** بنت الجبيل **
(18) مر اسبوع دون ان يتصل طلال او يسأل عني او عن حملي ... وللحق .. فقد شعرت بالقلق ازاء ذلك ... ماذا لو كان ماقالته امي صحيح ؟؟ ..هل سيطلقني ؟؟؟ ... ياااا الهي .. انني لا استطيع تقبل هذا الامر في خيالي .. فكيف سأحتمله اذا اصبح حقيقة ؟!!!!! .. بدا الاضطراب واضحاً علي مع كل طرقة باب وكل رنة هاتف .. كنت امني نفسي لعل الطارق او المتصل سيكون طلال .. لم اكن طامعة في ان يقدم لي الكثير لأعود اليه .. كان شيئاً واحداً رغبت به بقوة .. وبالتأكيد تعرفون ماهو ؟ ... نعم .. انها امه .. اريدها ان تبتعد عن حياتي .. هي بالتأكيد لن تخرج منها للابد .. ولكنني اريدها ان تفهم ان ابنها قد تزوج واصبح اباً وذا مسؤوليات يجب ان تقدرها .. ولكن هل ستفهم ذلك ؟؟؟ .. لا اعتقد . رباااه ... كم ابدو ضعيفة الآن .. فبقدر ماكنت اتصنع القوة والصرامة امامه .. بقدر مااتمنى ان اراه الآن واواجهه بضعفي دون تصنع .. لم يعد يهمني أي شيء في هذه اللحظة .. حتى كبريائي !.. المهم ان اراه .. او اسمعه على الاقل حتى لو من بعيد ..!!!! بدا لي ان الزمن يتباطأ بالسير ... تعلقت عيناي على ساعة الحائط وساعة يدي .. بل بت اراقب كل ساعات المنزل .. وكأنني اتأكد من مرور الزمن ..! .. مالذي منعه من الاتصال ؟؟ سالت نفسي بقلق .. أهو غاضب مني ؟ .. بالتأكيد هو غاضب .. فلم يكن اسلوبي معه لبقاً ابداً مؤخراً .. وحين رأيت امي وهي تحدثه عبر الهاتف .. كان القلق بادياً عليها بوضوح .. انا متأكدة انها لم تتصنع ذلك لترعبني .. ياا الله .. اسألك ان تمنحني القوة .. فما عدت قادرة على التفكير . قلت لامي متسائلة بقلق وبطريقة ملتوية ( يمه .. طلال ماكلم ابوي عن الطلاق ؟ ) لم استطع مواجهة امي بسؤالي عن طلال نفسه .. فلربما اعتَقَدَت انها قد اثّرت علي بكلامها وهذا مالا اريده .. لذا اقحمت الطلاق في سؤالي حتى انبهها .. او على الاصح .. اوهمها انني متمسكة برأيي ... فمازال خوفي من نزع قناع القوة امام امي قائماً ولا اود ان ازيله .. حتى وان رغبت بقذفه بعيداً عني حين اواجه طلال !!!!!! ولم يكن سؤالي بالطبع عن الطلاق هو ماارنوا اليه .. ولربما احسست بضيق وانا الفظ هذه الكلمة .. فاجأني هذا الشعور .. ولكنه اسعدني كثيراً .. ولا ادري لماذا ؟؟ .. وكل مااعرفه انني ماعدت اطيق الكلام عن الطلاق .. !! نظرت اليّ امي وهي تقول بضيق مكبوت ( اي طلاق ؟.. فال الله ولا فالك .. حنا ماعندنا بنات تتطلق ) ولاول مرة في حياتي يسعدني قرار تتخذه امي لي .. حتى انني ضحكت في داخلي بسرور.. ولكنها لم تجبني عما اريد معرفته.. ففضلت ان اسألها مباشرةً ( زين يمه .. طيب طلال مااتصل ؟؟ ) ( لا ) قالتها وهي ترمقني بنفس النظرات السابقة .. اذاً لم يتصل ولم يأتي .. ازداد قلقي ،، ولكنني طمأنت نفسي .. فلعله مازال غاضباً من طريقتي في الحديث معه مؤخراً وحتماً سيأتي قريباً .. بدا لي ان عودته لي .. شيئاً اكيداً . على الرغم من ارتياح نفسي بهذا الكلام الا انني عشت ليلةً من الأرق وانا افكر في طلال .. كانت الافكار تهاجمني بلا رحمة .. هل غيابه بهذه الطريقة يعني انه لم يعد يحتمل اكثر كما قالت امي ؟؟ .. هل سيطلقني ؟؟ .. وهل سيأخذ طفلي مني ؟؟ .. ازعجتني هذه الفكرة اكثر من غيرها .. حتى انني نهضت فزعة وكأنه قد جاء فعلاً لأخذه ..!!.. بقيت للحظات افكر في طفلي .. فانا التي تنازلت عنه بكل سهولة .. يا الهي .. الا طفلي .. شعور غريب انتابني وانا افكر فيه .. فالرفرفة الصغيرة التي اشعر بها بين احشائي قد حركت في مشاعري الكثير الكثير .. رباه .. مااجمل هذا الشعور .. بدا لي انه شعورٌ يبعث الحياة في كامل اوصال الجسد .. في كل عرق وفي كل نبض وفي كل خلية وعضو .. بل يبعث الحياة في الروح نفسها .. !! فهل يستحق من بعث في كل هذا الاحساس المتدفق من الحنان والامومة والحياة ان اتخلى عن كل شيء من اجله ؟؟ .. لقد ضربني ابوه .. وهذا الشيء آلمني كثيراً .. ولكنه اعتذر .. نعم .. اعتذر كثيراً وانا التي صددته .. هل يعقل ان انهي حياتي معه امام اول ريح تقابلنا ؟؟؟؟؟ انني لا اقوى على التفكير في البعد عنه .. هاأنا ارى بوضوح كيف ان غيابه المفاجىء والقصير يسوقني للجنون .. فكيف لو تركني لبقية عمري !! دارت الافكار في رأسي .. لربما كان الامر اسهل عليّ في السابق .. ولكنه الآن .. يبدو اشبه بالدهليز .. فلا اعرف من اين دخلت او من اين سأخرج .. ولطالما كنت كذلك امام كل مشكلة تواجهني .. اجدني اقف في منتصف الطريق بلا حراك .. لانني لااملك القدرة على التقدم ولا املك الجرأة على العودة من حيث بدأت ..!! طرق مسمعي صوت الأذان معلناً قدوم الفجر .. آآآه كم انا متعبة .. فقد مر الوقت دون ان اشعر.. وانا اتخبط في افكاري التي تكاد تقتلني .. ولا ادري مالعمل ؟؟؟.. نهضت من سريري لأداة صلاة الفجر .. وبعدها خرجت الى الصالة .. سمعت صوت الباب الخارجي وهو يقفل .. كان ابي كالعادة ذاهباً للصلاة .. رحت امشي في الصالة وفي المطبخ وفي ارجاء المنزل كافةً .. طلباً للترويح عن نفسي من اجواء غرفتي الخانقة .. ولاول مرة منذ عودتي لهذا المنزل اشعر باشتياق عجيب لبيتي .. مرّ كل ركن فيه امام عينيّ .. وازداد اشتياقي اليه .. والى طلال ..!! ياااااااه .. طلال .. طلال .. طلال .. انه يسيطر عليّ بقوة .. ولا يمكنني الخلاص منه ... عبثاً احاول الخلاص بتصنع القوة التي انهزمت اخيراً امام حبي المتدفق لهذا الكائن الذي دخل حياتي غريباً مجهولاً .. ولكنه الآن اصبح جزءاً لايتجزأ من روحي !! .. ضحكت بداخلي وانا افكر في القرار الذي اتخذته ورفضته في نفس الوقت .. !! .. كان قراري بالطلاق منه بمحض ارادتي .. ولكن .. حين احسست بدنو تنفيذ هذا القرار وجدتني اتراجع عنه وبشدة .. ولايكمن خوفي منه في ان احمل لقب مطلقة .. بل لم يهمني هذا الامر كثيراً .. فقد كان مايخيفني اكبر من ذلك بكثير .. انه التفكير في الابتعاد عن طلال الى الابد .. ولا ادري لِمَ اشعر نحوه بكل هذا الحب على الرغم من قصر المدة التي عشناها معاً ..!!.. ربما لانني احسست انه من انتشلني من بحر الهموم الذي كنت غارقةً به في احضان امي الحنون !!... تماماً مثل الساحرة الصالحة التي ساعدت ساندريللا لتعيش حياتها .. اذاً قصتي اجمل من قصة ساندريللا .. لان من ساعدني هو اميري وليس شخصاً آخر .. ابتسمت وانا ارى ساندريللا تعود لمخيلتي من جديد لتحملها الى ايام طفولتي الغابرة .. يالها من ايام جميلة .. عشتها بعيداً عن الهم .. او ربما في وسطه ..! ولكنني لم اكن ادرك معناه حينها !! ... بدا لي ان طلال هو الشخص الوحيد الذي جعلني اشعر بقيمة الحياة .. فقبل زواجي منه.. كانت لي حياة مختلفة اشبه بالعزلة والانطواء .. فلم يكن لديّ صديقات بالمعنى الكافي .. كل من عرفتهن كن مجرد جليسات لا استطيع ان اُخرج معهن مافي جعبتي لارتاح .. آآآآه فليسامحكِ الله يا امي .. انتِ من جعلتني اعيش هكذا .. بلا صديقات وبلا طموح وبلا آمال .. وحتى بلا حياة !! ولربما خوفها عليّ هو ما جعلها تعتقد انها كلما ضيقت الخناق فستكون تربيتي اسهل !!! .. ربما ! .. ولكنها اخطأت كثيراً بهذا التفكير العقيم .. لانني بت انفر من كل شيء .. حتى منها !!! ووسط امواج الافكار التي تقاذفتني .. تمكن النعاس مني اخيراً .. فانصرفت الى غرفتي ورحت في نوم عميق . مر النهار بطوله مروراً رتيباً فلا شيء يذكر .. ولم يدر ايّ نقاش بيني وبين امي ... ولم يتصل طلال ايضاً .. يا الهي .. اين هو ؟ .. انني حتى لم اعد اسمع امي تكلمه بعد ذاك اليوم !! .. هل هي خطة يدبرانها هو وامي ؟؟ !! .. فلم اعد استغرب شيئاً ... هكذا حملتني افكاري ولكن القلق يأسرني .. هل اتصل عليه ؟ .. ولكن ماذا سأقول ؟ .. فمن الصعب علي ان اتصل لأسأل عنه .. ماذا سيعتقد ؟؟ .. اووووه .. ماهذا القلق الذي ينتابني ؟ .. ومِمَ انا قلقة ؟؟.. هل انا قلقة من الطلاق ؟؟ .. اهتز جسدي كله حين لفظت هذه الكلمة .. اذاً .. هذا هو مايقلقني .. الآن تأكدت انني لا اريد الطلاق .. او بالاصح لا اريد الابتعاد عن طلال .. الذي اصبح عالمي وكوني وكل حياتي . احسست ان امي كانت تشعر بكل مايخالجني ولكنها تعمدت عدم الكلام معي .. فلربما تجنبها للحديث معي سيخفف من عنادي الذي علمت امي انه اصبح سلاحي مؤخراً .. رفرف طفلي في داخلي .. كانت الرفرفه قوية هذه المرة .. فقد جعلتني انتفض .. مما لفت انتباه امي التي سألتني بدهشة ( بسم الله عليك .. وشفيك؟؟ ) ابتسمت وانا انظر اليها دون ان اجيبها .. ضممت يديّ الى بطني وكأنني اطمئنه .. بأن اهدأ ياصغيري فكل شيء على مايرام .. وامام نظرات امي الحائرة وقفت واتجهت الى الهاتف ... فقد حان وقت العودة . يتبـــــــــــــع ...........
(18) مر اسبوع دون ان يتصل طلال او يسأل عني او عن حملي ... وللحق .. فقد شعرت بالقلق ازاء ذلك...
**عزوف الصمت** ... ياهلاا والله بعزوفتي :icon28:

