سيدة الوسط
سيدة الوسط
إن أول صفات سكان الصحراء هي القوة، وبعض صفاتهم الأخرى الرشاقة والطول، والمناعة ضد الأمراض، فكيف ولماذا اكتسب أولئك صفاتهم هذه؟
من المؤكد أن للغذاء الرئيسي الذي يتناولونه، وهو التمر، أكبر الفضل في ذلك، حتى أن العلم لقب التمر بأنه "منجم" غني بالمعادن، وهذا غير فوائده الأخرى التي تجعل نقوشه على جدران معابدهم، وأشادوا بفوائده غضا وجافا وعلى شكل عجوة.

إن التمر غني جدا بالمواد الغذائية الضرورية للإنسان، فإن كيلو غراما واحدا منه يعطي ثلاثة آلاف كالوري أي ما يعادل الطاقة الحرارية التي يحتاج إليها الرجل متوسط النشاط في اليوم الواحد، وبعبارة أخرى إن الكيلو غرام الواحد من التمر يعطي نفس القيمة الحرارية التي يعطيها اللحم، وإن ما يعطيه الكيلو الواحد من البلح يعادل ثلاثة أضعاف ما يعطيه كيلو واحد من السمك.

إن التمر يحتوي على الفيتامين ( أ)، وهو موجود بنسبة عالية تعادل نسبته في أعظم مصادره.. أي تعادل نسبته في زيت السمك وفي الزبدة، والفيتامين ( أ ) كما هو معروف يساعد على زيادة وزن الأطفال ولذلك يطلق عليه الأطباء اسم عامل النمو أنه يحفظ رطوبة العين وبريقها ويمنع الخوض وجحوظ الكرة العينية ويحقق في الطبقة المشيمية الداخلية للعين عملا طبيعيا لأنه يعمل على تكوين الأرجوان الشبكي، وبذلك يحارب الغشاوة الليلة، ويجعل البصر نافذا ثاقبا في الليل فضلا عن النهار، وقد استعمله الطيارون الأميركيون إبان الحرب العالمية الأخيرة أثناء غاراتهم الليلة كي يعاونهم على تمييز الأهداف بالظلام.. لذا فإن غنى التمر بالفيتامين ( أ ) يجعلنا نؤكد فائدته في تقوية الأعصاب البصرية، وفي مكافحة الغشى الليلي، ومن المعروف أن سكان الصحراء مشهورون بالرؤية من مسافات بعيدة.

والأطباء الأخصائيون في الأذن، يصفون الفيتامين ( أ) اليوم لتقوية الأعصاب السمعية، وعلى هذا فالتمر يفيد الشيوخ الذين بدأوا يعانون قلة السمع والوشيش أو بالأصح ضعف الأعصاب السمعية. وبما أن الفيتامين ( أ ) يسمى بفيتامين النمو فإنه يساعد جسم الفتيان والفتيات والأطفال على النمو والتكامل فيغدو الفتى رشيقا نشيطا، وكذلك لا يخشى منه على الفتيات إذ أنه لا يورث السمنة عندهن، ولا يسيء إلى قاماتهن، لخلوه من المواد الشحمية والدهنية.

وهناك صفة نفسية مهمة للتمر وهو أنه يضفي السكينة والدعة على النفوس القلقة المضطربة. ويرد الطب الحديث المزاج العصبي إلى نشاط الغدة الدرقية الرابضة في مقدم العنق وإلى ازدياد فرزها، وقد عرف أخيرا بأن بعض النباتات والثمار لها خاصة ( ضد الدرقية) تحد من نشاطها، وتلجم فرزها، نذكر منها الجزر، والسبانخ، واللوز، والمشمش، وفي طليعة هذه النباتات التمر.

