

صفقات رابحة
أواسي به نفسي وأقويّ به قلبي بعدما أثقلته متاعب الدنيا وهمومها
أدعوكم إخواتي لمشاركتي هذه السلسلة من الصفقات الرابحة لنحجز سويا مقاعداً لنا في الجنة ...
دعوة الى كل قلب غافل ....
وكل عين دامعة ....
وكل احساس حائر ....
وكل مهموم يسأل نفسه اين المفر ....
فها أنا هنا أقول لكم هذه جنة الخلدِ تمشي على الأرضِ بين يديك
والحور تهتف في الأسحار تهيم شوقا اليك ...
ورحمات ربك المنزلة تعرض نفسها عليك ....
وصوت الحادي ينادي:
الدنيا ميناء يتزود منه المسافرون الى الجنة أو إلى النار (فإختر ما شئت)...
إيمان لا يتبعه عمل هباء ...
وشراء الجنة دون الثمن هراء ...
الرحلة لا تمر على طريق الكسل ....
والقافلة ليس من زادها طول الأمل ...
أظهر لله من نفسك قوة ..... أقرّ عين نبيك في قبره
جدَّ غيظ عدوك الذي أخرج أبويك من الجنة ....
إدفع ثمن الصحبة إن أردت فإن مجالسة النبيين في الجنة غالية....
كحّل عيونك بالسهر ... وأسرج جوادك للسفر
وإعلم أن هجرة الوسادة ثمن السيادة....
إصدق مع الله ولو مرة وسترى العجب ...
أنت مدعو على موائد الكرم الإلهي والأجر الرباني .....
وحقٌ على المزور أن يكرم زائره .....

قال يوسف بن أسباط " خلقت القلوب مساكن للذكر ، فصارت مساكن للشهوات ، ولا يمحو الشهوات إلا خوف مزعج أو شوق مقلق"(1)
لقد كثرت مجالس اللغو ، وتشعبت مسالك الهوى ، وطغى عصر المادة ، وتاهت السكينة الإيمانية وسط الزحام ، وعم الضجيج
وقيس الرجل بغناه ، ووزن الخاطب بماله ، وانشغل هذا بداره وذاك بديناره عن آخرته ومآله
ووقتها اشتد الظمأ ، وأوشك الناس على الهلاك ، وتعطشوا أى سماع هتاف : " هيا بنا نؤمن ساعة " ...
هتف به عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ، وعبقته نفحة إخلاص فوصل لنا شذاه عبر مئات السنين
وما صفقاتنا الرابحة الا صدى صوت ابن رواحة ، يتردد بين جنبات الأوراق ليصل الى أعماق الأعماق
عسى القلوب تحيا ، والهمم تنهض والعزائم تستعر ......
إنتظروني
في


صفقات رابحة
وكيف تحجز مقعدا في الجنة ....
الحلقات ستكون متتابعة يوميا إن شاء ربي
في كل يوم سندور حول صفقة رابحة
فأسئل الله لي ولكم الثبات
تابع
اللهم داوِ بهذه الحروف قلوبا أعيتها كثرة الذنوب ، ونفوسا أفسدها طول الركود ، وانتشلنا به من آبار غفلتنا ، ومهاوي شهواتنا ، ومصارع أهوائنا ، وأنقذنا به من أنفسنا التي بين جنوبنا ، وادفع به عدوا يتربص بنا في صباحنا ومساءنا وقوّ به بواعث الايمان الدفين في أعماقنا ، واجعله حجة لنا بين يديك ، تشهد بصدق العبودية لك ، وإخلاص التوجه اليك ، وبذل الاوقات فيك ....
آميــن
أعد العدو عدته
وأخذ أهبته
ووتّر سهمه في كبد قوسه
ثم أطلق فأصاب الهدف
وما هي الا لحظات حتى سرى السم الى الجوارح
فصارت جوارح اللسان تكلم
والقدم سعت
والجسد انتفض
ودارت العجلة:
نظرة .. فإبتسامة .. فسلام..
فكلام .. فموعد .. فلقاء ..
قال تعالى " اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانو يكسبون " يس (64)
لأن الشهوات إستعرت والعورات إنكشفت وتجارة الجسد راجت والحرام أطل برأسه والحياء صار سلعة نادرة
وطريق الحرام بات ممهداً ووضعت العراقيل في طريق الحلال وإرتدى المنكر ثياب المعروف وأطفئت النار بمزيد الحطب
وإختلط الحابل بالنابل وصارت ظلمات بعضها فوق بعض... فنقول بداية
لا تتبع النظرة النظرة
تنقسم صفقاتنا تباعا إلى ثلاثة أجزاء
نبدأها ب = أرباح الصفقة
ونتبعها ب = الشروط الجزائية
ونختمها ب = تسهيلات الصفقة
1.نشوة الانتصار
ليس الشجاع الذي يحمي مطيته يوم النزال ونار الحرب تشتعل
لكن فتى غض طرفا أو ثنى بصرا عن الحرام فذاك الفارس البطل
إستشعار حلاوة الايمان ولذة المجاهدة وعاقبة الصبر وفرحة الانتصار على بواعث الشهوة ورسل الهوى هذه هي سيماء الرجولة الحقة والشجاعة الخارقة : سمو عن دنايا وتطهر من أدناس وتحرر من استرقاق ونهضة للمعالي.(1)
قوي الايمان يملك نفسه ويحزم أمره فيغض من بصره لهذا استحق حب الله والوصف بالخيرية على لسان خير البرية صلى الله عليه وسلم الذي قال : " المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف "(2)
القوي الذي يمسك نفسه عن الحرام .
2.الفراسة الصادقة
تظل الفراسة الصادقة منزلة إيمانية لمن غض بصره ، محجوزة له لا يزاحمه فيها إلا مثيله وهي التي تميز الصادق والكاذب بين المحق والمبطل بين الباكي والمتباكي وهذه أهم ثمار غض البصر وأجلها قال شاة بن شجاع شاة بن شجاع الكرماني : " من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات ، وإعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة " (3)
انتظروني في الحلقة التالية لأقص لكم عن فراسة عثمان بن عفان رضي الله عنه