السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
برمختلف وبنكهة غريبة ومفهوم جديد
تصبغه بعض الامهات بصبغة البر الراقي المعاصر المتحضر
كعكة ميلاد وخاتم الماس ومائدة وابناء واحفاد
وسنة حلوة ياماما وكل عام وانت بخير
تعتبرها من اجمل وارقى كلمات البر التي سمعتها
على مدار العام وتنتظرها بفارغ الصبر
لتباهي بها جارة اوصديقة او اي من كان
لتثبت انها هي فعلا ام عصرية
حتى في طريقة بر ابنائها لها
صدقا تغمر قلبي الدهشة ممزوج بالاستنكار
والصدمة لمثل تلك الامهات
الاتي يضربن بعرض الحائط
جميع ما اكرمهن به الاسلام
في كل لحظة تستنشق انفاسهن عبق الحياة
على مدار ايام العام
وكيف يهون لقلوب انعم الله عليها بالامومة
ان تغلق وتصم اذانها عن حرمة هذا اليوم
وكيف هان على تلك القلوب
ان تجعل مشاعر الامومة وبرها
مشاعر انانية وتتنازل عن اعظم ما منحهن الله به
ان يقرن رضاه برضاهن
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً
وقضى ربك إلاَّ تعبدوا إلاّ أيَّاه وبالوالدين إحساناً
ثم تصب غضبها ولعنتها على كل من يتجاهل
هذا اليوم من ابنائها
وكل الحب ورضى لمن يقدرها
ويتفقدها بهذا اليوم
جاء رجل إلى رسول الله فقال : يا رسول الله ، منأحق الناس بحسن صحابتي ؟
قال : ( أمك ) قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك )
قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أبوك
والغريب والمستهجن ما تصنع تلك الامهات
بوسام الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام
الذي عززهن وكرمهن به
واستبداله بمفهوم غربي يدعى يوم الام
اعجبنا به لفظا وتناسينا فظاعة وقسوة معناه
بتحويله من يوم عقوق الابناء للامهات
ليصبح بمفهوم جديد عندنا
يوم عقوق الامهات لكل ما وهبهن الله به
من حقوق وبر وطاعة
يتمتعن به في كل نبض من نبضات قلوبهن على مدار العام
فعلا امر عجيب
ثم بعد ذلك يشكون عقوق ابناء لهن
متناسيات انهن من قام برسم لوحة للبر
ضمن اطار عيد الام
بدلا من اعطاء دروس في كيف تكوت لوحات البر والطاعة والتقدير
جزء لايتجزء من انفاس ابنائهن
كان الله في عون تلك الامهات
وهناك ايضا بر بنكهة قاسية مر المذاق على قلوبنا
لامهات تقبل
ان يحتفل بها من قبل ابناء عاقون
كان الله لهن عونا
لكن اليس هن من يتحملن المسؤولية
لهذا العقوق
بتقبل هداياهم وتقبل تهانيهم واضعنا حقوقا لهن
تحت مسمى عاطفة الامومة
وابنائنا
وليس لنا سواهم
وتناسينا ان هناك رب كريم رحيم ارحم بحالهن
من هؤلاء الابناء العاقين
ورضين ان يكون هذا اليوم يوما الاحتفال ببرهن
من مبداء شئ افضل من لاشئ
اللهم ارحم ضعف هذه الامهات وغفر لهن
وكن لهن عونا يا ارحم الراحمين
وهناك نكهات متعددة مرة المذاق
لمدرسه ترغم الصغارعلى الاحتفال بها
طمعا من الصغار بودها وكسب محبتها
لينتهي بكسر قلوب الايتام
وتحطيم من لم يستطيع اهداء امه وحبيبة قلبه
اي شئ
والعجيب
ام زوج ترفض مكانة الام على مدار العام لزوجة ابنها
وتاتي بهذا اليوم تفرضه عنوة عليها
من اجل كعكة ميلاد وخاتم الماس ومائدة وابناء واحفاد
وجارة تتتباهى امامها ببر من نوع جديد
مغلفا بوهم الرقي والتحضر
وشيطان العقوق متخفي بين طياته
يتربص بالامهات قبل الابناء
ليسقطهن في مستنقع العقوق
في فخ عيد الام
الذي لم يعد فقط يوم عقوق الابناء اتجاه الامهات
لابل يوم عقوق بعض الامهات تجاه ابنائهن وانفسهن
ممن يفرضن ويقبلنا الاحتفال بهذا اليوم
لاجعلنا الله نحن واياكم وابنائنا من اي من صنفين
حماكم الله ورعاكم
همسة صغيرة
من قلوبنا لابنائنا
نستقبل بركم وهداياكم بجميع اشكالها وانواعها
على مدار 24 ساعة
تفتح ابواب قلوبنا لكم
7ايام في الاسبوع
وفي كل مواسم وفصول السنة
في البرد والحر نستقبل ودكم
هواتف قلوبنا مفتوحة بدون اي تكلفة
فقط همسة رقيقة طيبة منكم لقلوبنا
ونجاحاتكم وابداعاتكم في الحياة
على الرحب والسعة نستقبلها
اما اخفاقاتكم وانتكساتكم
بكل تاكيد نستقبلها
ثم نعيدها لكم املا وعزما ويقينا بالفرج
لتعيدوها لنا هدايا من النجاح والاستمرار
مغلفة بالشكر والامتنان لله
ابتساماتكم زهور تنثرونها في قلوبنا
ودموعكم نستقبلها برفق وحنان وقلب يدعو لكم بكل التوفيق
ولغة وابجدية ترسخ في قلوبكم
ان رضانا من رضى الله
وان بركم لنا هو بر وصلاح لانفسكم قبل ان يكون لنا
وتذكروا ان طاعة الله
ثم
احترمنا وتقديرنا وبرنا هو طريقكم للنجاة
والفردوس الاعلى
عن عبدالله بن مسعود أنه قال (سألت رسول الله
عليه افضل الصلاة والسلام
، قلت : يا رسول الله ،أي العمل أفضل ؟
قال : ( الصلاة على ميقاتها ) قلت : ثم أي ؟
قال : ( ثم برالوالدين ) قلت : ثم أي ؟
قال : ( الجهاد في سبيل الله ) .
فسكت عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، ولو استزدته لزادني . ( البخارى
تحياتي وتقديري
جزاكي الله كل خير