صرخة صمت !!!!

ها قد أتيتَ تشرح حبك وآهات وجدانك ، وعذابات نفسك .....
الآن فقط أصبحتُ جميلة في ناظريك ... وأصبح أريج عطري يصلك ....
الآن صارت ابتسامتي كالسحر ووجهي كالبدر ....
اليوم أصبحتُ جزء من حياتك لا تستطيع البعد عنه...

أين كنتَ ؟؟
عندما كان قلبي يعتصره الألم .... وتحرقه ردود فعلك
وعندما كنت أموت في ليلتي ألف مرة ...
أين كنتَ؟؟
عندما حطمني الوقوف على عتبات بابك والمسير على شوك دروبك ...
لقد أَزهقت روحي رجاءاتي وأحزاني ...
أين كان حبك؟؟
عندما أذقتني مرارة قربك....
أين كان حبك؟؟
عندما تجرع قلبي صنوف عذابات غطرستك وقسوتك...
آه فقد أوهمتني حباً زائفاً... وبنيت لي من الأحلام قصور ....
كنت عندك لا أساوي أنملة ....
كنت لديك كشجرة واقفة بلا أوراق في فصل الربيع فكرهتُ الذبول على أرضك الجرداء ...
فانسحبت من حياتك بلا عودة....
كنتُ لديك ....
ككرسيك العتيق الذي لطالما رميته عندما تغضب منه ... وترجعه عندما لا تجد غيره قد يحتمل طيفك الغليظ ...
كنتُ آه أني كنتُ عندك كشماعة تعلق عليها كل مآسيك ....

كان قلبي كالطفل .... وقلبك كالحجر ... كنتُ كزهرة ندية ... وأنتَ كنتَ كملاق داس على تلك الزهرة
بلا أدني رأفة ... كنتُ كطفلة في رقتها وعذوبتها أم أنت فكنتَ كمارد لا يرحم أزهق روح الطفلة ...
كنت كصفورة جميلة مغردةً للحياة ... أما أنت فكنتَ كصياد غُلف قلبه بغلاف من حديد قتل الصفورة ....


أما اليـــــــــــوم ؟؟؟؟؟؟

فها أنا قد نسفتك من حياتي نسفا .... وبلا ندم!!!!
قد أجبرتني جروحي أن أعطيك درسا لا تنساه ما حييت....
فقد علمتك بأنه مهما يأتي الليل فلا بد أن يكون هناك نهار ....
علمتك بأن الوردة رغم جمالها تحتوي على الأشواك ...
علمتك بأن الأنثى رغم رقتها قد تتحول إلى أفعى
عندما يداس على قلبها...
وإن صمتها المكبوت ... لابد أن يأتي يوماً ويكون كالإعصار....
ها أنا قد هجرتك ... دون أن أنسى آلامي معك ....
ها أنا قد نسيتك مثلما نسيتني وتجاهلتني
وتجاهلت حبي ومأساة قلبي مبرراً عنفك وجبروتك بالأعذار...
ها أنا قد غسلتك من ذاكرتي مثلما يغسل مطر الصيف الأرض من الغبار ...
ها أنا قد محيتك من ذاكرتي ....مثلما ممحاة تمحو شخبطات طفل على صدر الورق..
ها أنا قد نسيتك مثلما ينسى الليل النهار .... ها أنا قد رميتك مثلما رميتنـــي
ولكـــــــــــــــــن؟؟؟؟
بكل إفتخار....