شيء من النظام الصحي في القرآن والإسلام

الصحة واللياقة

اهلين خواتي الغااليات

حبيت اطلعكم على هذا الموضوع للفائده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ان انتشار الأمراض يهز المجتمع وكيانه السياسي ويساعد في هدم ما بناه الإنسان كما في حالة الظواهر الطبيعية فالزلزال يدمر ، والجفاف يؤدي إلى المجاعة ، والحرب ينتج عنه الخراب وكل ذلك يقوض النظام الاجتماعي كذلك يقوضه انتشار الأمراض وبما إن المرض مشكلة إنسانية تصيب الفرد وتؤثر على طبيعة المجتمع الإنتاجية كان لزاما على المجتمع والقانون وجود حماية له وضمان للإنسان من قبل المجتمع في حياته ولو كان المرض قضية شخصية والفرد المريض هو وحده من يتألم ويتوجع ويخسر المال والصحة والجسم ويتحمل الأعباء كلها وحده لكن على المجتمع إن يتحمل المسؤولية الجماعية للمرض والمرضى ويشرف على علاجهم إن كان مرضا عاديا أو مزمنا خاصة في الحالة المزمنة لأنه يتعدى تأثير المرض إلى عائلة المريض ومحبيه . فمع إن المريض يمر بظروف مريرة وقاسية من الآلام والقلق والانزعاج خلال فترة مرضه ، فان عائلته تعاني أيضا من حالته نتيجة خوفهم من الإعالة واضطراب حياتهم الاجتماعية وغيرها من المشاكل التي تنعكس على الأسرة وبالتالي على المجتمع لذا كان التوجيه اللاهي بحماية النفس البشرية أولا فقد جاء في الآية /32/ من سورة المائدة : ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) التي تحرم قتل النفس البريئة لقد ميز الله الإنسان العاقل بطريقة اختياره لطعامه ونوعية وكمية هذا الطعام وتفريقه عن الحيوان في هذا الاختيار والابتعاد عن الشهوة ومن ينجر بشهوته إلى تناول كميات كبيرة ومتعددة من الطعام والشراب يكون شبيه بالحيوان كما قال الله تعالى فيه ( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ) الأنفال /22/ حيث شبههم بالدواب مع شكلهم البشري00 رغم إن الغذاء مفيد ومقوي وبه نستطيع المحافظة على الحيوية والنشاط والطاقة والتفكير لكن الكثرة ضارة كل ثرة ضارة 0 وفي وقت تكثر الأحاديث الطبية عن البدانة وأضرارها على الإنسان والأمراض الكثيرة التي تسببها والأمراض الناجمة عن الغذاء ويزداد عدد الأطباء المتخصصين بالغذاء والبدانة والري جيم ويزداد هدر المال والوقت وما يؤثر ذلك على المجتمع . فان الحل سهل جداً وببساطة وهو إتباع أهل العلم والمعرفة فقد قال النبي :( ص):( المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء، وأصل كل داء البَرْدة ) وقد وصانا السيد الرسول الأعظم محمد (ص) بما علينا تعوده من كيفية الطعام فقد قال : ( نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع ]وقال : النبي (صلى الله عليه وآله):( أياكم والبطنة، فإنها مفسدة للبدن ومورثة للسقم ومكسلة عن العبادة )وقال : أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام:( كثرة الطعام تميت القلب، كما تميت كثرة الماء الزرع)وقد أعطانا الرسول (ص )كيفية ضبط الأكل و الحمية بقوله صلى الله عليه وآله:(لا تأكل ما قد عرفت مضرته، ولا تؤثر هواك على راحة بدنك، والحمية هي الاقتصاد في كل شيء، وأصل الطب الأزم وهو ضبط الشفتين والرفق باليدين. والداء الدوي إدخال الطعام على الطعام. واجتنب الدواء مالزمتك الصحة، فإذا أحسست بحركة الداء فأحرقه بما يردعه قبل استعجاله)والإمام علي (عليه السلام) يقول : (إياك والبطنة، فمن لزمها كثرت أسقامه)000 وهذا زمن على ما نرى كثرة وكبر البطون وخفة العقول واتباع الشهوات وسيطرة الأفواه والإعلانات وووو إن الفرد الذي يتبع النظام الوقائي والغذائي الذي جاء به كتاب الله سيكون فرداً سليماً من الناحية الصحية .والنظام الوقائي يحمي الإنسان من الوقوع بالمرض قبل المرض مثل معرفتنا إن كثرة الطعام تسبب المرض للجهاز الهضمي فيكون تجنب كثرة الطعام والحمية الصيحة هي الوقاية والعلاج والإمام الباقر عليه السلام يقول بنفس السياق (من أراد أن لا يضره طعام، لا يأكل طعاماً حتى يجوع وتنقى معدته، فإذا أكل فليُسَمِّ الله، ولْيُجِدِ المضغ، وليكفّ عن الطعام وهو يشتهيه ويحتاج إليه)وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : إن الله يبغض كثرة الأكل. وقال (عليه السلام): ليس بدّ لابن آدم من أكلة يقيم بها صلبه، فإذا أكل أحدكم طعاماً، فيجعل ثلث بطنه للطعام وثلث بطنه للشراب، وثلث بطنه للنفَس. ولا تسمنوا تسمّن الخنازير للذبح)

