
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى :
{ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)}
الذين لبوا دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فوحدوا الله ولم يشركوا به شيئاً ..
الذين قبلوا أمر الله ورسوله ..
الذين تحملوا القرح والجراح .. والآلام .. والأحقاد ..
والذين أحسنوا أعمالهم ونياتهم .. سينالهم من ربهم الكريم أجر عظيم .. الجنة ..
فلن يخيب الله ولاءهم .. ولن يخذل الله جهودهم .. و إخلاصهم في دينهم ..
وصبرهم على مرارة الظلم .. لن يذهب هباءً منثورا ..
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}
وهذا هو حال أهلنا في سوريا .. تكالبت عليهم الأمم .. وتكالبت عليهم الآلام ..والمحن ..
وخانهم أقرب الناس لهم .. وخذلوهم .. وتنحوا عن مساعدتهم وتحت أنياب الأعداء تركوهم ..
حتى بات أعداءهم يخوفونهم بالصواريخ والذبح والاغتصاب والطرد والتهجير ..
وأصبحت سيول دمائهم الشريفة والطاهرة تروي أرض سوريا ..
فلم يجد طاغيتهم رادعاً يردعه .. ولا كبيراً ينهره .. ولا والياً ينصر المستضعفين من شعبه ..
بل وجد العكس ..
وجد المؤيدين حوله .. والداعمين له .. بالعدة والعتاد .. وبالجند والأسلحة الفتاكة ..
فاخذ يصول في أرض الكرامة .. سوريا .. ويجول ..
وأخذت يده الباطشة تفتك بكل شيءٍ أمامه ..
فلم يبقي طفلاً إلا ويتّمه ..
ولا أماً إلا و أثكلها ..
ولا شيخاً إلا و حرق قلبه على أبنائه ..
ولا عذراء إلا و فض بكارتها .. ويأمر كلابه بالتناوب عليها .. حتى تفقد صوابها .. أو تموت ..
وان وجد شاباً أخذه وبصم على جسده بآلات التعذيب .. حتى تسيل دماءه الطاهرة .. ثم تغادر روحه إلى السماء من قوة ما جرى له .. ومن هول ما أصابه ..
وليتها على هذه الأفعال الشنيعة فحسب ..
بل ارتفعت منسوب نشوة القتل والتنكيل عنده
حتى بات مع كل تنبيه له ممن حوله .. أو تحذير ..
يزيد في جرعات القتل .. حتى أصبحت مجازر جماعية تقوم بها كلاب ذلك الوغد .. فيُصَفَّ الرجال الأحرار ثم ينحرون كنحر الشياه .. وتجمع الفتيات وينكل بهن ..
حتى تحترق قلوب و أفئدة الأشراف ..
ما ذنب أطفالنا في سوريا ..
WIDTH=400 HEIGHT=350
ما ذنب تلك الطفلة المسكينة ذات الإثنا عشر ربيعاً تجر معها أخويها بعد ان خرجت من دارها الذي انقض على أبويها .. ؟؟
ما ذنب تلك الطفلة المسكينة ذات السنتين أو الثلاث التي اغتالتها يد كلبٍ فاجرٍ برصاصةٍ في رأسها وهي على فراشها .. ؟؟
ما ذنب ذلك الطفل الصغير الذي توسد رأس أبيه الشهيد وهو يبكي .. ويردد :
أبي رد علي ..!!
ما ذنب تلك الفتاة ذات الستة عشر ربيعاً .. التي وقعت بين يدي كلابٍ مسعورةٍ فنهشت عذريتها ..
وتناوبوا عليها كلباً تلو كلب.. حتى فقدت صوابها .. وليتها ماتت قبل هذا وكانت نسياً منسيا .. ؟؟
ما ذنب عيون أطفالنا في سوريا التي اغرورقت بدموع الخوف والألم .. ؟؟
ما ذنب صرخات الفتيات البريئات الطاهرات الشريفات .. ؟؟
ما ذنب حسرة الشيخ الكبير والأم والزوجة .. ؟؟
وبالرغم من تلك الجراح .. وتلك المآسي .. وتلك الآلام ..
{ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)}
نعم والله ..
لم يزدهم ذلك التعذيب .. وتلك الحسرات .. وتلك الطعون ..
إلا قوةً .. وثباتاً على الحق .. وسكينةً وطمأنينة ..
عرفوا الله حق المعرفة ..
وتوكلوا عليه حسن التوكل ..
واحتسبوا الأجر والنصر ..
فزادهم إيمانا مع إيمانهم .. وقوةً مع قوتهم ..
وعزيمةً وإصراراً على مواجهة العدو والشهادة ..
ثم إن شاء الله سينصرهم نصراً مؤزراً ..
وسيقلب الله حالهم من الذلة إلى العزة ..
ومن الهوان إلى العلياء ..
{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174( }
وهذا وعدٌ حقً من الله بالنصر والتمكين ..
فالله ذو الفضل العظيم ..
ولعل فيما حلّ بأهلنا في سوريا من المحنة ستعقبها بإذن الله منحة ..
ومنحة الله عظيمةٌ جليلةٌ ..
{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً }
وستكون تلك الجراح ذكرى .. وشهادةً من الأحرار .. والشهداء ..
شهادةً ستحمل بين طياتها قصصاً لبطولات رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..
النصر لسوريا الأبية وستتحرر بإذن الله من أيدي الطغاة المتجبرين ..
اللهمّ إنا نسألك السلامة لأهلنا في سوريا
اللهمّ بدّل خوفهم أمنا .. وبردهم دفأ .. وجوعهم شبعا .. وعريهم كِساء
اللهم احفظ المسلمين في سوريا واحقن دمائهم وآمنهم في أنفسهم وأموالهم
اللهم احفظ المسلمين في سوريا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
اللهم ارحم شهداءهم .. واشفي جرحاهم .. وفك قيد أسراهم ..
اللهم اكفهم شر الأشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير
أختكن في الله
اطياف سدير
.
جزاك الله الخير أختي أطياف ..وسدد خطاك..ووفقك في الدنيا والأخره..
اللهم أنصرهم نصراً قريباً عاجلاً تجعلنا نسجد إليك ساجدين باكين حامدين شكورين..فرحين
اللهم أرحم الشهداء وتقبلهم وأجمعنا فيهم بجنتك ..
اللهم صبرهم وقوي قلوبهم بنصرك وأعلاء كلمتك ودينك ..
اللهم بث الرعب بقلوب الجزار وكلابه وأجعلهم عبره لغيرهم وعذبهم في الدنيا..قبل الأخره..
لاحول ولا قوة لنا إلا بك يارب العالمين..
استغفرك واتوب اليك