أم يحيى

أم يحيى @am_yhy

عضوة شرف في عالم حواء

صنفان من الدعاة يخشى عليهما من الهل

ملتقى الإيمان

صنفان من الدعاة يخشى عليهما من الهلاك



أما الصنف الأول:

فهو ذلك الداعية الذي لا يفتأ يتحرك لخدمة دعوته ، يخرج من

الصباح الباكر ، ولا يعود حتى منتصف الليل ،،

وكل ذلك في سبيل الله ،
ولكنه في الجانب الآخر قليل الاهتمام بنفسه ، غير مطور لها ،

أبغض الأعمال الى قلبه ، أن يفتح كتابا فيطالع فيه ، أو يجلس في

مجلس علم ،أو يحفظ آية من كتاب الله ، أو يجالس الفقهاء والعلماء

والمفكرين ، أو يضع برنامجا للإرتفاع بمستواه الثقافي والإيماني

والتربوي والدعوي ، أو يحضر درسا او يكتب مقالا …

يريد صاحبنا هذا من الدعوة ، أن تلقمه العلم تلقيما ، أو أن

تجري له عملية جراحية

فتحرق قلبه القاسي وتضع مكانه قلبا حيا خاشعا رقيقا ،

أو أن تضع له برنامجا فتلزمه بأدائه ، ثم تتابعه متابعة الغني

الشحيح لماله ،

فهو تنفيذي من الدرجة الأولى ، لكنه مهمل لنفسه غير مطور لها ، لا

يستطيع التخطيط لنفسه ، ثم قيادتها لمستقبل دعوي أفضل .

والغريب أن هذا الصنف من الدعاة يظن أنه على خير كثير ، وأنه

على الصواب والطريق المستقيم ، خاصة وأن بعضهم يتلذذ بما هو

عليه ويشعر بالراحة والمتعة .


نعم إنا متعة ولذة ،


ولكنها متعة آنية ،ولذة مزيفة سرعان ما تزول ، ويشعر صاحبها

بعد أمد قد يطول ، وقد يقصر ، أنه قد فرط في حق نفسه ، خاصة

إذا وجد أقرانه ومن جاؤوا بعده قد سبقوه في مضمار العلم

والفقه ، والإيمان والتقوى ، فارتفعوا وقادوا وصار لهم من

التأثير والمنفعة ما لم يكن له ، ومن السمو والرفعة ما لم يرق

له .

وما أعجب نصيحة ذلك الزا هد ( الألبيري )لإبنه 0 أبي بكر ) حينما

قال له :


ستجني من ثمار العجز جهلا ******* وتصغر في العيون إذا كبرت


وتذكر قولتي لك بعد حين *******إذا حقا بها يوما عملت


وإن أهملتهاونبذت نصحا********وملت إلى حطام قد جمعت


فسوف تعض من ندم عليها *******وما تغني الندامة إن ندمت


إذا أبصرت صحبك في سماء *******قد ارتفعوا عليك وقد سفلت


فراجعها ودع عنك الهوينا******فما بالبطء تدرك ما طلبت


المرجع :
كتاب : مساحة للتأمل / د. علي الحمادي .
2
458

هذا الموضوع مغلق.

Neena
Neena
بارك الله فيك أختي أم يحيى وجزاك كل الخير على موضوعك الذي يحتاج لفهم واستيعاب.. وليس مجرد مرور كمرور الكرام..

سلمت يداك التي لا تقدم الا كل ماهو قيم ومفيد وصادق..

وجعلها الله في موازين حسناتك
أم يحيى
أم يحيى
جزاك الله خير أختي نينا ، ما أنا إلا ناقلة .

وجزى الله خيرا صاحب المقال وجعلها في موازين حسناته .