غيمة

غيمة @ghym_2

عضوة نشيطة

صفحة من مذكرات طالبة جامعية

الأدب النبطي والفصيح



كومت شوقي بزاوية الغرفه .. و غادرت إلى الكليه..
أربع محاضرات متتاليه كفيلة بإبعادك عن ذاكرتي لأربع ساعات على الأكثر!
أحاول أن أتجاهل وجودك في قلبي و عقلي و أصب اهتمامي و تركيزي على ما يقال في هذه المحاضرات المشحونه..
أركز في البدايه.. و انتبه لكل ما يقال.. أدون الملاحظات..
و بعد عشرون دقيقة بالضبط.. يبدأ الملل بالتسلل إلى مساماتي.. أسحب الساعه.. أحدق فيها.. و تحدق فيّ.. بقي خمس و عشرون دقيقه.. تمد لسانها لي.. فأسحب طرف قميصي ليغطي وجهها الساخر..
أنظر في وجوه زميلاتي.. البعض يكتب .. و البعض الآخر يرسم.. و أخريات يضحكن.. و أخرى تلعب " سنيك" بهاتفها المتنقل..
أهمس في أذن مها.." متى تخلص المحاضره.. مليت..".. تبتسم ابتسامتها الساخره المعتاده " تو الناس.."
كثيراً ما نردد عبارات الملل هذه في محاضرة الدكتور حسن..دكتور طيب جداً..محترم إلى أقصى حد.. يبذل مجهوداً كبيراً في الشرح و التوضيح.. و لا يضيع أية لحظه من لحظات المحاضره.. هو من الناس القلائل الذين يؤمنون أن الوقت أهم ما يملكه الإنسان و لا يجب أن نضيع أي جزء منه فيما لا ينفع.. و يؤمن كذلك أن العلاقه بين الدكتور و الطالب هي علاقة عمل فقط لا غير.. و ذلك يصبغ محاضرته بلون جامد ممل لا يعجبني..لذا لا أتردد في أن أحجز لي مكاناً قريباً من النافذه المطله على البهو في محاضرته.. حتى أطل على المناظر و الطيور في الخارج كلما تسرب الملل إلى قلبي..
البهو ممتع لمن ينظر إليه من مكان بعيد.. مربع مليء بالطلبه و الطالبات الذين ليس لديهم محاضرات أو " الهاربين" من محاضراتهم..يبدو منظرهم جميلاً من الأعلى...و خاصه منظر الطالبات بملابسهن الملونه.. " مهرجان ألوان" يشبه مهرجان جينيف أو عرض أزياء في باريس.. هن يعتقدن أن الحرم الجامعي هو أفضل مكان لعرض ملابسهن و حقائبهن و ألوان مكياجهن الجديد.. بينما أعتقد " أنا" أنها أسوأ مكان " للتكشخ" !!
أنا أعتقد أن الجامعه مكان للعلم و لقاء الأصحاب و الضحك.. ! و لكن الغالبيه العظمى من طالباتنا و عدد لا بأس منه من طلبتنا " سامحهم الله" يؤمنون إيماناً تاماً أنه المكان المناسب لعرض آخر صيحات و صرخات الموضه بجميع أنواعها..
الحديث عن عواء..
عفواً..
مواء..
عفواً.. صيحات الموضه .. ذكرني بعباره قرأتها في مصلى الكليه قبل أسبوعين تقريباً.." إن الله تعالى لا ينظر إلى شكل العبد و مظهره و لكنه ينظر إلى قلبه.."
الكثيرات يدخلن للمصلى و يخرجن منه دون أن يلقين نظره على هذه العبارات الرائعه المنقوشه في لوحات ملونه معلقه على حوائط المصلى الصغير..
تصلي.. و تسبح بعد الصلاة.. و قبل الخروج.. تعيد صبغ وجهها بالمساحيق.. و تهم بالخروج..!
لا أحب الحديث كثيراً عن هذا الموضوع المثير للأعصاب و الشفقه في نفس الوقت..
.
.
مكيفات الجامعه لم تكن تعمل اليوم.. و درجة الحراره في الخارج 37 تقريباً.. تحولنا إلى قطع شوكولاته تذوب ببطء بحرارة الشمس.. الوضع كان لا يحتمل ..
.
.
.
" يا رب يتم تصليح المكيفات في الغد.."
.
.
.
غيمه...
تقفز ذكراك إلى عقلي حالما أصل إلى سيارتي التي قررت أن تأخذ حماماً شمسياً في أبعد موقف للسيارات ..
3
694

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

غيمة
غيمة
آنسة مرتبة
آنسة مرتبة
غاليتي " غيمة"

أعجبي كثيراً موضوعك الجديد من نوعه..
وأحببت أسلوبك البسيط في الكتابة ..
والذي شدني لمتابعة القراءة..
تعرضت لنقاط نمر بها كثيراً في يومياتنا الجامعية ..
أتمنى لك التوفيق..

تقبلي مني أرق التحايا
وعلى فكرة اسمك وايد حبيته..
:26: :26:
غيمة
غيمة


عزيزتي آنسه مرتبه
أولاً أشكرك على الرد.. و فعلاً رفعتي معنوياتي و شجعتيني
و ثانياً أنا كتبت هالكلام من صلب الواقع الذي أعيشه لأني أشعر أن الكتابه عن الواقع جذابه أكثر و قريبه أكثر للقارئ من عالمي الخاص

شكراً عزيزتي مرة أخرى و اسمك بعد عسل و الله

وفقك الله لما يحب و يرضى

تحياتي