om_yosef22

om_yosef22 @om_yosef22

عضوة جديدة

شهر رجب بين حسن الاتباع وشر الابتداع / سلوى المغربي

ملتقى الإيمان

شهر رجب بين حسن الاتباع وشر الابتداع
سلوى المغربي
ام يوسف









تمر الأيام تلو الأيام والشهور تتلاحق ويأتي على الناس شهور مفضلة يزيدوا فيها من العبادة والتقرب إلى الله عز وجل
ودائما هناك من يتبع الهدي النبوي في عباداته ويحسن الاتباع ويتحرى كل ما ورد من صحيح السنة
وهناك فريق آخر لا يهتم كثيرا ويتمسك بالموروث التعبدي في الأسرة والعائلة والمجتمع المحيط به
ومن هنا وجب علينا التذكير والتناصح في أمور العبادات وتفضيل الشهور وتخصيصها بعبادات معينة


فضل شهر رجب من القرآن والسنة
اختص الله عز وجل أناس و شهور بالفضل والتكريم فاختص من الشهور أربعة حرم وهم : ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب
قال تعالى : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } التوبة36
وللأشهر الحرم مكانةً عظيمة ومنها شهر رجب لأنه أحد هذه الأشهر الحرم
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام } . المائدة 2
أي لا تحلوا محرماته التي أمركم الله بتعظيمها ونهاكم عن ارتكابها .
وقال تعالى : { فلا تظلموا فيهن أنفسكم } أي في هذه الأشهر المحرمة .
فينبغي مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة والحذر من الوقوع في المعاصي والآثام تقديرا لما لها من حرمة ،
ولأن المعاصي تعظم بسبب شرف الزمان الذي حرّمه الله ؛ ولذلك حذرنا الله في الآية السابقة من ظلم النفس فيها مع أنه
- أي ظلم النفس ويشمل المعاصي - يحرم في جميع الشهور .


وقد سميت هذه الأشهر حرماً لأمرين :
1- لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو .
2- لأن حرمة انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها .
ولهذا نهانا الله تعالى عن ارتكاب المعاصي في هذه الأشهر فقال : ( فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) التوبة/36 ,
مع أن ارتكاب المعصية محرم ومنهي عنه في هذه الأشهر وغيرها , إلا أنه في هذه الأشهر أشد تحريماً .


وأوضحت الأحاديث النبوية أسمائها مفصلة :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض
السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم
ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان } رواه البخاري ومسلم .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : { خص الله من شهور العام أربعة أشهر فجعلهن حرماً وعظم حرماتهن
وجعل الذنب فيهن والعمل الصالح والأجر أعظم
ولاشك أن لشهر رجب مكانة عند الله تبارك وتعالى، فهو أحد الأشهر الحرم التي كرَّمها الله جل ذكره في كتابه
ونهى الناس عن الظلم فيها، ولايعني هذا أنه يجوز تخصيصه بعبادة معينة دون غيره من الشهور؛
لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك.
وقد قرر العلماء أن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها بها الشرع لا يجوز لأنه لا فضل لأي وقت على وقت آخر إلا ما فضله الشرع.
والعبادات توقيفية؛ لا يجوز فعل شيء منها إلا إذا ورد دليل من الكتاب وصحيح السنَّة،
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخصيص رجب بعبادة معينة حديث صحيح كما نصَّ على ذلك كبار العلماء





يتبع
9
821

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

om_yosef22
om_yosef22




هل لـ (رجب) فضل على غيره من الشهور؟:
قال ابن حجر:
"لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه ، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه..
حديث صحيح يصلح للحجة،
وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، رويناه عنه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه عن غيره"
وقال أيضاً: "وأما الأحاديث الواردة في فضل رجب ، أو في فضل صيامه ، أو صيام شيء منه صريحة:
فهي على قسمين: ضعيفة ، وموضوعة
من البدع المحدثة في شهر رجب :
كثرت البدع في شهر الله الحرام رجب
وزاد المسلمون على أحكامه كثيرا من الإضافات التي ما أنزل الله بها من سلطان
ومنها تخصيصه بالصوم والصلاة والعبادة على غير عادته في سائر الشهور,
العمرة في رجب , صلاة الرغائب , الزكاة , الذبح , إحياء ليلة الإسراء والمعراج .
أولا الصيام
هل خص الرسول صلى الله عليه وسلم رجب بعمرة أو زيادة عبادات أو عبادات مخصوصة له ؟
صوم شهر رجب , لم يثبت في فضل صومه على سبيل الخصوص أو صوم شيء منه حديث صحيح .

