صنفان من الدعاة يخشى عليهما من الهلاك
أما الصنف الأول:
فهو ذلك الداعية الذي لا يفتأ يتحرك لخدمة دعوته ، يخرج من
الصباح الباكر ، ولا يعود حتى منتصف الليل ،،
وكل ذلك في سبيل الله ،
ولكنه في الجانب الآخر قليل الاهتمام بنفسه ، غير مطور لها ،
أبغض الأعمال الى قلبه ، أن يفتح كتابا فيطالع فيه ، أو يجلس في
مجلس علم ،أو يحفظ آية من كتاب الله ، أو يجالس الفقهاء والعلماء
والمفكرين ، أو يضع برنامجا للإرتفاع بمستواه الثقافي والإيماني
والتربوي والدعوي ، أو يحضر درسا او يكتب مقالا …
يريد صاحبنا هذا من الدعوة ، أن تلقمه العلم تلقيما ، أو أن
تجري له عملية جراحية
فتحرق قلبه القاسي وتضع مكانه قلبا حيا خاشعا رقيقا ،
أو أن تضع له برنامجا فتلزمه بأدائه ، ثم تتابعه متابعة الغني
الشحيح لماله ،
فهو تنفيذي من الدرجة الأولى ، لكنه مهمل لنفسه غير مطور لها ، لا
يستطيع التخطيط لنفسه ، ثم قيادتها لمستقبل دعوي أفضل .
والغريب أن هذا الصنف من الدعاة يظن أنه على خير كثير ، وأنه
على الصواب والطريق المستقيم ، خاصة وأن بعضهم يتلذذ بما هو
عليه ويشعر بالراحة والمتعة .
نعم إنا متعة ولذة ،
ولكنها متعة آنية ،ولذة مزيفة سرعان ما تزول ، ويشعر صاحبها
بعد أمد قد يطول ، وقد يقصر ، أنه قد فرط في حق نفسه ، خاصة
إذا وجد أقرانه ومن جاؤوا بعده قد سبقوه في مضمار العلم
والفقه ، والإيمان والتقوى ، فارتفعوا وقادوا وصار لهم من
التأثير والمنفعة ما لم يكن له ، ومن السمو والرفعة ما لم يرق
له .
وما أعجب نصيحة ذلك الزا هد ( الألبيري )لإبنه 0 أبي بكر ) حينما
قال له :
ستجني من ثمار العجز جهلا ******* وتصغر في العيون إذا كبرت
وتذكر قولتي لك بعد حين *******إذا حقا بها يوما عملت
وإن أهملتهاونبذت نصحا********وملت إلى حطام قد جمعت
فسوف تعض من ندم عليها *******وما تغني الندامة إن ندمت
إذا أبصرت صحبك في سماء *******قد ارتفعوا عليك وقد سفلت
فراجعها ودع عنك الهوينا******فما بالبطء تدرك ما طلبت
المرجع :
كتاب : مساحة للتأمل / د. علي الحمادي .

أم يحيى @am_yhy
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.

أم يحيى
•
جزاك الله خير أختي نينا ، ما أنا إلا ناقلة .
وجزى الله خيرا صاحب المقال وجعلها في موازين حسناته .
وجزى الله خيرا صاحب المقال وجعلها في موازين حسناته .
الصفحة الأخيرة
سلمت يداك التي لا تقدم الا كل ماهو قيم ومفيد وصادق..
وجعلها الله في موازين حسناتك