شوفوا كييف الدنيا ماتصفي لأحد (دنيا دواره)

الملتقى العام

مأساة المعتمد بن عباد قصة أعجبتني فأعدت صياغتها بأسلوبي لتشاركوني بقراءتها ….


ملك من الملوك….. عاش حياة ترف وغنى …. يرى بناته يرتدين أحسن الثياب وأبهاها وأجودها… يرى زوجته سعيدة بهذه الحياة ترتدي ماطاب لها من الملابس والحلي …. لم يظن هذا الملك أن بناته وزوجته سيصبحن من أفقر الناس يمشين على الطين والتراب وكأنهن لم يطأن المسك والكافور الذي أصبح شكله كشكل الطين ، ذات يوم رأت زوجته الجواري يمشين على الطين والتراب فاشتهت أن تمشي مثلهن فأمر زوجها الملك الجواري بمزج المسك والكافور وأنواع من الطيب حتى يصبح شكله كشكل الطين عندها حققت الزوجة ما تتمنى …. لم يظن هذا الملك أن هذه الحياة وهذا المُلك والغنى سيزول في يوم ما…. لم يفكر في أنه سيسجن في أغمات القرية الصغيرة التي في صحراء قاحلة .. وهو المعتمد بن عباد ملك دولة من دول الطوائف اشبيليه … هذا الملك قاتل ببسالة وشجاعة قاتل جيشاً كاملا لوحده حتى يدافع عن أرضه … لم يظن أنه سيدفن بعيدا عن ملكه في سجن في أغمات ….. قاتل هذا الملك ببسالة وهمة دفاعا عن ملكه قاتل مع جزء من جيشه حتى لم يبق معه أحد فقاتل حتى أتت النهاية واستسلم …. فاستولت دولة المرابطين على حكمه وأخذته وزجته حتى أدخلوهما في سجن في أغمات ….. وهكذا بدل الله حاله من الغنى والترف الى الفقر والجوع … مرت الأيام والملك في هذا السجن حتى أتى يوم العيد الذي رأى فيه بناته اللاتي أصبحن يغزلن للناس حتى يكسبن قوت يومهن … فسلمن على والدهن بثيابهن البالية الممزقة وأقدامهن الحافية …. فحزن عليهن والدهن المعتمد بن عباد فقال هذه القصيدة :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
وكان عيدك باللذات معمورا
وكنت تحسب أن العيد مسـعدةٌ
فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطـمـار جائعةً
في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا
معاشهنّ بعــيد العزّ ممتـهـنٌ
يغزلن للناس لا يملكـن قطميرا
برزن نحوك للتـسـليم خاشـعةً
عيونهــنّ فعاد القلب موتورا
قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّرةً
أبصارهنّ حسـيراتٍ مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافـيةً
تشكو فراق حذاءٍ كان موفورا
قد لوّثت بيد الأقذاء واتسخت
كأنها لم تطأ مسكاً وكافــورا
لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهره
وقبل كان بماء الورد مـعمورا
لكنه بسيول الحزن مُختــرقٌ
وليـس إلا مع الأنفاس ممطورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه
ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا
وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَج
فعاد فطــرك للأكباد تفطيرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً
لمـا أمرت وكان الفعلُ مبرورا
وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ
فردّك الـدهر منهياً ومأمـورا
من بات بعدك في ملكٍ يسرّ به
أو بات يهنأ باللذات مسـرورا
21
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام أديبه
ام أديبه
سبحان الله مثل ماقلتي اختي الدنيا دواره
وهذي قصه حقيقيه حدثت في بلاد الاندلس ومثلوها اخوانا السوريين
بس عجزت اتذكر اسمه
الدنياء فانيه
مشكوره أختي أم أديبه على الرفع
محد مثلي أنا
محد مثلي أنا
سبحان الله مثل ماقلتي اختي الدنيا دواره
قصه جدا جدا رائعة

الله يعطيك العافية حبيبتي
ام طيف المطيري
بارك الله فيك
قصه رائعه
اشكرك
احلى نونا19
احلى نونا19
قصه مفيـــــــده وجميــــــــله باركــ الله فيكِ