ونستطيع القول انه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيص رجب بشيء من العبادات لا من الصلاة ولا من الصوم ولا غيره .
ولذلك على المسلم التقي أن يتحرى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويتبع هديه في كل عباداته سواء في رجب أو غيره .
وعليه أن يفعل في رجب ما يفعله في كل الشهور إذا كان يقيم الليل أو ما تيسر من الليل فيصلي عادته في شهر رجب
وإذا كان يصوم يوم الاثنين والخميس والأيام البيض من كل شهر فيصوم عادته في شهر رجب
ولذلك قال العلماء إن تخصيص رجب بعبادة من البدع .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (25/290) :
" وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة ، بل موضوعة ،
لا يعتمد أهل العلم على شيء منها ،
وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل ، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات . .
وفي المسند وغيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بصوم الأشهر الحرم :
وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم . فهذا في صوم الأربعة جميعا لا من يخصص رجبا " انتهى باختصار .
قال الحافظ ابن حجر في "تبيين العجب" (ص11) :
" لم يرد في فضل شهر رجب , ولا في صيامه ولا صيام شيء منه معين ,
ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة " انتهى .
قال ابن القيم رحمه الله :
" كل حديث في ذكر صيام رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى " انتهى من "المنار المنيف" (ص96) .
قال الشيخ سيد سابق رحمه الله في "فقه السنة" (1/383) :
" وصيام رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور , إلا أنه من الأشهر الحرم ,
ولم يرد في السنة الصحيحة أن للصيام فضيلة بخصوصه ,
وأن ما جاء في ذلك مما لا ينتهض للاحتجاج به " انتهى .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن صيام يوم السابع والعشرين من رجب وقيام ليلته .
فأجاب :
" صيام اليوم السابع العشرين من رجب وقيام ليلته وتخصيص ذلك بدعة , وكل بدعة ضلالة " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (20/440) .
الإسلام سؤال وجواب






















om_yosef22
om_yosef22


ثانيا صلاة الرغائب
قال النووي رحمه الله في "المجموع" (3/548) :
" الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب , وهي ثنتا عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب ,
وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة
وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحتان
ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب , وإحياء علوم الدين ,
ولا بالحديث المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل ،
ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك ,
وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتابا نفيسا في إبطالهما فأحسن فيه وأجاد رحمه الله " انتهى .

وقال النووي – أيضاً - في " شرح مسلم " :

" قاتل الله واضعها ومخترعها , فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات ظاهرة .
وقد صنف جماعة من الأئمة مصنفات نفيسة في تقبيحها وتضليل مصليها ومبتدعها
ودلائل قبحها وبطلانها وتضليل فاعلها أكثر من أن تحصر " انتهى .

وللعلامة نور الدين المقدسي فيها تصنيف حسن سماه "ردع الراغب عن صلاة الرغائب" أحاط فيه بغالب كلام المتقدمين والمتأخرين من علماء المذاهب الأربعة .
وسئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله : هل تجوز صلاة الرغائب جماعة أم لا ؟

فأجاب : " أما صلاة الرغائب فإنها كالصلاة المعروفة ليلة النصف من شعبان بدعتان قبيحتان مذمومتان
وحديثهما موضوع فيكره فعلهما فرادى وجماعة " انتهى .

