laly.laly

laly.laly @lalylaly_1

عضوة جديدة

صورة اليوم.. بعد توليه منصب رئيس التأسيسية للدستور

الصور والتصوير

التغير:
1
734

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

لحظة من عمري
لحظة من عمري
خطرت لي هذه القصة مجرد أن رأيت هذه الصوره هو هذا الخليفة الفذ الذي أنار الدنيا بعدله بعدما أظلمت بالجور .
إنه عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم و أمه هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، ولد في حلوان بمصر و والده أمير عليها، و قد شبّ منذ صغره على الدين و التقوى فحفظ القرآن في سنّ صغيرة، ثم أرسله والده إلى المدينة المنورة لينهل من علمائها، فكان يحضر مجالسهم ينصت إليهم و يأخذ عنهم حتى صار فصيح اللسان بالغ البيان، و قد تميّز بحدة ذكائه و نبوغه .
و ذات يوم، و بينما الغلام عمر يلاعب فرسا كانت لهم إذ هبّت الفرس في وجهه فأدمت جبهته و أحدثت بها شجّة بقي أثرها حتى كبره، لكنها كانت الشجة التي أسعدت والده، فقد تذكر ما رآه يوما ما سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المنام، إذ يروى أن سيدنا عمر قام من نومه و هو يقول: من هو هذا الأشج الذي يأتي من بعدي يملأ الأرض عدلا بعدما ملئت ظلما و جورا، و لذلك كانت شجة عمر مصدر خير و سعادة على أبويه.
إلا أن والده لم يلبث أن مات و عمر شابا يافعا في المدينة، فبعث إليه عمه عبد الملك بن مروان ليلحق بهم في دمشق، فلما عاد عمر زوّجه عمه من ابنته فاطمة.
و كان عمر بن عبد العزيز مشهورا بأناقته و لبسه لأفخم الثياب قبل أن يولّى الخلافة، فلما تولاها لم يعد يملك سوى ثوبا واحدا مرقعا، لقد نال الخلافة و لم يتق إليها، و بكى بشدة حتى انتحب حين علم أن ابن عمه سليمان عهد إليه بخلافة المسلمين من بعده، و في أول يوم له في الخلافة بدأت تتفتق ملامح الورع و التقوى في هذا الرجل، فقد خيّر مواليه بين المكوث معه على عشرة دنانير أو التخلي عن خدمته ، ثم ذهب إلى زوجته فاطمة و خيرها بين أن تدع حليها و جواهرها في بيت مال المسلمين (و قد كانت تملك ما لا يعد ولا يحصى من الحلي) أو أن يطلقها، فأبت أن تتركه و تخلت عن كل ما تملك لقاء البقاء مع هذا الرجل الصالح.

و في يوم خلافته أيضا حدث أمر غريب لم يحدث من قبل قط، لقد رعت الشاة إلى جانب الذئب دون أن يؤذيها، فعلم الرعاة أن رجلا صالحا تولى أمر هذه الأمة.
و يروي غلامه فيقول: دخلت يوما إلى بيت عمر بن عبد العزيز فقدمت لي مولاتي فاطمة عدسا، فقلت بازدراء: كلّ يوم نأكل العدس؟ فأجابتني: هذا طعام أمير المؤمنين.

و من شدة ورعه، كان عمر بن عبد العزيز لا يحكم على أحد متعجلا مخافة أن يظلمه، بل يتروى ثلاثة أيام قبل أن يصدر الحكم على رعيته.
لم يحكم هذا الرجل الفذ طويلا، فقد كانت مدة خلافته على الأرجح عامين و خمسة أشهر، عرف الناس خلالها عدلا لم يعهدوه قط، كيف لا و قد كان بيت مال المسلمين يفيض بالخير و البركة و يكفي حاجيات الرعية و يزيد، إلى أن حانت المنية، و يطلب سيدنا عمر من زوجته فاطمة و غلامه أن يخرجا من الغرفة ، فيقفان عند الباب فإذا بهما يسمعانه يقول: مرحبا بهذه الوجوه، ليست بوجوه إنس و لا جان، ثم تلا الآية الكريمة:"تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" لتفيض روحه إلى بارئها.و في تلك الليلة أغار الذئب على الشاة فعلمت الرعاة أن الرجل الصالح قد مات.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة و آتانا ورعه و عدله و حاكما يحكم مثله.