** بنت الجبيل **
إسلوبك رائع مشكووووووووووووووووووره
إسلوبك رائع مشكووووووووووووووووووره
(5)


لم تسنح لي اية فرصة للتواجد مع تلك القريبة بمفردنا فقد ظلت نورة ملازمة لي طوال الفترة التي تلت العشاء لذا لم اجد بداً من اطلاق العنان لخيالي الواسع وافكاري المتضاربة متسائلة عما تقصده القريبة .. وبحق لم اجد أي جواب , ولاول مرة لم يقدني تفكيري بعيداً او حتى قريباً وكانني ابحث عن حل لقضية العرب اليوم !!!
دلفت الى غرفة نومنا مع طلال بعد ان طبع قبلة حارة على وجنة امه ( تصبحين على خير ) قالها لها وهو يتجه معي نحو غرفتنا .. القى طلال بجسده على السرير وهو يقول بابتسامة ( اول مرة احس لغرفتي طعم ثاني ) .. ابتسمت بدوري لمجاملته اللطيفة وصارحته بانني كنت افضل قضاء الليلة في منزلنا بدلاً من منزل اهله , اقترب مني وقال بلطف اكثر ( ياحبيبتي هي ليلة وحده وبكرة بتشبعين ببيتنا ) ثم سألني فجأة ( هااه .. ماقلتيلي وش رايك بالحفلة الليلة ؟ ) ... ( بصراحة حلوة .. انبسطت كثير مع اهلك وقريباتك البنات ) قلتها وانا انظر الى عينيه ثم اردفت قبل ان ينطق ( ماشاءالله عندك كثير قريبات واغلبهم ماتزوجوا !!! ) ابتسم وهو يلقي برأسه على الوسادة وكفيه تحت رأسه ( الله يرزقهم ) .. بدأت احاول الدخول الى قلبه متسائلة ( يمكن تستغرب سؤالي .. بس بصراحة انا استغربت انك خطبتني وانت ماتعرفني وعندك كل هالبنات من قرايبكم ومافيهم عيب ماشاءالله !! .. يعني .. يعني ليش ماتزوجت من العائلة وخصوصاً ان مابيني وبينك تعارف ؟!! ) حينها جلس وهو يقول ( بكل بساطة ماابي اتزوج من العيلة .. وماكان فيه بنت معينه ففضلت ان الوالدة تختار لي عروس وكنت من نصيبي ... ) ثم اردف مازحاً ( وبعدين ماله داعي هالسؤال والا ترى بتخليني اعيد النظر وافكر في بنات عيلتي ) وضحك وضحكت معه ..
شعرت بمدى غبائي .. فلم يكن من المفروض ان اساله هذا السؤال الاحمق ..
نام هو .. اما انا فلم يغمض لي جفن .. كنت اتقلب على السرير وكانني اتقلب على جمر فالافكار تؤرقني .. اسئلة كثيرة تدور في عقلي ولا اجد لها اجوبة لارتاح .. لماذا قالت لي قريبته ( الله يعينك ) ؟!! هل يوجد سوء بزوجي ؟ ! .. ماالذي تعرفه هذه القريبة ولا اعرفه ؟!!! .. ثم استرجعت فجأة جلوسنا على مائدة الطعام .. تذكرت دلال زوجي بين يدي امه .... ( اهاااااا .. هذا اللي تقصده اكيييييد .. معقول !!!!! .. قصدها انه ولد امه !!.. يعني احساسي ماخاب .. بالعكس كان هذا واقع .. والدليل ان امه هي اللي اختارتني زي ماقال و(الله يعينك) زي ماقالت قريبته ) ارعبتني هذه الفكرة قليلاً ولكنني سألت نفسي واين المشكلة ؟.. المهم الا يكون طوع امرها في كل شيء .. هذا هو المهم فقط .
اقنعت نفسي بان هذا ماتقصده القريبة حتى يرتاح فكري ولا اذهب به ابعد من ذلك ..ثم نظرت اليه وهو نائم بتأمل وخاطبت نفسي ( بكرة راح اطلب منه اننا نرجع بيتنا وماراح اتراجع عن قراري حتى لو امه اصرت اننا نبقى عندهم وباشوف شيصير )
ثم عدت الى وسادتي ونمت نوماً عميقاً ..