"الفتاوى الفقهية الكبرى" (1/216) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" فأما ***** صلاة بعدد مقدر وقراءة مقدرة في وقت معين تصلى جماعة راتبة
كهذه الصلوات المسئول عنها : كصلاة الرغائب في أول جمعة من رجب ،
والألفية في أول رجب ، ونصف شعبان . وليلة سبع وعشرين من شهر رجب ،
وأمثال ذلك فهذا غير مشروع باتفاق أئمة الإسلام ,
كما نص على ذلك العلماء المعتبرون ولا ينشئ مثل هذا إلا جاهل مبتدع ,
وفتح مثل هذا الباب يوجب تغيير شرائع الإسلام , وأخذ نصيب من حال الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله " انتهى .

وسئل شيخ الإسلام - أيضاً - عنها فقال :
" هذه الصلاة لم يصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة , ولا التابعين , ولا أئمة المسلمين ,
ولا رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا أحد من السلف , ولا الأئمة ولا ذكروا لهذه الليلة فضيلة تخصها .

والحديث المروي في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بذلك
ولهذا قال المحققون : إنها مكروهة غير مستحبة " انتهى .
"الفتاوى الكبرى" (2/262)
وقال ابن الحاج المالكي في "المدخل" (1/294) :
" ومن البدع التي أحدثوها في هذا الشهر الكريم (يعني شهر رجب) :
أن أول ليلة جمعة منه يصلون في تلك الليلة في الجوامع , والمساجد صلاة الرغائب ,
ويجتمعون في بعض جوامع الأمصار ومساجدها ويفعلون هذه البدعة
ويظهرونها في مساجد الجماعات بإمام وجماعة كأنها صلاة مشروعة .

وأما مذهب مالك رحمه الله تعالى :

فإن صلاة الرغائب مكروه فعلها ، لأنه لم يكن من فعل من مضى ,
والخير كله في الاتباع لهم رضي الله عنهم " انتهى باختصار .

وجاء في "الموسوعة الفقهية" (22/262) :
" نص الحنفية والشافعية على أن صلاة الرغائب في أول جمعة من رجب ,
أو في ليلة النصف من شعبان بكيفية مخصوصة , أو بعدد مخصوص من الركعات بدعة منكرة . . .

وقال أبو الفرج بن الجوزي :
صلاة الرغائب موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب عليه .

قال : وقد ذكروا على بدعيتهما وكراهيتهما عدة وجوه منها :
أن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة المجتهدين لم ينقل عنهم هاتان الصلاتان ,
فلو كانتا مشروعتين لما فاتتا السلف , وإنما حدثتا بعد الأربعمائة " انتهى .

















om_yosef22
om_yosef22



ثالثا العمرة وزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم

والعمرة في رجب مشروعة كسائر الشهور

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " متفق عليه
ولكن ليست لها فضل مخصوص كما في عمرة رمضان





ولكن هل لتخصيص رجب بالعمرة فضل خاص؟
لم تدل الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب
ولهذا كان من البدع المحدثة في مثل هذا الشهر تخصيص رجب بالعمرة واعتقاد أن العمرة في رجب فيها فضل معيّن .
وهناك رواية عن ابن عمر يذهب فيها إلى أن النبي صلي الله عليه وسلم اعتمر واحدة في رجب،
وقد أنكرها العلماء، كما ردتها السيدة عائشة رضي الله عنها.

وأما ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب كما روى ذلك البخاري ومسلم
عن مجاهد قال : دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالس
إلى حجرة عائشة رضي الله عنها وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى ،
قال : فسألناه عن صلاتهم ،

فقال : بدعة ثم قال له :
كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

قال: أربعاً إحداهن في رجب ، فكرهنا أن نرد عليه ،
قال : وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة ( أي سنة السواك )،

فقال عروة : يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟
قالت: ما يقول؟
قال : يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب ،

قالت : يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده وما اعتمر في رجب قط ) رواه البخاري.
ولكن ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه اعتمر في شهر رجب ,
فلهذا يمكن أن يقال إن العمرة في شهر رجب لها فضل لأن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعل ذلك وهو الخليفة الراشد

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"
وبهذا كان يفتي سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، يرى أن العمرة في شهر رجب لها فضل لأنها سنة الخليفة الراشد .



قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله
زيارة قبر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر.
وزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقبره مشروع في كلِّ السنة،
وهي من جملة القُرُبات والطاعات؛ ولكن تخصيصها بهذا الشهر من البدع التي لم يرد عليها دليل،
فتخصيص عبادة بوقت لم يُوقِّته الله ولا رسوله من البدع المحرَّمة؛ فتنبَّه!
وقد ذكره الشيخ الألباني في “أحكام الجنائز وبدعها”.















om_yosef22
om_yosef22


رابعا بدعة الاحتفال بالاسراء والمعراج

ومن العجيب أن معظم من يحتفل بتلك المناسبات لا يعلمون أنها ليست في هذه الأوقات
وأن لها أزمنة مختلفة مثل احتفالهم بالهجرة في محرم
والهجرة تمت في ربيع الأول
وكذلك تخصيصهم الاحتفال بليلة القدر في ليلة السابع والعشرين من رمضان
وهي غير محددة الميعاد وتتنقل في كل عام من يوم إلى آخر
وأيضا يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج في رجب
وقد اختلف العلماء على تحديدها أيضا وذكروا أنها كانت في شهر غير رجب اصلا وأنها هي الأخرى كانت في شهر ربيع

وقد اختلف العلماء في حادثة الإسراء والمعراج متى كانت؟ فاختلفوا في أي سنة كانت؟
فقيل: قبل الهجرة بسنة، وجرى عليه الإمام النووي ،
وقال القاضي : قبل الهجرة بخمس سنين.
واختلفوا في أي الشهور كانت، فجزم ابن الأثير وجمع منهم النووي بأنها كانت في ربيع الأول،
قال النووي : ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الأول ، وعلى هذا جمع من العلماء،
وقيل : كانت في رجب. وقيل: في رمضان. وقيل: في شوال
ومن البدع المنتشرة في هذه الأيام ــ بهذه المناسبة ــ
ما يعتقده الناس من تخصيص شهر رجب بعبادة معينة من صوم
أو تحديد يوم معين لطقوس وعبادات معينة بدعوى أن ذلك كان يوم الإسراء والمعراج
وهذا التحديد لا دليل عليه من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .




حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله :
" لا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ،
وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل ،كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة ،
وعلى علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه .

وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عرج به إلى السماوات ،
وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة ، فكلمه ربه سبحانه بما أراد ،
وفرض عليه الصلوات الخمس ، وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة ،
فلم يزل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يراجعه ويسأله التخفيف ، حتى جعلها خمسا ،
فهي خمس في الفرض ، وخمسون في الأجر , لأن الحسنة بعشر أمثالها ، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه .

ورغم كل هذا الفضل العظيم لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها ,
لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها,
ولم يخصوها بشيء, ولو كان الاحتفال بها أمرًا مشروعًا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة إما بالقول أو الفعل

ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر, ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا
فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة,
ولم يفرطوا في شيء من الدين, بل هم السابقون إلى كل خير

فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعًا لكانوا أسبق الناس إليه,
والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس, وقد بلَّغ الرسالة غاية البلاغ,
وأدى الأمانة, فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الإسلام لم يغفله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه

فلما لم يقع شيء من ذلك علم أن الاحتفال بها وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء,
وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها, وأتم عليها النعمة, وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله


قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة :
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً}
وقال عز وجل في سورة الشورى :
{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة التحذير من البدع,
والتصريح بأنها ضلالة تنبيها للأمة على عظم خطرها, وتنفيرًا لهم من اقترافها".
ثم أورد صلوات الله عليه وسلامه بعض الأحاديث الواردة في ذم البدع مثل :
قوله صلى الله عليه وسلم : (( أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله,
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم,
وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ))

وقوله صلى الله عليه وسلم : ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها,
وعضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة)).

فما ذُكر من كلام العلماء وما استدلوا به من الآيات والأحاديث فيه الكفاية
ومقنع لمن يطلب الحق في إنكار هذه البدعة,
بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج وأنها ليست من دين الإسلام في شيء,
وإنما هي زيادة في الدين, وشرع لم يأذن به رب العالمين
وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين في زيادتهم في دينهم,
وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله
وأن لازمها التنقص للدين الإسلامي, واتهامه بعدم الكمال
ولا يخفى ما في ذلك من الفساد العظيم, والمنكر الشنيع, والمصادمة
لقوله تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}
والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم المحذرة من البدع.

