يوم أمس الجمعة صار خلاف بيني وبين زوجي على موضوع قديم دائما يتكرر ...وزوجي حساس جدا ولا يحب المشاكل ... وأنا كنت أرى أنه المخطئ ...وكان من الصعب علي اني أكلمه بصراحة لأني أعرف الرد مسبقا فهو غير مقتنع بالموضوع أصلا ولا يرى ان فيه مشكلة ...ومشكلتي أنني إذا كنت زعلانة ما أقدر أتكلم على طول أبكي ...
فخفت أن أتكلم وخفت أن ينفلت مني لساني فأخطئ عليه ...
المهم هو عندما رآني بهذه الحالة بدلا من أن يواسيني ويقول لي كلمة حلوة على الأقل .... خرج وتركني في البيت لوحدي في وقت يعلم جيدا أني أحتاجه فيه ... ولكنه تجاهلني تماما وقال لي أخرج ؟ يسألني ؟ كنت في قمة الحزن ، قلت له : على راحتك ... توقعت أنه سيرق لحالي ... لكنه لم يكذب خبر، مسك الباب وعلى طول برا...
طبعا انا بكيت لما شبعت ... وجلست أفكر بطريقة أشغل بها نفسي ...
طبعا الشيطان ما قصر ... صار يذكرني بأسوأ أيام حياتي معه، ويمسح أحلى الأيام وأحلى المواقف مع أنها أكثر ولله الحمد .
وصار زوجي الطيب الحبوب .. صار في تلك اللحظة أشر الناس ...
وأشارت لي نفسي الأمارة بالسوء أن أنتقم لكرامتي ..
لكن ، كيف .... كيف .... كيف ....؟؟؟
وجدتها ...
سأعمل شيء يغيظه ....
ولكن ...
تحركت النفس اللوامة بفضل الله تعالى، ربما ببركة الأذكار التي أرددها ...
فقلت في نفسي لأتوضأ وأصلي ركعتين أستخير الله تعالى واطلب منه العون ...
فما موقفي لو كان هذا الحدث آخر لحظة لي في الحياة ؟
ماذا أفعل لو مت وكانت هذه خاتمتي ؟
كيف سأقابل الله تعالى وهذه نيتي ؟
مع ان ما نويت سأعمله شيء عادي وكان قصدي لفت نظره فقط .... لكن في قرارة نفسي لم تكن نيتي سليمة وكنت أريد الإنتصار لنفسي ...
فقمت الى مصلاي ، وبدأت في الصلاة ... وأخذت في القراءة بتأني شديد وتأمل شديد لكلام الله تعالى ...
الركعة الأولى قرأت سورة "سبح ..." وعندما وصلت الى قوله تعالى ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ) وأخذت أكررها وأعيد تلاوتها وأتأمل فيها ...
شعرت بأني تافهه وعقلي صغير
هل ابيع ديني بعرض من الدنيا قليل ؟
أيعقل ان أتعرض لسخط الله لغرض دنيوي تافه ؟؟؟؟؟
فما أن انتهيت من صلاتي إلا وقد تغيرت نيتي .... وتركت تلك الأفكار السوداء التي كادت أن تحبط عملي وقد تخرب بيتي ...وشعرت براحة عجيبة وانشراح في الصدر وهدور في نفسي غريب ...
أخذت أردد : حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
و: حسبي الله ونعم الوكيل
وأنا موقنه أن من توكل على الله كفاه .
أتعلمين ماذا حدث يا أم جهاد ؟
فجأة رجع زوجي الى البيت ...وشكله تعبان ومجهد ...
وقال لي : السيارة تعطلت من أول لحظة خرجت فيها من البيت ...!!! ولم أستطع أن أتحرك يمين أو يسار ...
وظللت اعالج فيها طول هذا الوقت ( ساعتين تقريبا )
أنا لا أكتب هذه الكلمات شماتة به ( معاذ الله )
وقد ورد في الأمثال : لا تظهر الشماتة باخيك ، فيعافيه الله ويبتليك ..
ولكن كتبت قصتي لتستفيد منها أخواتي المتزوجات، إذا حدثت مشكلة بينك وبين زوجك، وكان هو المخطئ، وشعرت أنك مظلومة ...
تذكري أن لك ربا يعلم السر وأخفى ....
تذكري أن لك ربا سيحاسبك حسابا دقيقا عن كل خاطرة تخطر ببالك مهما بررت لنفسك أو للناس ....
وإياك إياك أن تكذبي على الله وترتكبي حماقة تقولين أن زوجك هو السبب ...
ثم تذكري ان ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )
والحمد لله عادت المياه الى مجاريها ....
والفضل لله أولا وأخيرا .....
جزاك الله خير