الحـــ جود ـــزنـ
( الأخيرة ) في سكون الليل .. جلست وسط سريري في غرفتي .. كنت افكر كثيراً هذه الليلة .. فهناك امور كثيرة تغيرت في حياتي في هذين اليومين !! .. فقط في هذين اليومين !! كنت افكر بشكل مغاير فيما مضى .. اما الآن .. فكل شيء تغير .. حتى افكاري !! قفز وجه خالتي الباكي الى ذاكرتي من جديد .. سبحان الله .. قلتها في نفسي وانا ابتسم .. فحتى اطلالتها هذه المرة قد اختلفت ..! .. ففيما مضى كنت اشعر برجفة في قلبي كلما تراءى لي وجهها .. بكل تعابيرها .. حتى ابتسامتها كانت تضايقني .. اما اليوم .. فالوضع مختلف تماماً !! .. فهاهو قلبي يخفق بشدة كلما تذكرت دموعها وهي تبكي بين ذراعيّ .. رباااه .. من كان ليصدق ان ذلك سيحصل يوماً !! .. وهاقد حصل .. كان خوفي منها وضعفي امامها يجعل مجرد تصوري للامر مستحيلاً !!!! وهذا مايحيرني في امرنا نحن زمرة الضعفاء ..!! اننا لانرى العالم من عدة زوايا .. فدائماً يوجد ركن واحد ننزوي فيه بخوف من المستقبل .. من المجهول .. ومن كل شيء يحيط بنا .. حتى احبابنا !!! .. وهذا للاسف .. هو مايجعلنا لا نرى ابعد من زاويتنا .. فلا نعتقد يوماً .. ان العالم يتجدد من حولنا .. وكأننا ننسى ان قلوبنا جميعاً بين اصبعين من اصابع الله .. وان كل شيء يتجدد بين عشيةٍ وضحاها !! خفق قلبي بشدة حين عدت بذاكرتي لسبب بكائها .. يا الهي .. هل الامر بذلك السوء الذي تحدثت عنه خالتي .. شعورٌ غريب كان يتملكني حيال هذا الامر .. ومزيجاً من المشاعر تسيطر على قلبي وعقلي .. رباااه ساعدني .. فلم اكن يوماً حائرةً كما انا اليوم !! .. هل اعود اليه بنفسي ؟؟ .. ولكن ماذا ستكون ردة فعله ؟؟ .. هل سأكبر في عينيه ؟؟ .. ام سيدوس على كبريائي بقدميه ؟؟ .. لن اسامح نفسي وقتها .. لانني انا التي عدت اليه بمحض ارادتي !! .. ولم انتظر ان يأتيني راكعاً ويقبل يدي ورأسي .. هكذا فكرت .. ولكن كان هناك مايحثني على الاعتراف بحقيقة مافي داخلي .. فليس ذلك حقيقة ماكنت اشعر به .. ربما لانني اعرف كم هي كريمة اخلاق زوجي الذي لم يسىء لي يوماً .. كانت غلطته الوحيدة والتي حاول ان يكفر عنها بشتى الوسائل هي تلك الصفعة .. والتي رددتها له صفعات من خلال تصرفاتي الفضة معه .. اذاً .. ماذا انتظر ؟؟ .. كان هذا الاعتراف حافزاً عظيماً جعلني اقفز من سريري وانطلق الى حيث الهاتف .. نعم .. لم اعد ابالي .. فقد اضعت الكثير من ايام عمري ولن اضيع دقيقةً اخرى مجدداً .. فيكفي ماضاع مني من سنين ..!! شعرت بحماس كبير يدب في اوصالي .. كانت اصابعي تسابق بعضها لترفع سماعة الهاتف حتى اتصل بطلال .. شعرت وكأنني اسابق اللحظات قبل ان يأتي ماقد ينغصها ويمنعني من اتمام ما عزمت عليه .. يا الهي .. انني احاول جاهدةً طرد كل الافكار التي تحرضني على ترك الهاتف .. وحينما ضغطت على الارقام .. مرت لحظات وكانها ساعات بل سنين ثقال .. وانا انتظر ان اسمع صوته الذي منعني كبريائي المزعوم من ان املأ اذنيّ وجميع حواسي بعذوبته .. هاهي