صفات الآمر والناهي..

بسم الله الرحمن الرحيم..
كنت ذكرت بعض العقبات التي قد تواجه الآمر بالمعروف أو الناهي عن المنكر
وسأذكر هنا بعض الصفات الواجب توفرها في الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر
فقد ذكر سليمان بن طرخان التيمي رحمه الله هذه الصفات:
1- أن يكون عالما بما يأمر عالما بما ينهى
2- أن يكون رفيقا بما يأمر رفيقا بما ينهى
3- أن يكون عدلا فيما يأمر عدلا فيما ينهى
فالعلم يكون بالعلم بالشرع بحيث يعرف المعروف من المنكر حتى لا ينكر أمرا معروفا -فقد
ينكر امرا معروفا لأنه لم يعتد عليه في مجتمعه-فمثلا قد ينكر البعض عندما يرى شخصا يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره في الصلاة بالرغم من انه ورد هذا الفعل عن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا جهل مسألة فإنه يسأل أهل الذكر(فاسألوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
والعلم أيضا يكون بحال المراد امره بالمعروف او نهيه عن المنكر فإن معرفة حاله ذات أثر كبير
في اختيار الطريقة الصحيحة في الإنكار والتغيير ..
اما الرفق فيدخل فيه الحلم والأناة والله تعالى حين أرسل موسى وهارون إلى فرعون الطاغوت المتأله الذي اضطهد المؤمنين قال سبحانه لهما: (اذهبا إلى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) فالعلة في القول اللين لأنه أدعى للتذكر والخشية فالناس يقولون في المثل:
القول اللين يغلب الحق البين ..وقد قال سليمان التيمي قلما أغضبت انسانا فقبل منك
فالإنسان إذا غضب تغلق أبواب قبول الحق عنده بسبب غضبه حتى لوكان فيه خير أحيانا
ومن الرفق المطلوب ألا ينتصر لنفسه فإنه إذا تعرض للأذى قد يغضب ويتكلم ويسب ليس من أجل المنكر ولكنه يفعل ذلك انتصارا لنفسه فالواجب اذا سمع من الكلام مالا يليق أن يقابله بالكلام الطيب فإذا لم يستطع والناس درجات فإنه يكف ولا يقابل بالإساءة..
اما العدل يكون غالبا مع الامر والنهي وبعده فلا تجحف في حقه وإن لم يستجب لك فإياك أن تجحف في حقه أو تنسى فضائله والعدل يقتضي لو تطور الأمر إلى مقاضاة ألا تجحف في حقه
ولكن تكون عدل حتى مع نفسك..
ايضا هناك غير ما ذكره سليمان التيمي رحمه الله وهو مهم جدا ألا وهو
الصبر فقد قال لقمان لابنه(وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك)
فقرن الامر والنهي بالصبر لأن الانسان لابد أن يتعرض لبعض الأمور من جراء الأمر والنهي
فيحتاج أن يربي نفسه على الصبر

وقد يقول قائل إذا كانت هذه الصفات.. فلن يأمر أحد بمعروف ولن ينهى أحد عن منكر!!!!!!!!
إن هذه الصفات مطلوبة أصلا ولكن قد تنقص أحدنا بعض هذه الصفات فعليه أن يجاهد نفسه عليها
وعليه ألا يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن يربي نفسه على هذه الخصال قدر المستطاع لكيلا يترك ثغرة لبعض الناس للمز من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وتنقُّصِهم
وليلقى أمره ونهيه قبولا أكبر وعلى الإنسان أن يستعين بالله فهو سبحانه خير معين
وعلينا الإخلاص فكلما كان الإخلاص لله أكبر كان القبول والتوفيق أكبر وأعظم
أسأل أن يجعلنا من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر
الداعين إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة
وللموضوع بقية في مسألة مراعاة المصلحة والمفسدة
وعذرررررا ......على الإطالة ...