شهدت زواج الشاذين لأول مرة في حياتي

بقلم أ.جاسم المطوع

شهدت زواج الشاذين لأول مرة في حياتي

بعد انتهائي من محاضرة (ليكن بيتك سعيدا) في لندن دعيت إلى العشاء مع بعض الإخوة الأفاضل وكانوا حريصين على أن يذهبوا بي إلى مطعم يقدم لنا لحما حلالا، وكانت الجلسة معهم جميلة إلا أن الذي نَغَّصَ علينا الجلسة طاولة كانت بقربنا في المطعم وعليها مجموعة من النساء يضحكن بصوت عال، ولكنها كانت جمعاً بين (عريس وعروس) فأعذرناهم ولعلها تكون هذه ضحكات الفرح بسب زواجهم، وعندما انتهينا من العشاء وقمنا سألت

صاحبي وقلت له ألا تلاحظ معي أن (العريس) غائب عن الطاولة منذ جلسنا فقال لي: نعم فقلت له مازحا لعلها حفلة طلاق، فرد علي: لا أعتقد ذلك لأن البريطانيين لايحتفلون بالطلاق، فقلت له بدافع الثقافة الزوجية ممكن ان نسألهم أين الزوج (الرجل)، وشجعت صاحبي فانطلق وسألهم، وكانت المفاجأة لنا عندما أخبرونا بأن هذا العشاء بمناسبة (زواج فتاة على أخرى).
وكانت صدمة لي لأنني لأول مرة أشاهد زواج شاذ جنسيا (بين فتاتين) وقد استغربوا من ردة فعلنا الغاضبة على هذا الزواج وكأن فعلهم هو الصواب وحوارنا واستغرابنا هو الخطأ. فتذكرت قول الله تعالى عن قوم لوط عليه السلام «فما كان كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون» فقد وصف قوم لوط من ينصحهم أنهم «أناس يتطهرون» وهؤلاء الشواذ جنسيا يعتقدون أنهم هم الطاهرون وأننا على خطأ فقد فاقوا قوم لوط في الجرم وهذا الأمر ليس في بريطانيا وحدها فقد خصصت فرنسا 100ألف يورو لتأسيس مركز أرشيفي خاص للشاذين، بل وانتقد الشاذون في الغرب الفاتيكان عندما استنكر فعلتهم واتهموها بالخلط بين السياسة والدين بل في هولندا تم إعطاء نفس الحقوق الزوجية بين الرجل والمرأة للشاذين جنسيا، وأول دولة اعترفت بهم كانت الدانمارك في العام 1989م ولعل أكبر قضية تواجههم قضية الإنجاب فشرعت لهم قوانين بالتبني أو الأخذ من بنوك الحيوانات المنوية إلا أن العالم البريطاني ( د. كالم مكلر) قدم بحثا لفكرة تخليق جنين بين الشاذين عبر الاستنساخ، وإذا ناقشت أحدهم في فعله الشاذ كما حصل معي قالوا لك: ان هذا الفعل «طبيعي وهو فطري» ولكن الله تعالى يرد على حجتهم هذه عندما قال في قوم لوط عليه السلام « أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين» فالمسألة إذن ليست فطرية والدليل على أنها ليست فطرية أنه لم يسبقهم أحد لفعلها وهي انتكاس للفطرة وقد ذكر ذلك النبي [ بقوله «سحاق النساء زنا بينهم» رواه الطبراني.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل ستصدَّر هذه القيمة وهذه البضاعة الاجتماعية إلى بلادنا في المستقبل؟!
سؤال مهم يحتاج منا إلى بحث وبيان ووضع خطط وقائية حتى لايتشرب شبابنا وبناتنا هذا الفكر المنحرف، وقد بدأت مجموعة عام 2001 في الغرب من المسلمين (ذكور وإناث) بالإعلان عن نفسها في مهرجان الشواذ وطالبوا بإظهار التسامح الديني مع الشاذين وقد نشرت هذا الخبر .BBC
نسأل الله العفو والعافية وأن يحفظ أبناءنا وبناتنا، والدور الكبير على المربين والوالدين في حماية الأجيال القادمة من المسلمين.
ثم خرجنا من المطعم وقلت مازحا للأصدقاء والأحباب: أنتم حرصتم على أن نأكل اللحم الحلال وقد أكلنا اللحم الحلال ورأينا اللحم الحرام وسمعنا عن اللحم المتنكس للفطرة.
فنسأل الله العافية.