بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي الحبيبات ..
يقول الله - تعالى -: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن
وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن"
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة
وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يطيل القراءة في قيام رمضان في الليل أكثر من غيره
ومن هنا غالياتي حريٌ بنا أن نعتني أشد العناية بتلاوة القرآن
وسأذكر لكن ما يعين على ذلك واستميحكن عذرا إن كان ما أقوله مكررا ..
عندما يقبل القلب على أمر ويصبح ذلك الأمر شغله الشاغل سيتعين عليه استغلال جميع اللحظات للاستزادة منه ..
وهكذا في رمضان اجعلي قلبك معلقا بتلاوة القرآن واستغلي كل لحظة حتى لو كانت خمس دقائق لتلاوة القرآن ..
أول الامر سيكون صعب عليك ولكن جاهدي نفسك قليلا وستجدي متعتك في امساكك بقرآنك فقط ..
ستجدي نفسك وانت تشتغلين في مطلخك تفكرين في قرآنك وقلبك معلق بقرآنك في كل أوقاتك ..
تعيني كل لحظاتك حتى لو كانت قليلة جدا ولكنك ستتفاجئين بكم البركة التي تحل عليك بقراءتك لقرآنك وحفظ وقتك له كيف لا وهو كلام الله عز وجل ..
هل تظنين هناك أجمل من كلام الله .. وهذا الأمر غاليتي ستحصلين عليه باقبال قلبك .. فكلما كان القلب مقبلا على القرآن كلما تمتع وتلذذ بكلام الله عز وجل ..
أسأل الله عز وجل أن يوفقني وإياكن للاستمساك بالقرآن والمحافظة عليه
وأن يجعلني وإياكن من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
فيتلوا ويتدبَّر ويتعلَّم الأحكام ويأخذ العِظَة والعِبرة.
فأكثِروا من الإقبال على القرآن في هذا الشَّهر الطيِّب الْمُطيَّب، والزمن الفاضل الجليل ..
وحُثُّوا أهاليكم على تلاوته والإكثار منه، واجعلوا بيوتكم وقلوبكم عامرةً به
فإنَّ أجر العمل يُضعف بسبب شرف الزمان الذي عُمِل فيه.
في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:
(صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً فقرأ: البقرة وآل عمران والنساء في ركعة!)
كل هذا في ركعة في ليلة
وما هي صفة هذه القراءة؟ هل هي قراءة الهذ والنثر
التي لا يعقل معها معنى، ولا يعرف معها مقصود؟!
لا والله، يقول حذيفة رضي الله عنه في وصف قراءته صلى الله عليه وسلم: (وكان إذا مر بآية فيها تسبيح سبّح، أو سؤال سأل، أو تعوذ تعوذ)
هكذا كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: قراءة تدبر ونظر وتفكر، ليست قراءة هذٍ
كما قال ابن مسعود رضي الله عنه في وصف القراءة التي ينبغي أن يكون عليه المؤمن،
قال: (لا تنثروه نثر الدقل، ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب).
صحَّ عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه - رضي الله عنه -: (( أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي ثَلَاثٍ ))
وصحَّ عن إبراهيم النخعي - رحمه الله - أنه قال: (( كَانَ الْأَسْوَدُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ ))
وأخرج عبد الرزاق في «مصنفه» عن الثوري عن مغيرة عن عمران عن إبراهيم النخعي - رحمه الله -:
(( أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ، فَإِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ قَرَأَهُ فِي لَيْلَتَيْنِ، وَاغْتَسَلَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ))
وكان الإمام الشافعي - رحمه الله - يختمه في كلِّ يومٍ وليلة من شهر رمضان مرتين.
وكان الإمام البخاري - رحمه الله - يقرأ في كلِّ يومٍ وليلة من رمضان ختمةً واحدة.
وَرَدَ النهي عن قراءة القرآن في أقلِّ من ثلاث على المداومة على ذلك؛
فأمَّا في الأوقات المفضلة كشهر رمضان، خصوصًا الليالي التي يُطلب فيها
ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكَّة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحبُّ
الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنامًا للزمان والمكان، وهو قول أحمد
وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدلُّ عمل غيرهم كما سبق ذكره.
فأكثري أخيتي الحبيبة من تلاوة القرآن واياكِ أن يلهيك شيئا عن الاقبال بقلبك على قرآنك ..
بارك الله فيكن أخواتي والموضوع جاهز لنقله والاستفادة منه في جميع برامج التواصل المتاحة لكِ
أسأل الله عز وجل لي ولكن الاجر والمثوبة وللغالية مشرفتنا الحبيبة وردة الجوري الاجر الجزيل على اتاحة هذه الفرصة
لي برغم كثرة المشاغل الا ان الانسان عن طريق كلمة بسيطة ودعوة مفتوحة
أن يُكتب له الاجر عند الله عز وجل فـــــــــــــ بارك الله لوردة الجوري في عمرها وعملها وزاد ايمانها وتقبل الله منا ومنها ..