يتــــــبع .....
** بنت الجبيل **
إسلوبك رائع مشكووووووووووووووووووره
إسلوبك رائع مشكووووووووووووووووووره
(6)


في اليوم التالي نفذت ماخططت له وكان لي مااردت وماادهشني او ربما ضايقني انه وامه لم يمانعا ابداً .. بل حتى لم يناقشاني .. !!! فبمجرد ان قلت انني اود العودة الى منزلي لم اجد أي رفض منهما وانما رحب زوجي بالفكرة حتى نستعد للسفر لقضاء شهر العسل .. وللحظة شعرت بالاحباط لانني لم اجد الفرصة لاثبات مارغبت باثباته .. فجهزت نفسي وعدنا .......
قبل السفر اتجهت لمنزل اهلي لاودعهم .. وهناك تجنبت النظر الى الممر المؤدي الى غرفة نومي فمازال الشوق يشدني لها .. وشعرت بحنين لكل شيء في بيت اهلي ... كان كل جزء منه يذكرني بالامان الذي بت قلقة من فقدانه بين احضان العائلة الجديدة ...
فلربما تعرف كل فتاة كيف تشعر في اول زيارة لها لمنزل عائلتها بعد الزواج ؟؟ .. انه شعور رائع ممزوج بقليل من الاسى لانها تسترجع ماودعته من اجمل الذكريات .. فمهما كانت هانئة في حياتها الزوجية يظل منزل الاهل محفوراً في الذاكرة بكل مافيه .. ومهما كان في هذه الذكريات من منغصات يظل الحنين يشدك لتلك الايام التي تكاد تكون خالية من كل هم ..
هذا الشعور قد لاتشعر به كل عروس ولكنه قد يمر بالغالبية منهم .. وخصوصاً الخائفات مثلي من المجهول ..
في بيت اهلي .. تبادلت مع امي عدة احاديث كان الغالب عليها حياتي الجديده .. فامي كأي ام تود الاطمئنان على حياة ابنتها في كنف زوج المستقبل لاسيما انها هي التي ضغطت علي للقبول بهذا الزوج .. كانت تسألني مراراً وتكراراً عن مدى راحتي وسعادتي معه مبدئياً طبعاً .. وكأنها تود ان اطمئنها لترتاح في داخلها لحسن اختيارها لهذا العريس
سألتها ( فهمت من طلال ان ابوي هو اللي رفض انه يشوفني ..!!! .. ليش ؟!! ) ارتبكت امي وهي تجيب بتلعثم ( ااااا .. ماادري .. يمكن ابوك عنده وجهة نظر خاصة .. او يمكن يكون خايف عليك لايشوفك وبعد كذا مايصير نصيب ... لان هالسالفة صارت مع كثير قبلك والنتيجة ان البنات تعقدوا .. وخصوصاً اذا صار العريس ولد نعمه وشبعان زي طلال ) ابتسمت مرغمة لانني اعلم جيداً ان الامر لاعلاقة له بأبي كما تزعم امي وانما هي من ارادت الا يراني طلال لنفس الفكرة التي قالتها .. ( بس يايمه اعتقد انا مافيني شي يتعيب عشان يرفضني اذا شافني ) قلت معلقة .. فردت بارتباك اكثر ( يابنتي انا ابيلك الستر وبعدين وش لك بهالسالفة خلاص انت تزوجتي والحمدلله ..) ثم اردفت مغيرة مجرى الحديث ( المهم .. متى بتمشون لجدة ؟ ) نظرت اليها طويلاً قبل ان اجيب ( بكرة الفجر ان الله اراد )
وصلنا الى جدة .. قد تستغربون انني رفضت الذهاب خارج بلادي لقضاء شهر العسل .. فبالرغم من اصراره على السفر الى الخارج رفضت حتى استخراج جواز السفر .. لا لشيء الا لانني لا احب مفارقة بلادي ابداً .. احب كل شيء فيها ابتداء بالحرمين وانتهاء برمال الشاطىء .. فبلادي في نظري كنز عجز الكثيرين عن ايجاده والاستمتاع به ..
اما انا .. فلا اجد أي متعة الا في هذا البلد .. وكم من حديث دار بيني وبين صديقاتي في الماضي في هذا المحور .. وكانت الاغلبية منهم طبعاً يستغربون لهذا التعلق ويرددون ( مافيه احد مايحب بلده بس السفر برا ماينمل وماينرفض ) وهؤلاء كن من وجهة نظري من الذين لم يتعرفوا بعد على هذا الكنز العظيم ولم يستمتعوا بامتلاكه .. فملكيته لاتعني الصورة الرسمية والحسية بل احساس رائع قل مايشعر به الناس اليوم .. وكان جوابي دائما ً ( هذا رأيي الخاص والخلاف في الرأي لايفسد للود قضية ) .. قلتها حتى لطلال الذي وجد نفسه مرغماً على مجاراتي لانني عروس ومن الصعب ان ( يزعلني ) .. واصريت ايضاً ان تكون الرحلة بالسيارة حتى انعم بكل حبة رمل في طريقي وبكل نسمة هواء ... بل وحتى بكل اسم مدينة او قرية تقابلنا في لوحات الطريق ..
في جده استمتعت كثيراً بصحبة زوجي الذي وجدته شخصاً مرحاً لابعد الحدود .. فقد جعلني اشعر بقيمة الوقت الى جواره .. كم كان وقتاً عظيماً وسعيداً ولم يكن ينغصني الا رنين هاتفه الذي لم ينقطع منذ وصولنا .. بل وحتى طيلة طريقنا في السفر وكان المتصل طبعاً (( امه ))!!
قلت له مداعبة ( وش رايك تقفل جوالك ؟؟ عشان نعرف نسولف ) اجابني دون ان ينظر الي ( مستحيل .. والله امي تروح فيها ) .. رفعت حاجبي في ذهول وقلت دون ان اشعر ( يااااه لهالدرجة عاااد ؟!!!!!!!! ) نظر الي مجيباً ( لهالدرجة واكثر .. ابيك تعرفين ياسارة ان امي اهم شي في حياتي ... آسف اني اقولها لك صريحة وحنا مابعد خلصنا شهر العسل , بس ابيك تعرفين هالنقطة زين .. امي كل شي يرضيها يرضيني وكل شي يزعلها يزعلني ) رسمت على شفتي ابتسامة وانا اقول ( كلام جميل .. بس اهم شي تعطي لكل ذي حق حقه ) اجاب ( طول ما امي راضية عنك تأكدي بتكونين في قمة السعادة ) .. اذهلني جوابه .. ولكنني تمالكت نفسي فكل شيء يتغير مع الوقت والايام .. حاولت اقناع نفسي بذلك بينما في داخلي كنت اسمع صرخة مكتومة منعتها من الخروج .. فما زال الوقت مبكراً .....

