صراع بين الدين والدنيا (خاطرة)

الأدب النبطي والفصيح

هذا عصر الإختراع، والتحليق إلى الفضاء، شغلنا الكون والمادة، فهذه الحضارة ياسادة، الدكترة والهندسة صنعتنا بلا فلسفة، نبني المباني الشامخة، والقصور المشيدة الفاخرة، علومنا خير العلوم، واصطفيت من بين سائر الفنون، فلامجال للشريعة، أوالعلوم الوضيعة، كالدين والعربية اللغة الرجعية، لساننا أوفكورس الإنجليزية والفرنسية، لاالعربية المهترية، فنحن اصحاب المنصب والثراء، ولسنا كهؤلاء الضعفاء الفقراء، نضع أيادينا في التراب، فينقلب إلى ذهب خالص، همنا جمع الدنانير، ووضعها في القف الكبير.
هؤلاء القائلون شكل بلا مضمون، علم بلا مفهوم، جسم بلا روح، يلهثون وراء درهمٍ ودينار، وجيفةِ حمار، يطلبون سمعةً وألقاباً وشهرة، وإذا سألتهم كم صلاة في اليوم، وكم عددِ أيام الصوم؛ لفزعوا وبهتوا وقالوا: إنا لنحن الجاهلون، ثم نكصوا على رؤوسهم، نحن لانعي ماتقول، فأنت غبي أو مخبول، قلوبهم خاوية، نفوسهم غاوية، حياتهم هاوية، وإذا رأو أصحاب الأدب والدين، قالوا إن هؤلاء لضالون، وتبختروا أمامهم بإستعلاء، وشخصت أبصارهم إلى السماء، وإذا سمعوا لفظة عربية؛ ظلت وجوههم مسودة وهي كظيمة، فما بالهم عقولهم سقيمة، ونظرتهم لئيمة كتفكير البهيمة، فهولاء هم الزبد يذهبون جفاء، وفقاقيع يتلاشون إذا مانفخت عليهم في الهواء.
فالعلوم كلها سواسية لايفضل بعضها على بعض، ماعدا علوم الدين والشريعة، فهي رأس العلوم وتاجها وقوامها، والحياة لاتتم إلا بها، فمن علمها علم، ومن جهلها جهل، ومن أهملها غرق، أو عابها هلك، ثم علوم اللغة العربية وفروعها ومايتصل بها، فهي لغة القران الخالدة، فهي الخالدة على مر العصور، لم يصارعها احد إلا صرعته أو يغالبها الا غلبته، فالهامش من همشها والمزدري من ازدراها.
3
480

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أمل الأمة..
أمل الأمة..
مشكوووووووورة
عطاء
عطاء
خاطرة تستحق القراءة..لغة قوية..
يسعدنا أن تنضمي لعقد الواحة الأدبية..فتشرقي بحروف مسبوكة..أهلاً بك عزيزتي بنان البيان
وننتظر مشاركاتك..:26:
بنان البيان
بنان البيان
الأخت أمل الأمة شكرا لك على مرورك.

الأخت عطاء يشرفني ويسعدني مرورك وشكرا لك.