بسم الله الرحمن الرحيم
:27: :) :27: :) :27: :)
المناعة
إصابة الجنين أو الوليد بالأخماج ( الالتهابات ) قد تكون جرثومية أو فيروسية وهي توهن كل جسمه . وتصله هذه الإصابة من خلال الحبل السرّي وهو جنين قابع داخل رحم أمه ، أو حين مروره بالقناة التناسلية أثناء الولادة . أو قد تهاجمه الأخماج بسبب جرح نافذ ( أي جرح الحبل السري أو جرح الطهور ... ) وبالتالي نلفت الأم إلى ضرورة الاعتناء بالقناة التناسلية والحرص على النظافة التامة طوال مدة الحمل .
إنّ مناعة الوليد الجديد الذاتية ضعيفة بشكل عام لأن أجهزة هذه المناعة لا تتطوّر في جسمه بعيد الولادة . أمّا المناعة التي وصلته ممّا في دم أمه من العناصر المناعية ، فهي غير كافية ولا تقيه إلاّ من بعض الأمراض البسيطة . هذا يوضح أهمية عدم تعرض الوليد لما يسبّب له الإلتهابات والمرض ، وبالتالي أهمية اعتناء الأم البالغ ، بنظافة مكان الطفل وكل ما يحيط به ( سريره ، غرفته ، شراشفه ، ثيابه إلخ . . . . . )
عندما تكون الأم في المستشفى ويؤتى إليها بطفلها لترضعه ، عليها أن تمنع كثرة التحركات من حوله وانتقاله من يدالى يد،وتمنع أحداً من تقبيله . وقبل أن ترضعه عليها بالتأكد من كونها غسلت يديها وصدرها أو المصّاصة بالصابون المعقّم .
على الأم أن تعلم أن أفضل وسلية لتطوير مناعة الطفل هي إرضاعه ، أي مدّه بالعناصر الوقائية المنتقلة إليه عبر حليبها . من هنا اعتبار الإختصاصيون أن امتناع الأم عن الإرضاع هو خطأ كبير ، وعدم تبريرهم هذا الإمتناع إلاّ إذا كان السبب طبيّاً .
أمّا الوسيلة الثانية لزيادة هذه المناعة وحماية الوليد من الأمراض الخطيرة التي تهدّد حياته فهي اللقاح .
تعتبر مرحلة اللقاحات إحدى أهمّ المحطات الصحيّة في حياة الطفل والولد . على الأم تقع مسؤولية حصول الطفل على اللقاحات اللازمة في الوقت المناسب فتوفّر عليه مخاطر قد تجعله معوقاً طوال عمره أو تودي بحياته وتوفّر على نفسها الندم بعد فوات الأوان .
اللقاح
اللقاح كلمة عامة تعني حثّ الجسم على تشكيل مناعة ذاتية ضد العناصر الممرضة . والامراض التي قد تصيب الطفل صنّفت كالآتي : شديدة الخطر وخطرة .
الشديدة الخطر كالسّل والتيتانس ( كزاز ) وشلل الأطفال والجدري والشاهوق والحميراء والخناق . . يعتبر اللقاح ضد هذه كلّها إجبارياً .
الأمراض المصنّفة خطرة كالتهاب السحايا والكوليرا والتيفوئيد والحمّى الصفراء والكَلَب . يلقّح الطفل ضدّها في حال الضرورة . أي في حال انتشار وبائي في البيئة المحيطة أو إصابة واحد من المقرّبين ، أو في حال السفر والإنتقال إلى مناطق قد تكون موبوءة .
اللقاح قد يعطي الجسم جراثيم مضعفة مخبرياً أو ميتة أو سموم الجراثيم ، وكلّها تحثّ جهاز المناعة على تكوين العناصر المناعية الذاتية الجاهزة والقادرة على مهاجمة أسباب المرض لدى دخولها الجسم . ويستغرق تكوّن المناعة نتيجة للقاح الجرثومي أسبوعين أو ثلاثة بحسب كل لقاح . وقد يعطى الجسم أمصالاً تحوي مواد ممنعة يتمّ الحصول عليها من دم الحيوانات كالحصان مثلاً ( يلقّح الحصان بالجراثيم وتؤخذ العناصر المناعية من دمه ) . ونتيجة للقاح المصل تحصل المناعة على الفور .
إليك بأهم اللقاحات الضرورية والتي يعتبر إهمالها جريمة . ( بعض الدول المتقدمة تقاضي الأهل بسبب هذا الإهمال ) . ولا بدّ لك من معرفة واحترام مستلزمات كل لقاح وطرق ومراحل تنفيذه وتطبيق كل ذلك بدقة وفي الوقت المحدّد ، وإلاّ اعتبر الطفل غير ملقّح وبالتالي فاقداً للمناعة .
مواعيد اللقاحات
للأطفال والأولاد
شهران : ( دفتيريا ( الخانوق ) والكزاز وشلل الأطفال ) .
4 أشهر : دفتيريا وكزاز وشلل الأطفال .
6 أشهر : دفتيريا وكزاز وشلل الأطفال .
15 شهراً : الحصبة والحميرا وابو كعب .
18 شهراً : دفتيريا وشلل الأطفال
سنتان : انفلونزا .
4 ـ 6 سنوات ( قبيل المدرسة ): دفتيريا وشلل .
14 ـ 16 : دفتيريا وكزاز .
ثم بعد كل عشرة سنوات : دفتيريا وشلل .
للأولاد الذين لم يتلقوا
لقاحاً وعمرهم لا يتجاوز السبع سنوات .
يعطى لهم في البداية : دفتيريا وكزاز وشلل الأطفال .
بعد شهر واحد : الحصبة وأبوكعب والحميراء .
بعد شهرين : اللقاح الثلاثي .
بعد 4 أشهر : دفتيريا وكزاز وشلل أطفال .
بعد 6 ـ 12 شهراً ( وقبيل دخول المدرسة ) : دفتيريا وكزاز وشلل أطفال .
بعد سنتين: انفلونزا .
بين 14 ـ 16 سنة : اللقاح الثنائي ( دفتيريا وكزاز ) .
مرة كل عشر سنوات : اللقاح الثنائي ( دفتيريا وكزاز ) .
للأولاد الذين تجاوزوا
السبع سنوات ولم يتعدوا الثماني عشرة سنة .
يعطى لهم في البداية : دفتيريا وكزاز وشلل الأطفال .
بعد شهر : الحصبة وأبوكعب والحميراء .
بعد شهرين : كزاز ودفتيريا وشلل الأطفال .
بعد 6 ـ 12 شهراً: كزاز ودفتيريا وشلل الأطفال .
بين 14 ـ 16 سنة : كزاز ودفتيريا .
مرة كل عشرة سنوات : كزاز ودفتيريا .
إذا كان العمر 18 عاماً أو أكثر ولم يلقح الولد في طفولته هناك لقاح خاص يتألف من فيروسات مقتولة ، ويدرس برنامج اللقاح لمثل هذه الحالات مع الطبيب .
اللقاحات الضرورية
1 ـ اللقاح الثلاثي ( D . T . P ) : يحقن في العضل . هو لقاح مضاد للكزاز ( تيتانوس ) والخانوق ( دفتيريا ) والشاهوق ( السعال الديكي ) . يتألّف هذا اللقاح من جراثيم مضعّفة أو سمومها . ويُعطى بثلاث حقنات بفارق زمني بين الحقنة والأخرى ، يبلغ أربعة أسابيع . تُعطى الحقنة الأولى ما بين الشهر الثالث والرابع من عمر الوليد . بعد الحقنات الثلاث تؤمن الوقاية للطفل مدة عامين فقط ولا بدّ من إعطاء الطفل حقنة داعمة بعد عام .
ويجب إعادة تلقيح الطفل في سن السادسة والثانية عشرة بلقاح ثنائي ضد الدفتيريا والكزاز ، ثم إعطاءه حقنة داعمة ضد الكزاز كل ست إلى ثماني سنوات .
اللقاح الثلاثي يتضمن لقاحاً ضد الشاهوق أو السعال الديكي وهو يعطي مناعة غير كاملة ، فقد يُصاب الولد بالمرض بعد أن يتلقّح لكن الإصابة تأتي خفيفة . والشاهوق هو أحد الأمراض القاتلة للأطفال في عمر مبكّر . من هنا أهمية تلقيح الطفل قبل بلوغه شهره الثالث بلقاح الشاهوق من ضمن اللقاح الثلاثي . ثم يعطى جرعة داعمة من لقاح الشاهوق وحده بعد خمسة أشهر ثم بعد ثلاث سنوات من اللقاح الأول .
اللقاح الثاني هو المضاد للدفتيريا أو الخانوق ، المؤلّف من سموم الجراثيم المضعّفة مخبرياً ويعطى بأربع حقن . الحقنة الأولى مع اللقاح الثلاثي في الشهر الثالث . ثم جرعة داعمة بعد ثمانية أشهر ، ثم عند بلوغ الولد عامه السادس ، وأخيراً عند بلوغه الثانية عشرة من عمره .
اللقاح الثالث هوالمضاد للكزاز والمؤلّف من جراثيم مضعّفة . وهو يمنح الجسم مناعة تدوم عدة سنوات . تتشكّل هذه المناعة تدريجاً ولا تصل إلى درجة الوقاية التامة إلاّ بعد الحقنة الثانية ، وتحتاج إلى جرعات داعمة بعد خمسة عشر شهراً وبعد 3 سنوات وبعد 12 سنة . جراثيم الكزاز موجودة على الأرض . وفي حال تعرّض الطفل لجرح ناتج عن احتكاك جلده بالتراب أو المعادن ، ينصح الأطباء بإعطائه مصلاً مضاداً للكزاز دعماً لمناعته ، حتى ولو كان ملقّحاً .
2 ـ لقاح شلل الأطفال : يتألّف من ثلاثة أنواع من الفيروس المضعّفة ، تقاوم أنواع الشلل الثلاثة . يعطى اللقاح بشكل نقاط في الفم . ويستوجب هذا أن يأخذه الطفل بعد انتهائه من الأكل بثلاث ساعات على الأقل ، حتى لا يتفاعل الفيروس مع بقايا الطعام في فم الطفل ولتسريع امتصاص الجسم للقاح . يعطى اللقاح على عدة جرعات تتمّ في الشهر الثاني والرابع والسادس والثامن عشر من عمر الطفل . ويعطى الولد جرعة داعمة عند دخوله المدرسة ما بين الرابعة والسادسة من عمره .
3 ـ اللقاح ضد الحصبة : هو عبدة عن فيروس حيّ مضعّف . يعطى للطفل عندما يبلغ السنة من عمره لأنه قبل هذا التاريخ يكون مكتفياً بالمناعة التي اكتسبها من أمّه . بالرغم من كون المعالجة الطبيّة لهذا المرض أصبحت متيسّرة ، ينصح بإعطاء اللقاح لأنه يقي المصاب بالحصبة من المضاعفات خصوصاً منها التهاب الدماغ .
4 ـ اللقاح ضد جدري الماء : لا يعطى للأطفال إلاّ في حالات جدّ استثنائية . خطر هذا المرض يكمن في كونه يصيب الحوامل ، فيصاب الجنين داخل رحم أمّه بتشويهات خطيرة . لذلك يعطى هذا اللقاح للفتيات البالغات الثانية عشرة أو الثالثة عشرة واللواتي لم يصبن بجدري الماء في صغرهن . زرع العلماء فيروس الجدري في أنسجة كلية السعدان وأضعفوه مخبرياً واستعملوه لقاحاً . يعطى هذا اللقاح بحقنة واحدة ويؤمّن وقاية تدوم ما بين ست أو سبع سنوات .
5 ـ اللقاح ضد الجدري : إنّه فيروس مرض « الفاكسين » يولّد ردّة فعل مرضيّة غير خطرة ويضمن الوقاية ضد الجدري . هذا اللقاح إجباري ويعطى للطفل ما بين بلوغه عامه الأول والثاني ، لأن خطر الاشتراكات المرضيّة غير موجود في هذه المرحلة . بالنسبة إلى الأطفال الضعفاء البنية يستحسن تأخير موعد اللقاح . كما ويستحسن عدم إعطاء هذا اللقاح في طقس شديد الحرارة وأيضاً أثناء تفشيّ أي وباء مرضي . يضع الطبيب نقطة من اللقاح على جلد الطفل ويشكّ فيها حقنة . ردّة فعل الجسم على اللقاح تبدأ بعد ثلاثة أيام فتظهر بقعة حمراء مكان اللقاح . تزداد تورّماً وأحمراراً حتى اليوم التاسع . قد لا تظهر على الطفل عوارض الوهن والانزعاج ، أو قد تظهر هذه العوارض ويرافقها ارتفاع في الحرارة وفقدان للشهية . على الأمّ أن تمنع الطفل من حكّ مكان اللقاح وعليها ألاّ تغسل الطفل حتى تزول العوارض الناتجة عن اللقاح . إذا حصل وتمدّد الالتهاب الناتج عن اللقاح وارتفعت حرارة الطفل ارتفاعاً كبيراً ودامت الأعراض لأكثر من عشرة أيام فمن الأفضل أن يعرض الطفل على الطبيب .