وهنا نقول ماذا حرم الله من المآكل ؟ فقد حرم تناول لحوم الخنازير ، والدماء ، والميتة ، وما أهل لغير الله ، كما قال تعالى في كتابه الكريم : ( قل لا أجد فيما أوحي الي محرماً على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فانه رجس أو فسقاً أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغٍ ولاعادٍ فان ربك غفور رحيم ) . وحرمت الكلاب والسباع ، والمسوخ ، والطيور المخلبية على تفصيلٍ . والحيوانات البحرية والأسماك التي ليس لها قشور . وحرمت الخمرة ـ ـ لقوله تعالى : ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ) البقرة /219/ ، ( انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه )المائدة /9/ ومن يهتم بهذه الأمور يعلم إن الطب يؤيد ذلك
ولم يتوقف الإسلام على تحديد الأطعمة المحرمة ، بل أشار إلى حلية الأطعمة المباحة كلحوم البهائم الأهلية مثل البقر والغنم والماعز والابل ، ولحوم البهائم البرية كالغزلان والأبقار والحمير المتوحشة ، كما ورد في قوله تعالى : ( أحلت لكم بهيمة الأنعام ) المائدة/1/، ( وأحلت لكم الأنعام الا ما يتلى عليكم ) الحج /30/ . والأسماك ذات القشور وبيوضها ، كما في قوله تعالى : ( احل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة ) المائدة /96/. والطيور بمختلف أنواعها شرط أن لا تكون مخلبية ، وان تكون لها حوا صل وقوا نص وصيص لقوله تعالى في الاية التالية من المائدة /4/: ( قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما امسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه ) وبما إن الإنسان يحتاج إلى جميع الأطعمة وليس فقط اللحوم والبروتينات الحيوانية