ومما يؤسف له أن هذه البدعة قد فشت في كثير من الأمصار في العالم الإسلامي,
حتى ظنها بعض الناس من الدين, فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين جميعًا,
ويمنحهم الفقه في الدين, ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق, والثبات عليه, وترك ما خالفه,
إنه ولي ذلك والقادر عليه, وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.











om_yosef22
om_yosef22


خامسا الزكاة في رجب:
اعتاد بعض أهل البلدان تخصيص رجب بإخراج الزكاة،
ويظن بعض العامة أن إخراج الزكاة في شهر رجب له فضيلة خاصة فيتحرون إخراجها في هذا الشهر
ولو لم يوافق انتهاء الحول تحريا لشرف رجب
وكذلك يعتقدون أن الصدقة في رجب لها فضل خاص
وهذا العمل منكر ليس عليه دليل في الشرع
ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال ابن رجب عن ذلك:
«ولا أصل لذلك في السُنة، ولا عُرف عن أحد من السلف...
وبكل حال: فإنما تجب الزكاة إذا تم الحول على النصاب،
فكل أحدٍ له حول يخصه بحسب وقت ملكه للنصاب،
فإذا تم حوله وجب عليه إخراج زكاته في أي شهر كان»،
ثم ذكر جواز تعجيل إخراج الزكاة لاغتنام زمان فاضل كرمضان،
أو لاغتنام الصدقة على من لا يوجد مثله في الحاجة عند تمام الحول... ونحو ذلك»(53).

وقال ابن العطار:
«وما يفعله الناس في هذه الأزمان من إخراج زكاة أموالهم في رجب دون غيره من الأزمان لا أصل له،
بل حكم الشرع أنه يجب إخراج زكاة الأموال عند حولان حولها بشرطه سواء كان رجبًا أو غيره»(54).



سادسا ذبيحة العتيرة:

كان أهل الجاهلية يذبحون ذبيحة يسمونها العتيرة يتقربون بها إلى الله في رجب
وقد استحبها بعض العلماء ثم جاء الإسلام ونسخها وذهب عامة الفقهاء إلى إبطالها وعدم مشروعيتها
وهو الصحيح لما ثبت في صحيح مسلم في النهي عنها و ما ورد في مشروعيتها فيه مقال
ولا يقوى على معارضة الصحيح ولأن هذا العمل من شعار الجاهلية
والشريعة جاءت بالنهي عن التشبه بأهل الجاهلية
ولهذا قال الحسن البصري:
(ليس في الإسلام عتيرة إنما كانت العتيرة في الجاهلية كان أحدهم يصوم رجب ويعتر فيه).
وقال ابن رجب في اللطائف:
(العتيرة اختلف العلماء في حكمها في الإسلام فالأكثرون على أن الإسلام أبطلها
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا فرع ولا عتيرة).
ولهذا لا يشرع للإنسان أن يخص رجب بذبح ذبيحة وتقسيمها على الفقراء أو تخصيص يوما معينا لذلك لأنه لم يرد في السنة.



وخلاصة القول:
أنَّ البدع مع أنها حَدَثٌ في الدِّين وتغييرٌ للملة؛ فهي آصارٌ وأغلالٌ تُضاع فيها الأوقات، وتُنفق فيها الأموال، وتُتْعب فيها الأجساد!! ولاحول ولا قوة إلا بالله.

وصدق من قال: “والخـَيْرُ في اتِّبـاع مَنْ سَلَفْ والشَّرُّ في ابتداعِ مَنْ خلَفْ”. رزق الله الجميع الإخلاص في عبادته، واتِّباع سنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم ، والموت على ذلك. وصلى الله على سيِّدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

شهر رجب بين حسن الاتباع وشر الابتداع
سلوى المغربي
ام يوسف

تم تجميع الفتاوى من
اسلام اون لاين

وموقع الاسلام سؤال وجواب
وفتاوى الشيخ بن باز رحمه الله
والشيخ بن عثيمين