...صلاة...قرآن...دعااء...واست غفاار...ولا تنفرج همومناا...هناا السر...???

ملتقى الإيمان

سر..الصدق مع الله... اﻹ‌خﻼ‌ص...:-

إن اﻹ‌خﻼ‌ص والصدق له سرّ عجيب في هذه الدنيا وفي اﻵ‌خرة، إياكم أن تتعاملوا مع الله إﻻ‌ بالصدق واﻹ‌خﻼ‌ص، إياكم أن تتعاملوا بالمكر والدهاء، إياكم أن تعجبكم أنفسكم فتقولوا: إنما أوتيته على علم عندي.

إياكم أن يوسوس لكم الشيطان فينفخ في عروقكم الغرور وحب الظهور، أو إيذاء المسلمين، فأنت تتعامل مع رب العالمين، وهذا الذي يقابلك – العبد الضعيف – إنما يدافع عنه الله: ((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب))، فهل تستطيع مبارزة رب العالمين في ميدان مكشوف، ومعركة حامية الوطيس؟ إن الذي تقابله لن تستطيع ضرّه.

وإن تصبروا وتتقوا ﻻ‌ يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط .

لن يضروكم إﻻ‌ أذىً وإن يقاتلوكم يولوكم اﻷ‌دبار ثم ﻻ‌ ينصرون .

أيها اﻹ‌خوة:

إن كنت داعية فاصدق الله، وإن كنت كاتباً فاصدق الله، وإن كنت حارساً فاصدق الله، وإن كنت مجاهداً فاصدق الله، وإن كنت موظفاً فاصدق الله.

إن الله ﻻ‌ يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤتِ من لدنه أجراً عظيماً .

 ولذا فقد كان السلف رضوان الله عليهم حريصين على الحق وإن كان مراً، حريصين على الصدق وإن كان ثقيﻼ‌ً، حريصين على مطابقة الظواهر مع البواطن وإن كان من أحمز اﻷ‌مور وأشقها. 

أحدهم تجده وهو يحرص أن يكون له أعمال بينه وبين الله عز وجل ﻻ‌ يطّلع عليها أحد من الناس، فإذا اكتشف الناس عباداته تجده سرعان ما يفارق مكانه ليختفي بين العوام.

كان اﻹ‌مام أحمد – رحمه الله – إذا مر في الشارع يسير بين الحمّالين حتى ﻻ‌ يشار إليه بالبنان، حتى يظنه الناس حماﻻ‌ً – شيّاﻻ‌ً وعتّاﻻ‌ – فﻼ‌ يشيرون إليه البنان.

كان أحدهم إذا دخل المعركة يتلثم، أو جاء بغنيمة كبرى يتلثم ثم يضعها حتى ﻻ‌ يعرف الناس اسمه.

وكلكم تعرفون صاحب النقب يوم أن حاصر مسلمة بن عبد الملك حصنا من الحصون فترة طويلة، وذات ليلة انسلّ أحد المجاهدين وتسلق سور الحصن، ونزل على الحراس، وقتل الحارس وفتح نقباً في السور، ودخل الجيش اﻹ‌سﻼ‌مي، واحتل الحصن، ونادى طويﻼ‌ً، نادى مسلمة طويﻼ‌ً: أيكم صاحب النقب؟ فلم يتقدم إليه أحد، وذات ليلة وإذا بفارس ملثم يدخل خيمة مسلمة ويقول: أتحب أن تعرف من صاحب النقب؟ قال: نعم، قال: بشرط؛ أن ﻻ‌ تذكر اسمه ﻷ‌حد، وبشرط أن ﻻ‌ تثيبه وﻻ‌ تجازيه، قال: نعم، قال: أنا صاحب النقب، ولم يذكر اسمه ثم فر هارباً. فكان بعدها مسلمة كلما توجه إلى القبلة بالدعاء يقول: (اللهم احشرني مع صاحب النقب).

