

صلة الرحم :
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز :
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والآرحام إن الله كان عليكم رقيب)
(والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)
وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله ( إنّ الرحم معلقة بالعرش ، وليس الواصل بالمكافىء ، ولكن الواصل من الذي إِذا انقطعت رحمه وصلها)
قال جعفر بن محمّد الصّادق عليه السّلام (من رزق من أربعة خصال واحدة دخل الجنة : بر الوالدين ، أو صلة الرحم ، أو حسن الجوار ، أو حسن الخلق)
قال النبي صلّى الله عليه وآله ( ألا أدلكم على خيرأخلاق أهل الدنيا والاخرة ؟ من عفا عمَّن ظلمه ، ووصل من قطعه ، وأعطى من حرمه )
الرحم والتواصل من أجلها، علاقة أسرية، وترابط اجتماعي، ذلك الاسم الذي اشتقه الله من اسمه الكريم: الرحمن الرحيم، له مكانة يجب أن تراعى، ووشيجة يجب التمسك بها.
ما بال قوم أصيبوا في اخلاقهم فاشتعلت في قلوبهم نيران العداوة والكراهية لأهليهم بدلاً من اواصر المودة والرحمة، فلا يكاد حديث المجالس يخلو من مرارة الشكوى من قاطعي الرحم.
يحدث ذلك بالرغم من معرفة هؤلاء القاطعين لذويهم بكل الاحاديث النبوية الشريفة الكثيرة التي تأمرنا بصلة الأرحام لأن الشريعة عندما أمرت بذلك إنما هدفت إلى بناء سلوك اخلاقي قويم يعتمد على التراحم والتواد والتكافل الاجتماعي بين افراد الاسرة .
ألا نعرف إن :
(صلة الرحم تطيل العمر) (صلة الرحم تبارك في الرزق) (صلة الرحم تدفع ميتة السوء وتدفع البلاء عن الإنسان) فكيف لنا أن نقطع هذه الصلة , حتى وان لم يصلوك صلهم :
: (ولا تقطع رحمك وإن قطعك) (صلوا أرحامكم ولو بالسلام)
سأل رجل الإمام عليه السلام: قائلاً عندي رحم ولكن ليس على أمري وأمركم – أي ليس على مذهبنا وطريقتنا – فهل أصله، فقال الإمام ( نعم فإن الرحم لا يقطعها شيء) حتى لو كان الرحم كافراً أو مشركاً، ويقول الله تعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)
لا تتثاقل وتصعب الامور وتقول أنه من الصعب بمكان أن نتواصل مع العائلة .. إليكم هه القصه يرويها احدهم:
مرة قابلت احد اقربائي , وكان في مكان عام ,, فقلت له حياك الله يابن العم , فكان شخص جالس بالقرب منه , فتبتسم ابتسامة وضحك ضحكه (لا انساها ابدا) فقال ابن العم ؟, منذ متى لم تره أو لم تسلم عليه ....
فكأنما جبل انهد على رقبتي فاصابها ,, وحفظتها عن ظهر غيب .... فلم أنم طوال تلك الليلة , اتصلت بعدها ببعض أبناء العم , وقلت لهم ... لا بد لنا من اجتماع ... اجتمعنا نفر قليل من العائلة وطرحت عليهم ما دار , وقلت لهم هل يرضيكم هذا .... هل يرضيكم قطع الرحم ... هل يرضيكم أن لا نعرف أحدا من العائلة ... فقالوا ما الحل ؟ فقلت لهم أن نكون جلسة للعائلة تكون ولو مرة في الشهر , فكان لنا ما اردنا واجتمعت العائلة واصبحت هذه حلا لصلة الرحم ...
نعم اعزائي أعتقد أن الجلسات العائلية انتشرت الان في مجتمعنا وهي ظاهرة صحية وحل لصلة الارحام
