شكرا

الأسرة والمجتمع



شكرًا لكل أم احترقت من أجل بناتها خائفة عليهن من الانسلاخ في زمن الصراخ على القيم، شكرًا لكل أم ما بدلت ولا تحولت ولا استنكفت.

أبلغوا أصواتنا بالشكر لتلك العظيمات، شكرًا لكل فتاة عظيمة تسمع العواء، لكنها لا ترد عليه؛ لأن الكلب أحقر من جواد، وما أمات الكلب شيء كالسكوت.

شكرًا لهذا الزمن الذي أرانا صورة تطبيقية هائلة لمعنى القبض على الجمر، أتعجبون.. الشهوات والشبهات، والنعرات والإلحاد، والإفساد والإجهاد، ومع ذا فإني أرى شبابًا ساطعًا يخرج من بين البيوت يحكي عن قصص عظيمة في الثبات مروية في السماوات.

شكرا لكل أم ما كان لها أن تقر في بيتها لولا أنها عرفت أنها عبادة من العبادات وأنها العبادة المنسية في هذه الأعصار القرار في الديار رغم تتابع الإعصار وانكشاف قناع الفجار.

شكرًا لكل شاب عرفته حلقات التحفيظ فعرفته عصرًا ثم زفته إلى بيته مساءً لم يروح روحاته من أجل أبيه، ولا من خوف أمه وإنما راح طيعًا وجاء طيعًا.

شكرًا لكل شاب مستقيم تنازل أصدقاؤه عن بعض مظاهر الاستقامة، فبقي مشتريًا رضا خالقهم.

شكرًا لكل شاب مقصِّر على نفسه بالمعاصي، ويعلم أن له ربًّا رحيمًا لكنه إذا انتهكت محارم الله تأسد كالآساد في زأرة الهدى إذا ماج في عصر التهافت غربانُ.

شكرًا لكل معلم حلقة راعته الصروف، وأنهكته الظروف يعلم أن بقاءه في مسجده هو الخير الباقي، والإغراءات المادية تناديه فلا هشّ ولا نشَّ ولا بشَّ، وإنما انتفش لهذه السكنات المنبعثة من أرجاء هذه المساجد.

شكرًا لكل معلم مدرسة يذكر بالخير لطلابه، لكل معلمة يبني أصحاب الفتن خيوطًا في أذهان الطالبات فتفككها، برفق ولين يبنون سنوات ثم تهدمه عليهم ببضع كلمات.

لن يضيع الله إيمانكم، والله لن يضيع الله إيمانكم ثقةً بموعود الله وظنًّا بكرم الله، الثبات على دين الله ولزوم الصراط المستقيم أعظم أوسمة الدنيا كلها.

بل هو عنوان الملة الإلهية (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) .

روى مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- في الحديث القدسي أن الله –عز وجل- يقول: "يا عبادي كلكم ضالّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم"، وكان أبو إدريس الخولاني -رحمه الله تعالى- وهو الذي روى هذا الحديث إذا حدَّث به جثا على ركبتيه، نعم كلنا ذاك الضال إلا من هدى الله، وكلنا الزائغ إلا من استهدى بالله فاستهدوا بالله وحده.

يحدث ابن سرين -رحمه الله تعالى- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه كان يقول في آخر عمره: "اللهم إني أعوذ بك أن أزني أو أعمل بكبيرة في الإسلام"، فقال له بعض أصحابه: يا أبا هريرة! ومثلك يقول هذا ويخافه وقد بلغت من السن ما بلغت؟! فلِمَ تخشى على نفسك الزنا والكبيرة وانقطعت عنك الشهوات، وقد شافهت النبي -صلى الله عليه وسلم- وبايعته وأخذت عنه. فقال أبو هريرة: "ويحكم وما يؤمنني وإبليس حي؟! وما يؤمنني وإبليس حي؟!".

تذكروا هذا الأمر العظيم تطير له ألباب العقلاء وتنفطر منه قلوب الأتقياء وتتصدع له أكباد الأولياء، كيف لا والخاتمة مغيبة، والعاقبة مستورة، والله غالب على أمره والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: "فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها".

ويقول كما رواه أحمد والطبراني: "لقلب ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا اجتمعت غليانًا".

اللهم ثباتًا وإخباتًا، اللهم ثبتنا بقولك الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، اللهم ارزقنا التمسك بكتابك وبسنة نبيك -صلى الله عليه وسلم-.
منقول


طيييييييييييييييف
14
546

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زائرة
جميييييل 👍
طيف اليمانية
طيف اليمانية
زائرة :
جميييييل 👍
جميييييل 👍
إنت الأجمل
أميرة الجزيرة
أميرة الجزيرة
شكرًا للغيورين على دينهم ..
شكرًا لمن سخروا أقلامهم في تبصير الناس ووعظهم
شكرًا لكِ ولأمثالك ..
اللهم اشكر سعي هؤلاء واجزهم عنّا خير ماجزيت مُحسن على إحسانه✨♥️
طيف اليمانية
طيف اليمانية
شكرًا للغيورين على دينهم .. شكرًا لمن سخروا أقلامهم في تبصير الناس ووعظهم شكرًا لكِ ولأمثالك .. اللهم اشكر سعي هؤلاء واجزهم عنّا خير ماجزيت مُحسن على إحسانه✨♥️
شكرًا للغيورين على دينهم .. شكرًا لمن سخروا أقلامهم في تبصير الناس ووعظهم شكرًا لكِ ولأمثالك...
وإياك يا غلاتي
متفائلة 4
متفائلة 4
جزاك الله خيرا