 الصدق مع الله تعالى نجاة من الشدائد


ففي حديث الثﻼ‌ثة الذين أُغلق عليهم الغار أنه قال بعضهم لبعض:
إنه و الله يا هؤﻻ‌ء ﻻ‌ ينجيكم إﻻ‌ الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه صدق فيه...
فتوسل أحدهم بعفته، وآخر بأمانته، وآخر ببره بوالديه ففرج الله عنهم.
وأعجب من ذلك قصة الخليل عليه السﻼ‌م حين صدق الله في تنفيذ الرؤيا بذبح ولده، فإنه لما صدق مع الله وشرع في تنفيذ اﻷ‌مر كان الفرج وكانت العطايا والخيرات العظام من الله تعالى (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ.قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَﻼ‌ءُ الْمُبِينُ.وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).(الصافات:104- 107).
وهذا اﻹ‌مام أحمد رحمه الله تعالى حين صدق مع الله تعالى في فتنة المعتزلة بالقول بخلق القرآن وثبت على عقيدة أهل السنة أن القرآن كﻼ‌م الله تعالى،وابتلي في الله فصبر وثبت وصدق فنجاه الله وكتب له الذكر الجميل وصار يعرف بإمام أهل السنة، برغم أنه ليس إمامهم اﻷ‌وحد وﻻ‌ اﻷ‌سبق فقد سبقه على الدرب كثيرون لكنه الصدق مع الله تعالى.
فيا أيها الحبيب ترى هل لك من عمل صدقت مع الله فيه تطمع أن ينجيك الله به من الشدائد إذا نزلت بك؟
وانظر إلى هذا الرجل اﻷ‌عرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا وهاجر معه فلما كانت غزوةٌ غنم فيها النبي غنائم فقسمها وجعل له نصيبا، فقال: ما  على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أُرمى بسهم هاهنا- وأشار إلى حلقه-فأموت فأدخل الجنة. فقال صلى الله عليه وسلم: "إن تصدق الله يصدقك". فلبثوا قليﻼ‌ ثم نهضوا إلى قتال العدو، فأصابه سهم حيث أشار فحملوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" أهو هو " قالوا: نعم. فقال:" صدق الله فصدقه".
فكفنه في جبته التي عليه ثم قدمه فصلى عليه فكان من دعائه: " اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك فقتل شهيدا، أنا شهيد على ذلك".
أنس بن النضر رضي الله عنه ووفاؤه في أحد
أما أنس بن النضر فقد خرج لطلب الرعي ولما رجع علم بما كان من غزوة بدر والقتال الذي دار بين المسلمين والمشركين، فحزن حزنا شديدا وعاهد الله تعالى لئن أحياه حتى يلقى رسول الله المشركين ليرين الله ما يصنع، وجاء وقت الوفاء في غزوة أحد حين رأى أنس تخاذل بعض المسلمين وقعودهم حين أشيع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، فقال: إ ن كان رسول الله قد مات فقوموا فموتوا  على ما مات عليه نبيكم، ثم شهر سيفه وقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤﻻ‌ء ـ يعني المسلمين ـ ، وأبرأ إليك مما صنع هؤﻻ‌ء ـ يعني المشركين وانطلق بين صفوف المشركين فرآه سعد فقال أين يا أنس، فقال أنس: واها لريح الجنة إني ﻷ‌جده دون أحد،  فقاتل القوم قتاﻻ‌ شديدا حتى وقع قتيﻼ‌، وبعد المعركة تفقد المسلمون قتﻼ‌هم وإذا هم أمام جثمان رجل به أكثر من ثمانين جرحا وﻻ‌ يعرفه أحد من كثرة الجراحات حتى عرفته أخته ببنانه، وكانوا يرون أن فيه وفي أمثاله نزل قول الله تعالى: :{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيﻼ‌ً}.
أما عن جزائهم يوم القيامة فقد قال الله عز وجل:
{... هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا اﻷ‌َنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}.
احذر الكذب مع الله
وإذا كان الصدق مع الله تعالى بهذه المنزلة، فقد حذر الله عباده من ضد ذلك وبين سوء العاقبة لمن وقع فيه حيث قال:
{وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِين * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُون* فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُون}.
فاصدق مع الله تعالى تر كل خير واستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم:
" من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه".
نسأل الله أن يرزقنا الصدق وأن ينزلنا منازل الصديقين.

 
25
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

*أم المنصور*
*أم المنصور*
شاهد "الصدق مع الله محاضرة للشيخ محمد مختار الشنقيطي" على YouTube - https://www.youtube.com/watch?v=c3mB1EcHuFA&feature=youtube_gdata_player
sunsetsunset
sunsetsunset
جزاك الله خيرا
*أم المنصور*
*أم المنصور*
شاهد "الصدق مع الله محاضرة للشيخ محمد مختار الشنقيطي" على YouTube - https://www.youtube.com/watch?v=c3mB1EcHuFA&feature=youtube_gdata_player
شاهد "الصدق مع الله محاضرة للشيخ محمد مختار الشنقيطي" على YouTube -...
الصدق مع الله هو ان تجعل عملك كله خالصا لوجه الله
وابتغاء موضاته ومحبته.... 

مثل احدي الاخواات تقرأ القرآن بنيه الرزق او شفاااء
واذا شفت او اتاهااا الرزق تركت القرآن واستغفاار والدعاء....فهل حققت محبة الله انمااا ??? 
إنماا لمصلحه دنيويه متي ماا انتهت تركت ماا يقربهاا بالله
*أم المنصور*
*أم المنصور*
الصدق مع الله هو ان تجعل عملك كله خالصا لوجه الله وابتغاء موضاته ومحبته....  مثل احدي الاخواات تقرأ القرآن بنيه الرزق او شفاااء واذا شفت او اتاهااا الرزق تركت القرآن واستغفاار والدعاء....فهل حققت محبة الله انمااا ???  إنماا لمصلحه دنيويه متي ماا انتهت تركت ماا يقربهاا بالله
الصدق مع الله هو ان تجعل عملك كله خالصا لوجه الله وابتغاء موضاته ومحبته....  مثل احدي...
فمتي صدقت مع الله وكانت نيتك لله وحده... قبل الشفااء والرزق وكل شئ......وفقك الله لكل خير...وحقق لك مااتمنيين...
ام جنجونة
ام جنجونة
الله يجزاك خير
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد عليه وعلى اله وصحبه افضل الصلوات واتم التسليم