أخيراً إذا لم تتبع اللقاح أيّ ردة فعل فهذا لا يعتبر ضمانة لاكتساب الطفل الوقاية اللازمة ، وقد يعني أن اللقاح المعطى إليه فاقد فعاليته أو أنه لم يتسرّب عبر الجلد إلى الدم . في هذه الحالة لا بدّ من تكرار تلقيح الطفل .
نصائح مهمة
قبل تلقيح الطفل لا بدّ من التقيّد بالنصائح التالية :
1 ـ عدم تلقيح الطفل المصاب بالأنفلوانزا أو الكريب أو أي مرض آخر . يجب أن يكون جسم الطفل سليماً تماماً عندما يلقّح .
2 ـ عدم تلقيح الطفل أثناء مرحلة التسنين أي مرحلة ظهور أسنانه .
3 ـ عدم تلقيح الطفل المصاب بحرارة مرتفعة قبل معالجة الحرارة وشفائها . وذلك أيّاً يكن سبب هذه الحرارة .
4 ـ عدم تلقيح طفل مصاب بمرض كلوي ( يعرف عادة بزيادة الزلال في البول ) لأن اللقاح يتسبّب بتفاقم الإصابة .
5 ـ عدم تلقيح طفل مصاب بالأكزيما قبل معالجة هذا المرض .
بعد تلقيح الطفل قد يصاب بالأعراض الآتية :
1 ـ إرتفاع في درجة الحرارة يدوم بضعة أيّام بحسب نوع اللقاح . وتعالج الحرارة بالتحاميل أوالنقاط التي يصفها الطبيب لمثل هذه الحالات .
2 ـ تحجّر أو ورم مكان اللقاح وقد يدوم مدة طويلة لكنه لا يستدعي القلق .
3 ـ الشعور بالتوعّك ووهن الجسم ويزول هذا الشعور بعد تناول أدوية خفيفة يصفها الطبيب .
milagro @milagro
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
milagro
•
الطفل في عامه الأول
من المهم جدّاً مراقبة نمو الطفل الرضيع خصوصاً في سنته الأولى ، وأهم ما يجب مراقبته هو درجة نمّوه ومدى تناسب زيادة الوزن والطول ومحيط الرأس ودرجة الوعي .
الوزن
من الطبيعي أن يزداد الوزن تباعاً مع العمر . وتوقّف ازدياد الوزن أو إنخفاضه ، يؤكدان حصول أحد الأمراض التالية :
ـ أمراض هضمية : إضطرابات في امتصاص الأطعمة ، عدم توافق الحليب المعطى للطفل مع معدته ( هنا يصاب الطفل أيضاً بإسهال واستفراغ ) .
ـ إصابات في الغدد ، التهاب الكلي ، نموّ غير طبيعي في القلب ، ، اصابات رئوية .
لا تحاولي سيّدتي أن تقارني طفلك مع أطفال الجيران والأقارب من ناحية الوزن وأن تتفاخري بكون طفلك أكثر وزناً ، ولا تحاولي أن تزيدي كمية طعامه ليزيد وزنه . الطفل الجميل هو غير الطفل السمين .
الطول
بالنسبة إلى الطول ، يزداد طول الطفل على دفعات وليس بصورة متواصلة . يقاس طول الطفل مرّة كل شهر وليس يومياً ، كما هي الحال بالنسبة للوزن . مع ذلك يزداد الطول كل شهر في الحالة الطبيعية ، وإذا توقّف هذا النموّ فعليك بإبلاغ الطبيب فوراً وسيلجأ الطبيب إلى فحص الغدد وتصوير العظام لمعرفة مدى نضوجها .
محيط الرأس
بالنسبة إلى محيط الرأس فهو يدلّ وبصورة دقيقة على تتطوّر الدماغ . كثيرون يهملون متابعة هذا التطّور بالرغم من كونه بالغ الأهمية . وقد يحصل بشكل تدريجي حسب الجدول . أمّا الإضطرابات التي قد تصيبه فهي نوعان :
ـ كبر محيط الرأس بشكل يفوق الطبيعة وهذا يتطلّب جراحة مستعجلة .
ـ عدم نموّ محيط الرأس بشكل طبيعي ، وغالباً ما يكون سببه إصابة الأم بمرض خطير خلال فترة الحمل .
الوعي
أخيراً بالنسبة إلى تطوّر الوعي عند الأطفال فالامراض التي تدعو إلى الشك هي :
ـ الطفل الذي لا يستطيع رفع رأسه بعد إتمامه الأشهر الثلاثة من عمره .
ـ الطفل الذي لا يمسك الأشياء التي تقدّم إليه في عمر
--------------------------------------------------------------------------------
الجدول التالي يعطينا عناصر مهمة جداً لقياس هذا النمو .
--------------------------------------------------------------------------------
العمر الوزن الطول محيط الرأس الوعي
يوم واحد 3300 غ 50 سم 35 سم ـ
شهر واحد 3800 غ 53 36،5 يرفع رأسه
شهران 4800 غ 56 38 يضحك
أربعة أشهر 6300 غ 62 41 يتابع بنظره الأشياء
ستة أشهر 7300 غ 65 43 يعتاد وضعية الجلوس
تسعة أشهر 8600 غ 70 45 يقف على رجليه
سنة 9500 غ 74 46،5 يمشي مستنداً إلى شيء صلب
سنة ونصف 11000 غ 80 48 يتكلّم
--------------------------------------------------------------------------------
الأرقام في هذا الجدول هي تقريبية وقـد تختلف اختلافاً بسيطاً تبعاً لـجنس الطفل وحسـب توقيت الولادة ، أي إن كـانت تمت فـي حينها أو هـي مبكّرة . هـذا الجـدول يسمح بتحـديد الشك في احتمال أن يكـون النمو غيـر طبيعي . عنـد ادنى شك لا بد من مراجعة الطبيب علىالفور ، وهو سيقوم بفحوصات اشمل واوسع ، بعدها يؤكد أو ينفي الشكوك .
الخمسة أشهر .
ـ الطفل الذي لا يتبع الأشياء أو الأشخاص بنظره عند بلوغه الستة أشهر .
ـ الطفل الذي لا يستطيع الجلوس أو الضحك عند بلوغه الثمانية أشهر .
ـ الطفل الذي لا يزحف ولا يتلفّظ بأصوات وكلمات ولا يهتمّ بمحيطه عند بلوغه السنة من عمره .
البكاء حتى الغيبوية
هذه النوبات شائعة جداً عند الأطفال وتسبّب إحراجاً للأهل وتؤلمهم ، إذ يعتقدون لثوان أن الطفل قد فارق الحياة .
بعد حادث عنيف أدّى إلى إصابة الطفل بحزن أو ذعر يبدأ بالصراخ والبكاء ثم لا يعود يستطيع أن يتنفّس فيصبح لون وجهه أزرق لأن الدم الذي يمرّ بالرئتين لا يعود إليهما حاملاً معه مادة الأوكسجين كما يحصل في الحالة الطبيعية . وعند وصول الدم إلى الدماغ لا يعمل هذا الأخير كما يجب فيفقد الطفل وعيه . تدوم هذه الحالة عدة ثوان تمرّ وكأنها قرون بالنسبة إلى الأهل .
المهم ألاّ يفقد الأهل سيطرتهم على أعصابهم . بعد مرور الثواني المعدودة يعود الطفل للتنفّس ويعمل الدماغ بشكل طبيعي ، ويعود الطفل إلى سابق وعيه . هنا يجب على الأهل إخفاء انزعاجهم والتصرّف أمام الطفل بهدوء . ذلك أن الطفل قادر على إعادة الكرّة مرّات عديدة إذا شعر أن حاله هذه تزعج المحيطين به . وقد يستعمل هذه الطريقة لإجبارهم على تنفيذ رغباته .
إرتفاع الحرارة
إقتناء ميزان لفحص الحرارة ضروريّ جداً في كل منزل . إرتفاع حرارة الجسم يشكّل جرس الإنذار الذي ينبئ بحلول الكثير من الأمراض . الحرارة الطبيعية تتفاوت بين 5 ، 36 و5 ، 37 عند الرضيع ، وذلك تبعاً لفترات النهار التي قيست خلالها الحرارة ، وتبعاً لحرارة الجو الخارجي . حرارة الجسم تحافظ على مستواها الطبيعي 37 درجة ، بفضل معدّل الحرارة الطبيعي ، أي الجلد الذي يلعب بالنسبة إلى الجسم دور أجهزة التدفئة والتبريد في الشقق . لذلك يحتاج إلى الماء ليقوم بمهمته ليعوّض العرق الذي يفرزه الجسم أو ليتبادل الحرارة مع الخارج .
عندما ترتفع حرارة الجسم يفرز جلد الطفل العرق للتخفيف من وطأة الحرارة . لكن هذا الجهاز يتعب نتيجة لأحد الأمراض . أو لكون تبادل الحرارة مع الخارج غير كاف ، فترتفع حرارة الجسم ويخشى من الإصابة بعوارض أكثر خطورة .
إذا زادت الحرارة عن الـ 39 درجة ، يجب مراجعة الطبيب أو المستشفى حالاً . فربما كانت الحالة خطيرة . أمّا إذا لم تصل الحرارة إلى هذا المستوى فالحالة غير مقلقة ، وتعني أن الجسم لا يزال يدافع ببسالة ضد الميكروبات ولم يستسلم بعد للمرض . لكن يجب الإنتباه لبعض الأمراض التي تتميّز بكونها لا تتسبّب إلاّ بارتفاع بسيط لحرارة الطفل .
التعقيدات المهمّة التي قد يولّدها ارتفاع درجة حرارة الجسم هي :
ـ النشاف وهو إصابة خطيرة . في حالة النشاف لا بدّ من إعطاء المريض الماء بكثرة وإجباره على الشرب وإن رفض فيجب إعطاؤه الماء بشكل آخر .
ـ الغيبوبة التي تؤدي إذا طالت ، إلى إصابات أخطر في الدماغ . ويجب محاربة الحرارة وإسقاطها بأي شكل إذا تعدّت الحد الأقصى ، وبعد السيطرة عليها يبقى على الطبيب تحديد السبب عن طريق التشخيص الطبي وتحليل العوارض المرافقة ، وهي :
ـ سيلان الأنف
ـ إحمرار اللوزتين
ـ ألم في الأذن
ـ سعال
إستفراع
ـ إسهال
ـ إحمرار الجلد
ـ تغير في لون البول
طرق خفض درجة الحرارة
من أجل تخفيف الحرارة إلى حدّها الأدنى يجب نزع ملابس الطفل تماماً وإعطاؤه حمّاماً دافئاً ( 35 درجة ) ثم لفّه بمنشفة رطبة ، بعد ذلك يصار إلى إيقاف كل وسائل التدفئة في غرفته وتهوئتها مع فتح النوافذ وإعطائه تحميلة خاصة لإسقاط الحرارة .
نلفت هنا إلى بعض سيّئات الأدوية المستعملة ضد الحرارة وهي : الأسبيرين ومادة البراسيتامول الموجودة في عدة تركيبات تجارية منها البنادول مثلاً .
الأسبيرين : أثبت فوائده بشكل قاطع ، لكنه أيضاً مادة سامة ، علينا أن نحذّر الإكثار منها . المبالغة في تناول كميات الأسبيرين قد تسبّب :
ـ نزيفاً دموياً من الأنف
ـ وتقرّحاً في المعدة
ـ وتسمّماً يتمركز تدريجاً ، من عوارضه تنفّس بطيء وحالة من الارتخاء تشبه اللاوعي ، وترتفع الحرارة من جديد .
والبراسيتامول فيه أيضاً ما قد يسمّم إذا استعمل بكميات كبيرة . نوصي أيضاً بعدم مزج الأدوية وإعطاء الطفل عدة أصناف منها في وقت واحد .
صراخ واضطراب عند الرضيع
هذه دلائل غير واضحة المعاني لأن الرضيع ليس قادرياً على التعبير ، بغير البكاء .
حياة الرضيع تتّسم بالإضطرابات . فهو يحبّ أن يمازحه المحيطون به ، وأن يهتموا به كأنه نجم الحلقة . وقد يكون سبب غضبه شعوره بأنه مهمل . وفي أحوال أخرى قد تكون أسباب البكاء أكثر جديّة ويجب الإجتهاد لمعرفتها :
ـ إنتبهي سيّدتي حين تستعملين الدبابيس لربط ثيابه فقد توخزيه بها دون أن تدري . يحدث هذا قبل عمر الثلاثة أشهر وقد يكون السبب الوحيد لهذا البكاء ، إذا استثنينا الجوع والبلل .
