صوم الرسول صلى الله عليه و سلم
سئُلتأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلي الله عليه وسلم قالت:
"كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر قالت : وما صام رسول الله صلي الله عليه وسلم شهرا كاملاً منذ قدم المدينة إلا رمضان " .
وسئُلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلي الله عليه وسلم في النفل فأجابت انه كان أحيانا يصوم صياما متتابعا في النفل حتى نقول في أنفسنا أو نظن انه قد صام جميع الشهر والأيام أو داوم علي الصيام وكان أحيانا يفطر كل الإفطار أو يفطر الشهر كله حتى نظن ذلك أي انه يفطر حتى نظن انه افطر كل الشهر وانه صلي الله عليه وسلم ما صام شهرا كاملا متتابعا منذ قدم المدينة وذلك بعد الهجرة إلا رمضان.
وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم من أوائل كل شهر عربي ثلاثة أيام وقليلا ما كان يفطر يوم الجمعة .
كما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم يومي الاثنين والخميس وتخصيص هذين اليومين بالصيام لأنهما يومان يغفر الله فيهما لكل مسلم إلا المجاهرين في خصام.
وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يكثر من الصيام في شهر شعبان عن غيره من مختلف الشهور .
وهذه نبذة في صفة صوم النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان وما فيها من واجبات وآداب وأدعية وفوائد أخرى على وجه الإيجاز.
1 -النية:
وجوب تبييت النية في صوم الفريضة قبل طلوع الفجر، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من لم يُجمِع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" .
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له" . والنية محلها القلب، والتلفظ بها لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم .
2 -السحور:
قال -صلى الله عليه وسلم-: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر" وقال -صلى الله عليه وسلم-: "البركة في ثلاثة: الجماعة، والثريد، والسحور" ، وكون السحور بركة ظاهرة لا ينبغي تركه، لأنه اتباع للسنة، ويقوي على الصيام. وهو الغذاء المبارك كما سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "هلمّ إلى الغذاء المبارك" ، وقال صلى الله عليه وسلم: "السحور أكلة بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" . وقال -صلى الله عليه وسلم-: " نعم سحور المؤمن التمور" . وكان من هديه تأخير السحور إلى قبيل الفجر .
3 - الإفطار :
تعجيل الفطر من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه مخالفة اليهود والنصارى ، فإنهم يؤخرون ، وتأخيرهم له أمد ، وهو ظهور النجم 00 قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" . وقال - صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم" .
* الفطر قبل صلاة المغرب: عن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفطر قبل أن يصلي" .
على ماذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يفطر؟
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء" .
ماذا يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- عند الإفطار؟
قال - صلى الله عليه وسلم- : "للصائم عند فطره دعوة لا ترد" . وكان يدعو -صلى الله عليه وسلم- عند إفطاره: "ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله"
كرم النبي – صلى الله عليه وسلم- في رمضان
كان الرسول صلي الله عليه وسلك يؤثر علي نفسه وأهله وأولاده فيعطي عطاء يعجز عنه الملوك مثل كسري وقيصر ويعيش في نفسه عيش الفقراء فيأتي عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار وربما ربط علي بطنه الحجر من الجوع . وكان قد أتاه – صلى الله عليه وسلم - سبي مرة فشكت إليه فاطمة ما تلقي من خدمة البيت وطلبت منه خادما يكفيها مؤونة بيتها فأمرها أن تستعين بالتسبيح والتكبير والتحميد عند نومها وقال– صلى الله عليه وسلم - : " لا أعطيك وأدع أهل الصفة تطوي بطونهم من الجوع " وكان جوده – صلى الله عليه وسلم - يتضاعف في شهر رمضان علي غيره من الشهور كما أن جود ربه يتضاعف فيه أيضا فإن الله جبله علي ما يحبه من الأخلاق الكريمة وكان ذلك من قبل البعثة.
كان رسول الله (ص) يجاور في حراء من كل سنة شهرا يطعم من جاءه من المساكين حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله به ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه الله فيها وذلك الشهر شهر رمضان خرج إلي حراء كما كان يخرج لجواره معه أهله حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله تعالي برسالته ورحم العباد بها جاءه جبريل من الله عز وجل ثم كان بعد الرسالة جوده في رمضان أضعاف ما كان قبل ذلك فإنه كان يلتقي هو جبريل عليه السلام وهو أفضل الملائكة وأكرمهم ويدارسه الكتاب الذي جاء يه إليه وهو أشرف الكتب وأفضلها وهو يحث علي الإحسان ومكارم الأخلاق.
وعن تضاعف جوده – صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان قال – صلى الله عليه وسلم- : " أفضل الصدقة صدقة في رمضان "
وفي حديث زيد بن خالد عن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال : "من أفطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء .
وخرج ابن خزيمة في صحيحه من حديث سلمان مرفوعا حديثا في فضل شهر رمضان وهو شهر المواساة وشهر يزاد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء " قالوا : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم قال : "يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما علي مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة" .
ومنها : أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه علي عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار لا سيما في ليلة القدر والله تعالي يرحم من عباده الرحماء كما قال – صلى الله عليه وسلم: " إنما يرحم الله من عباده الرحماء" .
فمن جاد علي عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل والجزاء من جنس العمل ومنها:
أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة كما في حديث علي رضي الله عنه عن النبي (ص) قال : " إن في الجنة غرفا يري ظهورها من بطونها و بطونها من ظهورها " قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : " لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلي بالليل والناس نيام"
وهذه الخصال كلها تكون في رمضان فيجتمع فيه للمؤمن الصيام والقيام والصدقة وطيب الكلام فإنه ينهي فيه الصائم عن اللغو والرفث.
فقد ثبت عن رسول الله (ص) أنه قال : " الصيام جنة" وفي رواية : " جنة أحدكم من النار كجنته من القتال".
كان النبي (ص) يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره.
وقد روي عن أبي ذر " أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قام بهم ليلة ثلاث وعشرين إلي ثلث الليل وليلة خمس وعشرين إلي نصف الليل فقالوا له : لو نفلتنا بقية ليلتنا؟ فقال: " إن الرجل إذا صلي مع الإمام حتى ينصرف كتب له بقية ليلته" .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة أية كتب من القانتين ومن قام بألف آيه كتب من المقنطرين" يعني أنه يكتب له قنطار من الأجر واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه جهاد بالنهار علي الصيام وجهاد بالليل علي القيام فمن جمع بين هذين الجهادين ووفي بحقوقهما وصبر عليهما وفي أجره بغير حساب .
قال– صلى الله عليه وسلم - : " الصيام والقران يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار . ويقول القران : منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان" .
فالصيام يشفع لمن منعه الطعام والشهوات المحرمة كلها سواء كان تحريمها يختص بالصيام كشهوة الطعام والشراب والنكاح ومقدماتها أو لا يختص به كشهوة فضول الكلام المحرم والنظر المحرم والسماع المحرم والكسب المحرم فإذا منعه الصيام من هذه المحرمات كلها فإنه يشفع له عند الله يوم القيامة ويقول : يا رب منعته شهواته فشفعني فيه . فهذا لمن حفظ صيامه ومنعه من شهواته.
هاجر جولة @hagr_gol
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله كل خيـــر