الافكار الخبيثة التي لازمتني شهوراً تودعني وهي تجر اذيال الهزيمة .. حتى ان اجابتي له بمجرد ان جاءني صوته لم تكن غير ( الحمدلله ) ..!! وكأنني اودع حملاً لطالما اثقل كاهلي .. وعذبني بقسوة .. ردد قولي وكأنما ادرك ما اشعر به ( الحمدلله .. ) ابتسمت .. فلم اعد ارى حزنا اوهماً من حولي .. فقط انا وهو .. يا الله ما اجمل هذا الاحساس .. الاحساس بالحرية .. نعم .. فكم اشعر بحريتي الآن .. بعد ان فككت كل قيودي .. نعم .. قيودي التي صنعتها بافكاري العقيمة .. جاءني صوت طلال من جديد ( هلا سارة .. اشلونك ؟ ) كان صوته هادئاً جداً .. وكنت ارى بخيالي ان لا ابتسامة على شفتيه ! .. رباااه .. اقلقني صوته .. اجبته ( توقعتك راح تسأل عني وعن ولدك .. ) صمت قليلاً قبل ان يجيب ( مااعتقد ان هالشي يهمك لدرجة انك تتصلين في هالوقت .. ) صدمتني اجابته ونبرة السخرية في صوته .. اردف متسائلاً ( هاتي من الآخر ياسارة .. وش عندك ؟؟ ) وددت وقتها ان انهي المكالمة ولكن شيئاً ما كان يحثني على الصبر .. فلطالما صبر هو عليّ وعلى تصرفاتي التي لامبرر لها .. زممت شفتي بشدة ثم قلت وانا اغالب غصة في حلقي ( واذا قلتلك اني اتصلت عشانك انت بس .. راح تصدق او لا ؟؟ ) تنهد بعمق ثم اجاب ( تبيني اصدق انك اتصلتي عشاني !! .. ) ثم ضحك بسخرية شديدة تمالكت نفسي على اثرها حتى لا اصرخ واضيع كل ماتبقى من حياتنا وقلت ( اسمعني طلال .. يمكن اكون غلطت في حقك .. بس مااعتقد انك تلومني على اللي سويته ) .. واصل اسلوبه المتهكم في الرد قائلاً ( لا طبعاً .. مالي حق الومك لانك تتوحمين ) نفذ صبري فقررت ان انهي المكالمة قائلة بعصبية ( انا آسفة اني اتصلت .. الظاهر كنت غلطانه يوم فكرت مجرد التفكير اني اكلمك .. ) وحين اردت ان اضع السماعه جاءني صوته عالياً ( لحظة .. ) وضعت السماعة على اذني من جديد .. فتكلم بجدية هذه المرة متسائلاً ( ليش اتصلتِ ؟؟ ) اجبته بضيق ( قلتلك .. ) ( عشاني ؟؟ ) بانت السخرية في لهجتي انا هذه المرة وانا اجيب ( الجوال اللي في ايدك بإسم مين ؟؟ .. بإسمك والا بإسم جاركم ؟ ) بدت منه ضحكةً خفيفة .. ذاب فيها كل الجليد من حولي .. بادلته ضحكته بابتسامة ثم قلت متسائلة ( وينك الحين ؟ ) .. ( في بيتنا ) .. سالته من جديد ( اهلك نايمين ؟ ) ( ماادري ) .. دهشت لاجابته فكيف لايعرف ماذا يفعل من حوله في المنزل ؟؟ .. فاجابني ( انا اقول لك في بيتنا .. مو بيت اهلي .. ) فتحت فمي دون ان اعي بدهشة .. ثم قلت متفاجئة ( بيتنا ؟؟ ) جاءني صوته يقول بعذوبه ( ايه .. بيتنا ) ساد بيننا صمت مطبق للحظات .. قطعه هو قائلاً ( كل يوم اجي هنا .. من وقت ما اصحى المغرب لين قرب الفجر .. وبعدين ارجع لبيت اهلي ) سالته بدهشة ( وليش تروح لبيتنا كل يوم ؟؟ !! ) تنهد من جديد وهو يجيب ( ادورعليك ..! ) تفاجأت اكثر ( تدورعلي !! ) .. ( ايه ياسارة .. ادورعليك .. تقدرين تقولين عني مجنون .. بس هذي الحقيقة .. كل يوم اجي لبيتنا وادور عليك .. حسيت اني فقدت شي عزيز في ظرف لحظة .. اجي لبيتنا اناظر في كل زاوية وركن جلستي فيه .. اشوف اش كثر صارت حياتي موحشة وانتِ مو فيها .. التجربة اللي مريت فيها هذي خلتني احس اني مو بس احبك .. لا .. انا مااشوف للدنيا معنى من غيرك .. ) ربااااه .. مااجمل ماقال .. اهو شعر ؟! .. ام نثر ؟! .. بدا لي انها من اروع ماقيل واحلى ماسمعت منذ ان وعيت في هذه الحياة .. اصغيت بهدوء لحديثه العذب .. يا الهي .. الآن فقط .. رأيت القوة بكل ماتعنيه من معنى .. نعم .. انها قوة المشاعر .. فلربما هزم الشعور كل قوة مرئية في هذا العالم !! .. زدني ياحبيبي من عذب شفتيك .. فقد زال كل ماكان في قلبي عليك .. آآآآه كم اهواك ياطلال .. كم هي رائعة قوّتك .. في وسامتك .. في عذوبتك .. في صبرك .. في كلامك .. وحتى في قسوتك .. ( يا الله ) .. قلتها وانا اصغي الى حديثه .. شعرت بحسرةٍ في اعماقي .. لانني فقط اضعت اياماً بل ساعات .. بل لحظات لم ارشف فيها من معين عينيه وشفتيه .. آآآه ما اقسى العناد .. فكم اضاع علينا اجمل اللحظات .. قلتها له فاجابني ( ماضاع علينا شي حبيبتي .. ) ثم اردف مازحاً ( وش رايك اجيلك هالحين وآخذك على بيتنا عشان تدورين علي وادورعليك ..) ضحكت بقوة .. وشعرت بشوق للضحكة التي حرمت نفسي منها طويلاً .. واختلطت دموعي بضحكتي .. نظرت حولي الى منزل اهلي .. فكل شيء فيه كان يلوح مبتسماً .. كل شيء كان يودعني .. حتى الممر المؤدي لغرفتي كان يودعني مبتسماً .. فلا رابط بيننا بعد اليوم .. ولم يعد لي مكان هنا .. وهاقد حان وقت الرحيل .. اعادني صوت طلال الى الواقع الجميل الذي اعيشه عبر هذه اللحظات وهو يسألني .. ( وش رايك ؟ ) اجبته بدلال ( منتظرتك .. لا تتطول ) ثم انهينا المكالمة . لم اخبر والديّ عما عزمت عليه .. ولم يخبر طلال والديه .. ربما كان تصرفاً احمقاً ماقمنا به .. ولكنه احساس جميل .. بل اجمل مما قد اصف .. جاء طلال واخذني الى بيتنا .. نعم .. فما اجمل بيتنا .. لم استطع ان انام هذه الليلة .. فقد بكيت وبكيت .. بين ذراعيّ طلال .. ربااااه .. كم اشتقت اليه والى ذراعيه .. بدا لي ان كل العالم محصوراً بين هاتين الذراعين .. مسح طلال دموعي برقة .. اخبرني اننا لن نفترق يوماً .. واحتضنني بعذوبه .. حتى نمت .. وياله من نوم .. يا الهي .. لا اعتقد انني استطيع ان اصف احساسي به .. لذا ساترككم تسبحون في خيالاتكم فلعلكم تستطيعون ان تصلوا الى مالم اصل اليه .. وآآآآآه .. ما احلى الرجوع اليه .. ( وانتظروني في لقاء قادم مع قصة جديدة )
( الأخيرة ) في سكون الليل .. جلست وسط سريري في غرفتي .. كنت افكر كثيراً هذه الليلة .. فهناك...
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا مليون ولا يسدن بنت الجبيل ابدعتي ماشاء الله عليك،،
نهاية موفقه وهي تدليل على ترجيح العقل على العناد
ربما الواقع فرض على ساره امور مثل زواجها
معاملة امها
معامله ام زوجها ... لا ننكرها
ولكن اعجبني كثير تغليب العقل والمنطق على الظروف ،،