يتــــــــــبع ......
الـــنّـــوري
كمـــلي اللّــه يرضــى عليــج يالطيّبـــه ..

تشوّقت لنهايتهــا ..

.
.

ســـلامي لج .. ^_^
** بنت الجبيل **
إسلوبك رائع مشكووووووووووووووووووره
إسلوبك رائع مشكووووووووووووووووووره
(7)

عفواً .. قد تعتقدون انني من تلك النوعية التي تكره بلا سبب وخاصة ام الزوج .. صدقوني لايوجد بيني وبينها مايجعلني اكرهها .. وكل الامر منوط بمعاملة زوجي لي فانا لا ارفض علاقة زوجي بامه او تعلقه بها ولكن لكل شيء حد .. ولا ارضى ان يكون حبه وتفانيه لارضائها على حساب حياتي وسعادتي معه ..
بعد مرور خمسة ايام على وجودنا في جدة جاءنا اتصال مفاجىء في وقت متأخر ايقظنا من النوم , نهض طلال كمن لدغته افعى ولم اكن بأفضل حالاً منه .. فالاتصال المتأخر غالباً مايثير هلعاً عند الاغلبية وبدأت الوساوس تحملني ذهاباً واياباً .. رد طلال بصوت مرتعش ( هلا يمه خير وش فيه ؟..... انا الحمدلله بخير .. وكلنا بخير .. وش صاير ؟ .. ) ذهب القلق من تعابير وجهه مما ساعدني على تخفيف حدة توتري وواصل حديثه بهدوء ( لاتخافين يايمه هذا حلم .. كلنا الحمدلله بخير .. اشلون ؟ .. يايمه اجازتي مابعد اخلصت .. لحووووول ... يايمه هذا حلم ... طيب طيب لاتبكين الفجر ان شاءالله راجعين .. خلاص يمه تكفين لاتبكين ... يالله مع السلامة )
اغلق هاتفه فبادرته سائلة ( وش صاير ؟ .. وش فيها امك؟؟ ) حك جبينه ثم نظر الي وقال ( بكرة راح نرجع للرياض ) رفعت حاجبي قائلة بدهشة ( بكرة !!!! ليش ؟؟!!) وضع رأسه على الوسادة ثم تنهد قائلا ( امي تعبانه شوي ) قلت بضيق مكبوت وبلهجة ساخرة( تعبانة والا حلمانة ؟؟) لم يجبني وانما قال وكأنه يعتذر ( معليش حبيبتي .. مضطرين نرجع بكرة واوعدك نقضي شهر عسل جديد في أي مكان تحبينه ) زممت شفتي حتى لاانفجر , عاد زوجي يقول بلطافة شديدة وكانما شعر بما يخالجني من شعور القهر ( هاه حياتي .. ممكن ننام الحين طالما ماشين الفجر ) وكعادتي حاولت ان اتمالك نفسي وسكت فالسكوت مازال من (ذهب).
في الطريق املت رأسي جانباً متكئة على زجاج النافذة والصمت مخيم علينا الا من صوت عجلات السيارة وهي تصطدم بكل مايقابلها من رمال وهواء ميممة الى الرياض وضحكت بداخلي وانا اتخيل ان السيارة والعجلات يشاركوني مشاعري .. تنحنح طلال وهو ينظر الي مبتسماً , ولا ادري لِِمَ لم ارغب ان انظر اليه فوضعت يدي على رأسي متحججة بالصداع ( راسي يعورني يمكن لاني مانمت زين ..) ثم