صغيرتي ربى...... الجزء الثاني

الأدب النبطي والفصيح

صغيرتي ربى...... الجزء الأول



كم هي مسرورة صغيرتي وهي تلاعب الفراشات.. لكنه سرور مغلّف بحزن عميق.. التقطت لها صوراً عديدة بينما هي تمسك بالفراشات بين أصابعها.. لكنها في كل مرة تحرص على عدم ظهور رجليها!!.. للمرة الأولى أشعر بأن صغيرتي لا تمتلك تلك الثقة بذاتها.. حزنت لأجلها فهي تعتقد أنها تنقص الكثير عن أقرانها.. لم أحدثها بشيء فلا أريد أن أعكّر عليها سرورها وضحكاتها التي أحب أن أراها.. بدأت أرى التعب يتسلل إلى محياها.. أخذتها وعدنا إلى عشنا الصغير مع بداية أولى خيوط الظلام..

أعددنا العشاء سوية وأنا ألاحظ عليها شرودها المتكرر.. أحياناً أشعر وأني بعيدة عنها مع أننا نعيش تحت سقف واحد.. حاولت أن أتقرب إليها لكنني أجد صعوبة في ذلك.. ليتني أجد أحداً يساعدني في تربيتها.. أو على الأصح يساعدني في تربية ذاتي.. إننا ننمو معاً.. ومازلت أراها تنمو أمامي.. ويتحقق حلم والدها..

أصبحنا لا نلتقي كثيراً.. فبسبب العقد الجديد الذي وقعته أصبحت ألازم مكتبي بينما صغيرتي تقضي أغلب ساعات يومها في مركز التأهيل.. مرت ثلاثة أشهر وأنا أراقبها عن بعد.. ربما تجمعنا لحظات قليلة في اليوم الواحد.. لكنني أرى الابتسامة تعلوا محياها..

- أمي.. متى سينتهي عقد عملك؟
- ربما يطول لكنه لن يزيد عن ستة أشهر..
- إذن أمامنا ثلاثة أشهر أخرى!!
- نعم.. لمَ؟
- لا شيء.. فقط أردت أن أعرف..
احتويتها بعيني.. بينما أصابعي تلامس شعرها الناعم..
- أعلم أنني انشغلت عنك كثيراً.. لكنك تعلمين أنها المصدر الوحيد لنعيش.. أعدك أن نعوض ما فاتنا..
- بالعكس.. كل ما في الأمر أنني أراك تتعبين نفسك كثيراً.. فقط أردت أن نذهب في إجازة بعد انتهائك من العمل..
احتضنت صغيرتي وأنا أغالب الدمع في محاجري.. كم تذكرني طيبة قلبها بوالدها.. إنني لم أفقد روحه السامية.. فهو يعيش أمامي في نفس صغيرتي..
- أمي.. هل تبكين؟ إذا كانت الإجازة والسفر لا يعجبانك فلكِ إلغاؤها..
قبلتها في جبينها.. أفرغت فيها كل مشاعر الحنان الذي ينبض به فؤداي..
- كلا يا صغيرتي.. سنذهب إلى المكان الذي يعجبك في أي وقت تحبينه.. فقط تذكرت والدك.. فأنت تشبهينه كثيراً..
- حقاً.. يبدو أنه إنسان عظيم.. أمي.. احكِ لي عنه!!
- لكنك تعرفينه جيداً!! ألم تعرفيه في حكايات ما قبل النوم؟؟
- بلى.. لكنني أحبه.. وأحب أن ترددي حكاياتك عنه..
ما أجملها من ابتسامة تلك التي تنطق بها شفاه صغيرتي.. تحوي سروراً وثقة بقوة تاريخ والدها..
- هل تحبينه يا ربى؟
- بالتأكيد!!
- إذن، احكِ لي عنه.. ما الذي تحبينه في والدك؟ لقد عِشتِ معه ثلاث سنوات ما الذي تذكرينه منه؟

نظرات الاستغراب أراها على وجه صغيرتي.. ربما لم أطلب منها ذلك من قبل.. لكنني أحببت أن أرى مدى حبها لوالدها الذي فارقته..





يتبع بإذن الله :27:



صدى
ابنة الرجل

7
633

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نــــور
نــــور
رائعة يا صدى
أتابعك بشوق :26:
دونا
دونا
صدى...
لقد هممت بالتعليق على الجزء الأول و الذي كان رائعاً..
لكن ما أن لمحت الجزء الثاني يشرق في واحتنا حتى زرته في عجل...
و ماذا وجدت؟
صدى كتابي رائع..
يمتد بلا حدود..
و إلى ما لانهاية إن شاء الله...
و الآن نحن سجناء للانتظار..
فلا تطيلي علينا..
أسرعي..
فنحن في قمة الاستمتاع..:26:
(صدى)
(صدى)
نور


شكرا لتواجددك :27:



دونا

كم أنا سعيدة لوجودك هنا

قرأت قصصك المنشورة وكل يوم يزداد إعجابي بمدى قدرتك على التعبير عن دقائق الأمور


شكرا لتواجدك أخيتي
:27:
ورد الريف
ورد الريف
:27: :26:
(صدى)
(صدى)
:27: