نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

صلاة الاستخارة

الأسرة والمجتمع

صلاة الاستخارة ركعتين من غير الفريضة يركعهما المسلم إذا هم بالأمر، يدعو بعد السلام منهما بالدعاء الوارد فيها. وإن شاء ذكر الدعاء بعد التشهد قبل السلام.

والدليل على هذا ما جاء عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ. يَقُولُ: إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ـ قَالَ: أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ـ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ـ أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ـ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ" أخرجه البخاري.

فقوله: "يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا"، فيه استحباب الاستخارة في جميع الأمور العظيمة والحقيرة على حد سواء. ومحل الاستحباب والمشروعية فيما هو من المباحات، أمّا المستحب فالخير في فعله لا في تركه، نعم إذا تعارض قيامك بأكثر من مستحب، فتستخير الله فيما تتوجه إلى فعله منها! ومنه تعلم أن لا مجال للاستخارة في الأمور غير المباحة أصلاً التي تحصيلها تحصيل للإثم، والإثم لا خير فيه، فكيف يطلب فيه الخيرة؟!

وقوله: "كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ" فيه دليل أن دعاء الاستخارة يحفظ ويقال بلفظه، و لا يجزي فيه أن يقال بمعناه، و إلا ما حرص صلى الله عليه وسلم أن يعلمهم هو كما يعلمهم القرآن العظيم، الذي كان صلى الله عليه وسلم يأخذ عليهم فيه الحرف؛ فلا يزاد ولا ينقص!

وقوله: "إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ" يفيد أنه يستخير بعد عزمه على أحد الأمور التي تردد فيها، فلو مثلاً تردد هل يتزوج هند أو سعاد، عليه أن يعزم على إحداهما مثلا (هند) ويستخير الله في إقدامه على الزواج منها، فإن كان خيراً يسره الله وإن كان شراً صرفه الله عنه! أمّا أن يصلي دون أن يعزم على إحداهما في حال تردده وعدم همه وعزمه على إحداهما فهذا لا يستقيم له دعاء الاستخارة، فإن فيه : "اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ـ قَالَ: أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ـ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ـ أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ـ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ"؛ و لا تستقيم صيغة هذا الدعاء مع يدعو وهو متردد لم يهم أو يعزم على أحد الأمور التي هو متردد بينها!

وقوله: "فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ"؛ فيه دليل على أن صلاة الاستخارة ركعتين من صلوات التطوع؛ فلو هم بأمر وأراد أن يستخير فيه، فركع أي ركعتين تطوع أمكنه أن يستخير بعدهما، فلو صلى تحية المسجد جاز له أن يستخير بعدهما، أو صلى أحد الصلوات الرواتب جاز له أن يستخير الله تعالى بهذا الدعاء بعدهما!

وقوله: "ثُمَّ لِيَقُلْ"؛ يفيد استرخاء الدعاء عن الصلاة، لذلك قلنا أنه يشرع أن يقوله بعد السلام من الركعتين، ولأنه بعد السلام يصدق عليه أنه صلى ركعتين. ويجوز أن يقال الدعاء قبل السلام بعد التشهد لأنه قد قضى مجمل صلاته، ويصدق عليه أنه قد صلى ركعتين، والأول أقرب عندي لدلالة الحديث، أي: يجعل الدعاء بعد السلام من الركعتين! والله اعلم.

وقوله: "فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ـ أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ـ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ" فيه بيان أن الخيرة في الأمر الذي تستخير الله فيه إنما تظهر بتيسيره لك، عند إقدامك عليه، وتظهر عدم الخيرة فيه بعدم تيسيره لك، وصرفك عنه وصرفه عنك، عند إقدامك عليه.

فما شاع عند بعض الناس أن الخيرة تظهر برؤية منامية أو رؤية بياض أو خضار في النوم، وأن عدم الخير بخلاف ذلك، أو أن الخيرة بانشراح الصدر وعدمها بخلاف ذلك، كل هذا ينافي دلالة الحديث!

فليس في الحديث ما يعين شيئاً يستحب أن يقرأ فيهما، فيجزي أن يقرأ فيهما المسلم بعد الفاتحة ما تيسر!

والحديث دل على أن الخيرة في الأمر تعرف بتيسيره لك بعد الإقدام عليه، وأن عدم الخيرة تعرف بعدم تيسيره لك، وصرفه عنك وصرفك عنه، والله يبدلك خيراً منه!
2
823

هذا الموضوع مغلق.

طيف99
طيف99
جزاك الله خير على لفت الانتباه لان فعلا في كثير من الناس يعتقدون دلك وخاصة عند الاستخارة للزواج والبعض يدهب لعقد استخارة عند رجل صالح وينتظرون منه الاجابة ......
ولله الحمد انا واخوتي دائما نعمل الاستخارة ونحس الحمد لله بالراحة حيال الامر الدي يحصل

قال صلى الله عليه وسلم "لاينظر الله تبارك وتعالى الى امرأة لاتشكر لزوجهاوهي لاتستغني عنه "
بيكاتشو
بيكاتشو
جزاك الله خير وفعلا كثير من الناس يستخيرون ويقولون احسسنا بالراحه وهكذا ولا يعلمون ان الامر اذا حدث معناته خيره لهم واذا لم يحدث ولم يسهل الله حدوثه انه خيره ايضا وفعلا يجب علينا عدم التردد في الاستخاره سواء لموضوع تافه او مهم
شكرا للتذكير:)