كان ضروريا الاعتماد على الغذاء النباتي وذلك لأهميته الغذائية والوقائية من أمراض كثيرة وفائدته على الجهاز الهضمي وكامل الجسم جاء قول الآية الكريمة التالية ليؤكد ذلك ، وهو قوله تعالى : ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ... ) البقرة /168/ والاهم من ذلك طلب ووجه القراء ن الكريم على ضرورة التركيز على أهمية ونوعية الطعام وعدم الإكثار بالكمية الإسراف ومن يعمل بنصيحة وأمر الكتاب لا يحتاج إلى أنظمة الرجيم وأساليبه المتعددة والعاجزة لكن يكون ببساطة كلية إتباع قوله تعالى ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ) الأعراف /31/. كما أشار إلى الاعتدال في تناول اللحوم وضرورة الطبخ الجيد لقوله تعالى في ضيف إبراهيم : ( فما لبث ان جاء بعجل حنيذ )هود /69 /وقال تعالى في وصف الطيبات : ( وأنزلنا عليكم المن والسلوى ) البقرة /57/ والمن هو العسل ، والسلوى يعني اللحم ثم قال تعالى بعد ذكر المن والسلوى : ( كلوا من طيبات ما رزقناكم ) (البقرة /57/ فاعتبر اللحم والعسل من طيبات مار زقهم . واعتبر الخبز من اساس الغذاء لقول الرسول الكريم ( ص ) : ( اللهم بارك لنا في الخبز ولاتفرق بيننا وبينه ، فلولا الخبز ما صلينا ولاصمنا ولاأدينا فرائض ربنا )لكن لابد من القول والإشارة إلى إن الإسلام دين التسامح واليسر وليس العسر لقوله تعالى ( يريد الله بكاليسر ولايريد بكم العسر ) البقرة /185/لذا فعامة الناس تعرف إن المخدرات الطبيعية والصناعية تسبب ضرراً جسيماً بعقل الإنسان ، والسموم الطبيعية ، وما يقطع العلم بكونه سماً يحرم تناوله بأي شكل من الأشكال إلا في حالة الضرورة.
و ان الضرورات تبيح المحذورات ـ تعتبر من أكمل القواعد الصحية التي استهدفت التيسير والسعة وعدم الضرر ونفي الحرج على الفرد المضطر . فقد أعلن الإسلام إن الأصل في أحكام الشريعة هو اليسر والسعة وعدم الضرر ، لقوله تعالى : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) (الحج /78/والمعلوم والمعروف إن كل المحذورات تصب في الخوف على الإنسان من المرض والضعف والانهيار ومن هنا دعا الإسلام إلى التداوي من الأمراض والوقاية ونعتبر الأمور المختصرة التالية من أهم الواجبات التي تقي الإنسان وتحميه من العديد من الأمراض وتشكل درعاً له وتمنع حدوثها

