رقية اللأنصارى @rky_allansar
عضوة جديدة
$$$$صلى صلاتك وأنت مودع$$$$
صلى صلاتك وأنت مودع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليك باليأس مما في أيدي الناس فانه الغنى وإياك والطمع فانه الفقر الحاضر, وصل صلاتك وأنت مودع وإياك وما يعتذر منه..)والمراد من هذا الحديث المحمدي أن يكون هناك استعدادا للقاء الله تبارك وتعالى في كل لحظة..... ومقدما لنفسه أطيب الأعمال حتى يموت قرير العين دون غفلة أو نسيان.... ويجب علينا أن ندرك أهمية ذكر الموت وفوائده قال الإمام الغزالي رحمه الله : في كتاب الأحياء * اعلم أن المنهمك في الدنيا المكب على غرورها المحب لشهواتها يغفل قلبه لا محالة عن ذكر الموت فلا يذكره وإذا ذكر به كرهه ونفر منه .... أولائك الذين قال الله فيهم :( قل إن الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) ......** ثم أن الناس إما منهمك وإما تائب مبتدئ وإما عارف منته.... فأما المنهمك..فلا يذكر الموت .. وان ذكره فيذكره للتأسف على دنياه وهذا يزيده ذكر الموت من الله بعدا ....... وأما التائب.. فانه يكثر من ذكر الموت لينبعث به قلبه الخوف والخشية فيفي بتمام التوبة وربما يكره الموت خفية أن يختطفه قبل تمام التوبة وقبل إصلاح الزاد وهو معذور في كراهة الموت ولا يدخل هذا تحت قوله صلى الله عليه وسلم :( من كره لقاء الله كره الله لقاءه ) . فان هذا لا يكره الموت ولقاء الله وإنما يخاف فوت لقاء الله تعالى لقصوره وتقصيره.. وهو كالذي يتأخر عن لقاء الحبيب مشتغلا بالاستعداد للقائه على وجه يرضاه فلا يعد كارها للقائه وعلامة هذا أن يكون دائم الاستعداد له لا شغل له سواه وإلا التحق بالمنهمك بالدنيا ...... وأما العارف فانه يذكر الموت دائما لأنه موعد اللقاء بحبيبه والمحب لا ينسى قط موعد لقاء الحبيب.. وهذا في غالب الأمر يستبطئ مجئ الموت ويحب مجيئه ليخلص من دار العاصين وينتقل إلى جوار رب العالمين كما روى عن حذيفة انه لما حضرته الوفاة قال : حبيب جاء على فاقة لا افلح من ندم .. اللهم إن كنت تعلم أن الفقر أحب إلى من الغنى والسقم أحب إلى من الصحة والموت أحب إلى من العيش.. فسهل على الموت حتى ألقاك ...... فإذن التائب معذور في كراهة الموت وهذا معذور في حب الموت .. وأعلى منهما رتبة من فوض أمره إلى الله تعالى فصار لا يختار لنفسه موتا ولا حياة.. بل يكون أحب الأشياء إليه أحبها إلى مولاه .. فهذا قد انتهى بفرض الحب والولاء إلى مقام التسليم والرضي وهو الغاية والمنتهى.. وعلى كل حال ففي ذكر الموت ثواب وفضل .. فان المنهمك أيضا يستفيد بذكر الموت : التجافى عن الدنيا إذ ينغص عليه نعمه ويكدر عليه صفو لذته ويكدر على الإنسان اللذات والشهوات فهو من أسباب النجاة .... ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( أكثروا من ذكر هازم اللذات ويقول (... يأيها الناس استحيوا من الله حق الحياء فقال رجل: يا رسول الله.. إنا لنستحي من الله تعالى .. فقال ( من كان منكم مستحييا فلا يتبين ليلة إلا واجله بين عينيه وليحفظ البطن وما وعى والرأس وما حوي وليذكر الموت والبلى وليترك زينة الحياة الدنيا .... ... وإذا كنت تريد تذكيرا بقرب منيتك ولا سيما إذا كنت كبيرا في السن إليك هذا الخبر الذي يحكى : * أن يعقوب عليه السلام كان مؤاخيا لملك الموت الذي زاره ذات يوم فقال : له سيدنا يعقوب عليه السلام أنى طالب منك حاجة بحق ما بيننا من أخوة وصداقة .. فقال له: ملك الموت سل ولك منى أن أنفذ لك مطلبك ما دام في المستطاع.. فقال له: أريد منك أن تخبرني إذا دنى أجلى.. فقال له ملك الموت : لك منى هذا .. ولن أرسل إليك رسولا واحدا وإنما سأرسل إليك رسولين أو ثلاثة... وبعد أن اتفقا على هذا انصرف ملك الموت ثم عاد بعد فترة من الزمن إلى سيدنا يعقوب فقال له: متسائلا أزائرا جئت أم قابضا ؟ فقال ملك الموت: بل قابضا .. فتعجب سيدنا يعقوب عليه السلام ثم قال: وأين رسلك الثلاثة ؟ فقال ملك الموتاستقامته.ك بعد سواده وضعف بدنك بعداستقامته.ناء جسمك بعد استقامته ... هذه رسلي يا يعقوب إلى بني آدم.... **إذا كنت شابا فحسبك أن تقرا قول القائل:........................ تزود من التقوى فانك لا تدرى إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر *** فكم من صحيح مات من غير علة وكم من عليل عاش حينا من الدهر *** وكم من صغار يرتجى طول عمرهم وقد دخلت أجسادهم ظلمة القبر*** وكم من فتى يمسى ويصبح ساهيا وقد نسجت أكفانه وهو لا يدرى *** وكم من عروس زينوها لزوجها وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر ......... واعلم انه ليس هناك إنسان يموت قبل أن يستوفى أجله الذي قدره الله سبحانه وتعالى له ... فلنعمل عملا صالحا ولنراقب أنفسنا قبل أن يأتي ملك الموت على غفلة ونحن في لهو وعبث وليس لنا في هذه الدنيا سوى ما قدمنا من عمل صالح... بقلم : رقية الأنصاري
2
609
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
..حكاية صمت..
•
جزاكـ الله خيرا
الصفحة الأخيرة