فإدخالها في أطعمة العصبيين مما يفيد من تهدئتهم، ويخفف من تحسسهم وتأففهم وتبرمهم، بالحياة، ويعلل الطب الحديث هذه الأغذية باحتوائها على الفيتامين ( أ) الذي يلعب دورا مهما مضادا للدرق، مما جعل العلماء المتتبعين، ينادون بمعالجة المصابين بالعصي ( أي باشتداد الودي ) ومعالجة المضطربة أعصابهم بالفيتامين ( أ) وبخاصة إعطائه من مصادره الطبيعية كالتمر، وهم يرجحونه على المركبات اليودية التي كانت تعطى للحد من نشاط الدرق، لأن الفيتامين المذكور أشد فعالية من اليود وأبعد أثرا، وهم يرجحونه أيضا على المهدئات والمسكنات العصبية التي تورث الإدمان أولا، وتثبط العزائم وتدخل الخمول والكسل وإلى متعاطيها ثانيا.

لذلك يُنصح بإعطاء كل طفل ثائر عصبي المزاج بضع تمرات في صباح كل يوم لتضفي السكينة والهدوء على نفسه، فتحد من تصرفاته واضطرابه، ويُنصح كل من لا يستسيغ تناول فطور الصباح بأخذ بضع تمرات مع كأس من الحليب صباح كل يوم، فإنه بذلك سيستقبل نهاره مزودا بالوقود اللازم لفكره وجسمه، وبالعلاج اللازم لتهدئة أعصابه التي ستوفرها أحداث النهار.

ويحتوي التمر على الفيتامين ( ب) والفيتامين ( ب1) والفيتامين (ب ب ) ومن شأن هذه الفيتامينات تقوية الأعصاب وتليين الأوعية الدموية وترطيب الأمعاء وحفظها من الالتهاب والضعف، وكل من له إلمام بسيط في الطب يعرف بأن الأطباء يصفون الفيتامين ( ب1) في الآفات العصبية، في الخذل والشلل، وفي استرخاء القلب وفي القرحة وفي الجهود العضلية والفكرية، إذ يوصى به للناقهين، والرياضيين والمفكرين كما يوصف الفيتامين ( ب3 ) في آفات الكبد واليرقان وتشقق الشفاه وفي حالات الأليرجيا ( التحسس والشري) وفي تكسير الأظافر وجفاف الجلد، ويضم التمر هذه الخواص الشفائية مجتمعة، وفي هذا السبيل أجريت تجربة مهمة، إذ أعطيت مجموعة من الفئران غذاء مؤلفا من السكاكر فقط (على اعتبار أن السكاكر هي الوقود الحراري لكل حياة، ولأن الفئران تصلح للتجارب لأنها تتغذى بكل ما يتغذى به الإنسان، ولأنها سريعة التناسل تستطيع تعويض ما يفقد من أعدادها في المختبر بسرعة)، وبعد مدة قصيرة من تغذية الفئران بالسكاكر ظهرت عليها أعراض الاضطرابات الناجمة عن الحرمان، فقل نشاطها وهزل جسمها وتساقط شعرها وتكاسلت في طلب الرزق، واختفت وعادت الفئران إلى النمو والنشاط من جديد.

والتمر غني بالفسفور بنسبة عالية، فهو أغنى من المشمش والأجاص والفريز وأغنى من العنب، ففي كل مائة غرام من التمر نجد أربعين ميلغراما من الفسفور بينما لا تزيد كمية الفوسفور الموجودة في أية فاكهة عن عشرين مليغراما في نفس الكمية.
وإذا عرفنا أن الفوسفور يدخل في تركيب العظام والأسنان، وأن الفوسفور هو الغذاء المفضل للحجيرات النبيلة في جسم الإنسان وهي حجيرات الدماغ والتناسل أمكننا أن ندرك قيمة التمر الدوائية في تعويض ما يفقده أرباب الفكر والقلم، وما يفقده الشباب من الضائعات التناسلية عندما يندفعون وراء ملذاتهم وشهواتهم، وأمكننا أن نعرف أيضا مدى أثره في القوة الجنسية، فإليه يعزو الغربيون سبب نشاط العرب الجنسي وتفوقهم على الغربيين في هذا المضمار.