اردفت بنبرة ساخرة ملتفته اليه ( او يمكن الضغط ... ولو اني ماقد شكيت منه .. بس كل شي جايز ) فقه طلال لما اعنيه ولكنه قرر عدم الرد واكتفى بقوله ( طيب تبيني ادورلك على حبوب بنادول في الطريق ؟) اجبته بجفاف ( لا .. ماله داعي .. انا اذا راسي عورني علاجي اني اتم ساكته ) سكت وفضل ان يرد علي بزيادة سرعة السيارة حتى ينبهني بانه منزعج من طريقة ردي !!
ضايقني شعوري بانه غاضب مني ولكنني امام كل مااشعر به من ضيق لم ارغب حتى بالنظر اليه .. ففضلت الصمت .. وبقينا على هذه الحال طيلة الطريق تقريباً ولم يقطع صمتنا سوى عبارات قليلة من وقت لآخر تتمثل في بعض الطلبات الروتينية على أي طريق سفر.
ووصلنا .. اتجه بالسيارة الى منزل اهله متجاهلاً طلبي بان ينزلني في بيتي اولاً ( اول شي نسلم على الوالد والوالدة وبعدين لاحقين على البيت ) قالها بإصرار .. وتنهدت بصمت .
في بيت اهله استقبلته امه باحضان قوية وكأنه جاء من اقصى الارض ! .. ولم تنتبه لوجودي الا بعد مضي دقائق مليئة بالتقبيل والتدليل و... والدموع ! .. بعدها احتضنتني بسرعة وافلتتني لترجع ابنها الى حضنها .. نظرت اليه بعد ان انتهينا من السلام على الجميع وقلت راجية ( طلال .. ممكن نمشي للبيت انا تعبانه وابي ارتاح ) ردت امه ..( ياحبيبتي اطلعي غرفتك فوق وارتاحي قد ماتبين .. انا طلال ماراح اتركه اليوم يطلع من البيت .. انا ماصدقت اشوفه ) لم اعرها أي اهتمام ووجهت نظراتي الى طلال الذي سكت واشار الي بحاجبيه وبابتسامة متوترة بان اهدأ .. صعدت الى غرفتي بعصبية .. ورميت بجسدي على السرير بانفاس متقطعة وانتظرت طلال علّه يلحق بي .. فهذه المرة لن اصمت بل ساقول له كل مااريد حتى ان اضطررت للصراخ فلربما تفهم امه انه قد كبر وتزوج ولديه مسؤوليات اخرى غير احضانها الحانية .
فجأة دخل طلال .. اقترب مني وهو يقول بحزم ( سارة .. تصرفك ماله داعي .. ترى الوالدة ماعجبتها عصبيتك وطلعتك للغرفة بهالطريقة ) .. جن جنوني !!! الا يشعر بي ؟! كل همه رضى امه فقط ؟! وانا ؟؟؟ نظرت اليه والتقت عينانا بتحدٍ .. حاولت ان اكون هذه المرة قوية وشعرت به يحاول ان يصمد امام نظراتي الغاضبة .. ولكنني حقيقةً لاادري اينا سيصمد اكثر !!!


يتبـــــــــع ....
** بنت الجبيل **
إسلوبك رائع مشكووووووووووووووووووره
إسلوبك رائع مشكووووووووووووووووووره
الـــنّـــوري ... ياهلاا اختي
اشكرك حبيبتي على الرد وتابعيني عشان تعرفي نهايتها
ولك احلى سلام :26: