شهداء الركعة الأولى........

بكر أبو بكر قبل انتهاء الركعة الأخيرة من صلاة الجمعة في المسجد الأقصى في شهر المذابح والانبثاق، شهر الحريق والانبجاس ، في أيلول الانفجار والأمل


رفع المصلون رؤوسهم مرددين الله أكبر فكانت كلمة السر قالوا الله أكبر فانطلقت رصاصات الجبن والحقد في كل صوب كان بها ( شارون ) يستعيد ماضيه الإرهابي العريق ! هل يتخلى غاصب مثله عن سود صنائعه في قبية وضد الأسرى المصريين ؟ وهل يتخلى من على الحقد قد جبل عن خزيه الدموي في صبرا وشاتيلا؟ بالطبع لا ، فانطلقت إشارة النار من عينيه، اقتلوهم اليوم أو غدا اقتلوهم . نهض هيثم إسكافي من حي الثوري بالقدس وختم صلاته وركض ومازالت القوات الخاصة الإحتلالية تطلق النار باتجاه رؤوس المصلين مباشرة سلم محمد فرج من المالحة في القدس خاتما صلاته بسرعة وصرخ أطلقوا النار ، فأنتم لا تحيون دون حقد ولا تعيشون دون قتل أطلقوا النار ما أظنكم إلا النازيين الجدد ينتعشون لمرأى الدم أطلقوا الرصاص فالحقد فيكم لا يستكين ، والتعصب شراب تتجرعونه أطفالا وبالغين ختم بلال عفانة من أبو ديس القدس صلاته وصاح في الجنود المسربلين بالدروع وهل بغير النار دستم جسد الأرض الطهور وهل بغير الرصاص كسرتم أضلع الشعب المهيب لم يكملا الركعة الأخيرة من صلاتهما محمد فراح من أم الفحم وأسامة جدة من البلدة القديمة في القدس .


استأذنا الله وقالا السلام عليكم يمينا ثم السلام عليكم شمالا وصرخا في المحتلين المشرنقين بالأسلحة والعمى أطلقوا النار فنحن قوم نحيا بالقتل ولا نموت أطلقوا النار وموتوا بغيظكم في دنيا الفناء اضغطوا على زناد اللؤم والخسة فنحن من سنتأبد عيشا كلكم (غولدشتاين) جزار الحرم الإبراهيمي ، وكلكم الإرهابي النافق (مئير كهانا) لا تنظروا الى الخلف خوف حجارتنا السجيل فكلكم (رحبعام زئيفي) لا تختلفون ! لستم من هؤلاء سوى نماذج تستنسخ عشرات ثم مئات ثم تنشطر أكثر فأكثر سقط الشهيد الأول فضحك ومد يده وسقط الثاني فضحك ومد يده وسقط الخامس ثم نز ار ،كل يمد يده لرفيقه يشكلون سربا من السنونو
منطلقا بخفة وفرح نحو رياحين الفردوس وأزاهير الجنة الحق بي يا أخي وتعال نعش الأبدية دفاعا عن شرف أمة مستباحة من الماء الى الماء . الحق بي يا أخي ودع أمة الاسترخاء والدعة تلهو وترقص وتتلوى وتنتحر دعهم يطلون علينا بأعينهم المنتفخة وبطونهم المتفجرة من خلف شاشات الافتراضي دعهم يحملقون فينا فيلما سينمائيا ! واصعد معي دونهم إلى عليين فوق رؤوسهم فوق وجوههم فوق عيونهم الحق بي يا أخي فما عند ربك خير وأبقي ، وما عند العبيد ماض وزائل
كان الشهداء الخمسة يسقطون ، فتنمو فيهم أجنحة ترفعهم فوق الهامات يحلقون بسرعة البرق حول القدس وباتجاه السحاب
قبل انتهاء الركعة الأخيرة في صلاة الجمعة ، سمع صوتهم ورآهم يحلقون عاليا فوق جماهير المؤمنين المصلين المقاومين لرجال الشر والإجرام نزار الشويكي من سلوان القدس تأخر على صحبه تأخر عليهم . لقد أصر أن يتم صلاته ولا يترك سلته ؟!
نظره الشهداء الخمسة متعجبين ! إنه يخر ساجدا ويمسك بيده اليمنى سلة ! ماذا تحمل أيها الحبيب المقرب ، ماذا تحمل أيها الزميل الأبيض ؟! كان ( شارون) قد قال بالأمس أطلقوا عليهم في رؤوسهم ، في وجوههم ، في عيونهم ؟!
فاقتلعت رصاصات جند الشيطان عيون المؤمنين الراكعين الساجدين . قفزت عيونهم من محاجرها متحررة من قيود الغَرور وسجدت مع نزار في باحة الأقصى تجمعت بين يديه سلة من العيون الفلسطينية المقدسة . العيون الباكية الخاشعة التي هي على النار محرمة طار بها قمرا مضيئا وشعبا من الأنجم. نثر نزار بين ماء السحاب عيون القدس ، فهطلت تبلل أجساد الشهداء الستة وعيون المصلين. قبل انتهاء الركعة الأخيرة وعلى جدران المسجد الأقصى قفز الألم وتفجر الدم القاني.
وتجددت شرايين القدس وتسارعت دقات قلبها.