شوفوا ايش قال الشيخ بن حميد عن من يُعبر الرؤى لتحديد ليلة القدر

ملتقى الإيمان

دعا الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام إلى مقاطعة ما يطرحه بعض المعبرين والمخرفين من ترويج أفكار تتعلق بتحديد موعد ليلة القدر، وقال يجب عدم التأثر بمثل هذه الأطروحات التي لا ينبَني عليها حكمٌ شرعي كما ذكر ذلك النوويّ والشاطبي وشيخ الإسلام وابن القيم وغيرهم، بل إنَّ النبيَّ قد رآها في المنامِ وأُنسِيَها، ولا ينبغِي الالتفاتُ إلى ما يحتجّ به بعضُ المعبِّرين أنَّ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، قال لأصحابه: "أرى رؤياكم قد تواطَأت"1؛ لأنّ تعبيرَ النبيّ، صلى الله عليه وسلم، حقّ وما يقوله حقّ مؤيَّدٌ بالوحي دون غيره.
وشدد فضيلته على أنَّ تداوُلَ الرّؤَى بين الناسِ عن ليلةِ القدر يُعَدّ من إضاعة الوقتِ ومِن مَداخِلِ الشيطان ليفسِدَ عليهم هِمَمَهم، فتتقاصَر عن قيامِ بقيّةِ الليالي، والصحيح المقرَّر عند أهل العلم أنه لا يمكِن لأحدٍ أن يحدِّدَ ليلةَ القدر قبل وقوعِها، بل إنها رُفعَت إلى يوم القيامة، فلا يستطيع أحدٌ أن يعيّنَها كائنًا مَن كان لا معبِّرًا ولا وليًّا ولا صالحًا ولا عَالمًا، فقد أخرَج البخاريّ في صحيحه عن عُبادة بن الصّامت، رضي الله عنه، قال: خرَج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليخبرَنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: "خرجتُ لأخبِرَكم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفِعَت وعسى أن يكونَ خيرًا لكم، فالتَمِسوها في التاسعةِ والسابعةِ والخامسة"2. وهنا مَكمَن الحِكمة ـ عبادَ الله ـ في إخفائِها ليجتهدَ طلاّبها في ابتغائِهَا في جميع العشر، ولهذا كان رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يعتَكِف العشرَ الأواخِرَ لعلَّه يوافقها.
وقال إنّ أصحَّ ما ورد في أمارةِ تلكَ الليلة بعد انتهائِهَا ما رواه مسلم في صحيحِه أنَّ أُبيّ بن كعب ذكر أنّ أمارتها أن تطلعَ الشمس في صبيحتِها بيضاءَ لا شعاعَ لها 3. وهذا يحتمِل أن يكونَ اجتهادًا منه، رضي الله عنه، ويحتمِل أن يكونَ خاصًا بليلةِ القدر التي وافقوها في ذلك الزمن، والعِلم عندَ الله تعالى.
وحث فضيلته على الاستزادة من الأعمال الصالحة في شهر رمضان وهي ميزة عظيمة يجني ثمارها من ثابر وعمل في هذا الشهر الفضيل، خصوصا أنه أظلَّتنا هذه الأيام عشرٌ مباركات، عشرٌ فيها منَ الخير والبركة ما ليس في غيرها، خاصة أن فيها ليلة القدر وهي ليلة مباركة هي خير من ألفِ شهر، من حُرِم خيرَها فقد حُرِم، إنها ليلةٌ مباركة، فيها يفرَق كلّ أمرٍ حكيم، إنها ليلةٌ العمَلُ فيها خيرٌ من عملٍ ثلاثةً وثمانين عامًا، إنها ليلة من قامَها إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه. يقول سبحانه وتعالى "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" .
وقال فضيلته إنّه ليكثُر تنزّل الملائكة في هذه الليلةِ لكثرةِ بركتِها، وأمّا قِيام الروح فيها فقيل: إنه جبريل، عليه السلام، وقيل: هم ضربٌ من الملائكةِ. وهذه الليلةُ ـ عبادَ الله ـ ينبغِي الاجتهاد في موافَقَتها في العشر الأواخر والإكثارُ فيها من الطاعة والذّكر والدعاء، ويُسَنّ أن يقول المرءُ فيها: اللهمّ إنّك عفوٌّ تحبّ العفوَ فاعفُ عنّي، لما روى الإمام أحمد وأصحابُ السنن عن عائشة، رضي الله عنها 4.
وأفاد فضيلته أنّ الاجتهادَ في هذه العشرِ ينبغي أن يعمَر بالصّدقِ والإخلاصِ ومتابعةِ النبيّ، صلى الله عليه وسلم، وكذلك الاعتكاف فيها لكونِ النبيّ، صلى الله عليه وسلم، كان يفعل ذلك في العشرِ الأواخر حتى مات كما في الصحيحين وغيرهما.

المصدر
http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=98053&archivedate=2007-10-05
3
900

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

wrood_aldar
wrood_aldar
جزااااك الله خيير
groovylady
groovylady
واياكم يا رب