وعلاوة على ذلك، فإن بضع حبات من التمر تزيد في مفعولها عن فائدة زجاجة كاملة من شراب الحديد أو زرقة (إبرة) كالسيوم، لأن الحديد والكالسيوم محلولان في التمر بشكل طبيعي يتقبله الجسم ويتمثله بسرعة، بينما أشربة الحديد والكالسيوم تمجها المعدة وتثقل على غشائها المخاطي، وقد لا يتمثلها الجسم ولا يهضمها كاملة، ودليلنا على ذلك اصطباغ لون براز من يتعاطى الأدوية الحديدية بالسواد، ولو لم يكن في التمر من فائدة سوى احتوائه على المغنزيوم لكفاه بذلك سببا يضعه في مقدمة الأغذية والفواكه المفيدة، فقد لوحظ أن سكان الواحات وأكثرهم من الفقراء والبؤساء لا يعرفون مرض السرطان إطلاقا، وأن هذا المرض لم يعرف طريقه إليهم أبدا، والمعتقد أن غنى التمر بالمغنزيوم هو سبب انعدام السرطان لدى أولئك الناس.

والتمر غني بعدد من أنواع السكاكر كالجلوكوز (سكر العنب) والليكولوز (سكر الفاكهة والسكاروز (سكر القصب) ونسبتها فيه تبلغ حوالي سبعين في المائة، ولذا فالتمر وقود من الدرجة الأولى، والسكاكر الموجودة في التمر سريعة الامتصاص، سهلة التمثيل، تذهب رأسا إلى الدم فالعضلات لتهبها القوة، وإلى الحجيرات لتمنحها القدرة والحرارة، إذ لا يحتاج امتصاصها إلى عمليات هضمية وعمليات كيميائية حيوية معقدة، كما هو الحال مثلا في المواد الدهنية والنشوية ( كالموجود في الخبز والأرز ) التي تحتاج إلى مفرزات هضمية وأعمال بيولوجية لتتحول إلى دكسترين فسكاكر قابلة الامتصاص، وقد ثبت بأن الجسم العامل لا يمكنه أن يستغني عن المواد السكرية كوقود ومبعث للطاقة العضلية ولكنه قد يستغني عن المواد الدهنية، إذ أن نقص السمن من الغذاء لا يسبب اضطرابا بينا في جسمه لأن البدن يسهل عليه تكوين هذه المواد الدهنية من ماءات الفحم نفسها، أي من السكاكر.

وتستطيع المعدة هضم التمر وامتصاص السكاكر الموجودة فيه خلال ساعة أو بعض الساعة، فتسير في الدم بسرعة حاملة الوقود إلى الدماغ والعضلات، بينما الحلوى المدنية التي نتفنن في تزويقها بالسمن والنقل، وفي تنويعها والمعجنات الكثيرة التي تزخر بها مخازن الباعة ومطابخها تعيق الهضم وتؤخره ست ساعات تقريبا فيبطؤ الامتصاص.

البوابة
سيدة الوسط
سيدة الوسط
أظهر تحليل التمر الجاف - حسب المصادر الطبية - أن فيه 70.6% من الكربوهيدرات و2.5% من الدهن و33% من الماء و1.32% من الأملاح المعدنية و10% من الألياف وكميات من الكورامين وفيتامينات أ - ب1 - ب2 - ج، ومن البروتين والسكر والزيت والكلس والحديد والفوسفور والكبريت والبوتاس والمنغنيز والكلورين والنحاس والكالسيوم والمنغنيزيوم.

وهذا معناه أن للتمر قيمة غذائية عظيمة وهو مقوٍ للعضلات والأعصاب ومرمم ومؤخر لمظاهر الشيخوخة، وإذا أضيف إليه الحليب كان من أصلح الأغذية وخاصة لمن كان جهازه الهضمي ضعيفاً.

إن القيمة الغذائية في التمر تضارع بعض ما لأنواع اللحوم وثلاثة أمثال ما للسمك من قيمة غذائية، وهو يفيد المصابين بفقر الدم والأمراض الصدرية ويعطى على شكل عجينة أو منقوع يغلى ويشرب على دفعات، ويفيد خاصة الأولاد والصغار والشبان والرياضيين والعمال والناقهين والنحيفين والنساء الحاملات.

ويزيد التمر في وزن الأطفال ويحفظ رطوبة العين وبريقها ويمنع جحوظ كرتها والخوص ويكافح الغشاو ويقوي الرؤية وأعصاب السمع ويهدئ الأعصاب ويقويها ويحارب القلق العصبي وينشط الغدة الدرقية ويشيع السكينة والهدوء في النفس بتناوله صباحاً مع كأس حليب، ويلين الأوعية الدموية ويرطب الأمعاء ويحفظها من الضعف والالتهاب ويقوي حجيرات الدماغ والقوة الجنسية ويقوي العضلات ويكافح الدوخة وزوغان البصر والتراخي والكسل - عند الصائمين والمرهقين -.

والتمر سهل الهضم سريع التأثير في تنشيط الجسم ويدر البول وينظف الكبد ويغسل الكلى، ومنقوعه يفيد ضد السعال والتهاب القصبات والبلغم وأليافه تكافح الإمساك، وأملاحه المعدنية القلوية تعدل حموضة الدم التي تسبب حصيات الكلى والمرارة والنقرس والبواسير وارتفاع ضغط الدم وإضافة الجوز واللوز عليه أو تناوله مع الحليب يزيد في مفعوله، ولا يمنع التمر إلا عن البدينين والمصابين بالسكري.

ولقد وجد أن الرطب يحوي مادة مقبضة للرحم تشبه الأكسيتوسين فتناول الرطب يساعد على خروج الجنين وتقليل النزف بعد الولادة، بما أن الرطب فيه مواد حافظة للضغط الدموي فهذا يساعد أيضاً على تقليل النزف، وكذلك عملية الولادة مجهدة مما يتطلب طاقة والرطب غني بالسكر الذي يعطي هذه الطاقة.

أما فيتامين (أ) الذي يحتويه التمر فهو يساعد على النمو ويقي من العشا (عمى الليل) ويساعد الجلد والأغشية الناعمة الرطبة التي تبطن الأنف والحلق على أن تظل سليمة.

والفيتامين (ب) في التمر يحافظ على سلامة الجهاز العصبي ويقي من توتر الأعصاب وانسداد الشهية، ويساعد على هضم الكريمائية والدهنية ويحافظ على سلامة اللسان والشفتين والجنون ويقي من البلاجر (علة يصحبها طفح جلدي وضعف واضطراب الأمعاء والجهاز العصبي).

وأما سكريات التمر فهي الغليكوز والليكولوز والسكاروز يمتصها الجسم ويتمثلها بسهولة فتصل سريعاً إلى الدم فإلى الأنسجة والخلايا في الدماغ والعضلات فتمنحها القوة والحرارة وهي مدرة للبول ونافعة للكليتين والكبد.

والتمر غني بالفوسفور الذي يزيد في حيوية الدماغ والنشاط الجنسي.

ولعل ذلك هو السر في قوله سبحانه وتعالى لمريم (عليها السلام) حينما فاجأها المخاض إلى جذع النخلة إذ نقرأ في القرآن الكريم (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً* فكلي واشربي وقري عيناً).



وعن الرسول (صلى الله عليه وسلم) : (من أصبح بتمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر).
طيف الأحبة
طيف الأحبة
جزاكي الله كل خير

وهذا سر من أسرار قوة الاجداد وتحملهم لحياة الصحراء القاسية
دلوعة زوجها
دلوعة زوجها
جزاك الله خير..

وسبحان الله زيادة على فوايده لذيذ يغري الواحد منا بأكله,,,,,,,,,,,,
همسة
همسة
جزاك الله خير ...

سبحان الله ، كل هالفوائد فيه ، لا بإذن الله من اليوم ورايح راح أتناوله بإستمرار

بارك االله فيك