صدقة الفطر وفضلها

ملتقى الإيمان

صدقة الفطر وفضلها

الحمد لله رب العالمين , الواحد الأحد الفرد الصمد العزيز الغفار مكور الليل على النهار الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير الذي قدر فهدى وخلق فسوى المعبود بحق البر الحليم الأول الذي ليس قبله شئ والآخر الذي ليس بعده شئ ,الذي يعلم السر وأخفى والذي لا تختلف عليه الأصوات والذي لا تفنى خزائنه , وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً أما بعد


يا عباد ا لله أحمد الله أن بلغكم صيام هذا الشهر العظيم وقيامه
و أدعو الله أن يتقبله منكم
اعلموا أن من تمام الصيام (( صدقة الفطر ))
قال تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

(( إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتأتوها الفقراء فهو خير لكم ))

عباد الله هذا أمر من الله ومدح للمتصدقين عموماً ,
وقد أوجب الله زكاة الفطر على المسلمين

حيث أن الزكاة تكون عن المال

وأما الفطرة فهي تكون عن الجسد ,


وقد جاء في فضل صدقة الفطر يا عباد الله ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
فرض رسول ا لله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر
طهرة للصائم من اللغو والرفث و طعمة للمساكين
, فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ,

ومن أداها بعد الصلاة (أي صلاة العيد) فهي صدقة من الصدقات رواه أبو داوود وابن ماجه والحاكم

عباد الله إن زكاة الفطرة مهمة حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرضها بنفسه وبيّن عليه الصلاة والسلام لأمته ذلك حيث قال أن صدقة الفطر أي من فوائد صدقة الفطر أنها طهرة للمسلم الصائم من اللغو والرفث , و من فوائدها أنها طعمة لإخواننا المساكين , ثم أعلمنا عليه الصلاة والسلام حيث قال ( فمن أداها قبل الصلاة ( أي صلاة العيد ) فهي زكاة مقبولة ), أما من أداها أي أخرجها بعد صلاة العيد فهي صدقة من الصدقات وهذا حث منه عليه الصلاة والسلام لأمته بأن يخرجوا الزكاة وهي المسماة عند الناس بالفطرة قبل العيد بيوم أو يومين لأجل أن يكون هناك متسع من الوقت لتوزيعها على إخواننا الفقراء والمساكين

وأعلموا يا عباد الله
أنه لا يجوز إخراج الفطرة نقوداً أو ذهباّ أو فضة أو ملابس وإنما يجب إخراج الفطرة من الطعام المتعارف عليه من طعام أهل البلد أما صاعاً من بر أو صاعاً من قمح أو صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو صاعاً من زبيب أو صاعاً من أقط.
واعلموا يا عباد الله أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم من المسلمين , صغيراً أو كبيراً , ذكراً أو أنثى , سواء كان حراً أو عبداً ودليل ذلك يا عباد الله : ما روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير , على العبد, والحر , والذكر , والأنثى , والصغير , والكبير من المسلمين .
وقد شرعت زكاة الفطر يا عباد الله في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة لتكون طهرة للصائم مما عسى أن يكون قد وقع فيه من اللغو والرفث ولتكون يا عباد الله عوناً للفقراء والمعوزين ,
وتجب يا عباد الله على المسلم المالك لمقدار صاعاً يزيد على قوته وقوت عياله مقدار يوماً وليلة أي من يوجد عنده ما يزيد عن قوته وقوت عياله وهذا ولله الحمد يوجد عند أكثر المسلمين اليوم ومقدارها كما سمعتم يا عباد الله أ ي في زكاة الفطر صاعاً من القمح أو الشعير أو التمر أو الزبيب أو الأقط أو الأرز .
عباد الله لقد أتفق الأئمة على أن زكاة الفطر لا تسقط بالتأخير بعد الوجوب بل تصير ديناً في ذمة من لزمته حتى تؤدى ولو في آخر العمر وهذا يا عباد الله لأهمية زكاة الفطر.
وكذلك اتفق الأئمة على أنه لا يجوز تأخيرها عن يوم العيد ودليل ذلك يا عباد الله ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ( أي صلاة العيد ) وأما من تصرف له فهي كمصرف الزكاة أي كمصرف زكاة المال توزع على الأصناف الثمانية كما جاء ذلك في سورة التوبة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )) عباد الله أن ختم هذه الآية بهذين الاسمين العظيمين وهما (( والله عليم حكيم ))
تنبيه من الله سبحانه وتعالى على أنه هو العليم بأحوال عباده ومن يستحق الصدقة ومن لا يستحق الصدقة حيث أنه الحكيم في شرعه وقدره فلا يضع الأشياء إلا في مواضعها اللائقة بها , والفقراء هم أول الأصناف لما تقدم في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين ولما رواه البيهقي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( أغنوهم في هذا اليوم) ( أي يوم العيد) وقال عليه الصلاة والسلام : ( أغنوهم عن طواف هذا اليوم )
عباد الله جاء في تفسير قوله تعالى: ( وآتى المال على حبه ) قال العالم محمد عبده : أن هذا الإيتاء غير إيتاء الزكاة الآتي , وهو ركن من أركان البر , وواجب كالزكاة , عباد الله : عليكم بإخراج زكاة الفطر , واعلموا يا عباد الله أن زكاة الفطر تجب حتى على الجنين الذي في بطن أمه يخرج عنه كما يخرج عن الكبير, صاعاً من بر أو صاعاً من أقط أو صاعاً من زبيب أو صاعاً من قمح .
أي أنه يا عباد الله يجب أن تكون زكاة الفطر من الطعام الذي تأكل لا نخرج رديئاً ولا معيباً بل نخرج من جيد الطعام المتعارف عليه عندنا نخرجها قبل صلاة العيد وهو الأفضل وإن أخرجناها قبل العيد بيوم أو بيومين فلا بأس ويجب أن نخرجها طيبة بها نفوسنا ونحن متواضعين لإخواننا الفقراء والمساكين لا مخرجيها ونحن متكبرين عليهم لأن من أخرجها وهو متواضع بها سامح بها طيبة بها نفسه أحرى لقبولها عند الله .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
2
928

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الذاكرات
الذاكرات
جزاكِ الله خير يابنت نجد
,,,بـنـت نـجـد,,,
جزاكِ الله خير يابنت نجد
جزاكِ الله خير يابنت نجد
يامرحبا بك ياغاليتنا الذاكرت الله يجعلنا واياك من الذاكرت كثيرا

حياك الله