ـ بعد الأشهر الثلاثة تتكثّف نوبات البكاء ويعود السبب في الغالب إلى آلام في المعدة ناتجة عن انتفاخها بالغازات .
بعض الأطباء يجد في ذلك دليلاً على أن الطفل بدأ يعي شخصيته . وهذا الإضطراب نفسي لا علاج له سوى مصّ الرضّاعة . إنها الحالة الوحيدة التي ينصح فيها الطبيب باستعمال الرضّاعة الفارغة التي قد تكون مؤذية وتكسب الطفل عادة سيّئة يصعب عليه التخلّص منها .
ينصح الأطباء إجمالاً بعدم اللجوء إلى هذه الرضّاعة ، إلاّ في حالات استثنائية . . .
كانت الأمهات التقليديات يرددن سبب هذا النوع من الألم في المعدة إلى تغيّر نوعية طعام الطفل أو إدخال أنواع جديدة على طعامه بعد عمر الثلاثة أشهر . لكن هذا الإعتقاد خاطئ خصوصاً إذا كانت تغيّر الطعام وإضافة بعض أصنافه قد جرى تحت إشراف الطبيب .
بعد ذلك تبدأ أسنان الطفل بالظهور يرافقها ألم بسيط وعوارض بارزة أهمها سيلان اللعاب بشكل مستمر واحمرار واحتقان اللثة ورغبة الطفل في وضع كل ما يجده أمامه في فمه وعضّه ، ويصير برازه رخواً وترتفع حرارته قليلاً . تدخلك غير مفيد في هذا الوضع . أعطيه فقط قليلاً من الأسبيرين فيخفّ الإحتقان والألم .
أخيراً ، يجب الإنتباه إلى أن بكاء الطفل وصراخه يجب ألاّ يستدرجا رضوخاً من قبل الأم والأب ، وإلاّ استعملهما كوسيلة لنيل مبتغاه . يجب مواجهة هذه الأزمات ببرودة ظاهرة ، واهتمام نفسي جدّي .
حالة واحدة تستدعي القلق عندما يصفّر وجه الطفل بدلاً من أن يحمّر . إذا لم يهدأ الطفل وبقي وجهه أصفر فالأفضل اللجوء إلى استشارة الطبيب .
الإعتناء بالجلد
بشرة الطفل ناعمة جداً وقابلة للإلتهاب لأقل سبب لذلك يجب العناية بها جيداً لمنع كل التهاب عابر وغير ناتج عن مرض . قواعد الوقاية من الإلتهابات هي :
ـ إعطاء الطفل حمّاماً يومياً ابتداءً من تاريخ سقوط المصران .
غطّسي الطفل كلّه تقريباً في مغطس دافئ ( 38 درجة ) . إستعملي ميزان الحرارة الخاص بالمغاطس للتأكّد من أن الحرارة مناسبة ، افركي جسم الطفل كلّه بالصابون بواسطة أسفنجة ناعمة وافركي الشعر أيضاً مع الإنتباه إلى الثنيات ، ثم أزيلي الصابون جيداً بواسطة الماء ونشّفيه تماماً .
ـ تذكّري أن تقصّي أظافر طفلك .
ـ ألبسيه ثيابه دون استعمال أي مستحضر .
ـ من المفضّل استعمال الصابون الطبيعي المصنوع بزيت الزيتون .
كل مستلزمات تنظيف الطفل يجب أن تكون خاصة به وألاّ يشاركه بها أحد .
أخيراً راقبي سيّدتي جسم طفلك جيداً أثناء الحمّام ولدى ملاحظة أي احمرار لا يزوال خلال 48 ساعة ، بلّغي الطبيب .
أمراض الجهاز التنفسي
إنّها الأكثر انتشاراً بين الأمراض التي تصيب الأطفال ... حتى لو عزل الطفل في حجرة مقفلة ومعقّمة لا بدّ أن يصاب ذات يوم بالتهاب في جهازه التنفسي .
الزكام: الأنف هو ممرّ الهواء والذي يحمل ميكروبات عديدة يلتقطها الأنف ويلفظها إلى الخارج بواسطة الإفرازات الموضعية ( المخاط ) . هذه الإفرازات تشكّل وسائل الدفاع والمناعة للجسم . تتوجّه الإفرازات إلى الخارج بواسطة حركة الشعيرات الموجودة داخل الأنف . هذه الشعيرات لا يكتمل نموّها طبيعياً عند الطفل لذلك تبقى الإفرازات داخل الأنف وتتجمّد فتمنع الهواء من المرور وتعيق التنفس . وبما أن الطفل الصغير لا يعرف أن بإمكانه التنفس من فمه ، يقوم بمجهود كبير فيدفع بالميكروب إلى داخل القصبة الهوائية والرئتين ممّا قد يسبب التهابات مختلفة ، منها التهاب القصبة الهوائية أو اللوزتين أو التهاب الرئتين وإلخ . . . وقد تنتقل هذه الميكروبات داخل القناة التي تربط الأذن الداخلية بالجهاز التنفسي فيصاب الطفل عندها بالتهاب الأذن .
عوارض هذه الإلتهابات تتميّز دائماً بارتفاع حرارة الجسم . ويظهر هذا الإرتفاع في الصباح أكثر منه في المساء .
السعال دليل على أن الإفرازات قد تحوّلت إلى داخل مجرى التنفس .
يتميّز التهاب طبلة الأذن بألم شديد في محيط الأذن وبصعوبة المحافظة على توازن الرأس .
الألم عند ابتلاع الأطعمة ، هو الدليل القاطع على التهاب اللوزتين ، في جميع هذه الأحوال مراجعة الطبيب ضرورية جداً ويجب إعطاء الطفل أي دواء قبل استشارة الطبيب . ذلك لتنوّع الإصابات التي تتميّز بالعوارض نفسها . ومن ناحية أخرى يخشى أن يخفي الدواء بعض العوارض التي تساعد الطبيب على تشخيص المرض بدقّة .
يصف الطبيب المضادات الحيوية لمحاربة ومكافحة الجراثيم ومساعدة الجسم على التخلّص منها . كما أنه يستعمل أدوية أخرى تساعد على تخفيف الألام والسعال والزكام وإسقاط الحرارة .
الإسهال
الجهاز الهضمي يحتوي على الكثير من الجراثيم المتوازنة . كل اختلال في هذا التوازن أيّاً يكن سببه ، نتيجته الإسهال . والرضيع حسّاس جداً بالنسبة إلى هذا الموضوع . يختل توازن الجراثيم بسبب استعمال المضادات الحيوية أو دخول جسم آخر غريب إلى المعدة . أو لأسباب أخرى قد تكون ناتجة عن تغيّر الحرارة إلخ . . . .
الإسهال مسؤول عن الألم الحادّ الذي يصيب الطفل في معدته . وهو مسؤول أيضاً عن النفخة التي تصيب معدة الطفل بسبب الغازات المعوية . كما أن الإسهال يؤدي إلى فقدان الجسم مائه وحصول حالة النشاف ، خاصة عند الأطفال الرضّع . هذه حالة لا تخلو من الخطورة ، لذلك يجب الإنتباه واتّخاذ التدابير اللازمة فور الشكّ في حصولها . تنصّ هذه التدابير على إعطاء الطفل كميّات كبيرة من الماء ليشرب ولو غصباً عنه . ويجب استبدال طعام الطفل الطبيعي بدقيق الرزّ أو بحساء الجزر . وإذا كان الإسهال مرفقاً باستفراغ فهذا يعني أن هناك جراثيم معيّنة سبّبت هذا الإختلال المعوي ومراجعة الطبيب ضرورية جداً في هذه الحالة .
--------------------------------------------------------------------------------
حساء الجزر
--------------------------------------------------------------------------------
قشّري وابرشي 500 غرام من الجزر . إسلقيها في ليتر ونصف من الماء على نار خفيفة طوال ساعتين وحتى تصبح رخوة مثل اللبن .
مرّريها بعد ذلك عبر مصفاة دقيقة الثقوب . أضيفي قليلاً من الملح وخضّيها جيداً قبل وضعها في الرضّاعة .
إحفظيها في البرّاد واستعمليها خلال أربع وعشرين ساعة وبالطبع سوف تسخّنين الكمية المستعملة في الرضّاعة قبل إعطائها للطفل .
--------------------------------------------------------------------------------
الإستفراغ
قذف القليل من الحليب بعد الوجبات عند الطفل هو طبيعي جداً ويدلّ على أن معدة الطفل ممتلئة . ولا علاقة لهذا القذف بالإستفراغ الذي يعتبر عارض فيزيولوجي غير طبيعي ومرضي أغلب الأحيان .
من الممكن تحليل واكتشاف أسباب الإستفراغ بعد الإنتباه إلى الآتي :
ـ تاريخ حصوله ـ توقيت حصوله بالنسبة إلى تناول الوجبات وكثافته ـ نوعية المواد ـ طريقة قذف المواد إلى الخارج .
بعض أنواع الإستفراغ تدلّ على حصول التهاب عام كالتهاب الأذن أو المجاري البولية إلخ . . . والبعض الآخر ترافقه إصابة في الجهاز الهضمي وتستلزم إجراء جراحات تصحيحيّة في بعض الأحيان ( كضيق وانسداد طرق الأمعاء أو خلل في تكوين المعدة والقناة الهضمية كما رأينا في التشوّهات الخلقية ) .
وهناك أمراض كثيرة تؤدي إلى الإستفراغ والتي تستلزم إجراء جراحة تصحيحيّة ، ويتحدّد ذلك بعد تصوير المعدة بالأشعة .
أمّا بالنسبة إلى الأستفراغ العابر أو الناتج عن جراثيم بسبب التهابات في الجهاز الهضمي ، وأدّت إلى إصابة الطفل المريض بالإسهال ، فيعتبر حالة مرضيّة لا تقل أهميّة عن الحالات السابقة وتحتاج إلى مراقبة ورعاية صحيّة طارئة بإشراف أطبّاء اختصاصيين .
إصابات الجهاز البولي عند الأطفال
الرضيع الذي يبلّل حفّاضاته يصعب التعرّف إلى ما يعانيه من متاعب على صعيد الجهاز البولي ، لكن يمكن الإنتباه إلى العوارض التالية :
ـ بول ذو رائحة قوية .
ـ بول يترك بقعاً ملونة واضحة على الحفاّضات .
ـ إحتقان أو تقرّح أعضاء الجهاز البولي الظاهرة .
عندما يصادف الطبيب طفلاً صعباً شهيّته مفقودة وحرارته مرتفعة يشكّ بحدوث التهاب في الجهاز البولي ويطلب إجراء فحص للبول لتحديد نوع الجراثيم وإعطاء العلاج المناسب .
عند الطفلة الرضيع ، بعض الجراثيم تجتاز الجهاز الهضمي كلّه دون أن تسبّب إسهالاً أو أي نوع من أنواع الإلتهابات لكنها تلوّث حفّاضاتها وتؤدي إلى التهاب الجهاز البولي . لذلك قد يذهب الطبيب في تحليلاته بعيداً عن سبب الإلتهاب . وإذا لم يكتشفه يطلب صورة أشعة للكلى . ذلك بعكس الحال عند الأطفال الذكور ، إذ يصعب على الجراثيم الإنتقال إلى جهازهم البولي . في حال حدوث الإلتهاب يطلب الطبيب صورة الأشعة لمعرفة إمكان وجود خلل في نمو الكلى ، قبل أن يبحث عن الأسباب الأخرى . . .
الطفل قبل المدرسة
الخطوات الأولى
بعد بلوغ طفلك سنته الأولى وحتى السنة والنصف يبدأ بالمشي . إكتشاف وضعية الوقوف يحدث قبل ذلك بقليل ، أي بين الشهور الثمانية والتسعة الأول عندما يستند الطفل على طرف سريره . لكنه لن يترك السرير ولن يتقدّم خطوة قبل مدة قد تطول . ذلك أن نظرته الجديدة إلى العالم ، تأخذ كل اهتمامه وتبدأ المخاطر التي ترافق الخطوات الأولى .
ـ لا بدّ من وضع الطفل بسرير محاط بسياج مرتفع لأن مهده الصغير أصبح يشكّل خطراً عليه بعد اعتياده وضعية الوقوف .
ـ ولا بدّ من الإنتباه إلى الأبواب والنوافذ عند إغلاقها لأن أصابع الطفل قد تندّس في كلّ مكان . كذلك من الضروري الانتباه إلى مآخذ الكهرباء الخطرة والمنخفضة . هناك أنواع من الأحذية في السوق تساعده على القيام بالخطوات الأولى . في هذه المرحلة يتعثّر الطفل كثيراً ويسقط . ذلك لا يؤلمه بالرغم من بكائه أحياناً . لكن يجب الإنتباه إلى السلالم والحفاف والشرفات .
تأخّر المشي
الحدّ الأقصى للخطوات الأولى أو عمر السنة والنصف ، ليس سوى حدّ تقريبي . إذا كان الطفل قد ولد قبل حينه أو أصيب بمرض جدّي خلال السنة الأولى من عمره ، أو كان كسولاً يفضّل الزحف على المشي فليس هناك أي خطر أو مدعاة للقلق .
يقوم الطبيب المختص بفحص الوعي العقلي العام عند الطفل :
الابتسامة الأولى ، رفع الرأس ، وضعية الجلوس إلخ . . . فإذا كانت تأخّرت إحدى هذه الظواهر بالنسبة إلى المعدلات الطبية ، يفحص الطبيب اكتمال نمو العضلات وقوتها ، ونوعية ردّات الفعل اللاواعية ، وانجذاب الطفل نحو الالعاب ومحيطه . كما يبحث عن أسباب أهم من مثل : ـ تأخّر النمو العقلي خصوصاً إذا كانت الولادة صعبة . في هذه الحالة تكون نسبة انجذاب الطفل نحو اللعب منخفضة وطريقة إمساكه بالأشياء غريبة . ـ إصابة معيّنة في العضلات قد تكون موروثة عن الأهل .عندها تظهر عضلات الطفل منتفخة مثل الرياضين لكن الإنتفاخ ليس في الحقيقة سوى شحوم تغطّي العضلات وتعيق حركتها الطبيعية . علاج هذه الحالات يتطلّب عناية في المستشفى .
ـ الإصابات العصبية التي تتميّز بغياب ردات فعل الأطفال عندما يضرب الطبيب على مفاصلهم . كما قد تتميّز بردات فعل قوية جداً ناتجة عن إصابات عصبية في حالات الولادة الصعبة .
المشي المبكّر لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال إصابة مرضيّة لكنه يساعد على الإصابة بالتواء القدمين . ذلك أن وزن الطفل يكون أكبر من طاقة عظام أقدامه على التحمّل .
تغذية الأطفال بعد عمر السنة
أصبح طفلك كبيراً ويأكل مثلك تقريباً . هذا يسهّل الأمورعليك إذا كان طعامك متناسقاً ومتوازناً لكن احذري بعض الممنوعات :
ـ القهوة هي من أنواع المنبّهات التي تضرّ الأطفال فتجنّبيها على أنواعها .
ـ المشروبات الروحية على أنواعها تعتبر من السموم .
ـ كلّ اللحوم صالحة وضرورية لكن يجب الإنتباه إلى طريقة طهيها لأن بعضها ينقل الجراثيم إلى جسم الطفل .
ـ الأسماك أيضاً مهمة وضرورية للأطفال لكن تجنّبي الحيوانات المائية الأخرى لأنها قد تنقل الجراثيم .
ـ تجنّبي أو على الأقل ، خفّفي من إعطاء السكاكر والملبّس والشكولا لطفلك لأنها تضّر بأسنانه ، ويفضّل تقديمها للطفل خلال النهار وليس في المساء كي لا تترسّب حول الاسنان فتؤدّي إلى تسوّسها .
النمو واضطراباته حتى عمر الخمس سنوات
بد عمر السنة الأولى تنخفض تدريجاً نسبة الزيارات الدورية للطبيب . زيارتان سنوياً كافيتان . ويكفي سيّدتي أن تزيني طفلك كلّ شهر وتقيسي طوله كل ثلاثة أشهر . أمّا عن معدّلات الطول والوزن فهي كالآتي :
--------------------------------------------------------------------------------
الذكور الذكور العمر إناث إناث
الوزن
( كلغ ) الطول
( سم ) الوزن
( كلغ ) الطول
( سم )
9،8 75 1 9،2 73
12،2 86 2 11،9 84
14 96 3 13،6 93
16 101 4 15،4 100
18 108 5 17،2 106
--------------------------------------------------------------------------------
إزدياد النمو بشكل غير طبيعي
هذا العارض نادر جداً وهومختلف عن الطول الزائد المتوارث . فإذا كان طول الأب 190 سم والأم 175 طبيعي جداً أن يكون طول الطفل 82 سم في عمر السنة و93 في عمر السنتين . أي بنسبة عشرة بالمئة زيادة على المعدّل المذكور في الجدول السابق .
وإذا ازداد الطول بشكل كبير وغير متناسب فيجب مراجعة الطبيب فوراً لأن هناك احتمالاً كبيراً لأن يكون الطفل مصاباً بمرض في غدده .
تأخّر النمو
تأخّر النمو يشغل البال . قصر القامة يشغل بال الأهل خصوصاً إذا كانوا هم أنفسهم قصيري القامة . عملية التوازن تلعب دوراً مهماً في هذه الأحوال . في مثل هذه الحالات يقوم الطبيب باجراء صور شعاعية لمعرفة مدى نمو عظام الطفل وقد يستدعي الأمر اللجوء إلى المراكز الإستشفائية المختصة عندما يتجاوز القصر نسبة عشرة بالمئة من المعدّل الطبيعي .
الوزن
إضطراب الوزن لا يشغل بال الأهل أو الأطباء كثيراً مثل اضطرابات النمو . سبب اضطراب الوزن العادات الغذائية السيئة أغلب الأحيان . الأفضل استشارة الطبيب عند أدنى شك في كون حالة الطفل غير طبيعية ، مثلاً : الطفل السمين الذي لا يأكل كثيراً أوالنحيل الذي يلتهم الطعام التهاماً . قد يكون مردّ ذلك إلى ديدان معوية أو إصابة مزمنة أو صعوبات نفسية .
الأسنان
المشاكل التي يعانيها الطفل في مرحلة بروز أسنانه الأولى انتهت تقريباً . صار فم طفلك مليئاً بالأسنان لكن بعضها لا يزال ناقصاً .
بروز الأسنان مؤلم قليلاً ومزعج لطفلك . ترقّبي ظهور باقي الأسنان على مراحل ثلاثة : عند عمر الخمسة عشر شهراً ، بين الثمانية عشر والعشرين شهراً ، وأخيراً عند بلوغه السنتين . ثم تطمئنين سيّدتي فيما يختصّ بأسنان طفلك حتى يبلغ الست سنوات من عمره ، أي حتى بداية سقوط أسنان الحليب وبروز الأسنان النهائية .
الأسنان الأولى بحاجة إلى عناية كاملة . من الضروري تنظيفها بصورة منتظمة وبعد كل وجبة بواسطة فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة . كما يجب فحص الأسنان دورياً عند طبيب الأسنان وعدم إهمال أي إصابة ولو طفيفة . إنّ تسوّس أسنان الحليب مهم لسببين : الأول لأنها تؤثّر على الأسنان النهائية . والثاني لأنها قد تشكّل بداية التهاب عام يشمل أي جزء من أجزاء الجسم .
النوم
يتغيّر إيقاع النوم عند الولد تدريجاً . من ناحية يفقد عادة اليوم بعد الطعام عند بلوغه الثلاث سنوات . ومن ناحية أخرى عشر ساعات متواصلة من النوم الليلي اصبحت كافية لحاجاته الفيزيولوجية في هذا العمر . لكن تأمين هذه الحاجة يصير صعباً في حال انجذاب طفلك إلى عادة مشاهدة التلفزيون كلّ مساء .
إعلمي سيّدتي أن التعب عند معظم الأطفال يعود إلى نقص في النوم وليس إلى سبب مرضي . إذا صدف وكان ابنك من الذين يحبّون النوم لا تعمدي إلى إيقاظه باكراً أو تقصير لياليه .
يقسم النوم إلى فترات متعددة متراوحة العمق تمتدّ من اليقظة حتى الحلم . والنشاط النفسي للطفل يعتمد كثيراً على هذه الفترات ، فالحلم مهم جداً لوعيه ونموّه النفسي .
حالات الرعب الليلي المتكررة شاعئة جداً عند الأطفال ، وهي طبيعية . أمّا إذا تكرّرت مراراً عديدة فيخشى من اضطراب في الشخصية أو صعوبات بين الولد وأهله ، أو من مصاعب عائلية لفتت انتباه الولد .
عندما تصطكّ أسنان طفلك وهو نائم وإذا كان نومه جيداً فلا تنزعجي ولا تقلقي ولا تؤنّبيه . هذا الارتجاف يدخل في إطار اللاوعي . وقد يكون طفلك مصاباً بديدان معوية ، انظري جيداً في خروجه فلعلك تكتشفينها ، هذه الديدان تسبّب له حكاكاً عنيفاً في قفاه وهي منتشرة بكثرة وغير خطرة ، لكنها تحتاج إلى علاج طبّي فلا تهمليها .
إستعمال اليد اليسرى للكتابة
الدماغ البشري معقّد جداً من ناحية التركيب ، لكن الواضح أن اليد اليسرى مدفوعة بواسطة الجزء الأيمن من الدماغ والعكس صحيح بالنسبة إلى اليد اليمنى . الأغلبية المطلقة من البشر تفضّل استعمال اليد اليمنى ، وعلى هذا الأساس جهّز مجتمعنا بالأدوات المختلفة . . . ( الآلات الموسيقية ، مسكات الأوعية ، إلخ . . . . ) . تصبح الحياة أكثر سهولة إذا اعتاد المرة استعمال اليد اليمنى لكن هذا لا يعني ضرورة مواجهة الواقع وتحدّيه . كثيرون من الناجحين استعملوا يدهم اليسرى ومنهم ليوناردو دافنشي الذي كان يرسم باليد اليسرى .
راقبي طفلك سيّدتي واكتشفي اليد التي يستعملها ليأكل أو ليمشط شعره إلخ . . كذلك راقبي قدميه أيهما يفضّلها لرفس الطابة ؟ وحاولي مراقبة عينيه ، بأي عين يحدّد الهدف بالبارودة اللعبة ، إذا كانت كلّها من الناحية اليسرى فهذا يعني أن القسم الأيمن من دماغ طفلك فهو الأكثر تطوراً ويصعب جداً تغيير هذا الواقع . كما أن المحاولة بحد ذاتها لا تخلو من الخطر لذلك لا تعاكسيه بل ساعديه على تعلّم استعمال اليد اليسرى بمهارة .
السُمنة
حتى عمر السنتين تركت طفلك يتمتع من ناحية تناول الأطعمة . أكل كلّ ما اشتهته نفسه من حيث الكمية والنوعية . أمّا الآن فيجب الإنتباه . إعلمي جيداً أنك وأنت تطعمين طفلك ، ترسمين صورة الإنسان البالغ الذي سوف يكون مستقبلاً . لا تربي سميناً ولا تقولي أن الوقت لا يزال مبكراً . تعرفين صعوبة الإقلاع عن العادات السيّئة خصوصاً إذا كانت تتعلق بالطعام . الأمراض المسؤولة عن التسبّب بالسمنة نارة وكلّها تتعلق بالغدد . إذن غالبية حالات السمنة ناتجة عن الإعتياد على نمط غذاء شره منذ الطفولة .
عندما يدرك الطفل أنه سمين ويحدث ذلك غالباً في المدرسة عندما يسخر منه زملاؤه ، فيصاب بنوع من الإضطراب النفسي ويصبح تعيساً فينفرد عنهم ويعتاد الوحدة ، وينصرف إلى تسلية نفسه بالإقبال على الطعام . هذه الدائرة المغلقة تصيب الأطفال الذين يدفعون ثمن خطأ ارتكبته أمهم كي تفاخر الصديقات بأن ابنها أكبر وزناً من أولادهن ، وذلك باعتقاد البعض دليل الصحة والعافية . عندما يصل الطفل إلى هذه المرحلة ، يحتاج إلى مساعدة . عليك
أولاً أن تساعديه على تخطّي ما يصادفه من متاعب مع زملائه ، وألاّ تزيدي الطين بلّة باستعمالك الألفاظ التي يستعملها رفاقه ليسخروا منه .
ثانياً : ساعدي طفلك على اتّباع نظام حمية صحيح ومتوازن يؤمّن له كمية الطعام الكافية دون أن تكون غنية بالوحدات الحرارية : قدّمي إليه خضار طازجة والسلطات المحضرة بالحامض من دون الزيوت . هذا النوع من الأطعمة يشبع دون أن يسبّب السمنة ، وحاولي أن تجعليه يخفف الخبز والسكاكر والحلويات . إيّاك أن تقطعي الطعام عن الطفل فسوف يلجأ إلى أكل السكاكر والحلوى في الخفاء .
إيّاك أن تستعملي العقاقير من أي نوع كان مع طفلك . العقاقير الخاصة بإنقاص الوزن تؤذي صحته وتسبّب اختلال توازنه الهرموني ولا تكترثي للإعلانات وكلّ ما يقال أو يشاع عن هذا الموضوع . عند اللزوم استشيري الطبيب واعملي بنصائحه .
milagro
•
الأمراض المعدية
الحبوب التي تظهر على الجلد
فور دخول ابنك المدرسة يتعرّض للعدوى من زملائه ، وهذه العدوى تشمل كل الأمراض المعدية ، هذا إذا لم يلتقطها أثناء اللعب أو في المنزل من أخ أكبر . معظم هذه الأمراض يرافقها طهور حبوب على الجلد .
الحمّاق أو جدري الماء
بعد 14 يوماً من إصابة طفلك بالعدوى ترتفع حرارته بصورة مفاجئة وتظهر حالاً حبوب صغيرة شبيهة بنقاط الماء تحت الجلد وعلى الرأس .
هذه اصابة بسيطة ، لكن يتوجب الانتباه إلى عدم حكّ هذه الحبوب . وإذا لم تستطيعي منع طفلك من الحكّ فطهّري الحبوب باستمرار بأحد المطهّرات التي ينصحك بها الصيدلي . الحالة الوحيدة التي تشكّل خطراً هي إصابة الولد بالحمّاق أثناء استعماله مادة الكورتيزون لعلاج أحد الأمراض الأخرى . إذا لا حظت أن هناك وباء وكان طفلك يتناول الكورتيزون فبلّغي الطبيب على الفور وهو يعمد إلى اتخاذ إجراءات واقية .
الحصبة
تظهر العوارض بعد عشرة أيام تقريباً من الإصابة بالعدوى . ترتفع الحرارة تدريجاً وتحمرّ العينان ويبدأ الطفل يسعل بحجة ويسيل أنفه . بعد ثلاثة أو أربعة أيام من هذه العوارض التي تدلّ على الإصابة بالزكام أو الكريب تظهر الحبوب خلف الأذنين في البداية ، ثم تنتشر على كل الجسم . هذا المرض بسيط إجمالاً لكنه يشكّل خطورة إذا رافقته إصابة في الرئة ، خصوصاً عند الأطفال الرضّع . الحبوب في هذه الحالة كناية عن بقع حمراء ولا يلزمها أي علاج موضعي .
الحميراء
الحبوب في هذه الحالة تشبه كثيراً البقع الحمراء التي تحدّثنا عنها سابقاً لكنها تظهر فجأة على كافة أنحاء الجسم ومن دون إشارات تسبقها . إرتفاع الحرارة هنا مختلف بين طفل وآخر ، لكنه لا يدوم طويلاً . هذه الإصابة طفيفة عند الأطفال مثل سابقاتها ، لكنها تشكّل خطراً إذا أصابت امرأة حامل لأنها تشكّل خطراً على حياة الجنين .
إلتهاب الحنجرة
إلتهاب الحنجرة واللوزتين يحصل بعد تعرّضهما لجراثيم دخلت الجسم عن طريق التنفس . اللوزتان تشكّلان خط الدفاع الأول للجسم ، وذلك باستيعابهما الجراثيم التي تمرّ عن طريق الفم . عوارض التهاب الحنجرة واللوزتين هي التالية :
ـ حرارة مرتفعة ( أعلى من 39 درجة )
ـ ألم في الحنجرة
ـ صعوبة في الإبتلاع .
إذا فتحت في الطفل ونظرت في عمقه ، تستطيعين ملاحظة حنجرة حمراء واللوزتين المنتفختين والمنقطتين بنقاط بيضاء . في هذه الحالة استشارة الطبيب ضرورية . وهذا الأخير ، بعد إحراء الفحص الطبي والتأكّد من أن الجراثيم لم تتجاوز الحنجرة وتسبّب التهاباً في مكان آخر ، سيصف المضادات الحيوية اللازمة ، وأدوية أخرى مسكّنة للألم ومخفضة للحرارة ومزيلة للعوارض المرافقة .
إلتهاب الرئة
بعد الإصابة بهذا النوع من الإلتهاب ترتفع الحرارة كثيراً وتتجاوز الأربعين في بعض الأحيان . يشعر الطفل بألم في بطنه ويسعل بقوة . يصعب عليك سيّدتي أن تشخّصي هذه الإصابة لأن الطبيب يقوم بفحص دقيق لمجرى الهواء ويطلب في بعض الأحيان إجراء صورة شعاعية للتأكد من الإصابة .
علاج التهاب الرئة يختلف باختلاف نوع الجراثيم المسبّبة ممّا يجعله صعباً إلى حدّ ما . استشارة الطبيب ضرورية إذا راودك شك بأن طفلك مصاب بالتهاب الرئة أو إذا لاحظت لديه معظم العوارض التي سبق وذكرناها . وأيّاك سيّدتي أن تستعملي أدوية دون أن يصفها الطبيب ، حتى ولو كانت هذه الأدوية قد شفت شقيقه الأكبر قبل ذلك . الجراثيم المسبّبة متنوعة ولكل منها دواء خاص . أمّا استعمال الأدوية اعتباطياً فيزعج تشخيص المرض وقد يخفي عوارض مهمة بالنسبة إلى الطبيب .
الصفيرة
في عمر الدراسة عندما يشعر الولد بالتعب المستمر من دون سبب ، وبألم في رأسه وبارتفاع بسيط في الحرارة ( 5 ، 38 ) وسيلان في الأنف ، قد يكون على شفير الإصابة بالصفيرة ، فهذه العوارض تعلن بداية هذا المرض .
أنظري جيداً في عيني طفلك تحت اضاءة جيّدة ، فإن كان بياضهما تحوّل إلى صفار ، وإن كان لون بوله أصبح قاتماً فذلك يدلّ على إصابة طفلك بالصفيرة . لكن التأكيد النهائي يبقى مقتصراً على الطبيب الذي يفحص المريض جيداً وقد يلجأ إلى بعض الفحوصات المخبرية لتأكيد نظريته .
هذا المرض معد جداً وينتقل سبهولة من إنسان إلى آخر فانتبهي ولا تخلطي أغطية طفلك المريض مع أعطية سائر أفراد العائلة .
هذه الإصابة بسيطة بالنسبة إلى الأطفال والخشية الوحيدة تكمن في إمكان حصول نزيف .
الكريب
الكريب هو مرض نادر لا ينتشر إلاّ بشكل وباء . يخلط الناس بينه وبين الزكام أو السعال ، لتشابه العوارض أي : سيلان الأنف وارتفاع بسيط في الحرارة وألم بسيط في الحنجرة ، ويسعل الطفل قليلاً . هذه الحالة الشبيهة بالكريب تختلف كثيراً عن الكريب الحقيقي الذي يتميّز بالآتي ، حرارة مرتفعة وآلام في المفاصل وآلام في الرأس لا يزيلها الأسبيرين ، وسعال قوي . أمّا الأنف والحنجرة فقليلاً ما يتأثّرا بالكريب .
لا يشكّل الكريب أي خطر على الطفل المعافى والبالغ فهو مرض عادي ، إلاّ إذا رافقته إصابة أخرى في القلب أو الرئتين مثلاً . في هذه الحالة اللقاح مهم وضروري ويجب إعطاؤه قبل وصول الوباء لأنه يحتاج إلى قليل من الوقت ليصبح نافعاً .
المضادات الحيوية ضرورية في حالة الإصابة بالكريب . فهي قادرة على قتل الجراثيم المسبّبة لهذا المرض . إستشارة الطبيب ضرورية لأن علاج الكريب يختلف كثيراً عن علاج الزكام .
إلتهاب السحايا
إلتهاب السحايا في الدماغ هو إصابة خطيرة ومعدية . هذا الإلتهاب ناتج عن جرثومة تدعى « مينينجوكوك » تنتقل بواسطة التنفس ، وقد يلتقطها طفلك في اي مناسبة في المنزل في المدرسة أو الحضانة ، لكنها تبقى في الحنجرة ولا تتطوّر .
إذا ضعفت مناعة الجسم ( بسبب التعب مثلاً ) تتطوّر هذه الجرثومة وتصل إلى الدماغ او بشكل أدق إلى غلافه الخارج ، ممّا يؤدي إلى التهابه . هذه الإصابة خطيرة جداً ويجب نقل الطفل المصاب حالاً إلى المستشفى لإجراء العلاجات الطارئة والضرورية ، ذلك لأن انتشار هذا المرض في أجزاء الدماغ أو الجسم الأخرى يؤدي إلى الموت السريع .
عوارض التهاب السحايا غير واضحة للأسف لكن يمكن الإشارة إلى ما يلي : ـ ألم في الرأس ـ إستفراغ ـ حرارة مرتفعة ( أكثر من 39 درجة ) ألم في الرقبة عند تحريكها . أما ظهور بقع زرقاء فدليل على تفاقم المرض . يجب أن يخضع للعلاج أيضاً كل من صادف المريض خلال فترة إصابته لأن المرض ينتقل بسرعة .
إلتهاب الكلي
إلتهاب الكلي بظهر غالباً بعد عشرة أيام من التهاب اللوزتين ، وعوارضه هي التالية : انخفاض كمية البول كما أن لونه يصبح قاتماً جداً ، وتظهر انتفاخات تحت الجلد ناتجة عن تجمع الماء ، وترينها بصورة واضحة على مستوى الأطراف السفلى . أحياناً ، يصاب المريض أيضاً بصداع قوي في رأسه .
يتأكّد الطبيب من هذه العوارض بعد أن يجري فحصاً للبول يظهر وجود مادة « الألبومين » فيه . هناك أعراض أخرى قد يكتشفها الطبيب أيضاً وهي : ارتفاع ضغط الدم وظهور مادة « الأوريا » في الدم .
ينص العلاج على الراحة التامة في السرير . لذلك يفضّل دخول المصاب المستشفى ومعالجته فيها . بعد تناول المضادات الحيوية بأيّام قليلة يشفى المريض . إذا كان التهاب اللوزتين هو سبب التهاب الكلي فيفضّل نزع اللوزتين خصوصاً إذا كانتا ملتهبتين باستمرار .
داء المفاصل أو الروماتيزم
أمراض كثيرة مسؤولة عن داء المفاصل . قبل التكلّم عن الآلام الناتجة عن تطوّر الحالة سوف نعرض الأمراض الأخرى التي تسبّب هذا الداء :
الروماتيزم الحاد: إرتفاع في الحرارة ، التهاب اللوزتين ، آلام في المفاصل . هذه أعراض المرض ودلائله . تنتقل الآلام من جهة إلى أخرى ومن مفصل إلى آخر بين يوم وآخر . ينتفخ المفصل ويصبح مؤلماً ويعيق الحركة وتبقى الركبة منحنية . حالة الولج العامة تصبح سيّئة جداً ولونه شاحب ويتصبّب منه عرق بارد .
يجب مراجعة الطبيب على الفور لدى ملاحظة هذه العوارض . هناك فحوصات دم لا بدّ من إجرائها لتأكيد المرض وللتأكّد من سلامة العلاج الذي يرتكز مستقبل طفلك على صحته وسرعته . ذلك أن هذا المرض قد يهدّد مستقبل طفلك وله عواقب وخيمة إن هو لم يعالج بسرعة . وبعد الشفاء يجب أن يخضع الطفل لرقابة الأطباء لمدة معيّنة وحتى يؤكدون شفاءه التام . وكلّ التهاب للّوزتين قد يصيب الطفل ، يجب أن يصار إلى معالجته بسرعة .
هناك أنواع من الروماتيزم أقل خطورة وتعقيداً من التي ذكرناها أعلاه وعلاجها أبسط . إذا كنت سيّدتي تعانين من آلام في مفاصلك تستفحل عند تغيّر الطقس أو إذا كان زوجك يعاني منها ، فلا تفاجئي من كون طفلك معرضاً لهذا النوع من الإصابة . هذا المرض ينتقل بصورة وراثية ، وتتعرض إليه الفتيات بنسبة أكثر بكثير من الصبيان .
تبدو هذه الحالات أبسط من الأولى كما ذكرنا لكنها في الحقيقة ليست كذلك . فهي قد تشكّل مصدر إزعاج يرافق الإنسان طوال عمره . عوارضها ليست خطيرة والأسبيرين كفيل بتخفيف نسبة الآلام . العلاج الوحيد الناجع هو مادة « الكورتيزون » لكن ردات فعله العكسية كثيرة وهو بحد ذاته يشكّل خطراً على التوازن الهرموني . يستعمل الكوتيزون بإشراف الطبيب ولا بدّ من اتّباع إرشاداته بدقة .
أمّا الألم المفصلي المفاجئ ومن دون سابق إنذار فحاولي أن تعالجيه موضعياً . إنه ناتج في الغالب عن رضّة أو وقعة من تلك التي تصيب طفلك يومياً . المراهم المضادة للآلام متوافرة في الصيدليات .
إلتهاب الزائدة الدودية
منذ أمد بعيد كان التهاب الزائدة الدودية يسبّب الموت . لكن لحسن الحظ ، اعتمدت الجراحة لاستئصاله ونجحت مئة بالمئة . وتعتبر الآن من أبسط الجراحات في الحقل الطبي .
عوارض التهاب الزائدة الدودية هي :
ـ يصاب الطفل بألم مفاجئ في بطنه وبالتحديد في أسفل البطن لجهة اليمين ، وهذا الألم قوي لدرجة أنه لا يطاق .