كيفك حبيبتي ؟ منوّرة الصفحة ياقلبي

انا البارح بس ذبحني المنتدى مو راضي يفتح معي << بغيت اتطاق مع ابو الشباب وانا معصبة :42:

وترى حسيت فيكي عشان كذا ماانهيتها لين تشهدين لحظة النهاية :icon33:

شفتي كيف قلوبنا عند بعض :39:

وتسلميييييين على مرورك الممتع حبيبتي :26:
ام مارية
ام مارية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشوة حسبت ان النت معندني انا بس ههههههه
يا سلاااااااام كل صفحة احلى من الاولى
يالا اختي بالانتظار ..بس الله يرضى عليج خلصيها قبل سفري عقب الاسبوعين!!!:(
أريــ الزهور ــج
لا لا لا لااااااااااااااا حرااااااااااااااااااااااام عليييييييييييييييييييييييييك كملييييييييييييييها
قصة رائعة جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
أشكرك أختي على القصة و أتمنى إنك تكمليها بأسرع وقت






سلام
أمنية حلوة
أمنية حلوة
أصلا السبب الرئيسي لإشتراكي في المنتدى هي قصتج الأكثر من رووعة
ما تشوفين ما عندي مشاركات إلا عندج.. لأن أسلوبج وااايد حلو .. أصلا نظلمج إذا قلنا قصتج
روعة ، لأنها أكثر من جي ..
في انتظارج >> لا تطوليين بلييييز
تقبلي حبي،،
bagoriqueen
bagoriqueen
بنت الجبيل طولتي الغيبه علينا