والله طولتيها........
كبودنا طاحت وهي ماكملت........
صبرا ال ياسر


** بنت الجبيل ** :
(17) استيقظت في اليوم التالي على طرق امي ( سارة ... قومي يايمة ماينفع تنامين طول هالوقت .. ارحمي نفسك واللي في بطنك ) فتحت عينيّ وظللت للحظات انظر الى السقف وقد لمحت نوراً خفيفاً يدخل من نافذة غرفتي ... رباه .. انه الصباح ... لقد نمت طويلاً ... وقد غادر طلال واهله !!! .. هذا اكيد . نهضت من سريري والارهاق قد اخذ مني كل مأخذ .. شعور فضيع بالغثيان ينتابني .. ياالهي ماهذا الدوار؟؟ .. كل شيء في غرفتي يتحرك ويدور .. آآآه .. ان معدتي تؤلمني بشدة .. انطلقت بسرعة الى الحمام ... وافرغت كل مافي جوفي ... واستسلمت بعدها لنوبة بكاء حادة .. اسرعت امي على اثرها لتهدئتي ... كنت افكر وافكر .. ماهذا النحس الذي يلاحقني ؟؟ .. انني اجهل ماسأفعله .. فلم يكن هذا الطفل من ضمن مخططاتي المستقبلية .. !! كنت قد اعلنت قراري بالطلاق للجميع وقد تقبلوا ذلك دون نقاش ... او هذا ماتخيلته على الاقل .. اخرجتني امي الى الصالة واجلستني على الاريكة لأتمدد وارتاح ريثما تحضر لي ما آكله , ورن جرس الباب ... تعجبت وانا انظر الى الساعة .. انها الحادية عشرة صباحاً .. من سيكون الطارق ؟؟ ! .. فتحت امي الباب وسمعتها ترحب بالطارق بحرارة .. وحين اصغيت .. سمعت صوت طلال وهو يتساءل ( سارة نايمة ؟ ) اجابته امي بحماس ( لا لا .. صاحية شوفها بالصالة ) وحين دخل الى الصالة نظر الي بحنان وهو يبتسم ثم حياني برقة متناهية وهو يقول ( صباح الخير حبيبتي .. اشلونك الحين ؟) اجبته ببرود ( عايشة ) عقد حاجبيه ومازال مبتسماً وهو يقول متعجباً ( عايشة !! .. ليش هالاحباط ؟؟ .. المفروض تكونين فرحانه بالحمل زي أي أم ) نظرت اليه قائلة بتهكم ( وانت شايف اني زي اي أم ؟ ) ادرك ماارمي اليه ولكنه فضل الرد بلباقة ( انتِ احسن واحلى أم ) ... يااا الله .. كم هو عذب كلامه .. كم هي دافئة عينيه .. احساس دافىء ينتابني كلما نظرت اليهما .. سرحت قليلاً وانا افكر واتخيل ان طفلي له عيني ابيه .. سيكون جميلاً بلا شك .. ايقظني من افكاري قائلاً منتهزاً فرصة خروج امي ( حبيبتي .. لازم نفتح صفحة جديدة .. انا مستعد اعوضك عن كل اللي راح ... ولو تامرين على روحي غلفتها وقدمتها هدية بين ايديك ) ولا انكر انني استعذبت حديثه .. واستعذبت اكثر طريقة جلوسه حين قالها لي وهو راكع على ركبته وكفي بين كفيه .. تماماً كما يفعل امراء القصص الرومانسية لاثبات غرامهم ببطلة القصة .. ابتسمت وانا اتخيل زوجي امير ساندريللا وانا بالطبع ساندريللا .. لقد كانت هذه القصة من اروع القصص التي انحفرت في خيالي عندما كنت صغيرة .. حتى انني كنت احلم بحياتها وفارس احلامها ... وحتى حذاؤها !! .. ربما يكون ضعفها امام جبروت زوجة ابيها هو ماجعلني احب هذه القصة ..! فهي قريبة نوعاً ما من قصة حياتي ولكن الفرق يكمن في انها وجدت من يساعدها لتعيش كما تحب اما انا فبقيت ( محلك سر )!! ... ارتسمت ابتسامتي على شفتي بوضوح وانا احلق في عالم ساندريللا .. مما جعله يبادلني ابتسامتي وهو يقول متسائلاً بلطف ( يعني اعتبر سكوتك دليل على الرضا ؟ ) .. نبهني صوته من خيالاتي وشعرت بارض الواقع تحت قدمي .. يا الهي .. كم هي رائعة احلامنا .. يكفي انها تنقلنا حيث نشاء في لمح البصر .. يكفي انها تعطينا كل مانريد .. ويكفي اننا لانبكي ولا نتعس فيها ... يكفينا انها تعطينا المثالية التي نطلبها ولا نجدها على ارض الواقع .. !! آآآآآآه يكفي انني بطلتها الوحيدة ويكفي انها لم تضم خالتي يوماً ..!! نظرت اليه بثبات مجيبة ( اعتقد اننا اتفقنا وانتهينا ) .. تبدلت ابتسامته وهو يقول ( والطفل ؟ ) بدا لي ان عيناه قد لمعتا بالنصر .. لم يرحني هذا التحدي في عينيه فقلت بلا مبالاة ( بعد مااولد راح اعطيك ولدك ) ضحك بتعجب مستخفاً بكلامي وقال ( انتِ كل شي عندك بهالبساطة ؟؟ .. اللي يسمعك تتكلمين عن ولدك بهالشكل يظن انك تتكلمين عن قطعة كاكاو او علبة بيبسي !!! ) نظرت اليه وانا اقول بنفس الثبات ( انا اتكلم بجد .. اذا هالطفل بيجبرني على اني ارجعلك ماابيه ) .. شعرت ان الجملة كانت كافية بالقدر المطلوب لتلجم لسانه .. سكت وقد تغيرت ملامحه .. فقد كنت جادة بالشكل الكافي حتى يفهم انني لا اتدلل عليه وانما غاضبة منه .. وبقوة .. واستطعت ان اقرأ في عينيه ماعجز عن النطق به ... لقد شعر انني لست ضعيفة كما كان يعتقد وانما قوية ... قوية جداً .. اكثر مما ينبغي . دخلت امي وهي تحمل صينية الفطور ... ظل طلال ينظر الي بصمت اختلط بالدهشة والغضب .. وطال السكوت بيننا ... هو ينظر الي وانا احاول جاهدة ان لا اعره انتباهاً ... ثم قطعت امي التي لاحظت ذلك صمتنا قائلة ( افطري حبيبتي ..) والتفتت الى طلال وهي تقول ( يالله ياطلال افطر معها عشان تفتحون نفس بعض ) قالتها وهي تبتسم بارتباك واضح وكأنها قد فطنت لمادار بيننا .. اشار طلال بيده معتذراً ومازال يحملق بي وهو يقول بنبرة غاضبة ( لا مشكورة خالتي .. انا لي فترة نفسي مسدودة عن الاكل .. والحين انسدت اكثر ) ثم استأذن وخرج . نظراته الغاضبة لي جعلتني ارتعش بعد خروجه .. رباه .. شعور غريب انتابني .. كان ممزوجاً بالقلق والخوف .. ولا ادري لِمَ شعرت بالخوف هذه المرة ؟ ... ربما لانه كان جاداً في لهجته .. لقد جعلني اشعر بفداحة غلطتي حين قذفته بهذه الكلمات القاسية .. احساسي بانني اخطأت في حقه او جرحته يؤلمني ... يا الهي .. في كل مرة التقيه اشعر بهذا الاحساس .. تأنيب الضميريعذبني و يقتلني ... ولكنه اخطأ بحقي حين ضربني ولم ينصفني اهلي .. فلِمَ لا انصف نفسي ؟؟؟ ... حينها تلاشى احساسي بالندم .. وحل محله الالم الذي مازلت اشعر به مطبوعاً على خدي منذ ذلك اليوم المشؤوم . قالت امي معاتبه بعد خروجه ( مالك حق ياسارة .. الرجال جاي يجلس معاك ويتطمن عليك تكلمينه كذا ؟؟ ) ... كلماتها زادت احساسي بالندم .. ولكنني كنت متأكدة ان أي كلمة سأقولها لن تقنعها .. لذا فضلت عدم الرد واخذت قطعة خبز صغيرة واكلتها بهدوء .. ادركت امي انه لاجدوى من نقاشي فانصرفت لاكمال بقية اعمال المنزل. في المساء خرجت من غرفتي لاجد امي تتحدث في الهاتف مع شخص آخر .. عرفت حين اصغيت انه .. طلال .. كانت تبدو قلقة وهي تتحدث اليه .. لقد شعرت انها تكاد تتوسله راجية (ياطلال انت عارف انها تتوحم وكل الحريم يصير فيهم كذا مع الوحم .. اسألني واسأل امك .. كبّر عقلك عاد الله يهديك وتحملها شوي ... معليش هذي مهما كان زوجتك وام ولدك ) قطعت حديثها حين جلست قبالتها وانا احدق فيها بنظرات افتعلت فيها الذهول .. كيف تتوسلين اليه ليرضى عني ؟؟ هل انا من اخطأ في حقه ام العكس صحيح ؟؟ !! .. شيء غريب يدور في اذهان اهالينا .. وتفكير عقيم هو مايفكرون به .. فالمهم ان يرضى عنك الزوج ! .. اما انتِ فيجب ان تكوني راضية بكل مايصدر عنه حتى وان اخطأ في حقكِ يجب ان تصبري .. لانه وببساطة هو الرجل .... وانتِ المرأة !!!!!! ثم انني تأكدت من شكوكي اخيراً .. اذاً هذا هو السبب !!! .. الكل يعتقد ان ما امر به مجرد وحم وسينتهي .. !! لقد تناسوا جميعاً ماصدر من طلال في حقي .. !! .. بهذه البساطة ؟؟؟؟ .. اذاً كنت مغفلة حين اعتقدت انهم يروني فتاة قوية .. وكان للاسف تمسكي برأيي زائفاً ...بالنسبة لهم على الاقل .. !!! زفرت زفرةً قوية .. وحدقت بامي بنظرات عاتبة جعلتها تسرع في انهاء المكالمة .. بعد ان وضعت السماعة قالت لي بقلق اختلط بالغضب ( عاجبك هالحين ... طلال زعلان منك .. كل الناس تتوحم مو انتِ بس .. حاولي تلينين شوي والا ترى الرجال ماراح يتحملك اكثر من كذا ) قلت لها وسط ذهولي ( يمه انتِ تعتقدين ان اللي فيني مجرد وحم ؟؟ ... طلال ضربني يايمه قدام كل اهله وانتم تترجونه عشان يرضى عني .. وتطلبون مني اني الين علشان حضرته يرضى !!!!! ... مو معقول يايمه .. وين كرامتي اللي مرغها بالطين قدام امه وابوه وخواته ؟؟ .. يرضيكم اني ارجعله بكل بساطة بعد اللي سواه ؟؟ ... ) نظرت امي لي باستخفاف ممزوج ببعض الدهشة .. فلم تكن تعتقد انني سأرد عليها بهذه الطريقة !! .. فلربما لم تكن تعرف انني بشر خُلق بلسان ينطق ومشاعر لاترضى بأن يعبث احدهم بكرامتها !!! ... نعم ياامي .. آن لكِ ان تعرفي انني بشر من جسدٍ وروح .. ولست مجرد صلصال تشكليه كيفما تشائين !!.. ولكنها امام كل كلامي فاجأتني بقولها وهي غاضبة ( خليكِ زي كذا.. وسوي اللي تبينه .. بس لو جتك ورقة طلاقك لعندك هنا لا تلومين الا نفسك ) ثم نهضت وقررت الانصراف ولكنها ربما فضلت ان تزيد من همي وقلقي قبل ان تنصرف فقالت بلهجة جافة ( طلال كلمني هالحين .. وشكله ناوي على الطلاق .. لانك طلبتي منه هالشي ولانه مو قادر يتحمل تصرفاتك اللي مالها معنى ) ثم تركتني ودخلت الى المطبخ لتحضّر العشاء .. اقلقني حديثها عن الطلاق .. وحتى اكون صريحة فقد غاص قلبي في صدري لمجرد لفظ كلمة الطلاق .. !! .. انا حقاً غاضبة من طلال ولكني لا اريد الطلاق حتى وان صرحت به .. فمجرد الحديث عنه يقلقني .. وقد عجبت لذلك !! .. كيف اطلب الطلاق وارفضه في نفس الوقت !! .. وضعت يدي على بطني وشعرت بانني ارغب بشدة ان اتحدث مع طفلي عن مشكلتي مع والده .. سألته هامسة .. هل ترغب بان ننفصل عن بعضنا ؟ .. هل ترى انني ان عدت الى ابيك سأفرط في كرامتي ؟ .. هل حقاً سأتخلى عنك بكل بساطة بعد ان الدك ؟؟ .. وفجأة شعرت برفرفة بين احشائي .. جعلتني اضم كفيّ الى بطني بقوة ... رباه .. انه يفهمني .. انها اشارة لي تصدر من طفلي .. فماذا يريد ان يقول ياترى ؟؟ .. ابتسمت وانا اتخيل انه يناقشني في مصير حياتي الذي اصبح يشاركني فيه هو .. ووالده . يتبــــــــع .........(17) استيقظت في اليوم التالي على طرق امي ( سارة ... قومي يايمة ماينفع تنامين طول هالوقت .....