^
^
^
اصبتي المقتل فعلا اعتقد حكمنا اغلب الاحيان يكون ابدياً ولا مجال لتغير الرائي
للاسف ،،

بنت الجبيل بارك الله فيك
قد استفدت من قصتك الكثير ،،
واتمنى لك النجاح الدائم ،، والقادم احلى
ننتظر جديدك بأذن الله

اختك جود

في امان الله
خواطر وشجون
خواطر وشجون
نهاااااااااااااااااااااااية راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعه جدا يا بنت الجبيل سلمت يداك ..
الحمد لله ما هي زي ما توقعت طلع الحدس عندي ما له داعي .. تحطيم صراحه ..
اتمنى لك التوفيق وننتظر جديدك القادم ودمتي ..
مع التحيه ..
صMت الحRوف
صMت الحRوف
هلا بك أختي
ماأقدر أقول الا أن حروف اللغة 28 أول مرة توقف عاجزة عن التعبير عن روعة ماسطرتي
بانتظار جديدك
** بنت الجبيل **
قصة رائعة بكل ماتحمل الكلمة من معنى مع إن سارة قهرتني لأنها مارجعت لطلال رغم توسلاته لها :( وكان بإمكانها تكسب أم زوجها بس راسها يابس :icon33: أختي بنت الجبيل الله يوفقك نبي نهاية حلوة للقصة واللي يسلمك :icon33:
قصة رائعة بكل ماتحمل الكلمة من معنى مع إن سارة قهرتني لأنها مارجعت لطلال رغم توسلاته لها :(...
الـــنّـــوري ... ياهلاا حبيبتي
وينك ؟ .. ترى نزلنا الجزء الاخير ونبي رايك :)
ومشكووورة :26:

--------------------
wahm ... ياهلاا عيوني
تسلميييين والله ياقلبي من راسك لرجليك
واسعدني رأيك الرائع بقصتي وباسلوبي
الله يبارك بعمرك ياارب وان شاءالله راح انزل قصة جديدة ويسعدني تكونين من متابعاتي الدائمات :26:

--------------------
شموخ المشاعر ... ياهلاا حبيبتي
وينك ؟؟ .. لايفوتك الجزء الاخير .. ترى تفيدنا آراءكم الغالية :27:
ومشكووورة على المتابعة :26:

--------------------
ضيـMEMEـاء ... ياهلاا ياعمري
اشكرك جداً على الاطراء ياقلبي
وفي انتظار رأيك بنهاية القصة :26:
** بنت الجبيل **
قصة رائعة بكل ماتحمل الكلمة من معنى مع إن سارة قهرتني لأنها مارجعت لطلال رغم توسلاته لها :( وكان بإمكانها تكسب أم زوجها بس راسها يابس :icon33: أختي بنت الجبيل الله يوفقك نبي نهاية حلوة للقصة واللي يسلمك :icon33:
قصة رائعة بكل ماتحمل الكلمة من معنى مع إن سارة قهرتني لأنها مارجعت لطلال رغم توسلاته لها :(...
**عزوف الصمت** ... ياهلاا والله بعزوفة
اشكرك على رأيك الاكثر من رائع في قصتي
اجل روايات عبير هاااه :42:
والله ياقلبي اسعدني اطرائك الله يعطيك العافية يااارب
ومن ناحية تنمية الموهبة ،، ماراح القى احسن منكم انمي موهبتي من خلاله
يعني اراءكم تهمني وتعطيني دافع اكبر للكتابة وما افضل ابد نشر قصصي باي طريقة ثانية غير هالمنتدى مع احترام رأيكم اللي فيه مصلحتي بلا شك
اسعدني رأيك لكن طلتك اسعدتني اكثر :26: