شيء من الذاكرة ( مشاركة بفعالية .. بإيماني وإرادتي أضاءت قناديل حياتي)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى في كتابه العزيز
{وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء
منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ
منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ
وَالثمَراتِ وَبَشرِالصابِرِينَ}

(155)الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ
قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـاإِلَيهِ راجِعونَ (156)
أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم
وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ }
.
صدق الله العظيم

لا يخفى على أحد منا
أن هذه الحياة الدنيا

دار إمتحان وإبتلاء
مليئة بالمصائب و البلاء

وأن كل مؤمن ومؤمنة
عرضة لكثير منها

وإذا لم يحمل المؤمن
في قلبه إيمانا كاملاً
ونظرة صحيحة للبلاء

فسوف يكون زلـلـه
أكبر من صوابه

لكل جراح بلسم
وأفضل البلسم الصبر ,

فهو فضيلة المتقين،
وسبيل إلى جنة النعيم ،



ذات مساء،
وبينما كنت أرنو الى الفضاء
الذي تعانق مع نخلة البيت ،
شدني منظر النخلة بطولها
وكبرياؤها الذي يعانق السماء،
تأملتها بكلتا حدقتي، وفتحت
المجال لشريط الذاكرة
ان يعود للوراء ،
يطبع في حجرات عيني قصة شهدت
بعض من تفاصيلها
التي أثرت بنفسي كثيراً



كانت فتاة ملتزمة وقارئة للقرآن
بفضل الله منذ الطفولة
فلم يكن يستهويها
ما يستهوي قريناتها
من مفاتن الدنيا ..
فلم يكن هناك شي
يزعزع إيمانها او يغويها

مع بداية المرحلة الثانوية ،،
ظهرت عليها
أعراض المرض الغريبه
وبدأت رحلة العلاج الطويلة ..
وطرقت فيها أبواب العديد
من المشايخ
والرقاة لعل الله يجعل
لها شفاء بين يدي أحدهم .



بداية المرض

كانت البداية عندما حضرت
عزاء عمتها فقد توفيت وهي بعمر الزهور
ونزل الخبر كالصاعقة على الأسرة
وكان الجميع يبكوا بصوت مفجوع
واستسلمت هي بدورها لعاصفة
من البكاء والألم والحزن

عادت تلك الليلة لبيتها لتعيش
حالة من الرعب والخوف و وبدأت تشعر
بأعراض غريبة لم تعد تطيق ان
تسمع صوت البكاء ابداً
وكانت تشعر برعشة قوية بجسدها
وعدم تركيز عند سماع صوت البكاء
ووخز في الاطراف وثقل في الركب
وألم اسفل الظهر وضيق تنفس
كان تشعر بأنها مراقبة
وتسمع اصوات غريبة

واصبحت لا تطيق سماع
صوت والدتها ولا اخواتها
ويتخيل لها بأن الجميع
يتهامس ويضحك عليها
كادت ان تجن وتعبت من البكاء

عندما كانت تخلد
إلى النوم تهاجمها
الكوابيس وبشكل يومى،
ترى حيوانات مخيفة وخاصة
كلاب وثعابين وقطط

ساءت حالتها وتدهورت ،،
وبدأ يساورها شعور
باليأس من رحمة الله
وبأن كل من حولها منافقين
بدأت تنفر من أداء الصلاة
وقراءة القرآن



احتار الجميع في تشخيص حالتها
فهناك من أجزم بانها تعاني من مرض نفسي
وهناك من قال بأنها تعاني من مرض روحي

بدأت رحلة العلاج الطويلة
مع الرقاة والمشايخ
ولكن لم تلحظ اي تحسن بحالتها
بل كانت تزداد سوء
أكثر وأكثر

ولم تجد تشخيص محدد لحالتها
هل هو مس او عين او حسد أو سحر !!
او هو مرض نفسي ،، يتوجب علاجه بالأدوية
كبرت معاناتها وأخذت حيزاً أكبر و أخطر
حتى فاض بها الكيل

ولكنها لم تيأس
و حاولت أن تتمالك قواها
وكانت آمالها متعلقة بالله عز وجل
قررت أن تجتهد و تبحث بنفسها عن
وسيلة أخرى للعلاج،

متوكلة على الحي القيوم مالك الملك
الذي بيده الشفاء وحده
بدأت البحث من خلال الانترنت
ووقفت على العديد من القصص لأشخاص
مروا بتجارب مشابهة لتجربتها
واعتبرت تلك القصص إلهام بالنسبه لها
مما جعلها تقرر ان تحارب المرض بنفسها ،،

بدأت تجبر نفسها
على الصلاة وقراءة القرآن
واجهت صعوبة في البداية
فهي لم تعد تشعر
باللذة والخشوع الذي
كانت تشعر به من قبل
وكان هذا الامر خارج عن ارادتها

لكنها استمرت وقررت
ان ترقي نفسها بنفسها
وتتمسك أكثر بالقرآن
وبدأت باتباع طريقة
خاصة بها في العلاج



استمرت معاناة مرضها
لمدة 10 سنوات
لحتى استطاعت
ان تتشافى بنسبة 95%

الشيء الوحيد الذي
لازالت تعاني منه
هو عدم مقدرتها على
سماع صوت البكاء
والنحيب خصوصاً
على شخص ميت
لم تكن رحلة العلاج سهلة
او
بسيطة بل كانت مليئة
بالبؤس والشقاء وليس لها
فقط بل لاسرتها أيضاً
الا انها في النهاية بفضل من الله
استطاعت ان تصل
لبر الأمان والإطمئنان
و ان تتشافى بنسبة كبيرة جداً
من اعراض المرض الروحي



إن الله كريــم ، جــواد ، معطــي
لا ينفذ عطائه ولا ينقطع سخاءه
يعطي لمن يشاء ما يشاء ومتى شاء
فسبحان من بيده ملكوت كل شيء
وهو على كل شيء قدير..
فكما كتب لها المرض وهي بعمر صغير ،
أنزل لها الشفاء من حيث لا تحتسب
ولا شيء يضيع عند الواحد
الأحد مالك كل شيء
فسبحان الذى يقول
للشيء كن فيكون

بيده الابتلاء والعافية
والشفاء والدواء

فـله الحمد وله الفضل
وله المنة على كل حال



كتبت تجربة قريبتي لاني أردتها أن تكون
بارقة أمل و مصباح يضيء به ظلمات
من يعيشون هذا الواقع المرير
رفع الله عنا وعنكن كل مكروه
لعل الله أن ينفع بها
من يعاني من الأمراض الروحية


لكَ الحمد يا ربي بقدر ما نسعد و نتألم
|| وثقت بربي وفوضت أمري||
|| إليه وحسبي به من معين ||