حيـ القلوب ــاة ... ياهلاا والله حبيبتي
اشكرك جزيل الشكر على المتابعة
ويسلم عمرك عيوني على الاطراء والتشجيع
وتسعدني متابعتك مرررة:26:
-----------------------
الفجر الواعد ... ياهلاا والله حياتي
هههههههههههههههههههههههه
ضحكني ردك ياقلبي
وهذا اللي انا ابيه .. ودي اشوف اش كثر قصتي مشوقة :)
تابعيني حبيبتي متابعتك تسعدني :26:
----------------------
سكارلت ... ياهلاا والله ياعمري
الله يسلم قلبك يااارب
واشكرك جزيل الشكر على المتابعة اللي تشجعني بقووووة
وانتظري البقية معي :26:
اشكرك جزيل الشكر على المتابعة
ويسلم عمرك عيوني على الاطراء والتشجيع
وتسعدني متابعتك مرررة:26:
-----------------------
الفجر الواعد ... ياهلاا والله حياتي
هههههههههههههههههههههههه
ضحكني ردك ياقلبي
وهذا اللي انا ابيه .. ودي اشوف اش كثر قصتي مشوقة :)
تابعيني حبيبتي متابعتك تسعدني :26:
----------------------
سكارلت ... ياهلاا والله ياعمري
الله يسلم قلبك يااارب
واشكرك جزيل الشكر على المتابعة اللي تشجعني بقووووة
وانتظري البقية معي :26:

** بنت الجبيل ** :
(17) استيقظت في اليوم التالي على طرق امي ( سارة ... قومي يايمة ماينفع تنامين طول هالوقت .. ارحمي نفسك واللي في بطنك ) فتحت عينيّ وظللت للحظات انظر الى السقف وقد لمحت نوراً خفيفاً يدخل من نافذة غرفتي ... رباه .. انه الصباح ... لقد نمت طويلاً ... وقد غادر طلال واهله !!! .. هذا اكيد . نهضت من سريري والارهاق قد اخذ مني كل مأخذ .. شعور فضيع بالغثيان ينتابني .. ياالهي ماهذا الدوار؟؟ .. كل شيء في غرفتي يتحرك ويدور .. آآآه .. ان معدتي تؤلمني بشدة .. انطلقت بسرعة الى الحمام ... وافرغت كل مافي جوفي ... واستسلمت بعدها لنوبة بكاء حادة .. اسرعت امي على اثرها لتهدئتي ... كنت افكر وافكر .. ماهذا النحس الذي يلاحقني ؟؟ .. انني اجهل ماسأفعله .. فلم يكن هذا الطفل من ضمن مخططاتي المستقبلية .. !! كنت قد اعلنت قراري بالطلاق للجميع وقد تقبلوا ذلك دون نقاش ... او هذا ماتخيلته على الاقل .. اخرجتني امي الى الصالة واجلستني على الاريكة لأتمدد وارتاح ريثما تحضر لي ما آكله , ورن جرس الباب ... تعجبت وانا انظر الى الساعة .. انها الحادية عشرة صباحاً .. من سيكون الطارق ؟؟ ! .. فتحت امي الباب وسمعتها ترحب بالطارق بحرارة .. وحين اصغيت .. سمعت صوت طلال وهو يتساءل ( سارة نايمة ؟ ) اجابته امي بحماس ( لا لا .. صاحية شوفها بالصالة ) وحين دخل الى الصالة نظر الي بحنان وهو يبتسم ثم حياني برقة متناهية وهو يقول ( صباح الخير حبيبتي .. اشلونك الحين ؟) اجبته ببرود ( عايشة ) عقد حاجبيه ومازال مبتسماً وهو يقول متعجباً ( عايشة !! .. ليش هالاحباط ؟؟ .. المفروض تكونين فرحانه بالحمل زي أي أم ) نظرت اليه قائلة بتهكم ( وانت شايف اني زي اي أم ؟ ) ادرك ماارمي اليه ولكنه فضل الرد بلباقة ( انتِ احسن واحلى أم ) ... يااا الله .. كم هو عذب كلامه .. كم هي دافئة عينيه .. احساس دافىء ينتابني كلما نظرت اليهما .. سرحت قليلاً وانا افكر واتخيل ان طفلي له عيني ابيه .. سيكون جميلاً بلا شك .. ايقظني من افكاري قائلاً منتهزاً فرصة خروج امي ( حبيبتي .. لازم نفتح صفحة جديدة .. انا مستعد اعوضك عن كل اللي راح ... ولو تامرين على روحي غلفتها وقدمتها هدية بين ايديك ) ولا انكر انني استعذبت حديثه .. واستعذبت اكثر طريقة جلوسه حين قالها لي وهو راكع على ركبته وكفي بين كفيه .. تماماً كما يفعل امراء القصص الرومانسية لاثبات غرامهم ببطلة القصة .. ابتسمت وانا اتخيل زوجي امير ساندريللا وانا بالطبع ساندريللا .. لقد كانت هذه القصة من اروع القصص التي انحفرت في خيالي عندما كنت صغيرة .. حتى انني كنت احلم بحياتها وفارس احلامها ... وحتى حذاؤها !! .. ربما يكون ضعفها امام جبروت زوجة ابيها هو ماجعلني احب هذه القصة ..! فهي قريبة نوعاً ما من قصة حياتي ولكن الفرق يكمن في انها وجدت من يساعدها لتعيش كما تحب اما انا فبقيت ( محلك سر )!! ... ارتسمت ابتسامتي على شفتي بوضوح وانا احلق في عالم ساندريللا .. مما جعله يبادلني ابتسامتي وهو يقول متسائلاً بلطف ( يعني اعتبر سكوتك دليل على الرضا ؟ ) .. نبهني صوته من خيالاتي وشعرت بارض الواقع تحت قدمي .. يا الهي .. كم هي رائعة احلامنا .. يكفي انها تنقلنا حيث نشاء في لمح البصر .. يكفي انها تعطينا كل مانريد .. ويكفي اننا لانبكي ولا نتعس فيها ... يكفينا انها تعطينا المثالية التي نطلبها ولا نجدها على ارض الواقع .. !! آآآآآآه يكفي انني بطلتها الوحيدة ويكفي انها لم تضم خالتي يوماً ..!! نظرت اليه بثبات مجيبة ( اعتقد اننا اتفقنا وانتهينا ) .. تبدلت ابتسامته وهو يقول ( والطفل ؟ ) بدا لي ان عيناه قد لمعتا بالنصر .. لم يرحني هذا التحدي في عينيه فقلت بلا مبالاة ( بعد مااولد راح اعطيك ولدك ) ضحك بتعجب مستخفاً بكلامي وقال ( انتِ كل شي عندك بهالبساطة ؟؟ .. اللي يسمعك تتكلمين عن ولدك بهالشكل يظن انك تتكلمين عن قطعة كاكاو او علبة بيبسي !!! ) نظرت اليه وانا اقول بنفس الثبات ( انا اتكلم بجد .. اذا هالطفل بيجبرني على اني ارجعلك ماابيه ) .. شعرت ان الجملة كانت كافية بالقدر المطلوب لتلجم لسانه .. سكت وقد تغيرت ملامحه .. فقد كنت جادة بالشكل الكافي حتى يفهم انني لا اتدلل عليه وانما غاضبة منه .. وبقوة .. واستطعت ان اقرأ في عينيه ماعجز عن النطق به ... لقد شعر انني لست ضعيفة كما كان يعتقد وانما قوية ... قوية جداً .. اكثر مما ينبغي . دخلت امي وهي تحمل صينية الفطور ... ظل طلال ينظر الي بصمت اختلط بالدهشة والغضب .. وطال السكوت بيننا ... هو ينظر الي وانا احاول جاهدة ان لا اعره انتباهاً ... ثم قطعت امي التي لاحظت ذلك صمتنا قائلة ( افطري حبيبتي ..) والتفتت الى طلال وهي تقول ( يالله ياطلال افطر معها عشان تفتحون نفس بعض ) قالتها وهي تبتسم بارتباك واضح وكأنها قد فطنت لمادار بيننا .. اشار طلال بيده معتذراً ومازال يحملق بي وهو يقول بنبرة غاضبة ( لا مشكورة خالتي .. انا لي فترة نفسي مسدودة عن الاكل .. والحين انسدت اكثر ) ثم استأذن وخرج . نظراته الغاضبة لي جعلتني ارتعش بعد خروجه .. رباه .. شعور غريب انتابني .. كان ممزوجاً بالقلق والخوف .. ولا ادري لِمَ شعرت بالخوف هذه المرة ؟ ... ربما لانه كان جاداً في لهجته .. لقد جعلني اشعر بفداحة غلطتي حين قذفته بهذه الكلمات القاسية .. احساسي بانني اخطأت في حقه او جرحته يؤلمني ... يا الهي .. في كل مرة التقيه اشعر بهذا الاحساس .. تأنيب الضميريعذبني و يقتلني ... ولكنه اخطأ بحقي حين ضربني ولم ينصفني اهلي .. فلِمَ لا انصف نفسي ؟؟؟ ... حينها تلاشى احساسي بالندم .. وحل محله الالم الذي مازلت اشعر به مطبوعاً على خدي منذ ذلك اليوم المشؤوم . قالت امي معاتبه بعد خروجه ( مالك حق ياسارة .. الرجال جاي يجلس معاك ويتطمن عليك تكلمينه كذا ؟؟ ) ... كلماتها زادت احساسي بالندم .. ولكنني كنت متأكدة ان أي كلمة سأقولها لن تقنعها .. لذا فضلت عدم الرد واخذت قطعة خبز صغيرة واكلتها بهدوء .. ادركت امي انه لاجدوى من نقاشي فانصرفت لاكمال بقية اعمال المنزل. في المساء خرجت من غرفتي لاجد امي تتحدث في الهاتف مع شخص آخر .. عرفت حين اصغيت انه .. طلال .. كانت تبدو قلقة وهي تتحدث اليه .. لقد شعرت انها تكاد تتوسله راجية (ياطلال انت عارف انها تتوحم وكل الحريم يصير فيهم كذا مع الوحم .. اسألني واسأل امك .. كبّر عقلك عاد الله يهديك وتحملها شوي ... معليش هذي مهما كان زوجتك وام ولدك ) قطعت حديثها حين جلست قبالتها وانا احدق فيها بنظرات افتعلت فيها الذهول .. كيف تتوسلين اليه ليرضى عني ؟؟ هل انا من اخطأ في حقه ام العكس صحيح ؟؟ !! .. شيء غريب يدور في اذهان اهالينا .. وتفكير عقيم هو مايفكرون به .. فالمهم ان يرضى عنك الزوج ! .. اما انتِ فيجب ان تكوني راضية بكل مايصدر عنه حتى وان اخطأ في حقكِ يجب ان تصبري .. لانه وببساطة هو الرجل .... وانتِ المرأة !!!!!! ثم انني تأكدت من شكوكي اخيراً .. اذاً هذا هو السبب !!! .. الكل يعتقد ان ما امر به مجرد وحم وسينتهي .. !! لقد تناسوا جميعاً ماصدر من طلال في حقي .. !! .. بهذه البساطة ؟؟؟؟ .. اذاً كنت مغفلة حين اعتقدت انهم يروني فتاة قوية .. وكان للاسف تمسكي برأيي زائفاً ...بالنسبة لهم على الاقل .. !!! زفرت زفرةً قوية .. وحدقت بامي بنظرات عاتبة جعلتها تسرع في انهاء المكالمة .. بعد ان وضعت السماعة قالت لي بقلق اختلط بالغضب ( عاجبك هالحين ... طلال زعلان منك .. كل الناس تتوحم مو انتِ بس .. حاولي تلينين شوي والا ترى الرجال ماراح يتحملك اكثر من كذا ) قلت لها وسط ذهولي ( يمه انتِ تعتقدين ان اللي فيني مجرد وحم ؟؟ ... طلال ضربني يايمه قدام كل اهله وانتم تترجونه عشان يرضى عني .. وتطلبون مني اني الين علشان حضرته يرضى !!!!! ... مو معقول يايمه .. وين كرامتي اللي مرغها بالطين قدام امه وابوه وخواته ؟؟ .. يرضيكم اني ارجعله بكل بساطة بعد اللي سواه ؟؟ ... ) نظرت امي لي باستخفاف ممزوج ببعض الدهشة .. فلم تكن تعتقد انني سأرد عليها بهذه الطريقة !! .. فلربما لم تكن تعرف انني بشر خُلق بلسان ينطق ومشاعر لاترضى بأن يعبث احدهم بكرامتها !!! ... نعم ياامي .. آن لكِ ان تعرفي انني بشر من جسدٍ وروح .. ولست مجرد صلصال تشكليه كيفما تشائين !!.. ولكنها امام كل كلامي فاجأتني بقولها وهي غاضبة ( خليكِ زي كذا.. وسوي اللي تبينه .. بس لو جتك ورقة طلاقك لعندك هنا لا تلومين الا نفسك ) ثم نهضت وقررت الانصراف ولكنها ربما فضلت ان تزيد من همي وقلقي قبل ان تنصرف فقالت بلهجة جافة ( طلال كلمني هالحين .. وشكله ناوي على الطلاق .. لانك طلبتي منه هالشي ولانه مو قادر يتحمل تصرفاتك اللي مالها معنى ) ثم تركتني ودخلت الى المطبخ لتحضّر العشاء .. اقلقني حديثها عن الطلاق .. وحتى اكون صريحة فقد غاص قلبي في صدري لمجرد لفظ كلمة الطلاق .. !! .. انا حقاً غاضبة من طلال ولكني لا اريد الطلاق حتى وان صرحت به .. فمجرد الحديث عنه يقلقني .. وقد عجبت لذلك !! .. كيف اطلب الطلاق وارفضه في نفس الوقت !! .. وضعت يدي على بطني وشعرت بانني ارغب بشدة ان اتحدث مع طفلي عن مشكلتي مع والده .. سألته هامسة .. هل ترغب بان ننفصل عن بعضنا ؟ .. هل ترى انني ان عدت الى ابيك سأفرط في كرامتي ؟ .. هل حقاً سأتخلى عنك بكل بساطة بعد ان الدك ؟؟ .. وفجأة شعرت برفرفة بين احشائي .. جعلتني اضم كفيّ الى بطني بقوة ... رباه .. انه يفهمني .. انها اشارة لي تصدر من طفلي .. فماذا يريد ان يقول ياترى ؟؟ .. ابتسمت وانا اتخيل انه يناقشني في مصير حياتي الذي اصبح يشاركني فيه هو .. ووالده . يتبــــــــع .........(17) استيقظت في اليوم التالي على طرق امي ( سارة ... قومي يايمة ماينفع تنامين طول هالوقت .....
(18)
مر اسبوع دون ان يتصل طلال او يسأل عني او عن حملي ... وللحق .. فقد شعرت بالقلق ازاء ذلك ... ماذا لو كان ماقالته امي صحيح ؟؟ ..هل سيطلقني ؟؟؟ ... ياااا الهي .. انني لا استطيع تقبل هذا الامر في خيالي .. فكيف سأحتمله اذا اصبح حقيقة ؟!!!!! .. بدا الاضطراب واضحاً علي مع كل طرقة باب وكل رنة هاتف .. كنت امني نفسي لعل الطارق او المتصل سيكون طلال .. لم اكن طامعة في ان يقدم لي الكثير لأعود اليه .. كان شيئاً واحداً رغبت به بقوة .. وبالتأكيد تعرفون ماهو ؟ ... نعم .. انها امه .. اريدها ان تبتعد عن حياتي .. هي بالتأكيد لن تخرج منها للابد .. ولكنني اريدها ان تفهم ان ابنها قد تزوج واصبح اباً وذا مسؤوليات يجب ان تقدرها .. ولكن هل ستفهم ذلك ؟؟؟ .. لا اعتقد .
رباااه ... كم ابدو ضعيفة الآن .. فبقدر ماكنت اتصنع القوة والصرامة امامه .. بقدر مااتمنى ان اراه الآن واواجهه بضعفي دون تصنع .. لم يعد يهمني أي شيء في هذه اللحظة .. حتى كبريائي !.. المهم ان اراه .. او اسمعه على الاقل حتى لو من بعيد ..!!!!
بدا لي ان الزمن يتباطأ بالسير ... تعلقت عيناي على ساعة الحائط وساعة يدي .. بل بت اراقب كل ساعات المنزل .. وكأنني اتأكد من مرور الزمن ..! .. مالذي منعه من الاتصال ؟؟ سالت نفسي بقلق .. أهو غاضب مني ؟ .. بالتأكيد هو غاضب .. فلم يكن اسلوبي معه لبقاً ابداً مؤخراً .. وحين رأيت امي وهي تحدثه عبر الهاتف .. كان القلق بادياً عليها بوضوح .. انا متأكدة انها لم تتصنع ذلك لترعبني .. ياا الله .. اسألك ان تمنحني القوة .. فما عدت قادرة على التفكير .
قلت لامي متسائلة بقلق وبطريقة ملتوية ( يمه .. طلال ماكلم ابوي عن الطلاق ؟ )
لم استطع مواجهة امي بسؤالي عن طلال نفسه .. فلربما اعتَقَدَت انها قد اثّرت علي بكلامها وهذا مالا اريده .. لذا اقحمت الطلاق في سؤالي حتى انبهها .. او على الاصح .. اوهمها انني متمسكة برأيي ... فمازال خوفي من نزع قناع القوة امام امي قائماً ولا اود ان ازيله .. حتى وان رغبت بقذفه بعيداً عني حين اواجه طلال !!!!!!
ولم يكن سؤالي بالطبع عن الطلاق هو ماارنوا اليه .. ولربما احسست بضيق وانا الفظ هذه الكلمة .. فاجأني هذا الشعور .. ولكنه اسعدني كثيراً .. ولا ادري لماذا ؟؟ .. وكل مااعرفه انني ماعدت اطيق الكلام عن الطلاق .. !!
نظرت اليّ امي وهي تقول بضيق مكبوت ( اي طلاق ؟.. فال الله ولا فالك .. حنا ماعندنا بنات تتطلق ) ولاول مرة في حياتي يسعدني قرار تتخذه امي لي .. حتى انني ضحكت في داخلي بسرور.. ولكنها لم تجبني عما اريد معرفته.. ففضلت ان اسألها مباشرةً ( زين يمه .. طيب طلال مااتصل ؟؟ ) ( لا ) قالتها وهي ترمقني بنفس النظرات السابقة .. اذاً لم يتصل ولم يأتي .. ازداد قلقي ،، ولكنني طمأنت نفسي .. فلعله مازال غاضباً من طريقتي في الحديث معه مؤخراً وحتماً سيأتي قريباً .. بدا لي ان عودته لي .. شيئاً اكيداً .
