زبائنها جميعهم من النساء ولكن لا يمنع الأمر أن يكون هناك رجال وخاصة أنها تجلس بجانب مطعم يرتاده الرجال دائما.
http://www.alwatan.com.sa/Nation/News_Detail.aspx?ArticleID=19338&CategoryID=3
فشار بالتوفي @fshar_baltofy
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة