صـــــور من صبــــر الصحـــابةرضي الله عنهم..

بسم الله الرحمن الرحيم

الصحابه _رضي الله عنهم_لهم مواقف كثيره جدا لايستطيع أحد أن يحصرها
لأنهم_رضي الله عنهم_باعوا أنفسهم وأموالهم وحياتهم لله ابتغاء مرضاته,
وخوفا من عقابه ,ففازوا بسعادة الدنيا والاخرة.
ومن درس حياتهم ونظر الى تطبيقاتهم للأسلام قولا وعملا واعتقادا ازداد
ايمانه,وأحبهم فيحصل له بذلك محبة الله تعالى.
* صبـــــــــر بـــــــــلال*
بلا ل بن رباح_رضي الله عنه_كان يعذبه أمية بن خلف على توحيده وايمانه بالله
_تعالى _وقد عذبه أشد العذاب, ومن ذلك أن أمية كان يخرج بلال أذا حميت الشمس
في الظهيره,فيطرحه على ظهره في بطحاء مكه, ثم يأمربالصخره العظيمه فتوضع
على صدره ثم يقول لاتزال هكذا حتى تموت
أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى,فيقول وهو في ذلك البلاء: أحد أحد فمر به
أبو بكر فاشتراه.
وهذه الكلمة التي زعزعت كيان أمية بن خلف.
* صبــــــــــــر أل ياسر*
وهذا عمار بن ياسر وأبوه ياسر وأمه سمية رضي الله عنهم_
يعذبون أشد العذاب من أجل ايمانهم بالله_تعالى _ فلم يردهم ذلك العذاب
عن دينهم لانهم صدقوا مع الله فصدقهم الله_تعالى _ولهذا قيل لهم:
(صبرا أل ياسر, فان موعدكم الجنة) فرضى الله عنهم وأرضاهم.
* صبــــــــر صهيب*
وهذا صهيب الرومي _ رضي الله عنه_ أراد الهجرة فمنعه كفار قريش
أن يهاجر بماله وأن أحب أن يتجرد من ماله كله ويدفعه أليهم تركوه
وما أراد فأعطاهم ماله ونجى بدينه مهاجرا الى الله ورسوله وأنزل الله
عزوجل _(ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف
بالعباد),فتلقاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجماعه ألى طرف الحرة
فقالوا له: ربح البيع. فقال :وأنتم فلا أخسر الله تجارتكم , وما ذاك!فأخبروه أن الله
أنزل فيه هذه الاية.
*صبــــــــر عبدالله بن حذافة*
وعندما ينظر الانسان في موقف عبدالله بن حذافة بن قيس_ رضي الله عنه_
عندما حاول ملك الروم أن يصده عن دينه_يرى الموقف الحكيم, والرجل العضيم!
وجه عمر بن الخطاب_ رضي الله عنه_ جيشا الى الروم فأسروا عبدالله بن حذافة
فذهبوا به الى ملكهم فقالوا:ان هذا من أصحاب محمد.فقال:هل لك أن تنتصر وأعطيك
نصف ملكي!قال: لو أعطيتني جميع ملك العرب, مارجعت عن دين محمد صلى الله وعليه وسلم
طرفة عين, قال:اذا أقتلك. قال : أنت وذاك , فأمر به فصلب وقال للرماة:ارموه قريبا من بدنه,
وهو يعرض عليه ويأبى ولم يجزع فأنزله وأمر بقدر فصب فيه ماء وأغلي عليه حتى احترقت
ودعا بأسيرين من المسلمين,فأمر بأحدهما ,فألقي فيها فأذا عظامه تلوح وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى فأمر بالقائه في القدر ان لم ينتصر فلما ذهبوا به بكى فقيل لملك: انه
بكى, فظن أنه قد جزع فقال:ردوه فقال:ما أبكاك!قال :قلت هي نفس واحدة تلقى الساعة
فتذهب فكنت أشتهي أن يكون بعدد شعري أنفس تلقى في النار في الله, فتعجب الطاغية فقال له:
هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك !فقال له عبدالله:وعن جميع أساري المسلمين!
قال :نعم,فقبل رأسه فخلى عنهم, وقدم بالاساري على عمر فأخبره خبره..
فقال عمر:حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبدالله بن حذافة,وأنا أبدأ.
فقبل رأسه..
هذا موقف عضيم حكيم فأن عبدالله رضي الله عنه ثبت على دينه...
وهذه النماذج تدل على صبر الصحابه وحكمتهم العظيمة وصدقهم مع الله ورغبتهم فيما
عنده سبحانه_ من الثواب وزهدهم في الدنيا...

---------------------
أنواع الصبر ومجالاته.
د.سعيد القحطاني..