ـ لا شهية للطفل ، يستفرغ كثيراً ولون لسانه أبيض .
ـ هو متعب دائماً وحرارته مرتفعة قليلاً ( 38 درحة ) .
ـ يتعب أثناء المشي .
راجعي طبيبك على الفور وحتى لو كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل . قد تكون الجراحة مستعجلة في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى يعود الطفل إلى طبيعته ثم تعاوده النوبات من وقت الآخر . قد يخشى الأهل العملية وفضّلون العلاج بواسطة الدواء لكن هذا الأخير لا ينفع في كل الحالات .
هذا الإلتهاب نادر الحصول قبل عمر الثلاث سنوات وتشخيصه من قبل الطبيب أصعب منه عند الطفل الكبير .
آلام المعدة
إلتهاب الزائدة الدودية لا يشكّل مصدر الألم الوحيد في المعدة فهناك أسباب أخرى بسيطة جداً تسبّب آلاماً قوية :
سوء الهضم: غالباً ما يحصل سوء الهضم بعد الأعياد والإحتفالات لأن المآدب العامرة تنسي الطفل وجوب الإنتباه إلى ما يأكله من ناحية الكمية وخلط الأنواع والإكثار من السكاكر والحلويات .
أول الظواهر حالة استفراغ عادية ثم ترتفع الحرارة حتى 39 درجة . حالة الطفل العامة سيّئة ويتعرّق عرقاً بارداً . قد يصاب بإسهال ، أو على العكس قد يصب بإمساك . العلاج بسيط جداً : إمنعي الأكل عن طفلك . أعطيه حساء الخضار ، والحشائش الطبية المغلية . وانتبهي لطعامه في المستقبل .
الديدان المعوية: هذه يصعب تشخصيها ، فلا تستائي من طبيبك أو تعتبي عليه إن هو لم يكتشف وجودها منذ الفحص الأول . أعراضها غير واضحة . أهمها آلام في المعدة دون مسبّب أو مناسبة ، وتقلّصات في عضلات المعدة . تدوم الآلام ساعات قليلة ثم تختفي من دون علاج . لا تظني أن طفلك يكذب عليك أو يتوهم ، فشحوب الوجه خلال النوبة يؤكد حالته . إبحثي عن الأعراض الباقية كالحكاك خاصة في منطقة مؤخرته وراقبي لياليه المزعجة حيث يبدو نومه مثقلاً بالارتباك والكوابيس واصطكاك الأسنان .
راقبي خروجه فالديدان البيضاء الصغيرة يرواح طولها بين 2 و 3 سنتيمتر وبعرض يناهز المليمتر الواحد ، وهناك الدودة الوحيدة الكبيرة التي تظهر قطع منها بشكل دوائر وهي أندر ممّا يعتقد . أمّا أنواع الديدان الأخرى فلا تظهر في البراز . علاج هذه الحالات يتم باستعمال أدوية خاصة تزيلها تدريجاً أو دفعة واحدة . أقصدي طبيبك واشرحي له كل ملاحظاتك فيصف لك الدواء المناسب .
حالات الحساسية: عدد كبير من الأطفال يصاب بزكام قوي ومتكرر . يشعرون بألم في المعدة مع ارتفاع بسيط في حرارة الجسم ، هذه الحالة ناتجة عن الإصابة بالحساسية تجاه الجراثيم الموجودة داخل الأنف . زيارة الطبيب المختص بالحساسية واجبة إذا لا حظت أن وجه طفلك يمتقع كلّما شعر بهذه الآلام .
ألم المعدة كعارض يؤذن ببدء الإلتهاب : لكّ كل الأمراض كالتهاب الرئتين مثلاً تبدأ عوارضها بألم في المعدة . في كل الأحوال الطفل نفسه يدلك على أعلى معدته كمركز لهذه الآلام .
آلام المعدة قد تكون حالة بحدّ ذاتها أو أنها ترافق إصابات مرضيّة أخرى وتعتبر عوارض لها . إستشارة الطبيب هي الوسيلة الوحيدة لتحديد نوعية الإصابة وطريقة علاجها . قبل الذهاب إلى الطبيب راقبي طفلك جيداً وسجلي كل العوارض التي يشعر بها . لا تنسي أيضاً أن تراقبي جسمه وبرازه وحرارة جسمه . كل هذه التفاصيل تسهّل مهمة الطبيب وتساعده على تشخيص المرض . إنتبهي سيّدتي إذا شكا طفلك الذكر من ألم حاد ومفاجئ في أسفل معدته قرب الأعضاء التناسلية وكان الوجع غير محمول انقليه فوراً إلى الطبيب أو المستشفى فقد يكون بحاجة إلى جراحة مستعجلة نتيجة إصابته بتقلّص في الخصيتين أو تورّم في محيطهما .
آلام الرأس
تنتشر آلام الرأس بكثرة عند الأطفال . إنها ترافق معظم الأمراض التي تصيبهم . ترافق مثلاً ، الكريب والحميرة وعسر الهضم وإلخ . . . لكن هنالك أربع حالات تستوجب الانتباه الخاص :
أولاً : عندما يشكو الطفل باستمرار في المساء أيّام الدراسة من ألم على مستوى الجبين وجانبي الرأس . خذيه إلى طبيب العيون ليفحص نظره .
ثانياً : إذا أصيب بصداع مع أو من دون حرارة وكأن أنفه مسدوداً ويسعل سعالاً ناشفاً عندما يستيقظ من نومه ، فقد يكون طفلك مصاباً « بالسينوزيت » أي التهابات مجاري الأنف العليا . الفحص الطبي يدل على أن المخاط يسيل نحو الداخل ، نحو الحنجرة . لكن الصورة الشعاعية وحدها تثبت ذلك .
ثالثاً : إن الإصابة بالصداع العنيف « الشقيقة » لا يقتصر فقط على البالغين بل هو يصيب الأطفال أيضاً . وتمتد الشقيقة عند الأطفال لتشمل جانبي الرأس ولا تقتصر على جانب واحد كما هي حال الكبار . تذكري سيّدتي إن الإصابة بالشقيقة قد تكون متوارثة وأن لون طفلك يتغيّر ويصبح أكثر أحمراراً عندما يصاب بالنوبة .
رابعاً : تذكّري التهاب السحايا ، هذه الإصابة الخطيرة حيث ألم الرأس ليس سوى أحد العوارض . ( راجعي ما كتب حول التهاب السحايا سابقاً ) .
milagro
•
الأسعافات الأوليّة
الحياة مرتبطة بخيط رفيع ، لا تظني أن الحوادث لا تصيب الآخرين . وتعلّمي بعضاً من اللمسات التي تنقذ الحياة .
ثلاثة أعضاء في الجسم هي مهمة جداً للحياة :
ـ الرئتان اللتان تغذّيان الدم بمادة الأوكسجين .
ـ القلب الذي يبعث الدم النقي نحو الجسم كلّه .
ـ الدماغ الذي يعاني سريعاً من النقص في الأوكسجين .
الغيبوية
أهم أسباب الغيبوبة التي تصيب الأطفال دون أن تكون ناتجة عن حادث واضح ، هو ارتفاع درجة حرارة الجسم .
عند ارتفاع درجة الحرارة يتأثّر الدماغ وينتج عن ذلك رجفة عنيفة تصيب الأطراف والجفون ، يتوقّف الطفل عن التنفّس ويبوّل في ثيابه ويعضّ لسانه . تدوم هذه العوارض ثوان عديدة يفقد بعدها الوعي ويصبح كالخرقة الطريّة شاحباً بلا حركة . عليك بنقله إلى المستشفى حيث يتمّ إحياؤه وتنشيط عمل أجهزته وتتمّ المعالجة على مدى طويل باستعمال مادة الغاردينال .
ارتفاع الحرارة ليس السبب الوحيد الذي يؤدي إلى حدوث حالات الغيبوبة . عند الرضّع قد يوجد خلل في تركيب الدماغ يسبّب نوبات مماثلة ، كذلك أن مرضاً معدياً ، عوارضه بسيطة ، قد يؤدي إلى نوبات مماثلة مع صعوبة الربط بين هذه النوبات والمرض ذاته . وحدها الفحوصات الطبية الدقيقة تكشف الأسباب الحقيقية لنوبات الغيبوبة .
الإختناق ـ التنفس الإصطناعي
يتوقّف الطفل عن التنفس ، يزرقّ لونه ، هذا يعني أن الأوكسجين لم يعد يصل إلى الرئتين . الحالة خطيرة جداً وكل ثانية يحسب لها حساب .
مدّدي الطفل على الأرض وافتحي فمه بيديك ، ضعي وسادة تحت رقبته وانفخي بقوة في فمه بصورة منتظمة ولا تنسي إقفال أنفه . تتأكدين من نجاح هذه العملية إذا لاحظت أن صدره ينتفخ ويهبط بالنتظام . من المهم المحافظة على الإنضباط والهدوء والسيطرة على الأعصاب . هذا التنفس الإصطناعي يساعد بانتظار وصول النجدة ، ولا تعتقدي بأنه كاف بحدّ ذاته لعلاج الإختناق .
الجروح والكدمات والرضوض والكسور
تعلّم طفلك المشي وبات يقع أرضاً مرات عديدة يومياً . حياته الآن سوف تحفل بالتجارب من ناحية الجروح والكدمات . السقطات البسيطة ليست بذات أهمية إذا أبعدنا الطفل عن السلالم والشرفات . إذا سقط الطفل على مؤخرته تبقى العواقب سليمة . أما بالنسبة للأطراف ، فشعر بسيط في العظام هو وارد دائما ، ويجب عدم إهماله . إنتبهي جيدا إلى يد أو قدم لا يستعملها طفلك ويتألم عندما تلمسينها ، أو تصاب بورم . يطلب الطبيب في هذه الحالات صورة أشعة فورية وإذا أظهرت كسراً في العظام يجب حمايتها بالجفصين « الجبس » حتى الشفاء . في جميع الأحوال توجهي إلى الطبيب اختصاصي ولا تصدقي الجارات والقريبات اللواتي ينصحنك بالتوجه إلى « المجبّر ».
إذا سقط الولد على رأسه يتورم مكان الإصابة وأحيانا يصاب بنزيف في أنفه . يشعر الطفل بالخوف ، ويشحب لونه وينام بعد وقت قصير . هذه العوارض طبيعية ولا تدعو إلى القلق بحد ذاتها لكنها تدعوك إلى الانتباه خصوصا خلال الساعات القليلة التي تلي الوقعة . حالات الاستفراغ القوي والتصرفات غير الطبيعية ( نظرة فارغة ، صعوبة في الكلام ) كلها دلائل على أن الاصابة قد تكون خطيرة لذلك لا تترددي بطرق باب المستشفى .
إحتفظي دائما معك في المنزل والسيارة وخلال الرحلات في الطبيعة ، بعلبة إسعافات أولية تحتوي على مطهرات مختلفة ، كماء الأوكسجين والسبيرتو الأبيض والدواء الأحمر وصبغة اليود والشاش المطهر والمراهم المضادة للالتهاب . ذلك لأن السقطات المتكررة التي سوف يقوم بها طفلك رغما عنه لا تؤدي فقط إلى الإصابة بالكسور بل قد تسبب أيضا الخدوش والجروح.
بادري سيدتي إلى تطهير الجرح مهما كان نوعه ومهما كان بسيطا ، واربطيه جيدا وراجعي طبيبا في حال لاحظت أن الجرح قد التهب وتلقيحه . إنتبهي جيدا إلى ان لقاح الكزاز لا يزال ساري المفعول وتقيح . إنتبهي جيدا إلى أن لقاح الكزاز لا يزال ساري المفعول وأعيدي تلقيحه عند أدنى شك في استمرار فعالية اللقاح إذ إن أبسط حادث قد يسبب الموت .
التسمّم
مأساة كبيرة أن نرى الأطفال الصحيحين يموتون خلال ساعات معدودة نتيجة حادث سخيف.
المواد السامة المميتة موجودة في كل مكان وتكثر في المنازل . الأدوية ملقاة في صالة الجلوس وغرفة الطعام وعلى المناضد والكراسي . المطبخ يعج بالمساحيق المنظفة السامة ، الصيدلية الموجودة في صالة الحمام ملآى بالعقاقير ، أدوية قتل الحشرات في متناول كل يد . وكل هذه السموم ملتفة بغلافات ملونة مزخرفة وهل نذكرك بأن هذه الالوان والزخرفات تجتذب اهتمام الأطفال ، الذين يخلطون بين حبات الأدوية والملبس ؟
ونلفتك إلى أن الأطفال لا يتمتعون بحاسة الذوق المدربة والمتطورة وربما أحبوا « النفتلين » كما أن مساحق التنظيف معطرة بعطر الليمون المرسوم بوضوح على العلبة الخارجية وشركات كثيرة تقدم ألعابا مع هذه العلب لتغري الزبائن . من المغريات أيضا الدعايات التلفزيونية التي تظهر كل هذه المستحضرات وتعطيها أفضل الصفات من مثل : الأجود والأفضل والجديد والمنعش وإلخ .... حوادث التسمم تحصل بمعظمها خلال وجودك في البيت . علبة المهدئات مثلا ، التي تركتها على الطاولة بعد أن تناولت منها حبة واحدة ، سوف تصبح فارغة بعد أن تديري ظهرك .
نتائج بعض الإحصاءات حول هذا الموضوع تبدو مدهشة فقد تبين أن حوادث التسمم تحصل بمعظمها ضمن العائلات المرتاحة ، وأن الأولاد الذين يصابون بالتسمم هم الأكثر هدوءاً.
لتجنب التسمم قدر المستطاع يجب الانتباه إلى ما يلي :
ـ إخفاء العقاقير السامة على اختلاف أنواعها في خزائن مقفلة .
ـ رمي الأدوية بعد انتهاء العلاج أو تقديمها إلى أحد المستوصفات .
ـ عدم إعطاء أي دواء لطفلك دون استشارة الطبيب وانتبهي إلى مدة العلاج وطريقة الاستعمال .
ـ لا تضعي سوائل أيا يكن نوعها ، في زجاجات ماء الشرب أو العصير ، فكم من حوادث التسمم حصلت لمثل هذه الاسباب .
العلاج : فور اكتشاف حادث التسمم يجب المحافظة على هدوء الأعصاب والابتعاد عن الانفعال والتأنيب اللذين لن يفيدوا سوى في زيادة الأمور سوءاً . إبحثي فوراً عن سبب التسمم والكمية التي تناولها الطفل ، فهذه المعلومات مفيدة جدا للمساعدة على العلاج . واتصلي على الفور بالطبيب ، أو بالمستشفى وبلغيه تفاصيل الحادث واستعلمي عما يجب أن تفعلي .
تجنبي الوصفات الشائعة التي تؤذي في كثير من الأحيان . كوب من الحليب مثلا يعطى لطفل تناول مادة البنزين أو أحد مشتقاتها ، يسهل وصول هذه المادة إلى الدم . لا تدعي الطفل الذي تناول أحد العقاقير السائلة يستفرغ لأن ذلك يجعله يستنشق المادة السامة . أما إذا ابتلع طفلك حبوبا فهذه الحبوب لا تزال في معدته ويمكنك أجباره على الاستفراغ بسرعة بوضع إصبعك في فمه . أما إذا كان فقد الوعي فهناك خطر من أن يختنق . إتصلي فورا بأحد المراكز الطبية المختصة أو بأقرب مركز للإطفاء .
صيدلية العائلة
الصيدليات العائلية
إحتفظي دائما بالادوية والمستحضرات الطبية في منزلك فقد تحتاجينها ليلا . لكن انتبهي إلى العقاقير المضرة . المستلزمات الأساسية هي : القطن ـ الشاش المعقم ـ الرباط اللاصق الطبي ـ مطهرات الاوكسجين ، السبيرتو ، الدواء الأحمر وصبغة اليود ، ومقص مطهر . من المهم جدا أن تكون هذه المستحضرات في مكان بعيد عن الشمس والغبار ويجب التأكد من عدم إمكان تلوثها ، أو كونها ملوثة سابقاً .
كما يجب التأكد من أن صيدلية المنزل توجد في مكان مرتفع بعيدا عن متناول الأطفال . من الأفضل أن تكون هذه الصيدلية مقفلة مع ترك المفتاح على ظهر العلبة لكي لا يطول البحث عنه في حالة الاضطرار إلى اسعاف أحد أفراد العائلة . . كما يجب مسح هذه الأدوات بالقطن والكحول قبل استعمالها ، وتنظيفها بالطريقة نفسها بعد الاستعمال . كذلك ، لا بد من غسل الأيدي بالصابون ثم تطهيرها قبل المباشرة بتضميد أي جرح .
الادوية
أما الادوية فيجب الاحتفاظ بأهم أنواعها التي يمكن أن تستعمل باستمرار ، كمخفضات الحرارة ( تحاميل أو نقاط للأطفال ومطهرات الأنف ومسكنات الألم الخفيفة الخاصة بالأطفال ) . ونوصي بالابتعاد قدر الامكان عن الأسبيرين بخاصة إذا كان استعمال هذا الاخير لمدة طويلة . ثبت إثر حادثة وقعت في فرنسا أنّ أُمّاً استعملت الأسبيرين ظنا منها أنه يساعد على تهدئة طفلها المشاغب ، وأدى ذلك إلى انحلال في دم الطفل .
إضافة إلى ما سبق أن الأدوية المضادة للسعال لا تعطى للأطفال عادة قبل سن الثالثة . ويجب ألا تحوي الكوديين . ويجب عدم إعطاء أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب ، وعدم قبول النصائح التي يتبرع بها الأقرباء والأصدقاء .
إعطاء المضادات الحيوية من دون استشارة الطبيب يعرض الطفل إلى خطر كبير وإلى اختلاطات غير محمودة العواقب . ويمنع منعاً باتا في الدول المتقدمة ، بيع أي نوع من المضادات الحيوية دون وصفة طبية .
إن التأكد من تاريخ انتهاء صلاحية الأدوية لامر مهم جدا . ويجب تفقد محتويات الصيدلية مرة كل شهر والاستغناء نهائيا عن جميع الأدوية التي انتهت صلاحيتها. هذه الأدوية لا بد من إتلافها بيدك للتأكد من أن احدا لن يستعملها فتؤذيه . ويجب عدم تعريض جميع الأدوية السائلة للشمس .
الحياة مرتبطة بخيط رفيع ، لا تظني أن الحوادث لا تصيب الآخرين . وتعلّمي بعضاً من اللمسات التي تنقذ الحياة .
ثلاثة أعضاء في الجسم هي مهمة جداً للحياة :
ـ الرئتان اللتان تغذّيان الدم بمادة الأوكسجين .
ـ القلب الذي يبعث الدم النقي نحو الجسم كلّه .
ـ الدماغ الذي يعاني سريعاً من النقص في الأوكسجين .
الغيبوية
أهم أسباب الغيبوبة التي تصيب الأطفال دون أن تكون ناتجة عن حادث واضح ، هو ارتفاع درجة حرارة الجسم .
عند ارتفاع درجة الحرارة يتأثّر الدماغ وينتج عن ذلك رجفة عنيفة تصيب الأطراف والجفون ، يتوقّف الطفل عن التنفّس ويبوّل في ثيابه ويعضّ لسانه . تدوم هذه العوارض ثوان عديدة يفقد بعدها الوعي ويصبح كالخرقة الطريّة شاحباً بلا حركة . عليك بنقله إلى المستشفى حيث يتمّ إحياؤه وتنشيط عمل أجهزته وتتمّ المعالجة على مدى طويل باستعمال مادة الغاردينال .
ارتفاع الحرارة ليس السبب الوحيد الذي يؤدي إلى حدوث حالات الغيبوبة . عند الرضّع قد يوجد خلل في تركيب الدماغ يسبّب نوبات مماثلة ، كذلك أن مرضاً معدياً ، عوارضه بسيطة ، قد يؤدي إلى نوبات مماثلة مع صعوبة الربط بين هذه النوبات والمرض ذاته . وحدها الفحوصات الطبية الدقيقة تكشف الأسباب الحقيقية لنوبات الغيبوبة .
الإختناق ـ التنفس الإصطناعي
يتوقّف الطفل عن التنفس ، يزرقّ لونه ، هذا يعني أن الأوكسجين لم يعد يصل إلى الرئتين . الحالة خطيرة جداً وكل ثانية يحسب لها حساب .
مدّدي الطفل على الأرض وافتحي فمه بيديك ، ضعي وسادة تحت رقبته وانفخي بقوة في فمه بصورة منتظمة ولا تنسي إقفال أنفه . تتأكدين من نجاح هذه العملية إذا لاحظت أن صدره ينتفخ ويهبط بالنتظام . من المهم المحافظة على الإنضباط والهدوء والسيطرة على الأعصاب . هذا التنفس الإصطناعي يساعد بانتظار وصول النجدة ، ولا تعتقدي بأنه كاف بحدّ ذاته لعلاج الإختناق .
الجروح والكدمات والرضوض والكسور
تعلّم طفلك المشي وبات يقع أرضاً مرات عديدة يومياً . حياته الآن سوف تحفل بالتجارب من ناحية الجروح والكدمات . السقطات البسيطة ليست بذات أهمية إذا أبعدنا الطفل عن السلالم والشرفات . إذا سقط الطفل على مؤخرته تبقى العواقب سليمة . أما بالنسبة للأطراف ، فشعر بسيط في العظام هو وارد دائما ، ويجب عدم إهماله . إنتبهي جيدا إلى يد أو قدم لا يستعملها طفلك ويتألم عندما تلمسينها ، أو تصاب بورم . يطلب الطبيب في هذه الحالات صورة أشعة فورية وإذا أظهرت كسراً في العظام يجب حمايتها بالجفصين « الجبس » حتى الشفاء . في جميع الأحوال توجهي إلى الطبيب اختصاصي ولا تصدقي الجارات والقريبات اللواتي ينصحنك بالتوجه إلى « المجبّر ».
إذا سقط الولد على رأسه يتورم مكان الإصابة وأحيانا يصاب بنزيف في أنفه . يشعر الطفل بالخوف ، ويشحب لونه وينام بعد وقت قصير . هذه العوارض طبيعية ولا تدعو إلى القلق بحد ذاتها لكنها تدعوك إلى الانتباه خصوصا خلال الساعات القليلة التي تلي الوقعة . حالات الاستفراغ القوي والتصرفات غير الطبيعية ( نظرة فارغة ، صعوبة في الكلام ) كلها دلائل على أن الاصابة قد تكون خطيرة لذلك لا تترددي بطرق باب المستشفى .
إحتفظي دائما معك في المنزل والسيارة وخلال الرحلات في الطبيعة ، بعلبة إسعافات أولية تحتوي على مطهرات مختلفة ، كماء الأوكسجين والسبيرتو الأبيض والدواء الأحمر وصبغة اليود والشاش المطهر والمراهم المضادة للالتهاب . ذلك لأن السقطات المتكررة التي سوف يقوم بها طفلك رغما عنه لا تؤدي فقط إلى الإصابة بالكسور بل قد تسبب أيضا الخدوش والجروح.
بادري سيدتي إلى تطهير الجرح مهما كان نوعه ومهما كان بسيطا ، واربطيه جيدا وراجعي طبيبا في حال لاحظت أن الجرح قد التهب وتلقيحه . إنتبهي جيدا إلى ان لقاح الكزاز لا يزال ساري المفعول وتقيح . إنتبهي جيدا إلى أن لقاح الكزاز لا يزال ساري المفعول وأعيدي تلقيحه عند أدنى شك في استمرار فعالية اللقاح إذ إن أبسط حادث قد يسبب الموت .
التسمّم
مأساة كبيرة أن نرى الأطفال الصحيحين يموتون خلال ساعات معدودة نتيجة حادث سخيف.
المواد السامة المميتة موجودة في كل مكان وتكثر في المنازل . الأدوية ملقاة في صالة الجلوس وغرفة الطعام وعلى المناضد والكراسي . المطبخ يعج بالمساحيق المنظفة السامة ، الصيدلية الموجودة في صالة الحمام ملآى بالعقاقير ، أدوية قتل الحشرات في متناول كل يد . وكل هذه السموم ملتفة بغلافات ملونة مزخرفة وهل نذكرك بأن هذه الالوان والزخرفات تجتذب اهتمام الأطفال ، الذين يخلطون بين حبات الأدوية والملبس ؟
ونلفتك إلى أن الأطفال لا يتمتعون بحاسة الذوق المدربة والمتطورة وربما أحبوا « النفتلين » كما أن مساحق التنظيف معطرة بعطر الليمون المرسوم بوضوح على العلبة الخارجية وشركات كثيرة تقدم ألعابا مع هذه العلب لتغري الزبائن . من المغريات أيضا الدعايات التلفزيونية التي تظهر كل هذه المستحضرات وتعطيها أفضل الصفات من مثل : الأجود والأفضل والجديد والمنعش وإلخ .... حوادث التسمم تحصل بمعظمها خلال وجودك في البيت . علبة المهدئات مثلا ، التي تركتها على الطاولة بعد أن تناولت منها حبة واحدة ، سوف تصبح فارغة بعد أن تديري ظهرك .
نتائج بعض الإحصاءات حول هذا الموضوع تبدو مدهشة فقد تبين أن حوادث التسمم تحصل بمعظمها ضمن العائلات المرتاحة ، وأن الأولاد الذين يصابون بالتسمم هم الأكثر هدوءاً.
لتجنب التسمم قدر المستطاع يجب الانتباه إلى ما يلي :
ـ إخفاء العقاقير السامة على اختلاف أنواعها في خزائن مقفلة .
