مارنا

مارنا @marna_1

عضوة نشيطة

صغير حجمه...عظيم نعمته وجرمه

ملتقى الإيمان

إنه اللسان .. وهو من نعم الله العظيمة .. فإنه صغير حجمه عظيم نعمته وجرمه .. ولا يستبين الكفر والايمان إلا
بشهادة اللسان وهما غاية الطاعة والعصيان .. واللسان رحب الميدان ليس له مرد ولا لمجاله حد .. له في الخير
مجال رحب .. وله في الشر ذيل سحب .. فمن أطلقه سلك به الشيطان في كل مكان وساقه إلي شفا جرف هار إلي
أن يضطره إلي دار البوار .. ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم :
" وهل يكب الناس في النارعلى وجوههم إلا حصائد ألسنتهم "


و ينجو من شره من قيده بلجام الشرع .. فلا يطلقه إلا فيما ينفعه في الدنيا والآخرة ويكفه عن كل ما يخشي
غائلته في عاجله وآجله .. وهو أعصي الأعضاء علي الانسان ,, فإذا ترك له العنان يصول ويجول .. يتحدث
عن هذا ويغتاب هذا ويشتم هذا ويقذف هذا ويستهزيء بهذا ..!!


ولا تعب في إطلاقه وقد تساهل الخلق في الاحتراز عن آفاته وغوائله والحذر من مصائد حبائله .. وانه أعظم آلة
للشيطان في استغواء الإنسان .. وقلة من أمسكوا بعنان ألسنتهم ووقفوا به عن ما لا يعنيهم ..
ويقول رسولنا الكريم : " إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول:
اتق الله فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا، وإذا اعوججت اعوججنا "


وللسان آفات خطيرة ومهلكة ....... منها الغيبة والنميمة والكذب والاستهزاء والنفاق والفحش والمراء وتزكية
النفس والخواص في الباطل والخصومة والفضول والتحريف والزيادة والنقصان وإيذاء الخلق وهتك العورات ..
وهي أمراض خبيئة تسري في جسد الامة فتحصد الحسنات وتجلب السيئات وتضيع الأوقات .. وبزلة واحدة تهدم
الأسر وتفرق الأحبة وتقطع الأرحام وتراق الدماء وتنتشر البغضاء والكراهية بين العباد .... وبكلمة واحدة ربما
هوي بها صاحبها سبعين خريفآ في النار ..
وقد ساعد علي تفشي هذه الآفات قلة الوازع الديني والابتعاد عن الاسلام .


وفي اللسات آفتان عظيمتان لإن خلص من واحدة لم يخلص من الآخرة .. وهما آفة الكلام وآفة السكوت وقد يكون
كل منها أعظم من الآخري في وقتها .. فالساكت عن الحق شيطان أخرس عاص لله مراء مداهن والمتكلم بالباطل
شيطان ناطق عاص لله منافق .. وأكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته وهم بين هذين النوعين


واهل الوسط هم أهل الصراط .. كفوا ألسنتهم عن الباطل وأطلقواها في الحق وفيما يعود عليهم نفعه في الدنيا
والآخره .. فلا تري أحدهم تكلم بكلمة تذهب عليه ضائعه بلا منفعة وان العبد ليأتي يوم القيامه بحسنات أمثال
الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها .. وهؤلاء هم المفلسون يوم القيامه ..
ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :
" أتدرون من المفلس ؟ قالوا : يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال : إن المفلسمن أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام وقد شتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرح عليه ثم طرح في النار "


وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية موضحآ حال الكثيرين :
" ومن العجب ان الإنسان يهون عليه التحفظمن الأحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغير ذلك .. ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه حتي تري الرجل ليشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالآ .. ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد من بين المشرق والمغرب .. وكم تري من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء "


وحين سئل الحسن يومآ : كيف أصبحت يا أبا سعيد ؟ قال :
والله ما انكسرت سفينة في لجج البحر بأعظم مني مصيبة .. قيل ولما ذاك ؟ قال :
" لاني من ذنوبي علي يقين .. ومن طاعتي وقبول عملي علي وجل .. لا أدري أقبلت مني أم ضرب بها وجهي .. فقيل له : وانت تقول ذلك يا أبا سعيد ؟ فقال : ولم لا أقول ذلك .. وما الذي يؤمنني من أن يكون الله سبحانه وتعالي قد نظر إلي وانا علي بعض هناتي نظرة مقتني بها .. فأغلق علي باب التوبة وحال بيني وبين المغفرة "


وعن ابن عباس رض الله عنهما قال :
" ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا كتب عليه حتي أنينه في مرضه "
والكثير الأن لا يعد الكلام من العمل .. وما علم أنه يحصي عليه كل لفظ وقول وانه غدآ نحاسب علي كل كلمة
أو حديث .. ويقول جل وعلا :


{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْل ٍإِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد }


فيا من تربعت في مجلس ساعات طوال ولم يسلم المسلمون من لسانك !! .. غيبة ونميمة وإفشاء أسرار وإشاعة
فاحشة فإن كل ذلك أنت محاسب عليه والحساب عسير .. ويقول جل وعلا :


{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }



منقولـ بتصرف .. للعظة والعبرة وآفات تفشت واستشريت في أمتنا اللهم سلم .. فالنراقب الله في كل
أقوالنا وأفعالنا فإذا تكلمنا يجب أن نتذكر سمع الله إلينا .. وإذا سكتنا يجب أن نتذكر عمل الله إلينا ..
وإذا عملنا يجب أن نتذكر نظر الله إلينا .. ولنسأل انفسنا :
كم هي حصائد ألسنتنا ؟؟ هل أحصيناه أو نقدر علي أن نحصيها ؟
نسأل الله أن لا نكون ممن قال فيهم :
{ يوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواأَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }
ولا نقول إلا كما قيل : ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال لتكون من المحسنين :
" إنك إن لم تنفعه فلا تضره .. وإن لم تسره فلا تغمه .. وإن لم تمدحه فلا تذمه "
فإن أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس .. وإذا أردت أن تستدل علي ما في
القلب فاستدل عليه بحركة اللسان .. فإنه يطلعك علي ما في القلب شاء صاحبه أم آبي .
قال يحي بن معاذ :
" القلوب كالقدور تغلي بما فيها .. وألسنتها مغارفها .. فانظر إلي الرجل
حين يتكلم فإن لسانه يغترف مما في قلبه .. حلو وحامض .. وعذب واجاج "


*****
جزى الله كاتبه خير الجزاء
م/ن
4
392

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الاميرة الشهري
1duck
1duck
جزاك الله خيرا
مارنا
مارنا
شكرا جزيلا