على الرغم من ارتياح نفسي بهذا الكلام الا انني عشت ليلةً من الأرق وانا افكر في طلال .. كانت الافكار تهاجمني بلا رحمة .. هل غيابه بهذه الطريقة يعني انه لم يعد يحتمل اكثر كما قالت امي ؟؟ .. هل سيطلقني ؟؟ .. وهل سيأخذ طفلي مني ؟؟ .. ازعجتني هذه الفكرة اكثر من غيرها .. حتى انني نهضت فزعة وكأنه قد جاء فعلاً لأخذه ..!!.. بقيت للحظات افكر في طفلي .. فانا التي تنازلت عنه بكل سهولة .. يا الهي .. الا طفلي .. شعور غريب انتابني وانا افكر فيه .. فالرفرفة الصغيرة التي اشعر بها بين احشائي قد حركت في مشاعري الكثير الكثير .. رباه .. مااجمل هذا الشعور .. بدا لي انه شعورٌ يبعث الحياة في كامل اوصال الجسد .. في كل عرق وفي كل نبض وفي كل خلية وعضو .. بل يبعث الحياة في الروح نفسها .. !! فهل يستحق من بعث في كل هذا الاحساس المتدفق من الحنان والامومة والحياة ان اتخلى عن كل شيء من اجله ؟؟ .. لقد ضربني ابوه .. وهذا الشيء آلمني كثيراً .. ولكنه اعتذر .. نعم .. اعتذر كثيراً وانا التي صددته .. هل يعقل ان انهي حياتي معه امام اول ريح تقابلنا ؟؟؟؟؟
انني لا اقوى على التفكير في البعد عنه .. هاأنا ارى بوضوح كيف ان غيابه المفاجىء والقصير يسوقني للجنون .. فكيف لو تركني لبقية عمري !!
دارت الافكار في رأسي .. لربما كان الامر اسهل عليّ في السابق .. ولكنه الآن .. يبدو اشبه بالدهليز .. فلا اعرف من اين دخلت او من اين سأخرج .. ولطالما كنت كذلك امام كل مشكلة تواجهني .. اجدني اقف في منتصف الطريق بلا حراك .. لانني لااملك القدرة على التقدم ولا املك الجرأة على العودة من حيث بدأت ..!!
طرق مسمعي صوت الأذان معلناً قدوم الفجر .. آآآه كم انا متعبة .. فقد مر الوقت دون ان اشعر.. وانا اتخبط في افكاري التي تكاد تقتلني .. ولا ادري مالعمل ؟؟؟.. نهضت من سريري لأداة صلاة الفجر .. وبعدها خرجت الى الصالة .. سمعت صوت الباب الخارجي وهو يقفل .. كان ابي كالعادة ذاهباً للصلاة .. رحت امشي في الصالة وفي المطبخ وفي ارجاء المنزل كافةً .. طلباً للترويح عن نفسي من اجواء غرفتي الخانقة .. ولاول مرة منذ عودتي لهذا المنزل اشعر باشتياق عجيب لبيتي .. مرّ كل ركن فيه امام عينيّ .. وازداد اشتياقي اليه .. والى طلال ..!!
ياااااااه .. طلال .. طلال .. طلال .. انه يسيطر عليّ بقوة .. ولا يمكنني الخلاص منه ... عبثاً احاول الخلاص بتصنع القوة التي انهزمت اخيراً امام حبي المتدفق لهذا الكائن الذي دخل حياتي غريباً مجهولاً .. ولكنه الآن اصبح جزءاً لايتجزأ من روحي !! .. ضحكت بداخلي وانا افكر في القرار الذي اتخذته ورفضته في نفس الوقت .. !! .. كان قراري بالطلاق منه بمحض ارادتي .. ولكن .. حين احسست بدنو تنفيذ هذا القرار وجدتني اتراجع عنه وبشدة .. ولايكمن خوفي منه في ان احمل لقب مطلقة .. بل لم يهمني هذا الامر كثيراً .. فقد كان مايخيفني اكبر من ذلك بكثير .. انه التفكير في الابتعاد عن طلال الى الابد .. ولا ادري لِمَ اشعر نحوه بكل هذا الحب على الرغم من قصر المدة التي عشناها معاً ..!!.. ربما لانني احسست انه من انتشلني من بحر الهموم الذي كنت غارقةً به في احضان امي الحنون !!... تماماً مثل الساحرة الصالحة التي ساعدت ساندريللا لتعيش حياتها .. اذاً قصتي اجمل من قصة ساندريللا .. لان من ساعدني هو اميري وليس شخصاً آخر .. ابتسمت وانا ارى ساندريللا تعود لمخيلتي من جديد لتحملها الى ايام طفولتي الغابرة .. يالها من ايام جميلة .. عشتها بعيداً عن الهم .. او ربما في وسطه ..! ولكنني لم اكن ادرك معناه حينها !! ... بدا لي ان طلال هو الشخص الوحيد الذي جعلني اشعر بقيمة الحياة .. فقبل زواجي منه.. كانت لي حياة مختلفة اشبه بالعزلة والانطواء .. فلم يكن لديّ صديقات بالمعنى الكافي .. كل من عرفتهن كن مجرد جليسات لا استطيع ان اُخرج معهن مافي جعبتي لارتاح .. آآآآه فليسامحكِ الله يا امي .. انتِ من جعلتني اعيش هكذا .. بلا صديقات وبلا طموح وبلا آمال .. وحتى بلا حياة !!
ولربما خوفها عليّ هو ما جعلها تعتقد انها كلما ضيقت الخناق فستكون تربيتي اسهل !!! .. ربما ! .. ولكنها اخطأت كثيراً بهذا التفكير العقيم .. لانني بت انفر من كل شيء .. حتى منها !!!
ووسط امواج الافكار التي تقاذفتني .. تمكن النعاس مني اخيراً .. فانصرفت الى غرفتي ورحت في نوم عميق .
مر النهار بطوله مروراً رتيباً فلا شيء يذكر .. ولم يدر ايّ نقاش بيني وبين امي ... ولم يتصل طلال ايضاً .. يا الهي .. اين هو ؟ .. انني حتى لم اعد اسمع امي تكلمه بعد ذاك اليوم !! .. هل هي خطة يدبرانها هو وامي ؟؟ !! .. فلم اعد استغرب شيئاً ... هكذا حملتني افكاري ولكن القلق يأسرني .. هل اتصل عليه ؟ .. ولكن ماذا سأقول ؟ .. فمن الصعب علي ان اتصل لأسأل عنه .. ماذا سيعتقد ؟؟ .. اووووه .. ماهذا القلق الذي ينتابني ؟ .. ومِمَ انا قلقة ؟؟.. هل انا قلقة من الطلاق ؟؟ .. اهتز جسدي كله حين لفظت هذه الكلمة .. اذاً .. هذا هو مايقلقني .. الآن تأكدت انني لا اريد الطلاق .. او بالاصح لا اريد الابتعاد عن طلال .. الذي اصبح عالمي وكوني وكل حياتي .
احسست ان امي كانت تشعر بكل مايخالجني ولكنها تعمدت عدم الكلام معي .. فلربما تجنبها للحديث معي سيخفف من عنادي الذي علمت امي انه اصبح سلاحي مؤخراً ..
رفرف طفلي في داخلي .. كانت الرفرفه قوية هذه المرة .. فقد جعلتني انتفض .. مما لفت انتباه امي التي سألتني بدهشة ( بسم الله عليك .. وشفيك؟؟ ) ابتسمت وانا انظر اليها دون ان اجيبها .. ضممت يديّ الى بطني وكأنني اطمئنه .. بأن اهدأ ياصغيري فكل شيء على مايرام .. وامام نظرات امي الحائرة وقفت واتجهت الى الهاتف ... فقد حان وقت العودة .
يتبـــــــــــــع ...........
مر اسبوع دون ان يتصل طلال او يسأل عني او عن حملي ... وللحق .. فقد شعرت بالقلق ازاء ذلك ... ماذا لو كان ماقالته امي صحيح ؟؟ ..هل سيطلقني ؟؟؟ ... ياااا الهي .. انني لا استطيع تقبل هذا الامر في خيالي .. فكيف سأحتمله اذا اصبح حقيقة ؟!!!!! .. بدا الاضطراب واضحاً علي مع كل طرقة باب وكل رنة هاتف .. كنت امني نفسي لعل الطارق او المتصل سيكون طلال .. لم اكن طامعة في ان يقدم لي الكثير لأعود اليه .. كان شيئاً واحداً رغبت به بقوة .. وبالتأكيد تعرفون ماهو ؟ ... نعم .. انها امه .. اريدها ان تبتعد عن حياتي .. هي بالتأكيد لن تخرج منها للابد .. ولكنني اريدها ان تفهم ان ابنها قد تزوج واصبح اباً وذا مسؤوليات يجب ان تقدرها .. ولكن هل ستفهم ذلك ؟؟؟ .. لا اعتقد .
رباااه ... كم ابدو ضعيفة الآن .. فبقدر ماكنت اتصنع القوة والصرامة امامه .. بقدر مااتمنى ان اراه الآن واواجهه بضعفي دون تصنع .. لم يعد يهمني أي شيء في هذه اللحظة .. حتى كبريائي !.. المهم ان اراه .. او اسمعه على الاقل حتى لو من بعيد ..!!!!
بدا لي ان الزمن يتباطأ بالسير ... تعلقت عيناي على ساعة الحائط وساعة يدي .. بل بت اراقب كل ساعات المنزل .. وكأنني اتأكد من مرور الزمن ..! .. مالذي منعه من الاتصال ؟؟ سالت نفسي بقلق .. أهو غاضب مني ؟ .. بالتأكيد هو غاضب .. فلم يكن اسلوبي معه لبقاً ابداً مؤخراً .. وحين رأيت امي وهي تحدثه عبر الهاتف .. كان القلق بادياً عليها بوضوح .. انا متأكدة انها لم تتصنع ذلك لترعبني .. ياا الله .. اسألك ان تمنحني القوة .. فما عدت قادرة على التفكير .
قلت لامي متسائلة بقلق وبطريقة ملتوية ( يمه .. طلال ماكلم ابوي عن الطلاق ؟ )
لم استطع مواجهة امي بسؤالي عن طلال نفسه .. فلربما اعتَقَدَت انها قد اثّرت علي بكلامها وهذا مالا اريده .. لذا اقحمت الطلاق في سؤالي حتى انبهها .. او على الاصح .. اوهمها انني متمسكة برأيي ... فمازال خوفي من نزع قناع القوة امام امي قائماً ولا اود ان ازيله .. حتى وان رغبت بقذفه بعيداً عني حين اواجه طلال !!!!!!
ولم يكن سؤالي بالطبع عن الطلاق هو ماارنوا اليه .. ولربما احسست بضيق وانا الفظ هذه الكلمة .. فاجأني هذا الشعور .. ولكنه اسعدني كثيراً .. ولا ادري لماذا ؟؟ .. وكل مااعرفه انني ماعدت اطيق الكلام عن الطلاق .. !!
نظرت اليّ امي وهي تقول بضيق مكبوت ( اي طلاق ؟.. فال الله ولا فالك .. حنا ماعندنا بنات تتطلق ) ولاول مرة في حياتي يسعدني قرار تتخذه امي لي .. حتى انني ضحكت في داخلي بسرور.. ولكنها لم تجبني عما اريد معرفته.. ففضلت ان اسألها مباشرةً ( زين يمه .. طيب طلال مااتصل ؟؟ ) ( لا ) قالتها وهي ترمقني بنفس النظرات السابقة .. اذاً لم يتصل ولم يأتي .. ازداد قلقي ،، ولكنني طمأنت نفسي .. فلعله مازال غاضباً من طريقتي في الحديث معه مؤخراً وحتماً سيأتي قريباً .. بدا لي ان عودته لي .. شيئاً اكيداً .
على الرغم من ارتياح نفسي بهذا الكلام الا انني عشت ليلةً من الأرق وانا افكر في طلال .. كانت الافكار تهاجمني بلا رحمة .. هل غيابه بهذه الطريقة يعني انه لم يعد يحتمل اكثر كما قالت امي ؟؟ .. هل سيطلقني ؟؟ .. وهل سيأخذ طفلي مني ؟؟ .. ازعجتني هذه الفكرة اكثر من غيرها .. حتى انني نهضت فزعة وكأنه قد جاء فعلاً لأخذه ..!!.. بقيت للحظات افكر في طفلي .. فانا التي تنازلت عنه بكل سهولة .. يا الهي .. الا طفلي .. شعور غريب انتابني وانا افكر فيه .. فالرفرفة الصغيرة التي اشعر بها بين احشائي قد حركت في مشاعري الكثير الكثير .. رباه .. مااجمل هذا الشعور .. بدا لي انه شعورٌ يبعث الحياة في كامل اوصال الجسد .. في كل عرق وفي كل نبض وفي كل خلية وعضو .. بل يبعث الحياة في الروح نفسها .. !! فهل يستحق من بعث في كل هذا الاحساس المتدفق من الحنان والامومة والحياة ان اتخلى عن كل شيء من اجله ؟؟ .. لقد ضربني ابوه .. وهذا الشيء آلمني كثيراً .. ولكنه اعتذر .. نعم .. اعتذر كثيراً وانا التي صددته .. هل يعقل ان انهي حياتي معه امام اول ريح تقابلنا ؟؟؟؟؟
انني لا اقوى على التفكير في البعد عنه .. هاأنا ارى بوضوح كيف ان غيابه المفاجىء والقصير يسوقني للجنون .. فكيف لو تركني لبقية عمري !!
دارت الافكار في رأسي .. لربما كان الامر اسهل عليّ في السابق .. ولكنه الآن .. يبدو اشبه بالدهليز .. فلا اعرف من اين دخلت او من اين سأخرج .. ولطالما كنت كذلك امام كل مشكلة تواجهني .. اجدني اقف في منتصف الطريق بلا حراك .. لانني لااملك القدرة على التقدم ولا املك الجرأة على العودة من حيث بدأت ..!!
طرق مسمعي صوت الأذان معلناً قدوم الفجر .. آآآه كم انا متعبة .. فقد مر الوقت دون ان اشعر.. وانا اتخبط في افكاري التي تكاد تقتلني .. ولا ادري مالعمل ؟؟؟.. نهضت من سريري لأداة صلاة الفجر .. وبعدها خرجت الى الصالة .. سمعت صوت الباب الخارجي وهو يقفل .. كان ابي كالعادة ذاهباً للصلاة .. رحت امشي في الصالة وفي المطبخ وفي ارجاء المنزل كافةً .. طلباً للترويح عن نفسي من اجواء غرفتي الخانقة .. ولاول مرة منذ عودتي لهذا المنزل اشعر باشتياق عجيب لبيتي .. مرّ كل ركن فيه امام عينيّ .. وازداد اشتياقي اليه .. والى طلال ..!!
ياااااااه .. طلال .. طلال .. طلال .. انه يسيطر عليّ بقوة .. ولا يمكنني الخلاص منه ... عبثاً احاول الخلاص بتصنع القوة التي انهزمت اخيراً امام حبي المتدفق لهذا الكائن الذي دخل حياتي غريباً مجهولاً .. ولكنه الآن اصبح جزءاً لايتجزأ من روحي !! .. ضحكت بداخلي وانا افكر في القرار الذي اتخذته ورفضته في نفس الوقت .. !! .. كان قراري بالطلاق منه بمحض ارادتي .. ولكن .. حين احسست بدنو تنفيذ هذا القرار وجدتني اتراجع عنه وبشدة .. ولايكمن خوفي منه في ان احمل لقب مطلقة .. بل لم يهمني هذا الامر كثيراً .. فقد كان مايخيفني اكبر من ذلك بكثير .. انه التفكير في الابتعاد عن طلال الى الابد .. ولا ادري لِمَ اشعر نحوه بكل هذا الحب على الرغم من قصر المدة التي عشناها معاً ..!!.. ربما لانني احسست انه من انتشلني من بحر الهموم الذي كنت غارقةً به في احضان امي الحنون !!... تماماً مثل الساحرة الصالحة التي ساعدت ساندريللا لتعيش حياتها .. اذاً قصتي اجمل من قصة ساندريللا .. لان من ساعدني هو اميري وليس شخصاً آخر .. ابتسمت وانا ارى ساندريللا تعود لمخيلتي من جديد لتحملها الى ايام طفولتي الغابرة .. يالها من ايام جميلة .. عشتها بعيداً عن الهم .. او ربما في وسطه ..! ولكنني لم اكن ادرك معناه حينها !! ... بدا لي ان طلال هو الشخص الوحيد الذي جعلني اشعر بقيمة الحياة .. فقبل زواجي منه.. كانت لي حياة مختلفة اشبه بالعزلة والانطواء .. فلم يكن لديّ صديقات بالمعنى الكافي .. كل من عرفتهن كن مجرد جليسات لا استطيع ان اُخرج معهن مافي جعبتي لارتاح .. آآآآه فليسامحكِ الله يا امي .. انتِ من جعلتني اعيش هكذا .. بلا صديقات وبلا طموح وبلا آمال .. وحتى بلا حياة !!
ولربما خوفها عليّ هو ما جعلها تعتقد انها كلما ضيقت الخناق فستكون تربيتي اسهل !!! .. ربما ! .. ولكنها اخطأت كثيراً بهذا التفكير العقيم .. لانني بت انفر من كل شيء .. حتى منها !!!
ووسط امواج الافكار التي تقاذفتني .. تمكن النعاس مني اخيراً .. فانصرفت الى غرفتي ورحت في نوم عميق .
مر النهار بطوله مروراً رتيباً فلا شيء يذكر .. ولم يدر ايّ نقاش بيني وبين امي ... ولم يتصل طلال ايضاً .. يا الهي .. اين هو ؟ .. انني حتى لم اعد اسمع امي تكلمه بعد ذاك اليوم !! .. هل هي خطة يدبرانها هو وامي ؟؟ !! .. فلم اعد استغرب شيئاً ... هكذا حملتني افكاري ولكن القلق يأسرني .. هل اتصل عليه ؟ .. ولكن ماذا سأقول ؟ .. فمن الصعب علي ان اتصل لأسأل عنه .. ماذا سيعتقد ؟؟ .. اووووه .. ماهذا القلق الذي ينتابني ؟ .. ومِمَ انا قلقة ؟؟.. هل انا قلقة من الطلاق ؟؟ .. اهتز جسدي كله حين لفظت هذه الكلمة .. اذاً .. هذا هو مايقلقني .. الآن تأكدت انني لا اريد الطلاق .. او بالاصح لا اريد الابتعاد عن طلال .. الذي اصبح عالمي وكوني وكل حياتي .
احسست ان امي كانت تشعر بكل مايخالجني ولكنها تعمدت عدم الكلام معي .. فلربما تجنبها للحديث معي سيخفف من عنادي الذي علمت امي انه اصبح سلاحي مؤخراً ..
رفرف طفلي في داخلي .. كانت الرفرفه قوية هذه المرة .. فقد جعلتني انتفض .. مما لفت انتباه امي التي سألتني بدهشة ( بسم الله عليك .. وشفيك؟؟ ) ابتسمت وانا انظر اليها دون ان اجيبها .. ضممت يديّ الى بطني وكأنني اطمئنه .. بأن اهدأ ياصغيري فكل شيء على مايرام .. وامام نظرات امي الحائرة وقفت واتجهت الى الهاتف ... فقد حان وقت العودة .
يتبـــــــــــــع ...........
الصفحة الأخيرة
..
قصتك في قمة الروعة ..
سلمت اناملك الذهبية..
على هذه القصة الرائعة المشوقة..
بانتظار الاجزاء القادمة..
تحياتي..
.