ـ رمي الأدوية بعد انتهاء العلاج أو تقديمها إلى أحد المستوصفات .
ـ عدم إعطاء أي دواء لطفلك دون استشارة الطبيب وانتبهي إلى مدة العلاج وطريقة الاستعمال .
ـ لا تضعي سوائل أيا يكن نوعها ، في زجاجات ماء الشرب أو العصير ، فكم من حوادث التسمم حصلت لمثل هذه الاسباب .
العلاج : فور اكتشاف حادث التسمم يجب المحافظة على هدوء الأعصاب والابتعاد عن الانفعال والتأنيب اللذين لن يفيدوا سوى في زيادة الأمور سوءاً . إبحثي فوراً عن سبب التسمم والكمية التي تناولها الطفل ، فهذه المعلومات مفيدة جدا للمساعدة على العلاج . واتصلي على الفور بالطبيب ، أو بالمستشفى وبلغيه تفاصيل الحادث واستعلمي عما يجب أن تفعلي .
تجنبي الوصفات الشائعة التي تؤذي في كثير من الأحيان . كوب من الحليب مثلا يعطى لطفل تناول مادة البنزين أو أحد مشتقاتها ، يسهل وصول هذه المادة إلى الدم . لا تدعي الطفل الذي تناول أحد العقاقير السائلة يستفرغ لأن ذلك يجعله يستنشق المادة السامة . أما إذا ابتلع طفلك حبوبا فهذه الحبوب لا تزال في معدته ويمكنك أجباره على الاستفراغ بسرعة بوضع إصبعك في فمه . أما إذا كان فقد الوعي فهناك خطر من أن يختنق . إتصلي فورا بأحد المراكز الطبية المختصة أو بأقرب مركز للإطفاء .
صيدلية العائلة
الصيدليات العائلية
إحتفظي دائما بالادوية والمستحضرات الطبية في منزلك فقد تحتاجينها ليلا . لكن انتبهي إلى العقاقير المضرة . المستلزمات الأساسية هي : القطن ـ الشاش المعقم ـ الرباط اللاصق الطبي ـ مطهرات الاوكسجين ، السبيرتو ، الدواء الأحمر وصبغة اليود ، ومقص مطهر . من المهم جدا أن تكون هذه المستحضرات في مكان بعيد عن الشمس والغبار ويجب التأكد من عدم إمكان تلوثها ، أو كونها ملوثة سابقاً .
كما يجب التأكد من أن صيدلية المنزل توجد في مكان مرتفع بعيدا عن متناول الأطفال . من الأفضل أن تكون هذه الصيدلية مقفلة مع ترك المفتاح على ظهر العلبة لكي لا يطول البحث عنه في حالة الاضطرار إلى اسعاف أحد أفراد العائلة . . كما يجب مسح هذه الأدوات بالقطن والكحول قبل استعمالها ، وتنظيفها بالطريقة نفسها بعد الاستعمال . كذلك ، لا بد من غسل الأيدي بالصابون ثم تطهيرها قبل المباشرة بتضميد أي جرح .
الادوية
أما الادوية فيجب الاحتفاظ بأهم أنواعها التي يمكن أن تستعمل باستمرار ، كمخفضات الحرارة ( تحاميل أو نقاط للأطفال ومطهرات الأنف ومسكنات الألم الخفيفة الخاصة بالأطفال ) . ونوصي بالابتعاد قدر الامكان عن الأسبيرين بخاصة إذا كان استعمال هذا الاخير لمدة طويلة . ثبت إثر حادثة وقعت في فرنسا أنّ أُمّاً استعملت الأسبيرين ظنا منها أنه يساعد على تهدئة طفلها المشاغب ، وأدى ذلك إلى انحلال في دم الطفل .
إضافة إلى ما سبق أن الأدوية المضادة للسعال لا تعطى للأطفال عادة قبل سن الثالثة . ويجب ألا تحوي الكوديين . ويجب عدم إعطاء أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب ، وعدم قبول النصائح التي يتبرع بها الأقرباء والأصدقاء .
إعطاء المضادات الحيوية من دون استشارة الطبيب يعرض الطفل إلى خطر كبير وإلى اختلاطات غير محمودة العواقب . ويمنع منعاً باتا في الدول المتقدمة ، بيع أي نوع من المضادات الحيوية دون وصفة طبية .
إن التأكد من تاريخ انتهاء صلاحية الأدوية لامر مهم جدا . ويجب تفقد محتويات الصيدلية مرة كل شهر والاستغناء نهائيا عن جميع الأدوية التي انتهت صلاحيتها. هذه الأدوية لا بد من إتلافها بيدك للتأكد من أن احدا لن يستعملها فتؤذيه . ويجب عدم تعريض جميع الأدوية السائلة للشمس .
الصفحة الأخيرة
الفتحة بين البطينين
الفتحة بين الأذينين
تضيق الصمام الرئوي من الأمراض الخلقية التي غالباً ما تحتاج إلى معالجة جراحية
التشوهات الخلقيّة
بعد الولادة يجري الطبيب فحصاً دقيقاً للمولود الجديد للتأكّد من سلامة تكوينه ، ولكشف أيّ تشوّهات أو أمراض خلقية ، واتّخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة ( جراحية كانت أو غير جراحية ) كأن يكتفي مثلاً بوضع الوليد في حجرة خاصة تؤمّن له متطلبات لا يؤمّنها له الجو الطبيعي كلاوكسجين أو التعقيم إلخ . . . . .
أمّا التشوّهات الخلقية فقد تكون في الرئتين ( عدم اكتمال نموّهما ) أو في الجهاز الهضمي ( كانسداد أو عدم اكتمال نمّو بعض أجزائه ) أو في الأطراف العليا أو السفلى أو تشوّهات في القلب . وجميع هذه التشوّهات تتطلّب تدخّلاً جراحياً . كلّما كان التدخّل الجراحي متأخراً وكان الطفل أكبر عمراً كانت خطورته على الطفل أقل وبخاصة في مجال جراحة القلب . على أن بعض التشوّهات قد تتطلّب تدخّلاً جراحياً فورياً لإنقاذ الطفل الوليد من موت محقّق . بعض الأطفال يكونون مصابين بأمراض خطيرة في الدم وفي الجهاز المناعي أو أمراض خمجية ( التهابية ) تتطلّب عناية طبيّة فائقة وسريعة . من هنا تأتي أهمية المراقبة المستمرّة للطفل في الأيّام الأولى التي تلي الولادة مع تدوين كل الملاحظات الواردة في سجلّ خاص .
وفي حال اكتشاف أحد التشوّهات أو الأمراض الخلقية فإنّ تفهّم الأهل وتعاونهم مع الطبيب له أثر خاص على معالجة الطفل . على الأهل الأخذ بإرشادات الطبيب وتعليماته وتطبيقها دون إهمال وقد يحتاج ذلك الكثير من التضحية والثقة بالله وعدم فقدان الأمل . للأبوين دورٌ لا يقل عن دور الطبيب لإنجاح أيّ خطة علاجية ، خصوصاً وأن علاج التشوّهات الخلقية لا تظهر نتائجه بين ليلة وضحاها بل يحتاج إلى وقت وصبر شديد .
تبيّن حسب أحدث الإحصاءات أن التشوّهات الخلقية تحصل لواحد ونصف بالمئة من نسبة المولودين الأحياء ، وتكون مسؤولة عن 27 بالمئة تقريباً من حالات وفيات الأطفال .
المرحلة الصعبة تكون في الأشهر الأولى من عمر الوليد وهي تتطلّب تعاون الأهل والطبيب . أمّا التشوّهات الخلقية فأهمّها ما يلي :
ضيق أو انسداد طرق الأمعاء
يحصل هذا عادة للرضّع الذين يستفرغون ابتداءً من عمر الخمسة عشر يوماً وبرازهم قليل . يستفرغون بشكل متواصل وينحلّ جسمهم بسرعة . العلاج هنا طارئ ويتمّ بجراحة تهدف إلى توسيع طرق الأمعاء المتصل بالمعدة .
خلل في تكوين المعدة والقناة الهضمي
هو خلل تكويني يكتشف عادة بعد الولادة مباشرة أو بعد فترة قصيرة . في هذه الحالة يصاب الطفل بالاستفراغ بشكل كثيف جداً ويظهر قليل من الدم مع المواد التي يستفرغها . السبب هو أن تكوين المعدة غير الطبيعي يؤدي إلى عودة الأطعمة إلى الفم ترافقها الإفرازات الحمضية التي تجرح المجاري الهضمية وتؤدّي إلى ظهور الدم .
الأمراض القلبية عند الرضّع
بينما تشكّل أمراض القلب أحد الاسباب الرئيسية للموت عند البالغين تبقى عند الأطفال كناية عن خلل في التكوين يسبق الولادة .
القلب كما نعرف مؤلّف من أربعة جيوب تتفرّع عنها الأوردة والشرايين . وهو شبيه بمضخّة تدفع الدم في هذه الأوعية . من هنا أن أنواع الخلل اللتي تصيب القلب قد تكون مميتة في كثير من الأحيان ، وتتطلّب جراحة تصحيحيّة بعد الولادة مباشرة . من هذه الإصابات الأكثر انتشاراً ما يسمّى المرض الأزرق وهو كناية عن خلل في تكوين القلب بشكل لا يسمح للدم الملوّث أن يلتقي الأوكسجين ويتطهّر . ويبقى الدم ملوّثاً وبالتالي غير قادر على تأمين الحياة إلى باقي أعضاء الجسم التي تتغذى من الأوكسجين .
يصبح لون الولد أزرق وغالباً ما يصاب بغيبوبة . العلاج الطارئ يتمّ على مرحلتين : المرحلة الأولى هي المحافظة على حياة الولد وإنعاشه حتى يصبح جسده قويّاً قادراً على تحمّل المرحلة الثانية وهي الجراحة ، جراحة القلب المفتوح . بالنسبة إلى هذه الحالة على الأم أن تتفادى إصابة الطفل بالنشاف خصوصاً في البلاد الحارة . النشاف قد ينتج عنه خلل خطير في الدماغ .
هناك أيضاً العديد من أخطاء التكوين التي تصيب القلب نذكر منها :
التواصل بين اثنين من الجيوب المنفصلة المسمّى شهيق القلب
هذا الخلل لا يشكّل مصاعب في مرحلة الطفولة لكنه يؤدّي إلى الإصابة بعوارض أخرى أكثر جديّة بعد البلوغ . والشفاء من هذه الإصابة يتّم غالباً دون أي تدخّل خارجي ، وذلك بنسبة ثلاثين بالمئة من الإصابات . أمّا إذا كانت الحالة أشدّ خطورة فهي تسبّب فقدان الشهية كما تؤدّي إلى حصول التهابات متكرّرة في المجاري التنفسية فيتعب الولد من القيام بأدنى مجهود ، كتناول وجبة طعام مثلاً . كما أنّه يبول أقلّ من الطفل العادي . العلاج الوحيد في هذه الحالة هو جراحي .
ضيق الشريان الأورطي
هذا الشريان يوصل الدم النظيف الذي يحمل الأوكسجين إلى النصف الأسفل من الجسم . وعندما يضيق يعيق وصول الدم إلى هذه الأعضاء بصورة طبيعية . تكتشف هذه الإصابة بعد الولادة بسبب غياب النبض في الجزء الأسفل من الجسم . في بعض الحالات الأخرى قد يتأخّر اكتشاف المرض حتى سن المراهقة لعدم ظهور عوارض تذكر . ما يلفت الطبيب إلى هذه الحالة هو ارتفاع ضغط الدم ، والعلاج في هذه الحالة كما في الحالات المماثلة هي جراحي بهدف توسيع الشريان .
التشوّهات الخلقية العظمية
أهمّ هذه التشوّهات هو خلع الورك الذي يحصل لدى الإناث أكثر منه لدى الذكور . ويمكن أن يكون خلعاً بسيطاً ( أي انزياح رأس عظم الفخذ عن ملتقاه بعظم الورك ) أو مركّباً ، ويكون بغياب رأس عظم الفخذ أو بوجود تشوّهات فيه .
غالبية الحالات البسيطة يمكن أن تنتهي بالشفاء التام دون أن تسبّب عاهة للطفل . ويعتمد ذلك على اكتشاف الخلف في وقت مبكّر ، من خلال الفحص الروتيني للطفل الذي يجريه الطبيب ، أو انتباه الأم عند تحفيض الطفل إلى كون وضعية الفخذين لدى طفلها هي غير متناظرة . علاج هذه الحالة يكون بوضع الطفل بالجبس لمدة من الزمن . وكلّما كان هذا العلاج مبكّراً كلّما جاءت النتيجة أفضل .
أمّا التشوّهات المركّبة فعلاجها جراحي .
هناك تشوّهات أخرى كالقدم الملتوية أو النقص في تكوّن بعض العظام أو تشوّهها ، وجميعها تحتاج إلى علاج جراحي غالباً ما يعطي نتائج جيّدة .