السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك من حولنا قصص من الحياة تعلمنا وتوجهنا فما علينا الا الإصغاء لقائلها والسماع له
صديقتي اعرفها اكثر مما اعرف اختي ،، احبها جدا فقد كانت هادئة ،، وكلامها جميل جدا ..
كل من يراها يحبها ويتمنى صحبتها
تزوجت انا قبلها ب5 سنين وبقي بيننا الإتصال الهاتفي ،، ثم انقطع الإتصال لظروف الدنيا
في يوم قال لي زوجي سيأتي صاحبه لزيارتنا مع زوجته لأنها تريد التعرف بك،، فقمت وانشغلت بما تنشغل به النساء ...
من ترتيب وتنظيف وعمل الحلو للتقديم ...
واتت ساعة استقبال الضيوف.. ودخلت المرأة ،، وعندما رأتني وقفت ساهمة قبل ان تنزع خمار وجهها ،، فقلت لها تفضلي اختي ،، فقالت انا فلانة ورفعت خمارها فإذا بها هي صديقتي التي فرقت بيننا الأيام
فعندما قال لي زوجي سيأتي ابو فلان لم اعرف انه هو زوج صاحبتي ...
وعندها احتضنتها وذرفنا الدموع وبناتي يتبادلن الإبتسام من حولي ..
وبعد كيف الحال وتبادل الأخبار قالت لي صديقتي أريد إخبارك بقصتي: انا والحمد لله تزوجت برجل متدين ميسور الحالة ،، أهله يحبونني وانا كذلك ،،
تقول اول سنين الزواج كانت تحدث مشاكل كأي عائلة أخرى جديدة التأسيس حتى يفهم أحدهم الآخر فتسير الحياة بحلوها ومرها ..
ثم مضت الأيام ونظرت لمن حولي فوجدتهن تقريبا كل يوم يشترين ويلبسن ،، وكل حفلة وكل جمعه حتى لو لم يكن هناك أي حدث يشترين دائما ،، فكان يعطيني دائما واشتري وأشتري كثيرا من الأغراض،،
سواء كنت بحاجتها أم لم أكن..
قالت والحزن يعلو وجهها : حتى ذهبي بعته قطعة قطعة دون أن يعرف،، وعندما عرف ظهرت الدهشة على وجهه وقال: وهل قصرت فيكي ؟؟
لم بعتي ذهبك؟؟
قلت له : أردت أن اشتري هذا وهذا وسقت له الحجج ،،وصمت ..
ومضت السنون وزادت مصاريفي بقدوم الاولاد ولم يعد راتب زوجي يكفيني ،، فقد كان يستلم راتب تعبه ويسلمه لي فأصرف بأقل من 10 ايام ثم اتداين من ورائه من فلانة وعلانة،،
حتى تراكمت علي الديون الكثيرة ،،
صمتت ولم تعد تتكلم ،، جاءت ابنتي الكبرى لتضيفنا العصير الذي على ما يبدو أنه جاء بوقته ...فأنا عملت بناتي انه عندما تاتيني ضيفة يسلمن عليها ثم يتركننا لوحدنا فلا أحب أن يسمعن كلام النساء الكبيرات والمتزوجات،،
قالت بعد تردد: وأصبحت أسرق ،، هنا صدمت أنا فهي كانت اكثرنا تدينا ،، قلت لها: ماذا؟؟؟؟
قالت تغالب دموعها : وأول من سرقت أمي ،،، اخذت منها إسوارتين من الذهب الخالص وبعتهما ،،وصرفت ثمنهما كله ،،
وآخ كم بحثو عنهما ،، واتصلوا بكل من كان عندهم يومها فاعترفت والخزي يلفني ،،، فلم يخبرو أحدا من حولهم وقالت أمي انها تذكرت انها قد باعتهما ،،،
وأسمعني والدي كلاما كالسكانين في قلبي ثم استغفر لي وسامحني هو ووالدتي ..
وهنا اجهشت صاحبتي بالبكاء الشديد .. وأنا اعتراني صمت عميق سرحت في هذه الدنيا الخوانة الأثيمة ما تفعل بالإنسان ،،،
قالت: ولم أتب وتوالت سرقاتي ،، وكان زوجي يضع عنده أمانت للناس كثيرة لأنه كان مشهور بالتقوى والورع
لا تردوا أخواتي فلم أنتهي بعد
زهرة اللارين @zhr_allaryn
كبيرة محررات
وكان زوجي من النوع الحريص جدا ، يأتي بظروف يكتب عليها اسم صاحب الأمانة وكم المبلغ المالي الذي اودعه عنده
مسكين زوجي ، كان يفقد المبالغ لمتتالية 20 دينار وعسرة وخمسة وخمسين وكل هذا وهو يشك بنفسه أنه لم يعد النقود جيدا ،،
ويسد من وارئي النقود ،، وهو لم يعرف أنني أنا الذي أخون أمانته ..
وبعد فترة من الزمن أحضر كتاب الله وقال لي : احلفي أنك لست أنت من أخذت النقود،،،
أنظري كيف أدبه معي لم يقل لي تسرقي النقود قال تأخذي النقود،،،،
فلم أتجرأ أن احلف على كتاب الله
وهنا ذرفت صديقتي الدموع الكثير والغزيرة
وهنا دق زوجي على الباب وقال: سأذهب انا وأبو فلان لنزور صاحبنا ،،
وذهبا ،،
وأكملت صديقتي قصتها ..
قالت: صمت زوجي وهو ينظر الي نظرات غضب وخيبة أمل ..
وأنا ازيح بناظري عنه هنا وهناك حتى لا تقع عيني على عينيه وقال: هل أطعمتنا مال حرام؟؟؟؟؟؟
هل أطعمتي أولادي مال حرام؟؟؟؟؟
ألا تخافين الله ,,
الا تعلمين أن ما ينبت من حرام فالنار أولى به ،،
لم يا إمرأة لم ؟؟؟؟
لم أقصر بك ولا بعيالك لتفعلي هذا..
لمن أقول وأشكي لمن؟؟
أأقول لوالدك لا والف لا لقد احسن الي ولن أخبره لأخزيه وأحسرة
لا لن أفعل أبدا ،، فأبوك بمرتبة أبي ،، هذا المسكين الذي لم يخرج العيب منه مرة ،،
هذا الرجل الذي النور يخرج من وجهه لا والله لن أخزيه..
وأم كالمرأة الفاضلة التي تعتز بك وبأخوانك؟؟
أليس حرام عليك أهلك وانا واولادك لتلحقي بغرض الدنيا وزينتها ...
أنا اعمل ليل نهار لكي اصرف على عيالنا وعليك لم ،،،
وانفعل زوجي وتلاحقت أنفاسه ولم يستطع أن يتحدث،،
وهنا صرت أبكي وادعي على نفسي وانادي عليه حتى غاب عن الوعي..
وناديت على اخوه واخذناه على المستشفى
واخبرنا الطبيب ان السكر في الدم قد هط بشدة مما أدى أن الضغط هبط معه أكثر وأن نحمد الله فلولا لطفه لأصابته اغماءة سكر ..
وهنا عدت الى البيت وصليت لله وانا أبكي وأرجو الله أن يغفر لي ويشفي زوجي
واتصل بي اخوه من المستشفى وقال لي : تعالي فزوجك افاق ويسأل عنك..
واتيت اليه مسرعة وعندما وصلت الى غرفته تقدمت ببطئ شديد دخلت عليه فإذا أهله وأهلي عنده مبتسمون يقولون لي :كلنا عنده ولا يريد الا انت ناداني بيده فجأت اليه: فهمس بأذي قائلا ،، لاتغضبي انني قد صرخت بك،، فانا أحبك واخاف عليك من عذاب يوم عظيم"
لا أعرف أهو ملاك أم ماذا ؟؟ ماذا فعلت لله حسنة حتى أعطاني هذا الزوج ..
والله لم يعرف بحكايتي هذه الا أنت " تقصدني أنا"
وعاهدت ربي يا صاحبتي أن لا ادخل في فيه اولادي الا الحلال ورميت الدنيا من خلفي ولا أرجو ألا ان يغفر الله لي ويبقي زوجي تاج رأسي وحبيب حياتي..
أخواتي لقد استأذنت صديقتي أن اخبر قصتها وقد أذنت لي وليس عندي أي تعليق سوى انا طلبت مني أن اخبركم أنها ترجو أن تدعين لها أن يقبل الله توبتها آمين