كما في مثال الطلب في استحباب السواك لمنع أمراض الأسنان واللثة ومن آثر الإسلام الاجتماعية والنفسية والصحية للفرد والمجتمع نقول : إن الإسلام بين وفسر كيفية تأثير الراحة والاطمئنان النفسي على الإنسان وعطائه واهمية الراحة فقال تعالى : ( وجعلنا نومكم سباتاً ، وجعلنا الليل لباساً ) / النبأ9-10 . / كما أعطى للطهارة ميزة وفوائد لا تحصى إضافة إلى وجائبها الشرعية كالطهارة من الطهارة من الخبث إزالة البول والغائط والدم والمني بواسطة الماء المطلق ـ وذلك ببيان قوله تعالى : ( وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ) الأنفال /11/ ، ( وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً ) /الفرقان 48/ . وفي الطهارة من الحدث يجب الوضوء أو الغسل أو التيمم ، كما ورد في الذكر الحكيم فيما يخص الوضوء : ( ... فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ... ) /المائدة4/، ( ولا جنباً الا عابري سبيل حتى تغتسلوا ) /النساء43/ ، ( فاذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ) /المائدة 6/ وحث الإسلام على نظافة الشعر والأذنين والأنف والأسنان والأظافر ، وآداب دخول الحمام ونحوه ، والكثير كما دعى الى تطهير الثياب لقوله ( وثيابك فطهر والرجز فاهجر ) / المدثر4-5 / ان فرض صيام شهر كامل من طلوع الفجر الى غروب الشمس يعتبر علاجا وقائيا لامراض الجهاز الهضمي والدموي لقولهتعالى : ( يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ) /البقرة 183/ ، ( وان تصوموا خيرٌ لكم ) / البقرة 184/ وبما ان الغذاء ضروري لجسم سليموالجسم السليم يحتاج الى جميع الوان الطاقة والنشاط والتفكير وجه الله الى ( كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً ) / المؤمنون 51/ ، ( كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون ) /البقرة 172/وحول الأكل يجب تناول الذبائح الذكية باسم الله ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق )/ الأنعام 121/ ،والإخراج حياً من الماء للأسماك : ( وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً )/ النحل14/ ، ( وما يستوي البحران هذا عذبٌ فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحماً طرياً ) / فاطر12/ لقد أصبح معلوما إن اللحوم تشكل خطرا على النظام الغذائي وهي من أهم أسباب نشوء الأمراض ولان الحيوانات من أهم عناصر نقل المرض إلى الإنسان والإنسان لا يستغني بسهولة عنها كان لابد من التوجيه إلى الإقلال منها ضرورة طبخها جيدة وطريقة حفظها وتناولها والكميات المطلوبة كل ذلك لتخفيف الإمراض وحدتها ومن الآيات العديدة التي أشارت إلى أنواع الطعام المختلفة نذكر: ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ) / النحل5/ وفي الاسماك : ( ومن كل تأكلون لحماً طرياً وتستخرجون حلية تلبسونها ) / فاطر12/ وفي الفواكه : ( لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون ) / المؤمنون 19/ والأكل يكون في زمنه ويوم نضوجه ( كلوا من ثمره اذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ) / الانعام141/ والتاكيد على التداوي بالعسل وبيان اهمية العسل ( وأوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون . ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شرابٌ مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لاية لقوم يتفكرون ) (/ النحل68/69/ .وهناك آداب عامة مفيدة يجب إتباعها في الأكل وأهمها : قول الإمام علي (عليه السلام): غسل اليدين قبل الطعام وبعده، زيادة في الرزق، ويجلو البصر، ويذهبان الفقر.وقوله عليه السلام أيضا:من غسل يده قبل الطعام وبعده، بورك له في أول الطعام وآخرة، وعاش ما عاش في سعة، وعوفي من بلوى في جسده. وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: يا علي إن الوضوء قبل الطعام وبعده، شفاء في الجسد، ويُمْن في الرزق. وفي موضوع تناول الطعام والسلوكية المفضلة : قال: النبي (صلى الله عليه وآله): البركة في وسط الطعام، فكلوا من حافاته، ولا تأكلوا من وسطهوالامام الحسن (عليه السلام): يقول :في المائدة اثنتا عشرة خصلة يجب على كل مسلم أن يعرفها: أربع منها فرض، وأربع منها سنة، وأربع تأديب... وأما التأديب: فالأكل مما يليك، وتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة النظر في وجوه الناسثم نتعلم كيف نبدأ الطعامفقد قال : الإمام الرضا (عليه السلام): في الرسالة المذهبة للمأمون: وابدأ في أول الطعام بأخف الأغذية التي يغذي بها بدنك، بقدر عادتك، وبحسب طاقتك ونشاطك وزمانك وقول مولانا أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام): أقرّوا الحار حتى يبرد، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قُرّب إليه طعام فقال: أقِرّوه حتى يبرد ويمكن أكله. وما كان الله ليطعمنا الحار، والبركة في الباردوعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): صغروا رغافكم (جمع رغيف) فإن مع كل رغيف بركةوالسلوك العام كما قال :الإمام الصادق (عليه السلام): لا تأكل متكئاً، وإن كنت منبطحاً هو شر من الاتكاء أن تضطر إلى ذلكالإمام الرضا (عليه السلام): إذا أكلت فاستلق على قفاك وضع رجلك اليمنى على اليسرى الإمام الصادق (عليه السلام): لا تأكل وأنت ماش، إلا
والاهم من ذلك نعلم ان النظام الغذائي يقلل عدد وشدة وخطورة الأمراض ويهتم بالمواد الغذائية وانواعها والانتاج الزراعي وطرق الطبخ وكميات الطعام وادب الموائد وتناول الطعام فمن اهم الوصايا ما قال الأصبغ بن نباتة: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول لابنه الحسن (عليه السلام):( يا بني ألا أعلّمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب؟ فقال بلى يا أمير المؤمنين، قال: لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عنه إلا وأنت تشتهيه، وجوّد المضغ، واعرض نفسك على الخلاء إذا نمت، فإذا استعملت هذه استغنيت عن الطب)

وشكرا

نوف السبيعي:27:
0
508

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️