عابرة سبيل

عابرة سبيل @aaabr_sbyl_1

عضوة شرف في عالم حواء

شهادة ووديعة ...

ملتقى الإيمان

<font size=4 color=blue>

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن الفضل بين الربيع حاجب هارون الرشيد قال: أرسل إليَّ الرشيد ذات ليلة فحضرتُ إليه ، فلما دخلتُ عليه وجدتُ بين يديه ضُبارةَ سُيوف وأنواع من آلات العذاب فقال: يا فضلُ ، فقلت: لبيك يا أمير المؤمنين فقال: عليَّ بهذا الحجازي - يعني الشافعي رضي الله عنه - وهو مُغضب: الساعة الساعة .

فخرجت وبي من الغم والحُزن ما لا يُوصف لمحبتي للشافعي لفصاحتة وبراعته وبلاغته وعقله فجئت إلى بابه ، فأمرت من دق عليه الباب فتنحنح ، فعلمت أنه يُصلي فوقفت حتى فرغ من صلاته وفتح الباب فسلمت عليه ، وقلت له: أجب أمير المؤمنين ، فقال: سمعا وطاعةً ، وجدد الوضوء وارتدى وركع ركعتين وخرج يمشي .

فمن شفقتي عليه ، قلت : يا أبا عبدالله قف لتستريح بينما أستأذن . فدخلت على أمير المؤمنين فإذا هو على حالة في غضبه فلما رآني قال: أين الحجازي ، قلت: عند الستر ، فقال: مره بالدخول .

فجئت إليه وأمرته بالدخول ، فدخل يمشي مطمئنا غير فزع ولا خائف ولا قلق ولا مُنزعج ثم بدأ يُحرك شفتيه ووجهه مستنير ، فلما دخل وبصر به أمير المؤمنين قام إليه قائما واستقبله واعتنقه وجعل يُقبل بين عينيه وهش به وبش ، وقال مرحباً بأبي عبدالله لم لا تزورنا وتكون عندنا فإني إليك مشتاق وأجلسه مكانه وقعد إلى جانبه وتحدث معه ساعة .

ثم أمر له ببدرة من الذهب فقال الشافعي : لا أرب لي فيه ، فسأله أن يقبله فقبله غير مكترث به " يعني ما همه" ، ثم أمرني أن أرده إلى داره وأن تُحمل البدرة بين يديه ، فلما خرجنا جعل يُعطي كل من رآه وكل من سأله يمينا وشمالا حتى وصل إلى منزله وما معه منها شيء .

فلما دخل منزله واطمأَنَّ به الجلوس قعدت بين يديه وقلت له يا أبا عبدالله قد عرفت محبتي لك وشفقتي عليه وإني شاهدت غضب أمير المؤمنين في ابتداء طلبه إياك ، ثم لما دخلت عليه رأيت منه من التواضع والتودد والإجلال والإكرام لك ما سرني وكنت رأيتك حركت شفتيك عند دخولك عليه ، فبالذي سكن غضبه عليك وسخره ألا ما علمتني ما كنت تقول في دخولك معي عليه .

فقال: حدثني نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأهُ يوم الأحزاب فهزمهم الله ونصرهم على عدوهم .. وهو هذا:
<font size=4 color=blue>
<font size=4 color=red>
" شَهِدَ اللَّهُ أَنهُ لا إلهَ إلا هوَ والمَلائِكةُ وأولو العِلمِ قائماً بالقسطِ لا إله إلا هوَ العزيزُ الحكيم ، إن الدينَ عند اللهِ الإسلام" ثم قال: وأنا أشهد بما شهد به الله وأستودعُ الله هذه الشهادة ، وهذه الشهادة وديعةٌ لي عند الله إلى يوم القيامة .
<font size=4 color=red>

.................

<font size=3 color=green>
إلهي كيف أخاف وأنت أملي وكيف أُضام وعليك توكلي وكيف أُقهر وأنت عمادي وكيف أُغلب وعليك في كل الأمور اعتمادي
<font size=3 color=green>
1
433

هذا الموضوع مغلق.

الدين النصيحه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا با عابرة السبيل وبارك الله فيك..
قصة رائعة ذات معاني وعبر عظيمة..
أسال الله أن ينفع بها انه على ذلك لقدير..